أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - دانيال بايبس - الإقتصاد الإسلامي: ما الذي يعنيه؟














المزيد.....

الإقتصاد الإسلامي: ما الذي يعنيه؟


دانيال بايبس

الحوار المتمدن-العدد: 2055 - 2007 / 10 / 1 - 03:48
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


بينما لا يلاحظ العالم الخارجي إلا قليلا، فإن هناك كمية كبيرة ومتزايدة تزايداً سريعاً من الأموال تُدار الآن وفقاً للقانون الإسلامي أو الشريعة الإسلامية. طبقا لإحدى الدراسات، "بنهاية عام 2005، كانت هناك أكثر من 300 مؤسسة في أكثر من 65 وحدة قانونية سياسية تدير أصولاً تُقدر بحوالي 700 بليون إلى واحد تريليون دولار أمريكي بطريقة متوافقة مع الشريعة الإسلامية."

لقد أصبح الاقتصاد الإسلامي على نحو متزايد قوة لا يستهان بها مع زيادة عوائد النفط وتعدد وتضاعف الآليات المالية الإسلامية، (مثل القروض العقارية بدون فائدة وسندات صكوك). لكن ما معنى كل ذلك؟ هل تستطيع الآليات المتوافقة مع الشريعة أن تتحدى النظام المالي الدولي الحالي؟ هل سيضع النظام الاقتصادي الإسلامي حقاً نهاية للظلم، مثلما يزعم متحمس له، لأن "الدولة سوف تعمل من أجل رفاهية كلّ الناس"؟

لفهم هذا النظام، البداية المثالية هي كتاب" الإسلام والثروة "، الكتاب الرائع لتيمور كوران، والذي كتبه عندما كان أستاذ الفكر والثقافة الإسلامية في جامعة جنوب كاليفورنيا وهو المقرر الدراسي الذي تقوم بتمويله منحة باسم الملك فيصل (لسخرية الأقدار كان الدعم السعودي بهدف الدعوة للاقتصاد الإسلامي.)

يرى كوران، الذي يُدرس الآن في جامعة دوك، أن الاقتصاد الإسلامي لا يعود لرسول الإسلام محمد ولكنه "تقليد مُبتكر مخترع" خرج للوجود في الهند في أربعينات القرن العشرين. إن فكرة نظام اقتصادي "إسلامي متميز وواعي بهويته الإسلامية هو أمر حديث جداً." منذ قرن مضى، كنّا نجد أكثر المسلمين علماً يُفاجئ من فكرة "الاقتصاد الإسلامي."

كانت الفكرة أساساً من بنات أفكار مفكر إسلامي هو أبو العلاء المودودي (1903-1979)، الذي كان يرى في الاقتصاد الإسلامي وسيلة وآلية لنيل العديد من الأهداف: تقليل العلاقات مع غير المسلمين، دعم وتقوية الإحساس الجماعي بالهوية الإسلامية، امتداد الإسلام إلى منطقة جديدة من النشاط الإنساني، والأخذ بأسباب المعاصرة دون تغرّيب (دون السير وراء الغرب أو محاكاته).

لقد انطلق الاقتصاد الإسلامي، بوصفه مبحث علمي أكاديمي، في منتصف الستينات؛ واكتسب زخما مؤسساتيا أثناء ارتفاع أسعار النفط في السبعينات، عندما أمد السعوديون ومصدّري النفط المسلمين الآخرين، الذين كانوا ولأول مرة يمتلكون أموالا ضخمة، المشروع "بمساعدة واسعة."

يزعم أنصار الاقتصاد الإسلامي أمرين أساسين: أن النظام الرأسمالي السائد قد فشل وأن الإسلام يقدم الحل والعلاج. لتقييم الزعم الأخير، يكرّس كوران انتباه شديداً لفهم النشاط الوظيفي الفعلي للاقتصاد الإسلامي، ويهتم اهتماما واضحا بإدعاءاته الرئيسية الثلاثة: أنّه ألغى الربا أو نظام الفائدة، وحقق المساواة الاقتصادية، وأسّس أخلاقيات عمل راقية متفوّقة. ويجد كوران أن الاقتصاد الإسلامي قد فشل فشل كاملا في تحقيق أي منها.

1) " لا يوجد مكان في العالم تم فيه تطهير المعاملات الاقتصادية من الفائدة، ولا تتمتع الأسلمة الاقتصادية بتأييد ودعم جماعي في أي مكان في العالم ". إن آليات وتقنيات المشاركة في الربح والخسارة المعقدة والغريبة، مثل الإيجارة والمضاربة والمرابحة والمشاركة، تتضمّن كلها دفع فوائد يتم إخفاءها بطريقة غير مقنعة. والبنوك التي تدّعي أنها إسلامية هي في الحقيقة " تبدو مثل المؤسسات المالية الحديثة الأخرى أكثر مما تبدو مثل أيّ شئ في تراث الإسلام ". باختصار، لا يوجد تقريبا أي شيء إسلامي في الأعمال المصرفية الإسلامية - وهو ما يُفسر كيف أن سيتي بانك وغيره من البنوك والمصارف الغربية الكبيرة تحوي ودائع متوافقة مع الشريعة الإسلامية بكميات أكبر مما تحوي البنوك والمصارف الإسلامية.

2) لم يتحقق "في أي مكان" هدف تخفيض أو تقليص عدم المساواة عن طريق فرض ضريبة الزكاة. في الحقيقة، يجد كوران أن هذه الضريبة " لا تحوّل الأموال بالضرورة إلى فقراء المسلمين، بل هي قد تحولها بعيداً عنهم ". الأسوأ، أن نظام الزكاة في ماليزيا، الذي من المفترض أن يساعد الفقراء، يبدو أنه يستخدم " كغطاء مريح وكذريعة سهلة للتقدم نحو تحقيق أهداف إسلامية عامة وفي تعبئة جيوب المسؤولين الرسميين الدينيين ".

3) لم يكن لتجديد التأكيد على المبادىء الأخلاقية الاقتصادية أي تأثير يُمكن حسابه على السلوك الإقتصادي. ذلك لأن هناك تضارب وصراع بين بعض عناصر جدول الأعمال الاقتصادي الإسلامي وبين الطبيعة البشرية، وهو أمر شبيه بما كان في النظم الإشتراكية السابقة.

يرفض القرآن المفهوم الكامل للاقتصاد الإسلامي: لا توجد طريقة إسلامية متميزة لبناء سفينة، أو للدفاع عن الوطن، أو لعلاج وباء، أو لتوقعات الطقس، فلماذا المال؟ يستنتج كوران أنّ أهمية أكاذيب الاقتصاد الإسلامي لا تكمن في الاقتصاد، وإنما في الهوية والدين. الخطّة (( تروّج لانتشار تيارات الفكر المعادي للحداثة عبر العالم الإسلامي، كما تتبنّى وتخلق أيضاً بيئة باعثة على القتال والجهاد الإسلامي المتطرف )).

في الحقيقة، من المحتمل أن يساهم الاقتصاد الإسلامي في عدم استقرار الاقتصاد العالمي من جراء إعاقة إصلاحات إجتماعية مؤسساتية ضرورية للتنمية الاقتصادية السليمة." بشكل خاص، إذا قام المسلمون بتحريم دفع أو استلام الفائدة، فإنه يجب نفيهم ودفعهم بعيدا إلى حافة وأطراف الاقتصاد الدولي الهامشية.

باختصار، لا يُمثل الاقتصاد الإسلامي سوى أهمية اقتصادية تافهة لكنه يمثل خطراً سياسياً كبيرا.

ترجمة: ع. ز.

المصنف الإنجليزي الأصلي: Islamic Economics: What Does It Mean?



#دانيال_بايبس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- برج البورصة الشهير يتهاوى.. حريق ضخم يطال مباني تاريخية وسط ...
- برنامج الودائع المحمية يكبد المركزي التركي 25 مليار دولار
- بورصة تل أبيب تواصل التراجع مع تلويح إسرائيل بالرد على إيران ...
- ارتفاع غير مسبوق في سعر الدولار.. أسعار الدولار في البنوك ال ...
- تقرير يكشف أكبر أسواق السلع المصرية في الخارج
- دبي.. طرح ورقة نقدية من الذهب
- مصر.. خفض أسعار الخبز لأول مرة منذ سنوات
- برج البورصة الشهير يتهاوى.. حريق ضخم يطال مباني تاريخية وسط ...
- السعودية.. ارتفاع الأصول الاحتياطية في الخارج إلى أعلى مستوى ...
- قفزة كبيرة في أسعار الألمنيوم والنيكل إثر عقوبات غربية على ر ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - دانيال بايبس - الإقتصاد الإسلامي: ما الذي يعنيه؟