منتدى بغداد للثقافة والفنون برلين
الحوار المتمدن-العدد: 3647 - 2012 / 2 / 23 - 13:49
المحور:
الادب والفن
قبيلة الوهم .. رواية السيرة المُتَخَيّلة
برلين ـ ألمانيا
عن دار كنعان للدراسات والنشر في دمشق صدرت في نهاية يناير 2012 ، رواية جديدة للشاعر والروائي العراقي صبري هاشم وهي بعنوان " قبيلة الوهم " . ويُذكر أن صبري هاشم المولود في البصرة 1952 والمقيم في برلين كان قد أصدر عدداً من الروايات والمجاميع الشعرية نذكر منها " الخلاسيون " ، " خليج الفيل" ، " رقصة التماثيل " ، "هوركي أرض آشور " ، "حديث الكمأة " ، قيثارة مدين " ، " ليلة ترخم صوت المغني " ، " أطياف الندى " ، " جزيرة الهدهد " ، ويُعدُّ الكاتب مِن الروائيين القلائل الذين يعتمدون على تقنيات غير مطروقة في السرد الروائي بالإضافة إلى استخدامه أُسلوباً شعرياً متميزاً حيث أنه يسخّر لغة الشعر لصالح أعمالِه الروائية ، ومن أجواء الرواية نأخذ هذا المقطع :
" نزلْنا ، مثلَ غجرٍ هبطوا مِن السماء ، على ضفّةِ جدول . في ظاهرِ المدينةِ ، مدينة الغرباء ، نصبْنا الخيامَ نحن القبيلة السمراء ، قبيلة الخمرِ والنساء وعَبْرَ الماء صادفتْنا شجرةُ الكستناء . كانت ضخمةً ، عظيمةً ، مجوّفةَ الجذعِ ، فعملْنا مِن تجويفِها حمّاماً لنا ، فيه ننزعُ وسخَ الأيامِ ونتدثرُ باللذّةِ . أثثنا الجدرانَ ورفعْنا عليها المرايا ثم فرشْنا الأرضَ بحصباءَ ملونةٍ أهداها لنا الجدولُ حين آخيناه وحين ألفَنا واطمأنَّ لنا. كنّا ندخلُ فرادى أو إنْ شئنا ندخلُ أزواجاً ، نساء ورجالاً فتهمس المرأةُ منّا في منتصفِ رجلٍ غيورٍ وينفخُ الرجلُ منّا بمنتصفِ امرأةٍ مِن نارِ . كنّا أزواجاً تحرسُنا المرايا وبعضُ الجذورِ النافرةِ مِن أصلِ الجذعِ . كنّا فرادى نتمرأى خلفَ أستارِ الرِّيحِ . مرّةً دخلتُ وحيداً فرأيتُ المرايا تتعرّى مثلي ورأيتُ المرايا تلهثُ مثلي ورأيتُ المرايا تشتاقني . مرّةً دخلتُ المرايا فرأيتُ الأجنةَ تعبثُ بالحصاةِ وترشقُ برفيفِها وردةَ الماء . مرةً كنّا نتجوّفُ مثلَ جذعِ الكستناء فتدخلنا المرايا كالنساء . نحن القبيلةُ السمراءُ نرتشفُ من عيونِ الليلِ عشقاً ونُدفعُ للنماء . نحن القبيلةُ السمراءُ الهابطةُ مِن السماء كالغجرِ لا نعرفُ إلاّ الرحيل والغناء . "
#منتدى_بغداد_للثقافة_والفنون__برلين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟