أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد السعيد دوير - هل يجهض الإسلاميون الثورة المصرية ؟!














المزيد.....

هل يجهض الإسلاميون الثورة المصرية ؟!


محمد السعيد دوير

الحوار المتمدن-العدد: 3645 - 2012 / 2 / 21 - 19:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من النشأة إلي التمدد إلي الانتهازية ...
هل يجهض الإسلاميون الثورة المصرية ؟!

نشأ الإسلام السياسي في المنطقة العربية نتيجة فشل المشروع العربي التحرري في إدارة مجتمعاته ، وتمدد في جسد الأمة العربية لغياب المشروع الوطني أو القومي الذي يستطيع استيعاب الطاقات الخلاقة عند الشباب. واستمر طوال هذه السنوات لاختفاء المثقف العضوي الذي يربط آماله بتطلعات الجماهير وينطلق من بين جنباتهم. وكان طبيعيا استثمار هذه النشأة والتمدد والاستمرار عند أول منعرج أو تحول جذري يشهده أي قطر من الأقطار العربية حتى وان كان هذا التحول بدرجة ثورة.واستثمار الثورة المصرية لدي الإسلام السياسي يعني مزيدا الضغط علي القوي الحية داخل المجتمع سواء كانت الجماعة الثقافية أو الكتل السياسية أو الشباب الثائر لحريته المعرضة مرة أخري للاغتصاب علي أيدي جماعات الإسلام السياسي.هنا يبدو المشهد تكرارا لخطاب سلطوي متعالي قبل يناير من النظام الحاكم حينئذ لا سيما في المؤتمرات السنوية للحزب الوطني المنحل وبعد يناير من أساطين الإسلام السياسي ورموزه، الأمر يبدو وكأنه نوع من الهيمنة التي تعني إصدار مراسيم دينية بما ينبغي أن يكون علي أرض الواقع السياسي . والهيمنة هنا تصبح حاصل جمع ثلاثية النشأة والتمدد والاستمرار.ومن أهم خصائصها : 1- التعامل مع المواطن بوصفة وعاء لاستقبال الأفكار، فهو فرد مسلم ينبغي عليه إتباع أهل الذكر في كل ما يتعلق بضميره وسلوكه واختياراته
2- تجاهل المكونات الحضارية سلبية كانت أو ايجابية.
3- اعتماد العقل التطهيري في نسف كل ما أنتجته البشرية من معرفة طبيعية أو إنسانية.
السؤال الخطير الذي يطرحه المشروع الفكري للإسلام السياسي هو كيف ننتقل بالسياسة الي الدين ؟ بصورة أخري الي أي مدي يمكن تديين السياسة؟ هذا هو سؤال الاجماح السلفي في الإسلام السياسي.وهو كما يبدو سؤال قديم جدا كان يصاغ بطريقة كيف يمكن الانتقال من الإنسان الي الله ؟ طرحه توما الاكويني والقديس أوغسطين وكثير من فلاسفة القرن السادس عشر في أوربا.من النسبي الي المطلق باعتبار النسبي هنا خاصية للمطلق أو أحد تجلياته. فالانتقال يهدف هنا الي إصباغ قدر من جلال صفات المطلق علي النسبي المتغير . استند هيجل في فلسفة الحق علي هذه الفكرة رد كل شيء الي المطلق وأقام سيد قطب نسقه الفكري علي ما يشبه هذه العقيدة الفلسفية حينما انتقد الليبرالية الغربية باعتبارها مظهر للنسبي واحل محلها الشريعة الإسلامية التي غلف بها موقفه النقدي للامبريالية فبدلا من ان يضع الفكر الاشتراكي كبديل علمي للرأسمالية استعلي علي كل هذه المفاهيم وضعنا أمام فكرة مطلقة ومغلقة وأبدية لتحكم النسبي المتغير . وحينما عارض الخوميني الشاه لمحاولاته فرسنة إيران استعلي هو الآخر علي القومية الإيرانية وأحل محلها قيمة مطلقة هي أن الله هو الذي يحكم وليس الإنسان، كذلك فعل المودودي الذي عاش محنة انفصال باكستان عن الهند ووصف القومية الناشئة بالكفر واستعلي عليها وأعلن أنه لا سيادة للشعب بل السيادة لله. هو هنا لا يعني بالله سوي المطلق فلا زمان ولا مكان ولا بشر يسألون عما يفعلون ويحاسبون عليه . وإن كان من زمن يلجأون إليه فهو زمن الأولين وإن كان من مكان يركنون إليه فهو بالتأكيد ليس علي الأرض وإن كان من بشر ليس هم هؤلاء الذين يعتلون منابر العلم أو مقاعد السياسة بشرهم الذين بهم يثقون ممن فارقوا الحياة الدنيا . وبالتالي فهم جماعة لا تري المستقبل سوي في الماضي، والماضي في الصفوة ، والصفوة في الرسل الذين لا يخضعون لقواعد السلوك البشري. هكذا يتداخل الغيب بالواقع والأرض بالسماء والجبر بالاختيار وتختلط الأوراق بين أيدينا ويتوه الناس. وننتقل من البحث عن ثورة لتغيير الواقع الي ثورة لتغيير أفكار الناس كي تتوافق مع الايدولوجيا الإسلامية الوهابية.



#محمد_السعيد_دوير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرشد العام - محمد حسني- طنطاوي
- رفعت الرئيس
- الي أنصار حقوق الانسان في دولة الامارات العربية المتحدة
- أنقذوا طارق سمير إبراهيم من سجون الإمارات
- لماذا خسر اليسار المصري ؟
- الاسلام هو الحل .. والاخوان هم العقدة


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد السعيد دوير - هل يجهض الإسلاميون الثورة المصرية ؟!