الخارجون على القانون ..وبالقلم العريض

عبد الحسين طاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3645 - 2012 / 2 / 21 - 11:40
المحور: كتابات ساخرة
    

الخارجون عن القانون
وبالقلم العريض عفوا هذا المقال اللاذع كتبته عام 2008 واليوم عادت بعض ( العصابات ) تطل برؤسها لذلك اردت اعادة نشره على موقعي في الحوار المتمدن..
كنت اعتقد وأظنني مخطئاً إن الخارجين على القانون هم فقط الذين يوجّهون فوّهات هاوناتهم وقذائفهم ومقذوفاتهم إلى مصافي النفط او الذين يضرمون النار عمداً في وحداتها الإنتاجية لأنهم يريدون إخراج المحتل !!
كنت اعتقد وأظنني مخطئا إن الخارجين على القانون هم الذين يخبئون صواريخ الكاتيوشا في الدرابين الخلفية او بين البيوت الآمنة لتنطلق في الصباحات الباكرة متجهة إلى محطات توليد الطاقة وإلى مطار البصرة الدولي.
كنت اعتقد أيضا وأظنني مخطئا إن الخارجين على القانون هم فقط الذين يتربصون بالأنابيب الناقلة للنفط والغاز والأنابيب الموصلة للمياه الصالحة للشرب ليتناوشوها بالتفجير لكي يخرج المحتل من دبش!!
كنت اعتقد وأظنني مخطئا إن الخارجين على القانون هم فقط الذين يزرعون العبوات الناسفة في طريق سيارات الإسعاف وسيارات الإطفاء وفي شوارع وأزقة الحيانية او الذين يضعون المصائد القاتلة في برك الأوحال المنتشرة في منطقة القبلة او يخبئونها تحت تلال القمامة وفي الزوايا المظلمة كي يصطادوا (وعلى بركة الله ) عمال النظافة والفقراء المعدمين الذين يبحثون في القمامات عن قوت عيالهم لاستخراج بعض علب الألمنيوم وعلب وآواني البلاستك.
كنت اعتقد وأظنني مخطئا إن الخارجين على القانون هم فقط الذين يستولون او استولوا على ميناء ام قصر وميناء ابو الفلوس وميناء .. ماادري شسمه .. فيحكمون سيطرتهم على الكاكات ويلعبون شيش بيش بصادرات العراق النفطية.
كنت اعتقد وأظنني مخطئا إن الخارجين على القانون هم فقط الذين يهربّون النفط ويفرضون الإتاوات على اصحاب محطات الوقود واصحاب ساحات الغاز والذين حولوا الشوارع والساحات العامة الى مواقف ومغاسل للسيارات وفرضوا عليها( المعلوم) ضريبة خاصة لها أسماء معروفة وشائعة وقد صارت محل تندّر وضحك وغمز ولمز.
كنت اعتقد وأظنني مخطئا إن الخارجين على القانون هم الذين استولوا على تجارة المشروبات الروحية ( ويا عيني ) أخذوها عنوة وبطريقة الحوسمة من اصحابها الذين كانوا يعتاشون بها وعليها وحولوها الى تجارة مافيات منظمة بعد إن رفعوا أسعارها إلى خمسة أضعاف عما كانت عليه وبدلاً إن تباع في محلاتها المعروفة الخاصة بها صارت اليوم تباع بين بيوتنا وتحت مؤخراتنا ( تحت .... على حد تعبير حنون آل محمد ) كنت اعتقد وأظنني مخطأ إن الخارجين على القانون هم فقط الذين يغتـالون الحلاقين ولا ادري لماذا ؟ ربما لأنهم يحلقون اللحى ويبقون على الشوارب؟
كنت اعتقد وأظنني مخطئأ إن الخارجين على القانون هم فقط الذين يقطعون رؤوس النساء ويتشفون ( يتلذذون ) بتعذيب الفتيات ربما لأنهن جميلات يشبهن الورد وحور العين وربما لأنهن يرتدين الزي الكلاسيكي زي العكربة كما يعبرون عنه الشباب.
كنت اعتقد إن السماء ستتساقط كسفا على رؤوس الظالمين.... وكنت وكنت ولكن أوقفني صاحبي حنون آل محمد عن تلاوة مسودة سطوري وأنا اكرر كنت اعتقد وكنت أعتقد.....و..أَظنن...ي مخطئأ ...
لقد نفد صبر حنون وصرخ في وجهي: اذا كنت تعتقد إن هؤلاء وحدهم هم الخارجون على القانون وبس فأنــت مخطئ و"سبعين مخطئا" جذب نفساً من سجارته وأومأ بسبابته الى مسودة المقالة قائلاً: اكتب عن لساني .....وكتبت: حنون يعتقد. انتفض في مكانه وقال: لا اكتبْ حنون يجزم. فكتبت كما أراد وبالنص: حنون يجزم وهو صادق إن الذين يأخذون الرشوة على استخراج "جناسي" لأولادنا ويأخذون مثلها من أجل وضع (الفسفوره)عليها هؤلاء خارجون على القانون ونص والذين يطلبون البراطيل على جوازات السفر كي يكون جواز سفر المواطن نمره جي او نمره كي او نمره ما ادري شسمها هم خارجون على القانون وثلاثة أرباع الذين يفرضون اوراق من الدولارات على الوظائف العامة فهؤلاء خارجون على القانون وأولاد......... لله يلعنك..يا شيطان .....!! و الذين ...وستدرك قائلاً اعني مدير المدرسة الذي يسمح لبعض مدرسيه ابتزاز طلابه او المدير الذي يبحث في مخابئه ليظهر له مناسبة عطلة من جيب الورج كي لا تنتظم الدراسة في مدارسنا والدوام في دوائرنا وتصبح الأمور فوضى هذا المدير أو المديرة او المدراء او ال...المديرات.. العامات؟ او المدراء العامين أو الوزير والوزيرات وحتى الغفير والغفيرات يحق لنا وضعهم في خانة الخارجين على القانون والخارجين على العرف التربوي والإداري .....و... طالت قائمة حنون وهو يردد الِذي والذي بكسر اللام طبعاً حاولت تلطيف الجو كي أخلص نفسي من لِذيات حنون، قلت له: صارت سالفتك كما يقول اللغويون بالتي واللتيا فردّ حنون وهو في كامل حماسته : أي نعم بالذي واللذيا ....وبالغلم العريض .؟؟
نشر في عمودي على جريدة الأخبار /العدد222/الثلاثاء13 أيار /2008 شكرا

#عبد_الحسين_طاهر (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل