أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باسم المنذري - المنقذ والديمقراطية














المزيد.....

المنقذ والديمقراطية


باسم المنذري

الحوار المتمدن-العدد: 3644 - 2012 / 2 / 20 - 22:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ ان عرف ألأنسان الخوف من حالات الطبيعة والظواهر التي لم يجد لها تفسيرآ ومنذ أن عرف وطأة الظلم ألأجتماعي بعد أنقسام المجتمع الى طبقات ، بدأ يبحث عن تفسيرآ لهذا الخوف وهذه الظواهر وهذا الظلم ، وبدأ يبحث عن منقذ من كل هذا .
وقد تنوع هذا المنقذ أو المخلص وتنوعت درجة التشبث والتمسك به مع تطور المجتمع صعودآ نتيجة تطور وسائل ألأنتاج . فبعد ان توسل ألأنسان بالكواكب كالشمس والقمر والنجوم وبعض الرقى والحيوانات ، حتى وصل ألأمر به الى عبادة كل هذه ألأشياء كي تحميه من الخوف والظلم . فقادته عبادته المتواصلة لها عن عجز هذه المعبودات عن أنقاذه من كل الحالات والظواهر التي لم يجد لها تفسيرآ .
فأستطاع ان يصل الى نتيجة، ان كل هذه الظواهر لها سبب هو الذي يدفعها أو يأمرها على هذه الحالة التي تسبب له هذه المخاوف ألا وهو خالق واحد لاشريك له . ثم جاء من يطرح نفسه رسولآ من الرب وواسطة بين البشرية والخالق الواحد لتنظيم الحياة ، إلا ان الظلم مافتيء مع ذلك ملازمآ لحياة ألانسان مما جعله متطلعآ الى منقذ أو مخلص لابد أن يبعثه الرب حتمآ . ومقاربة لهذا ،حدثت ثورات عديدة في العالم كان قادتها يخاطبون المظلومين بأنهم جاؤوا لأنقاذهم من الظلم ،ولكن سرعان ماتفشل تلك الثورات ليعود الظلم أكثر من ذي قبل وأشد وطأة بعد أن يدفع المظلومين ضحايا كثيرة من أرواحهم ويبقى أمر المنقذ هو ألأمل الوحيد لدى الشعوب المقهورة لخلاصها من حياة الجوع والقهر وألأستبداد . وقد تلقفت النظم القمعية هذا الحلم بتحويله وسيلة لتخدير هذه الجماهير وعملت ونجحت في ذلك بترويج فكرة طلتها بكثير من الخير والعدالة والمساواة والعيش الكريم والرفاهية بأن الله سوف يبعث منقذآ ولابد ان يبعثه حين يشتد الظلم والجور من الحاكمين وظلم ألأنسان للأنسان وقلة العبادة وغيرها وبالتالي سيندحر هذا الظلم والجورالى غير رجعة . وطالما ان المنقذ لم ترسله السماء بعد فمعنى ذلك أن الظلم والجور غير متوفرين بالنظام السائد مما يستوجب الخروج عليه . وقد تلقفت الجماهير هذا الطعم الفكرة وأمنت السلطة غضب الجماهير المسحوقة بعد ان بلع المقهورون الطعم .
ومما تجدر ألأشارة اليه ، ان موضوع المنقذ والمخلص يشغل ركنآ هامآ في تراث كل الشعوب وخاصة تلك الشعوب التي تعيش تحت ظلم ألأستبداد والقهر ألأقتصادي وألأجتماعي والتي تعجز عن أمكانية التغيير للأنظمة الحاكمة مقابل امكاناتها المتواضعة وقبضة السلطة وبطشها . فتبقى هذه الشعوب مخدرة بوهم خروج المنقذ الذي بات يتناقل عبر ألأجيال ولاتفعل شيئأً سوى ألأنتظار والتضرع بالدعاء لفك أسره مع ألأستكانة وجلد الذات أملآ بملأ ألأرض بالعدل والقسط ، ولامجيب سوى مزيد من الظلم والقهر .مع العلم أن العالم الذي يحيط بهذه الشعوب المستكينة المستسلمة للفكرة قد شاع فيها العدل بين سكانها ولوبشكل نسبي ومتفاوت وأمتلآت خيراتهم بيوتهم ورفاهية الحياة وألأستقرار عبر نظام شيده ألأنسان بنفسه ومن دون مخلص يأتيها من الغيب بل من الواقع .
غير أن المفارقة أو ألأشكالية التي ينبغي ألألتفات اليها من قبل الشعوب المقهورة والتي آمنت بفكرة المخلص والتي تفترض خروجه لأنقاذهم هي نضالات الشعوب من أجل تحررها من النير وألأستبداد وأقامة أنظمة ديمقراطية ونظام أقتصادي متوازن يؤمن العيش الكريم لها ولأجيالها وبهذا يكون أنحسار الظلم والجور عبر تحقيق العدالة ألأجتماعية وهو ما يفسر لنا الموقف المعادي للديمقراطية الذي تعتمده كافة الحركات التي تجعل من أسم المنقذ شعارآ لنشاطاتها وذلك لأن الديمقراطية وبناء النظام ألأقتصادي الذي يحقق العدالة تقلص مساحة الظلم وتمنع خروج المنقذ وتحقيق الوعود المرهونة بخروجه وهو مالا يتناسب مع نهج هذه ألانظمة وهو مايفسر لنا أيضآ سبب ألعداء للديمقراطية وتحالف هذه الحركات مع نظم ألأستبداد والقوى الرجعية لغرض ديمومة حكمها وسطوتها لهذه الشعوب وأستغلال طاقاتها وثرواتها لتنمية ثرواتهم الشخصية على كاهل ألأنسان المسحوق .



#باسم_المنذري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التخلف ألأقتصادي - ألتخلف ألأجتماعي


المزيد.....




- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باسم المنذري - المنقذ والديمقراطية