أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناجح فليح الهيتي - قصتان قصيرتان جداً














المزيد.....

قصتان قصيرتان جداً


ناجح فليح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3643 - 2012 / 2 / 19 - 20:31
المحور: الادب والفن
    


قصتان قصيرتان جدا ناجح فليح الهيتي

1-البطاقة الشخصية
بعد الانتهاء من تناول طعام الفطور سألت أخي الذي درس الميكانيك وأفتتح له ورشة لتصليح المعدات الثقيلة لماذا لم يذهب إلى العمل ؟
قال:أنه ينتظر إمام وخطيب الجامع الكبير للسفر معه إلى مدينة أخرى لفحص ومعرفة صلاحية معدة ثقيلة يريد الشيخ شراءها,ولما عرفت المدينة التي سيسافران إليها قلت لأخي لي صديق في تلك المدينة لم ألتق به منذ مدة طويلة وسألته:هل بإمكاني السفر معكما لرؤيته؟
قال أخي: لامانع في الوقت الذي وصل الشيخ يقود سيارته بنفسه,ركب أخي في المقعد الأمامي بجانب الشيخ وركبت أنا في المقعد الخلفي,وبعد ان قطعت السيارة خمسة كيلومترات تقريباً قال أخي بلهفة كالخائف:شيخ أرجع,أرجع, أرجع إلى البيت
سأل الشيخ والسيارة تسير بسرعتها دون توقف :لماذا؟
قال أخي:لقد نسيت بطاقتي الشخصية
قال الشيخ إنك لست بحاجة لها
قال أخي:إني أحتاجهالأبرازها أمام نقاط التفتيش لأجل أثبات شخصيتي
قال الشيخ: قلت لك إنك لست بحاجة لها
قال أخي:إني أخاف أن أحتجز في أحدى نقاط التفتيش لعدم تمكني من أثبات شخصيتي
قال الشيخ:إنها معي
قال أخي متعجباً:أعطني البطاقة أن كانت حقاً معك لأراها ,فرفع الشيخ يده ووضعها فوق عمامته التي كان يعتمربها في رأسه وقال:هذه هي البطاقة الشخصية لك ولجميع العاملين معي
نظر أخي إلى الشيخ متفحصاً فضحك وسكت ,لكني أخذت أفكر فيما قاله الشيخ وما سيكون عليه المستقبل القريب ...
2-العزاء

لم يكن من عادتي ان أحضر مجالس العزاء لأنها أصبحت ترفا يتباهى به وأخذت تمد إلى سبعة أيام يتم أكمالها بالجلوس بالبيوت , و حين توفت جارتنا نصب سرادق كبير في الجهة الأخرى من الشارع أمام بيتي مجلساً للعزاء فأصبحت حين أخرج من بيتي وأدخله تحت نظر أولاد المتوفاة وأقربائها الذين كانوا يجلسون في بداية السرادق لاستقبال المعزين وتقبل عزاءهم مما تسبب في حرج شديد لي وعرضني للخجل دفعني لحضور المجلس ,فدخلت السرادق وجلست على أريكة لم يكن عليها أحد بعيداً عن الجالسين ,و بعد دقائق قليلة جاء صديقي الطبيب الأخصائي بالإمراض الباطنية والقلبية والعصبية والنفسية إلى المجلس وقادته قدماه إلى حيث كنت أجلس فجلس معي على الأريكة ,وبعد أن قرأ الفاتحة وشرب القهوة جاء أحد أبناء المتوفاة فسلم عليه وجلس بيني وبينه على الأريكة وسأله : كيف يعمل بأخويه المصابين بأمراض عقلية ونفسية اللذين يراجعانه للعلاج؟
لم يجب الطبيب على السؤال
أعاد السائل السؤال على الطبيب مرةً أخرى؟
تشاغل الطبيب عن الإجابة بالحديث معي ولم يجب
كرر السائل سؤاله للمرة ثالثة؟
فقال الطبيب:دع عنك أخويك ,أهتم أنت بنفسك ,عالجها لأنك مصاب بالمرض الذي أصيب به أخواك و أضاف أني أقول لك بصراحة أن جميع أفراد عائلتكم بلا استثناء مصابون بأمراض عقلية نفسية ..
فقام السائل مذعوراً كأنه لدغ بعقرب وقال للطبيب: سأعود إلى مكاني أستقبل المعزين وأتقبل عزاءهم ليس لوفاة والدتي بل لأني أنا وجميع أفراد عائلتي مصابون بأمراض عقلية ونفسية ومشى ,فشيعه الطبيب بنظرة رثاء وأخذ يحدثني عن ذكرياته في هذه المدينة التي عمل فيها طبيباً سبع سنين قبل أن يسافر إلى المملكة المتحدة في بعثة للدراسة والتخصص ..
استأذنت صديقي الطبيب للخروج فقام معي وقال سنخرج سويةً لأني أريدك أن ترافقني للقيام بجولة في المدينة بسيارتي لأرى ما تغيرمن معالمها ا لقديمة ..
بعد انتهاء الجولة دعوته للعشاء والبقاء معي إلا أنه اعتذر متعللاً بالسفر, فودعته وتذكرت أنه هو أيضاً قد أصيب بمرض نفسي لا زال يعاني منه , لأنه أحب فتاة من أقرباء والدته تزوجها سرا وجاء بها معه إلى المدينة في بداية عمله طبيباً فيها إلا أن والده حين عرف بالأمر أجبره على طلاقها وزوجه فتاة من أقربائه فتخصص أيضاً بالأمراض العقلية والنفسية إضافة إلى تخصصه الذي أرسل من أجله في بعثة.




#ناجح_فليح_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقتطفات من رواية لم تنشر بعد بعنوان حب واعترافات شاعرة على ا ...
- قصة قصيرة جداً-الفيلسوف
- ست قصص قصيرة جداً
- الاصطدام
- قصيدة
- الفيلسوف الراحل مدني صالح ومدينته الفاضلة
- موسم الهجرة إلى الشمال والمقابسات الشكسبيرية
- القلادة


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناجح فليح الهيتي - قصتان قصيرتان جداً