أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - قراءة في رواية -هوان النعيم-














المزيد.....

قراءة في رواية -هوان النعيم-


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3641 - 2012 / 2 / 17 - 23:00
المحور: الادب والفن
    


هوان النعيم ومرارة النكسة
قراءة في رواية "هوان النعيم" للكاتب جميل السلحوت
نسب أديب حسين

يطل علينا الكاتب الشيخ جميل السلحوت بإصدار رواية"هوان النعيم" في كانون الثاني 2012، لتكون الجزء الثالث من روايتي "ظلام النهار" و"جنة الجحيم" عن دار الجندي للنشر والتوزيع.
يدور محور هذه الرواية حول حرب 1967، عن وقع الحرب على سكان السواحرة في جبل المكبر جنوب شرق القدس. يتناول الكاتب الأحداث بإسهاب، وبإيراد بعض القصص التي تناقلها الناس حول المعاناة واستشهاد عدد من سكان المنطقة، ويخوض غمار القضايا التي شغلت المقدسيين في تلك المرحلة، الصدمة بحلول الهزيمة، والتغييرات في نمط الحياة في ظل الاحتلال، كالحصول على الهويات والتغيير في مناهج التعليم.
يتطرق الكاتب بوضوح وفي أكثر من موقع الى اللقاء ما بين المقدسيين والفلسطينيين الباقين على أراضيهم عام 1948، والاغلاق الذي تعمدت اسرائيل أن يكون عليهم، فانقطعت أخبارهم عن باقي الأمة العربية وعن باقي الفلسطينيين، فاختلفت الأنباء عنهم، وحاول المقدسيون الابتعاد عنهم ظنًا منهم أنهم عملاء، فتدخل إمام الأقصى محاولا توضيح الأمور، وإزالة سوء الفهم في المواقف وتأكيد وطنية الفلسطينيين الباقين على أراضيهم. ويظهر اللقاء أيضًا في رحلة خليل وجريس وداود وعبد المجيد من جبل المكبر الى الناصرة، حيث يلتقون أقارب جريس ويتحاورون ويتعرفون على الناصرة. ويتطرق الكاتب الى ما آلت اليه أحوال فلسطينيي الداخل وما يلاقون من معاناة جراء الاحتلال، والخوف على القدس من أن تؤول أحوالها الى ما آلت إليه أحوال مدن فلسطينية في الداخل مثل حيفا وعكا وغيرها، فيما نرى الأمل يلوح على شفاه المقدسيين بأن اليهود سينسحبون، وأن الدول العربية لن تصمت على احتلال القدس.

لقد وُفق الكاتب في نقل الحقبة التاريخية، وطرح التيارات الفكرية التي كانت متداولة حينها، لكن هذا أثر كثيرًا على النص الأدبي، وجعل من الرواية رواية تأريخية في طابع سردي، كما وأثر على نمو شخصيات الرواية.
ظهرت شخصية أبو سالم التي استمرت من الجزء السابق الشخصية الأكثر نموًا وحياةً واستمرارًا في نهجها بالمحاباة، إلى أن وصل أبو سالم الى العمالة، ليكون كلبًا للمخابرات الاسرائيلية.
أما خليل الأكتع الشخصية الأبرز في الأجزاء الثلاثة، والتي ظهرت مع بداية رواية ظلام النهار، واستمرت ونمت في جنة الجحيم، وانتهت الرواية بلقاء خليل بأخيه البريطاني، وصديقته ستيفاني والبروفيسورة جاسيكا التي كانت لها مآرب في الحفريات في القدس، لم يتطرق الكاتب الى هذا، وانطلق الجزء الثالث بظهور خليل في مظاهرة، لقد لاحظت أن شخصيّة خليل في بداية الرواية كانت شخصية قائمة من دم ولحم أكثر مما كانت في باقي أقسام الرواية، ففي أحيانٍ كثيرة شعرت أن خليل مجرد اسم ووجود، يستخدمه الكاتب لينقل لنا ما يرى في القدس أو الناصرة، أو ليوصل معلومات يود لنا أن نعرفها، وقلما انطلقت الشخصية بعيدًا عن الخيوط التي يحركها بها الراوي. من النقاط التي لا تصب في مصلحة الرواية، أنه قد وردت أحيانًا بعض القصص من أحداث الحرب بطريقة غير ملائمة مع سير الحدث، مثل ذكر قصة استشهاد محمد عبد، معلم الرياضة صفحة 36 التي لم تكن ملائمة لسياق الحدث حيث أدرجت، الإسهاب في ذكر بعض التفاصيل، أضعف النصّ أحيانًا، كذلك تكرار بعض المعلومات مثل إيراد أن عدد الفلسطينيين الذين بقوا في أراضيهم عام 1948 كان 150 ألف ثلاث مرات على ألسنة ثلاث شخصيات في الرواية كان أمرًا مثقلا.
توقف الكاتب في هذا الجزء عن استخدام اللغة العامية المحكية على ألسنة كبار السن، كما عوّدنا في الأجزاء السابقة، وفي رأيي فإن استخدامها في الأماكن المناسبة يلائم بصورة أفضل روح النصّ.

مما أعجبني في الرواية محاولة الكاتب الحفاظ على (ذاكرة المكان) ليصحبنا الى البلدة القديمة، ويخبرنا كيف هُدمت حارة المغاربة، لتتحول الى حارة اليهود اليوم، وأن باب الأقصى الرئيس قد هُدم، وأقيم على مساحة أقدم مقبرة إسلامية في القدس متنزه، وذِكر الجدار الذي كان قائما ليفصل ما بين القدس الغربية والشرقية، سادًا مدخل الباب الجديد مارًا في منطقة المصرارة، وتفاصيل أخرى كثيرة يستفيد منها القارئ الشاب.

أخيرًا نجد أنفسنا أمام عملٍ أدبي قيّم في طرحه، يرسخ ذاكرة وهوية المكا ن، ويقدم فائدة بالغة للقارئ، لتستمر جولة رائعة بمرافقة الكاتب تاريخيًا وجغرافيًا في المدينة المقدسة.



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خضر عدنان المدافع عن كرامته وكرامة شعبه
- البكاء على سوريا
- بدون مؤاخذة- فشل القوى القومية واليسارية
- (يوميات امرأة محاصرة) في ندوة اليوم السابع
- سما حسن في مجموعتها القصصية الجديدة
- فوز التيارات الدينية ليس مفاجئا
- أدب السجون
- تكريم نسب ومروة في ندوة اليوم السابع
- نسب ومروة نجمتان في سماء القدس
- رواية-عناق الأصابع- في اليوم السابع
- اللي فات مات
- -ورد القوافل- في اليوم السابع
- نفحات قلب ماجد الدجاني في اليوم السابع
- الحوار المتمدن والعلمانية
- بين التطبيع والتضبيع وأزمة المصطلح
- في فلسطين مافيا من نوع آخر
- -عناق الأصابع- ومعاناة الأسرى
- رحيل أمريكا عن العراق
- ندوة اليوم السابع تحتفي بالروائية ديمة السمان
- قلب ماجد الدجاني مليء بالحب والحزن


المزيد.....




- مغني راب أمريكي يرتدي بيانو بحفل -ميت غالا- ويروج لموسيقى جد ...
- فنانو أوبرا لبنانيون يغنون أناشيد النصر
- 72 فنانا يطالبون باستبعاد إسرائيل من -يوروفيجن 2025- بسبب جر ...
- أسرار المدن السينمائية التي تفضلها هوليود
- في مئوية -الرواية العظيمة-.. الحلم الأميركي بين الموت والحيا ...
- الغاوون:قصيدة (مش ناوى ترجع مالسفر )الشاعر ايمن خميس بطيخ.مص ...
- الشاعر الفلسطيني مصعب أبو توهة يفوز بجائزة -بوليتزر-
- الثقافة العربية بالترجمات الهندية.. مكتبة كتارا تفتح جسرا جد ...
- ترامب يأمر بفرض رسوم جمركية على الأفلام السينمائية المنتجة خ ...
- إسرائيل: الكنيست يناقش فرض ضريبة 80? على التبرعات الأجنبية ل ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - قراءة في رواية -هوان النعيم-