أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - بهروز الجاف - دول الخليج والربيع العربي والتغيير المحتمل في الخريطة الجيوسياسية















المزيد.....

دول الخليج والربيع العربي والتغيير المحتمل في الخريطة الجيوسياسية


بهروز الجاف
أكاديمي وكاتب

(Bahrouz Al-jaff)


الحوار المتمدن-العدد: 3641 - 2012 / 2 / 17 - 13:06
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لاشك في ان اهم العوامل الداخلية التي كمنت وراء الانتفاضات الشعبية في عدد من الدول العربية كانت انعدام الحرية والفقر وفقدان العدالة الاجتماعية سواء في حق ممارسة الحكم أو توزيع الثروات والتي القيت جميع تبعاتها على عاتق حكومات جثمت لفترة طويلة على صدور شعوبها فكانت مطالبة جماهيرية باسقاطها على أمل افساح المجال لنشوء حكومات ديمقراطية تبيح للمواطن حق اتخاذ القرارات المصيرية المتعلقة بواقع ومستقبل ومصلحة بلاده من خلال سن دستور يضمن له حرية التعبير والرأي والمشاركة في القرار السياسي. ولعل الشكل الانفجاري الذي رافق تلك الانتفاضات، بسبب ضخامة الحاجة الى التغيير، قطع الطريق على العمل الجاد والمثابر من قبل القوى الاجتماعية والثقافية وثلة المتنورين التي طالما انتقدت الواقع وحثت الرأي العام وتمرست في كشف العيوب وتحليلها ومن ثم طرح الحلول العقلانية لها، فكان أن تسلمت لجام الانتفاضات حركات واحزاب منظمة كلاسيكية طالما تربصت لانظمة الحكم في السابق فأجاءها طالعها بالفرصة لتكون هي البديل المنتظر!
ولو جرى تعشيق العوامل الداخلية بالخارجية منها ، والتي كان لها الدور الحاسم في تأجيج الانتفاضات، لتبين بان الجاجة الى تغيير الانظمة وتبديل الخريطة الجيوسياسية لمنطقة الشرق الاوسط هي حاجة عولمية تفرضها معطيات مرحلة مابعد الحرب الباردة واستفراد الولايات المتحدة الامريكية ومن وراءها العالم الغربي بالهيمنة على العالم. فالعوامل الخارجية الظاهرة لاذكاء نار الانتفاضات في الشرق الاوسط هي الدعوة الغربية المعلنة لنشر مفاهيم الديمقراطية التي ابتدأت مسيرتها بدول المعسكر الاشتراكي السابق والتي تحط رحالها اليوم في البلاد العربية، ولاتكتم هذه الدعوة الأمل في الهيمنة المستقبلية لعالم الانجلوسفير (الدول الناطقة بالانجليزية) ساعدتها في ذلك سرعة مسيره العولمة ولغة الأنترنت والتي هي احدى وسائل الصراع الذي ارادته الحضارة الغربية ان يكون مع حضارات العالم المختلفة، أما مايتعلق باوربا فان ازمة منطقة اليورو تلقي بضلال من الشك والريبة على مستقبل الدول الاوربية المنظوية في منظومتها، باستثناء بريطانيا التي تعد الأب الروحي لمنطقة الانجلوسفير، وحاجة تلك الدول لمصادر الثروة المتمثلة اليوم بنفط الشرق الاوسط لاستعادة حيويتها والامساك بزمام المبادرة على المدى القريب.
ان الواقع الجيوسياسي لمنطقة الشرق الاوسط في المرحلة الراهنة يتمثل بشكل اساسي بثلاث مضاهر عامة هي المرحلة الانتقالية للتغيير وتأجيل الصراع العربي الاسرائيلي الى أجل غير مسمى من خلال تفكيك ماكان يسمى بمحور دول المواجهة العربية مع اسرائيل والعداء الايراني- الغربي. وهنا يكمن السؤال عن السيناريو المحتمل أو الذي تعده الولايات المتحدة أو الغرب، في الخفاء، لتغيير الخريطة الجيوسياسية لما بعد التغيير وتحييد الموقف الايراني. فمما لاشك فيه ان ايران تعد اليوم الخصم الأكبر لتوجهات الهيمنة الامريكية وبروزها كقوة اقليمية كانت الولايات المتحدة قد ساعدت في تكوينها من خلال انهيار المعسكر الاشتراكي واجتياح افغانستان والعراق واضعاف الدول العربية أضافة الى العوامل الداخلية التي جعلت من ايران بلادا مكتفية ذاتيا وتطلعها لأرساء قاعدة صناعية وعسكرية وعلمية رصينة تجعل منها دولة محورية. ويشير الواقع السياسي أيضا الى ان الخشية الرئيسية من تنامي النفوذ الايراني هي مستقبل اسرائيل ودول الخليج العربية على حد سواء. ولعل دواعي هذه الخشية ليست بخافية على أحد، كما ان التعاون بالضد من هذه الخشية بين دول الخليج واسرائيل يتمثل بشكل لا لبس فيه في الدور الخليجي، والقطري منه بالذات، في تسهيل أمر التغيير في الشرق الاوسط. ان التخبط الواضح في فهم الدور الخليجي هو بسبب القراءة التقليدية الخاطئة للواقع السياسي المتمثل، شكلا، بمناصرة التحولات الديمقراطية من قبل أنظمة الخليج اللاديمقراطية والتي يخيل للمراقب السياسي بأنها في منأى عن رياح التغيير الا ما اعتراها من العامل الطائفي كما في مملكة البحرين. ان قراءة معمقة في الواقع السكاني وعولمة العمل وضيق دائرة الطبقة الحاكمة في دول الخليج تجعل من هذه العوامل حاسمة في تحديد الاطار الجيوسياسي لمستقبل هذه الدويلات التي لايميزها اليوم سوى انها قوى مالية فاعلة في المنطقة. أما ما ترمي اليه دول الخليج من خلال تدخلها المباشر في اسقاط عدد من الانظمة العربية فهو المفارقة التي أتت بها صحيفة صحيفة اخبار الخليج في عددها 12382 في يوم 16 فبراير 2012 حين اشارت الى " المتغيرات المتوقعة في المنطقة بلا شك ستعيد الدول الكبرى هي الأخرى حساباتها ورصد مصالحها ونصيبها في الوضع الجديد، بحيث أصبح شبح اتفاقية «سايكس بيكو» الخاصة بإعادة تشكيل المنطقة بنشوء دول جديدة ووضع مناطق تحت السيطرتين البريطانية والفرنسية - يحوم اليوم حول المنطقة، خاصة أن الدول العربية في حالة مشابهة ولاتزال أطماع الدول الغربية في التحكم في عمليات التحول السياسي التي تجري في العالم العربي مستمرة، من أجل خروج أنظمة موالية لها من رحم تلك الثورات التي شهدتها بعض الدول العربية خلال عام 2011" وعليه فقد رأت في تدخل الدول الخليجية مواجهة للغرب بقولها " وأمام تلك التحركات والأطماع الخارجية في العالم العربي الجديد، فقد أصبح من غير المعقول أن يظل النظام الإقليمي العربي في حالة الموت السريري التي يعيشها الآن، وأن يظل لا يوجد ما يجمع العرب سوى غرفة اجتماعهم أثناء القمم العربية، في حين تمتلك بعض الدول العربية من المقومات التي تمكنها من إفشال المخططات الغربية في المنطقة"، اذن هكذا وبكل بساطة تتدخل دويلات الخليج للوقوف بوجه امريكا والغرب!! ان الوقائع المستندة على الواقع الحالي في دول الخليج ومسار الهيمنة الامريكية ومستقبل اسرائيل هي المحرك الأساس للدور الخليجي الذي يشارك اليوم بقوة في اتمام فناء نفسه وتشكيل خريطة سياسية جديدة تجعل من دويلات الخليج العربية الحالية، وخصوصا قطر ودولة الامارات العربية المتحدة، دولا غير عربية يمهد لها اضعاف الدول العربية وتدمير ايران وبالتالي التغيير المستقبلي في أنظمة الحكم في دول الخليج من خلال منح حق التجنس والانتخاب والترشيح للمهاجرين الاجانب في هاتين الدولتين، على أقل تقدير، والذي أصبح جاهزا للتطبيق لاتعيقه سوى بقايا من التظامن العربي والقوة الايرانية المستندة على اجندة اسلامية وأقليمية. ففي مقابلة للقناة الفضائية القطرية مع الفريق (ضاحي خلفان) قائد عام شرطة دبي وعضو المجلس التنفيذي في حكومة دبي، تمحورت حول قضية تأثير العمالة الوافدة على الخليج، ذكر خلفان: " إذا ظل تدفق المهاجرين موجود والتكاثر موجود والعولمة موجودة قد تأتي بثقلها وإرهاصاتها ونصبح أمام القوانين الأممية أن توطن كل من عاش عندنا لعدد معين من السنوات ، وبالتالي إذا فرضت علينا أنظمة الصناديق والتصويت ونحن نشكل نسبة 20% أو 15% سنصبح في حرج شديد فمن غير المعقول أن تدير النسبة القليلة نسبة الأغلبية ". ان الذي لاشك فيه هو المستقبل المنظور هذا لدول الخليج وليس الكلام الهراء القائل بوجود فراغ دولي وفراغات في القيادات العربية دفعت بدول صغيرة مثل قطر الى التمدد لملء تلك الفراغات.
و اليوم تٙعد جهات اكاديمية ومراكز ابحاث استحدث في دول الخليج الدراسات والبحوث الممهدة لهذه التحولات من خلال جمع وتجهيز البيانات الدقيقة لهذا الغرض. ففي دراسات تضمنها التقرير الصيفي لمركز الدراسات الدولية والاقليمية التابع لكلية الخدمة الخارجية في قطر لعام 2011 والذي هو حرم تابع لجامعة جورج واشنطن الامريكية، وهي الجامعة الكاثوليكية اليسوعية الاقدم في الولايات المتحدة الامريكية، الذي نشر بعنوان (العمالة الاجنبية في الخليج) و شارك في اعداد مباحثه الاثني عشر، عشرون باحثا جاء فيها: " ان مايميز دول مجلس التعاون الخليجي هو مدى التوازن في قوة العمل الإقليمية ديموغرافيا بحيث يميل للغاية لصالح الأجانب أكثر من السكان المحليين فالعمال غير الوطنيين يفوق عددهم عدد المواطنين بنسبة كبيرة في معظم دول الخليج وفي العديد من القطاعات" واشار مبحث آخر الى " تقدم في التنسيق العالمي حول القواعد المشتركة الاقتصادية والقانونية يميل إلى أن يلقي ظلالا من الشك على نجاح شرعية الثقافية الداخلية الوطنية في دول الخليج". ولعل النشرة التي اصدرتها مؤسسة سيميك (Conservative Middle East council) بعنوان (تأئيرات الربيع العربي في السياسة البريطانية، اكتوبر 2011) اشارت بوضوح الى وجوب اصلاح نظام عقود العمالة في دول الخليج بالاستناد الى التغيير بمساعدة خارجية بحجة قلق القيادات الحاكمة من التغيير الهرمي من أعلى الى أسفل.
مما لاشك فيه فان الصراعات العسكرية و السياسية عبر التأريخ ادت الى تغييرات في الخريطة الجيوسياسية للبلدان الواقعة ضمن حدود الصراعات كما في انفصال بنغلاديش عن الهند عقب الحرب الهندية الباكستانية في عام 1970 ونشوء الادارة الكردية في اقليم كردستان العراق بعد حرب الخليج في عام 1991 وحالات كثيرة جدا اعقبت الحربين الكونيتين الاولى والثانية، وبالعودة الى فهم العلاقات المتنامية بين دول الخليج وخصوصا قطر مع اسرائيل ومصلحتهما في اضعاف دول الشرق الاوسط يتبين بعين الموضوعية التمهيد الذي يعد له في تحويل دول الخليج العربية مستقبلا الى دول غير عربية بقرار دولي واحد يجيز لكل مقيم في دول الخليج أن يرشح نفسه ويدلي بصوته ضمن نظام ديمقراطي مثل ذلك الذي تساهم دول الخليج في رسوخه الآن عبر يدها الطولى في الربيع العربي، والمرجح أن تكون لغاتها الرسمية هي اللغة الانجليزية لمحاكاة الواقع الديموغرافي والاقتصادي لها وبالتالي دورانها في فلك العالم الانجلوسفيري الذي عملت الولايات المتحدة في السابق الى سحب جمهورية جنوب افريقيا اليه بالسيناريو المعروف ليتم دولا تضمنها هذا المحور هي بريطانيا وكندا واستراليا ونيوزيلندة والولايات المتحدة الامريكية.



#بهروز_الجاف (هاشتاغ)       Bahrouz_Al-jaff#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة (الأنام) دخيلة على العربية
- ويسالونك عن ايران، لِمٓ لها نفوذ في العراق؟
- الحكم على عادل امام ليس اول الدجن ولا آخرها
- في امريكا والعالم العربي، التغيير لا نبتا أخرج ولا زرعا حصد
- فليكن ما يكون، ولكن ماذا سنكون عليه نحن؟
- ديانة (النسخية) الجديدة وثورات جيل الانترنت


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - بهروز الجاف - دول الخليج والربيع العربي والتغيير المحتمل في الخريطة الجيوسياسية