ماجد الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 3640 - 2012 / 2 / 16 - 21:08
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
(الديمقراطية جائزة وواجبة من باب مقدمة الواجب لان الديمقراطية سبب للرفاه والتقدم والامن)-تنبيه الامة وتنزيه الملة-للشيخ محمد حسين النائيني.... تعتبر الفضيلة وحسب ارسطو او من الممكن اعتبارها وسطا بين رذيلتين في مجال الاخلاق.فالشجاعة فضيلة تتوسط رذيلة الجبن من جانب ورذيلة التهور من الجانب الآخر السخاء والكرم يقف كفضيلة بين البخل في الحد الاول المرذول,والاسراف في حده الثاني.ونستطيع ان نستمر في القياس .على مستوى اللاهوت نجد ان الانسان متربعا بين الشيطان والملاك كجامع في طبيعته بين نزعة الخير ونزعة الشر فليس الانسان نقيا في خيره ولا معتما في شره وعلى المستوى الفكري نجد المرونة والاعتدال والوسطية فضيلة لاشك فيها يتنازعها التصلب او التزمت المقيت كرذيلة فكرية او عقلية او اعتقادية,والميوعة والهشاشة القابلة للتبدد والاضمحلال والمفتقرة اساسا للتشكل.وهكذا من السهل القيام بتعميم جزئي لهذه الفرضيةالمنطقية على النظرية السياسية حيث الديمقراطيةفضيلة سياسية بامتياز.على يمينها الاستبداد والطغيان وعلى يسارهاشريعة الغاب والفوضى وهما رذيلتان بلا جدال في العرف السياسي والاجتماعي وهذا يقودنا الى شبه يقينهي الافضل والاكمل بين الانظمة السياسية وانماط الدول التي ابتكرتها وطبقتها المجتمعات البشرية بعد مخاض عسير وطويل تاريخيا لتنظيم حياتها ومعاشها وقوننة علاقاتها اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وثقافيا على مدى تاريخ الحضارات الحافل بالدم والدموع جرى ويجري تجريب وتطبيق العديد من الانماط والنماذج والبنى السياسية الهجينة(كولاج)حافل بالمتناقضات فى العالم العربي وما يسمى بالعالم الثالث.في مرحلة الاستقلال الوطني وتصفية الاستعمار القديم دون جدوى,فقد فشلت اغلب تلك المشاريع ان لم يكن كلها في تحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي والتنمية الاجتماعية والصناعية والزراعية فجميع القوى السياسية التي استولت وسيطرت على السلطة(قبائل وآسر..زعامات كارزمية ..عسكر..احزاب..الخ)ورفعت شعارات من كل الالوان والاشكال,سقطت طروحاتها ودعواها وآلت رموزها المتعالية الى الحضيض مصحوبا بالطبول المدوية.وبالضد مما جاء في برامجها واعلنته في اجنداتهامن اهداف وغايات فدعاة الوحدة شتتوا ومزقوا شمل الاوطان ووحدتها والحرية كغاية نبيلة ذبحت وانقلبت استبدادا وحشيابالغ القسوة وقمعا منقطع النظير وقطع اللسن اخرس كل الشعوب ,والاشتراكية تلك اليوتوبيا الجميلة تحولت على ايدي (اشتراكيين)الى مسخ بالغ الدمامة وعممت البؤس واشاعت الفاقة والحرمان واغنت الطغم الحاكمة واثرتها وخلقت منها طبقة متبرجزة جديدة وحديثة نعمة..كل هذا كان جزء كبير منه نتيجة لغياب الديمقراطية او بالاحرى تغيب-والضعف الشديد للمجتمع المدني.وتأصل الاستبداد الشرقي منذ انبثاق الدولة الاسلامية.الملك العضوض(الامويون)والانتقام البربري(العباسيون)والظلم القاهر(العثمانيون)والسلسلة لم تنقطع حتى اليوم..بخطوط عريضة وبعيدا عن التفصيل والتحليل:الاسباب,والعواملوالضروف والمؤثرات التي قادتالى هذه الكارثة بل الكوارث ولكون المقالة لاتتحمل الاسترسال والبث المستمر .نقول..ليس هناك من خيار سوى دولة القانون الديمقراطية والحريات وتأصيل وتفعيل المجتمع المدني.الديمقراطية تبدأ ولا تتوقف او تتجمد عند حد ولا نكوص عنها لمن اراد الخير لمجتمعه ,والاندفاع بها قدما الى نحو المزيد والمزيد من الديمقراطية.فالديمقراطية ليست كلمة او مفهوم تلوكه الالسن والديكتاتورية والفاشية تعمر القلوب والعقول ؟والديمقراطية ليست فقط نظام سياسي وانتخابات ودستور وفصل سلطات وتداول سلطة ومؤسسات دولة ومجتمع مدني .انها اكثر من ذلك بكثير ,ومن هذا الكثير:انها قيم واعراف وتقاليد حداثية ,وهي تربية واعادة تربية تتسم بالجدة وفق اسس ومباديء ثقافية وفكرية مختلفة عن السائد المتحجر ,انها انفتاح وتفتح ,انها آفاق ومرونة لاحد لها .واحترام وقبول للآخرمهما يكن انها لغة التحاور الذي لاينقطع ولايقطع من قبل اي طرف ,انها ندية ومساواة انها ضد التعصب والاستعلاء ضد الادعاء بامتلاك الحقيقة الواحدة المطلقة عند طرف والآخر خالي منها الديمقراطية هزة عمودية شاملة لا في مرافق الدولة ومؤسساتها فحسب بل في قاع المجتمع وقلبه.في البيت,المدرسة,الجامعة,المصنع,السوق,النقابة,الحزب..الديمقراطية ليست مفهوما يقبع في الاذهان انها ممارسة في الاعيان نظرية وعملية سياسية واقتصادية اجتماعية وفكرية -ثقافية وايضا سايكولوجية.قد تتنوع صورها واشكالها وتطبيقاتها ولكن تبقى روحها واحدة ثابتة لنختلف ونتصارع ماشاء لنا ان نختلف ونتصارع ولتتنوع كل الاطياف والالوان عرقيا وسياسيا ولغويا ودينيا وغير ذلك ولكن يبقى الولاء واحدا للوطن والمواطنة لا للطائفة او العرق او القبيلة ليكن موزائيك شعبنا لحمة وعنوان تماسك وحدتنا فوحدتنا في تنوعنا وتنوعنا في وحدتنا ليكن خيارنا الوحيد الان للديمقراطية حقا وصدقا لامجرد ركوب موجة او مناورة او رفقة طريق .انها نبض المجتع ونبض الحياة وبغيرها لايوجد سوىالدمار ثم الفناءقد ابدو لدى البض او الاعم حالما ومثاليا في رسمي لهذه البانوراما الرومانسية للديمقراطية ولكن يشفع ليان كل الاحلام وآمال البشر كانت الاساس الصلدالذي شيد فوقهواقع التمدن والحضارة فلنحول حلمنا الى حقيقة معاشة لاكابوس ينغص حياتنا ولنغير نظام واقعنا السياسي الاجتماعي لاوجوه القادةفقط ولنبدأبالخطوات الاولى متحلين بالصبر والاصرار فلا بديل....... .
#ماجد_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟