نهى عايش
الحوار المتمدن-العدد: 3637 - 2012 / 2 / 13 - 19:14
المحور:
حقوق الانسان
إلى متى هذا التمييز والتعدي والبلطجة على حرية الانسان باسم الدين والعاداتِ والتقاليد؟
إلى متى ستبقى مجتمعاتنا بؤرة خصبة لدعاةِ العنف والدجل والنفاق ، متلاعبين بعواطف الناس الدينية ؟
أستبقى أمور حياتنا بأيدي مجموعة من العنصريين الجاثمين على صدر كل من يميل للحداثة والتجديد ؟
اللي فيه شوكة تنخزه ، وهم يلاحقون بنفس لاهث كل ما يُكتب عن العنصرية في عصر الحريات للتصدي لها ..
أفما وصلتهم الأخبار أن هناك دراسة صدرت عن جامعة يورك بكندا بأن هؤلاء العنصريين ليسوا سوى "حفنة من الأغبياء" !
حيثُ اكتشف هؤلاء العلماء وجود علاقة بين الأطفال الذين يعانون من الذكاء المنخفض وبين الميول العنصرية في وقت لاحق من الحياة ، وتبين أن هؤلاء الأطفال ذوي العقل المتبلّد والقلّة في التفكير ، تظهر عليهم النزعات العنصرية ويميلون إلى الفكر المنغلق والمحافظ عند البلوغ .
رابط الدراسة
http://rt.com/usa/news/conservative-ideologies-science-group-477/
خلال الاسبوع الماضي ، فاجأتني التصريحات والتنديدات التي أصدرها الشعب السعودي بحق الصحافي ( حمزة كاشغري ) 23 عاما ، وردّدها مجموعة من المواطنين السعوديين الغاضبيين والمنتصرين لسيرة نبيهم ، ولو اطّلعوا على حقيقة ما شاب تاريخه الغارق بأحداث القتل والسرقة ونهب أموال القبائل والدول الاخرى لما فعلوا ذلك بتاتاً .
حمزة كاشغري .. لم يكن معروفاً لأحد قبل أن ينشر على صفحته في تويتر يوم ميلاد النبي (4 فبراير) بعض العبارات التى أقامت الشعب السعودي ولم تقعده بعد !!! قال حمزة كاشغري :
" في يوم مولدك سأقول إنني أحببت الثائر فيك ، لطالما كان ملهماً ليّ ، وإنني لم أحب هالات القداسة ولن أصلي عليك "
" في يوم مولدك لن أنحي لك ، لن أقبل يديك ، سأصافحك مصافحة الند للند ، وأبتسم لك كما تبتسم لي ، وأتحدث معك كصديق فحسب...ليس أكثر "
" في يوم مولدك أجدك في وجهي أينما اتجهت ، سأقول إنني أحببت أشياء فيك ، وكرهت أشياء .. ولم أفهم الكثير من الأشياء الأخرى " !!
ماذا في كلام حمزة السابق ؟
هل من المنطق أن يثور شعب من أجل قول ( أنا لا أحب هالات القداسة حولك !! أنا لن أنحني لك !! ) ؟؟
حمزه قال ما فكر وشعر في تلك اللحظة ، ولعله بظنّي لم يكن يتوقع أن تكون ردة الفعل بهذه الطريقة ، أو أن يقرأ أحد ما كتب ، أو أن يكون الشعب السعودي فاضي أشغال ينتظر مقالات حمزة ليقرأها .
حمزة شاب كتب ما فكر به ، ومن المضحك أن نثور عليه بهذه الطريقة السخيفة التى تدل على وضاعة وضحالة عقلية مرفوضة في عصر الأنوار .
يا سادة يا كرام ، نحن نعيش في العصر الواحد والعشرين ، عصر النت والستالايت ، عصر نشر المعلومة الصحيحة ووصولها للجميع .
حمزة كإنسان حضاري ومتعلم ، يعرف أن ما لُقِّن عن نبيه ، كله من الأكاذيب والقصص الملفقة لا أكثر ، وصار من المعروف والبديهي أنه لكي يحيا الإنسان بكرامة وسلام في هذا العالم لا بد من زوال هذه الأديان والعمل على تنحيتها تماماً لما تعجّ به من أفكار محرّضة على القتل وسفك الدماء ونبذ الآخر فتكون عامل هدمٍ للأخلاق وللتفكير العقلاني .
طبعاً حمزة ليس وحده الذي دفع ثمن أفكار آمن بها ، سبقه الكثيرون ..
ففي العام الماضي جرت أحداث كثيرة ، منها على سبيل المثال القبض على الملحد الفلسطيني ( وليد الحساين ) الذي سُجن وتعرض للضرب لتعبيره عن وجهة نظره المعادية للإسلام ، وما زالت القوات الفلسطينية تضيّق الخناق عليه رغم تعهدات الحكومة الفلسطينية باحترام حقوق الإنسان .
من منزله في بلدة شمال الضفة الغربية من قلقيلية ، قال وليد الحساين في مكالمة هاتفية للصحفية ( ضياء حديد ) بأنه مريض ومتعب وحياته متوقفة " "
منذ الإفراج عنه بكفالة، قُبِض عليه عدة مرات من قبل رجال الأمن واحتُجز لعدة أيام ، وقال وليد إنه تعرّض في واحدة من تلك الاعتقالات للضرب بالكابلات وأجبر على الوقوف في وضع مؤلم على العلب الفارغة ! وقال إن المحققين حطموا له اثنين من أجهزة الكمبيوتر وطالبوه بالتوقف عن التعبير عن وجهات نظره وخصوصاً تلك التي تسخر من النبي محمد والتوقف عن وصف الإسلام بأنه دين بدائي مثير للسخرية .
http://www.seattlepi.com/news/article/Climate-of-intolerance-in-West-Bank-activists-say-2813461.php
كذلك لم ينجُ كبير الملحدين وفيلسوفهم العظيم ( بن كرشان ) من القبض عليه في مدينة العين في الإمارات العربية المتحدة ، وتمّ تعطيل مدونته ، ولكن لحسن الحظ قام أحد الملحدين العظماء أيضاً المدعو ( حسام ) بنسخ مدونته تحت الرابط التالي :
http://thelandofsands.blogspot.com/
كما جرى في العام الماضي أيضاً اعتقال المدون المصري ( محمود خالد المصري ) في أبو ظبي بتهمة جديدة على الساحة السياسية وهي : ازدراء الدين الإسلامي ..
وقد يواجه محمود الخالد عقوبة سجن تصل إلى خمس سنوات حسب القانون الإماراتي .
يقول ( قاسم الغزالي ) في مدونته :
" إن العالم الإسلامي اليوم يعيش في ظروف وأوضاع شبيهة جداً بزمن محاكم التفتيش من قتل وقطع رؤوس المخالفين، وإذ نعتبر اعتقال محمود خالد إجراء تعسفياً ظالماً ومنافياً لمبادئ حقوق الإنسان ، فإننا ندعو المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية إلى ضرورة التدخل من أجل حماية النشطاء العلمانيين واللادينين بالعالم الإسلامي وفرض عقوبات قاسية على كل دولة ثبت تورطها في خرق مبدأ حق حرية العقيدة والرأي والضمير . "
لا بد من تذكير القادة السياسيين ووعاظهم بأننا نعيش في عصر أصبحت فيه وسائل الاتصال أسهل مما يتصورون ، وأن التواصل مع الشعوب الاخرى ومع حضارات العالم فتح المجال للإنسان المسلم خصوصاً والمتدين عموماً بأن يفكر بما آمن به لسنوات طويلة : هل هو الحقيقة ؟ ومن حقه بموجب شرعة حقوق الإنسان أن يُعمِل عقله في البحث بشأن دين يربّي مجتمعات متعطشة للموت في سبيل تعاليم تحضّ على الكراهية وقتل الآخر وعدم التعايش معه !!
أما آن الآوان ليقبض عزرائيل على هذه الأديان ليعيش الكون بسلام ؟؟
مجموعة من المدونات والصفحات الالحادية
1- http://bahmut.blogspot.com/
2- http://unmask2islam.wordpress.com/category/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9/page/6/
3- http://www.facebook.com/ImProudToBeAtheist
4- http://issuu.com/i-think-magazine
5-
http://www.facebook.com/pages/The-Thinking-Atheist/302201620116
6-
http://www.superscholar.org/features/influential-atheists/
7-
http://www.facebook.com/pages/%D8%A7%D9%84%D8%A2%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D9%8A%D8%B3%D8%A8%D9%88%D9%83%D9%8A%D8%A9/189462217800487
8-
http://www.facebook.com/pages/%D8%A3%D9%88%D9%82%D9%81%D9%88%D8%A7-%D9%85%D9%87%D8%A7%D8%B2%D9%84-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B1%D8%A7%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B3/160761717291197
9-
http://www.facebook.com/photo.php?v=339225932763368&set=vb.213713908669487&type=2&theater
10-
http://www.facebook.com/groups/117796834961546/
#نهى_عايش (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟