أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فلاح حسن مرتضى الجواهري - لكي لا ننسى – محمد حسن مبارك (3)















المزيد.....

لكي لا ننسى – محمد حسن مبارك (3)


فلاح حسن مرتضى الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 3630 - 2012 / 2 / 6 - 23:25
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


لكي لا ننسى – محمد حسن مبارك (3)

وهذا نموذج آخر يحتذا به ممن يشار له بالبنان. عرفته مناضلا وحركيا وماركسيا فذا وحقا وحقيقة. لقد كان صلب العود ومتمسك بمبادئه. ليس له أطماع في هذه الدنيا سوى أنتصار قوى الكادحين على طغاتهم بكل عزيمه.لقد فرّغ كل حياته للحزب،وهو يدرك المصاعب التي ستواجهه في يوم من الايام. وبالفعل تعرض للسجن عام 1954 لمدة سنتين في سجن بعقوبه مع مجموعة من رفاقه .وهو في هذا المكان كان يشجع ممن قبله وممن ألتحق بعد ذالك من مختلف المناضلين على التمسك بالمبادىءالتي خلق الحزب من أجلها.فكان يعقد الجلسات الخافته مع رفاقه ليلا ويثير فيهم الأمل والعزيمه والصمود. وللأسف لم يسعفه حظه العاثر رغم نضاله المرير حتى وافته المنية عام 2001. يرحمك ألله ياأبا هشام (1) .وكم يتمنى الإنسان الملتزم ونحن في هذه الظروف أن نجدك وأمثالك كما كنت مناضلا صابرا ملتزما في صفوف حزبك.والآن والحزب بحاجة إليكم ، لعل قواعد ورموز الحزب على الأقل تنظر أليكم كقائد وقدوه لا مثيل لها الآن .
الشهيد (2) من مواليد النجف عام 1933.أكمل الدراسه الاعداديه وأنتقل إلى بغداد لإكمال دراسته الجامعية. ولكن عمله الحزبي الذي كرس حياته له والمتواصل حال دون مواصلة الدراسة الجامعية .تم انتخابه سكرتير تنظيم الفرات الأوسط للحزب بعد ثورة 14 تموز58 ومن ثم رشح إلى اللجنة المركزية.ولكن كما قلنا أن حظه العاثر أوقع، ومن مرض الكبد العضال أستمر معه بمعاناة ثقيلة من جميع الجوانب.فمن جهة هو حريص على حزبه ومسيرت، ومنن جهة أخرى على عائلته.لأنه كان يعلم بحدسه الثوري بأنه لو ألقي القبض عليه في فترة الستينات مثلا، فلا بد من أن يستعان بواحدة من العائلة (3).وهنا تكمن الطامة الكبرى.وهذه الأمور طبعا تزيد من تفاقم مشكلته المرضية. لقد كانت عائلته متدينة، حيث كان والده الشيخ حسين مبارك من رجال الدين الفضلاء المعروفين.وقد علمت بأن عائلته كانت محرجه، حيث كانت تحث المرحوم على الابتعاد عن التنظيم وأن يبقى مستقلا، خوفا من عيون الأمن.ولكن هذا الكلام لم يجد له آذان صاغية.لأنه نادر ما يأتي إلى البيت والى النجف بالذات.فأضطر إلى التلاعب بوثائق ومستمسكات أسماء العائلة.وغير الكثير من ذالك.وكان قصده التمويه المتعمد لعيون السلطات الذين كانوا يترصدونه.ونتيجة إلى ذالك أن عانى أولاده بعد السقوط 2003 من هذه ألمشكله وخصوصا بعد تخرج ولده المحروس هشام. لقد كان الشهيد...وهل أكثر من هذه الشهادة؟ كان من المولعين بالأدب والشعر،وهذا ديدن أكثر الشيوعيون في هذا الميدان.لأنهم يعتمدون على أسس أدبيه ماركسيه.فللمرحوم كتاب عنوانه ( أقطاب الأدب الشعبي في العراق )، تناول فيه أسماء الشعراء الشعبين في عموم القطر ونتف من أشعارهم.وله أيضا كتابات في الصحف والمجلات العراقية وفى صحف الحزب السرية على وجه الخصوص وكان عضوا في نقابة الصحفيين. وقد علمت بأن هناك محاوله من بعض المثقفين الملتزمين والكتاب المنصفين لجمع تراثه الفكري القيم ومن خلاله سوف نعرف جيدا مكانته وثقافته العلمية .
لقد اختير الرفيق أبو هشام كأحد أعضاء اللجنة الوطنية التي شكلت في النجف للاحتجاج على العدوان الثلاثي على مصر عام 56 والى جانبه في اللجنة الشهيد محمد موسى التتنجي والسيد أحمد الحبوبي أحد وجوه حزب الاستقلال في النجف .
من أغرب القصص التي رويت عنه والتي هي مثار الإعجاب والدهشة والمتمثلة بنوعيات معينه من الرجال يندر وجودها عند بعض الأحزاب والتيارات من مختلف الاتجاهات. هي قصة اختفائه السريع وفي مكان شبه مغلق.وقد أكد لي هذه الواقعة أحد طلابي من منتسبي الأمن عام 1976 والقصة هي كما يلي...
حينما توفي والده الشيخ حسين مبارك رحمة الله عليه عام 1975 وأقيمت الفاتحة على روحه الطاهرة في جامع ( الخضره ) الملاصق للصحن الشريف، مرقد الإمام علي (ع). وكان لابد للرفيق الحضور ولو ليوم واحد على الأقل. فاستنفرت قوى الأمن والحزب لمراقبته بدقه.وكان الرفيق يرتدي العقال العربي(5).وترك لحيته تطول بالمناسبة نوع ما.ووقف يرحب ويودع المعزين من مختلف الطبقات ومن مختلف المحافظات،فلاحظ أن الأجواء غير طبيعيه.فهمس في أذنه أحد الأصدقاء الملتزمين وكان ذلك في اليوم الأول من ألتعزيه وصادف يوم جمعه.فالازدحام يكون على أشده. لقد كان الجامع محاط بعدد كثير من رجال الأمن ومن المرتزقة (المعممين)(6) وللجامع باب خلفيه تطل على الصحن الشريف (7) مباشرة وهي مغلقه. فكانت هناك الباب الرئيسية الوحيدة التي يقف على جانبيها سماطين من أهل الفقيد.فأخذ الرفيق بحجة الترحيب التقليدي وإعادة الفاتحة، فكان لابد من توديع المعزين من المعارف والمقربين من في الداخل والخارجين من الجامع.وهنا الالتفاتة ( الارسولوبينيه)(8).فقدأتفق مع أحد السادة الإجلاء من قيادي حركة أنصار السلام(9) بأن يستعير ( كشيدته)(10) الخضراء.وهي علامة السادة ويعطيه ( العقال) للتمويه. وقد جرت العملية في أحد غرف الخدم. ثم أنسل بخفة الفهد مع الخارجين. ثم اختفى كليا وغابت أخباره منذ ذالك الوقت حتى وفاته السرية عام 2001(11).لقد انتهت مراسم التعزية ولكن أين (أرسين لوبين) وأين هذا العدد وهذا الأستنفار الذي كان يحيط بالجامع من كل مكان ؟. وختام مقالتي المختصرة هذه، بأن بعض الأشياء الموثقة عنه تركتها في مدينتي النجف.والمستقبل قد يسعفني للحصول عليها وإكمال الموضوع. ربما في كتابي القادم ( خواطر وتأملات) الجزء الثاني. وختاما لابد من أن نردد ما قاله الشهيد حسن محسن عوينه عند تشيع جنازة الشيخ الشبيبي ( صاح المشيع صاح...والد هشام الراح ).
الهوامش
1— كان للمرحوم ولدا بكرا اسمه ( هشام) . لاقى المصاعب من جراء وضع والده وهو طالب جامعي. وخصوصا بعد تخرجه من الكلية. حيث أن الوثائق والمستمسكات العائدة للعائلة قد حرفت بسبب التمويه.
2— الشخص الذي يعاني هذا الاضطهاد ولمدة تزيد على الربع قرن من الزمان بالمطاردة والتخفي والمرض والخوف على عائلته، ثم يموت ويتحير أهله في كيفية دفنه وقد أشيع بأنه ميت من زمان. فطبيعي هكذا إنسان بهذا الشكل لابد من أن يكون شهيدا.
3— أقصد بكلمة الواحدة. أي واحده من شقيقاته العفيفات المخدرات الدارسات. أو زوجته مثلا. حيث كان يعلم بتصرفات الحاقدين من جهات أمنيه وحزبيه بالتعاون مع عوائل السياسيين, وخصوصا الشيوعيين. فالذي يناضل من أجل مبادئه وأهدافه السامية ونظرته إلى عائلته بهذا الشكل فلابد من أن يموت كمدا.
4 -– الأستاذ المحامي السيد أحمد الحبوبي من أهالي النجف الشرفاء. وكان من القومين المرموقين التقليدين.صار وزيرا في عهد حكومة عبد الرحمن عارف. ثم غادر العراق ليستقر في القاهرة.أطال ألله عمره.
5 – لن يثبت على زي معين واحد. وهذا أمر طبيعي تقتضيه طبية عمله الحركي وهذه المبادرة تدل على ذكائه المفرط وحيطته وحذره الدائم.
6— جند الأمن عدد من رجال الدين ( الأفاضل) هكذا كان يسميهم النظام لمراقبة الداخلين والخارجين إلى المرقد الشريف.أي الزوار وقد وقعت حادثه راح ضحيتها أحد المعممين بعقوبة الإعدام وهو الشيخ شعلان العامري لأنه كلف من قبل أمرآة زائره لديها نذر من حلويات (الجكليت) لتوزيعه على الزوار وهى تروم العودة إلى بيتها على عجل .وعند توزيعه تبين بأنه كان ملفوف بأوراق صغيره مكتوبة عليها عبارات معاديه للنظام. فما كان من أمن الصحن إلا أن يلقى القبض عليه وهو منهم ويتهم بتدبير المؤامرة.
7-- عند مدخل هذه الباب توجد مقبرة السيد أبو القاسم الخوئي زعيم الحوزة الدينية في النجف.وكثيرا ما تكون هذه الباب مقفلة. 8-- الأرسولوبينيه – نسبة إلى قصص( أرسين لوبين) البوليسية المعروفة التي يستطيع هذا الرجل الأسطوري من القيام بأي عمل دون أن يلاحظه أحد من رجال ألشرطه من سرقه أو خطف وما إلى ذالك من خدع وحركات مظللة وفي أصعب الأماكن.وهذه من قصص الخيال للكاتب الفرنسي (لويس لوبيا).
9— أسم هذا الرجل هو المرحوم السيد كاظم القزويني ( أبو ضياء) رحمة الله عليه .علما بأن هذا السيد الجليل وجميع أفراد عائلته من العناصر التقدمية اليسارية الماركسية المعروفة في النجف. لقد ضحى هذا السيد بنفسه من أجل إنقاذ رفيقه بهذه الخدعة. 10— كشيده .كلمة فارسيه تعني المنقوش ولها لون أحمر تلف حولها قماش من اللون الأبيض أو الأسود أو الأخضر أو الأصفر وهي علامة السيد عدا الأبيض والأصفر.
11-- هناك قصة طريفة يرويها ولده هشام وقد تأكد لي ذالك من أحد طلابي ( الدفانه) الملتزمين.وهو عند وفاة والده وخوفا من معرفة الأمن بذالك تقرر دفنه في البيت. إلى أن أستطاع ولده التعرف على هذا الصديق الدفان أن ينقل جنازة والده سرا إلى المقبرة حيث مثواه الأخير.
ملاحظة :- أرجو الأعتذار من القارئ الكريم لعدم الدقه في الحركات الإعرابيه لعدم توفرها في لوحة المفاتيح العربي .

السويد -- بوروس فلاح حسن الجواهري 31 كانون الثاني 2012



#فلاح_حسن_مرتضى_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكي لاننسى الشهيد حسن محسن عوينه 2


المزيد.....




- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فلاح حسن مرتضى الجواهري - لكي لا ننسى – محمد حسن مبارك (3)