حول سُوريا وإيران:موقف الأمميّة الشّيُوعِيّة

السموأل راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3629 - 2012 / 2 / 5 - 07:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إنعقد مُؤخّرًا المُؤتمر السّادِس لحزب العُمّال التُّركِيّ الذي حضرته بعض قوى النّدوة الأُممِيّة للأحزاب والمُنظّمات الماركسِيّة اللّينينِيّة، وعلى هامِش المُؤتمر أمضى الحاضِرُون على وثيقةٍ حول سُورِيا وإيران والمنطقة.

ندعمُ أولئِك الذين ثاروا من أجل حقوقهم وحرياتهم، و نُدين المؤامرات الإمبرياليّة ضد سُوريا وإيران.

طوال عام 2011، هَبَّت الشُّعُوب العربيّة فِي شمَال أفريقيا والشّرق الأوسَط واحِدًا تِـلو الآخَر رافِظِين تقبُّل وضعِيّة ضَحايَا الهيمَنة الرّأسمالِـيّة الإحتكارِيّة ومَصِير البِطالة والفَـقر، رفضوا قمع الأنظمة الديكتاتوريّة الإستبداديّة وسُلُطات الهيْمَنَة المَدْعُومَة. كانت الأنظمة الاستبداديّة المُمتدَّة على مَدَى ثلاثة وأربعة عُقُودٍ سَبَبًا رئيسِيًّا في عدم تنظُّم الجماهِير المُضطَهَدة وعائِقًا أمام تملُّكِها للوعي . ولقد تحصَّلَت الشُّعُوب المُنتَفِضة على بعض الإنتِصارات ولم تقطف ثِمار نِضالها المَلْحَمِيّ أو إقامَة سُلْطَتِها السّياسِيّة الخاصَّة . في المُقابِل ، حافظت البُورجوازِيّة الرِّجعِيّة والتّابِعة أو تسعى للحِفاظ على هيْمَنتِها المُهدّدة عبر تعزِيزِ روابطها مع شُركاء جُدُد .

إنَّ الشُّعُوب العربِيّة المُـنـمِّيَة والمُدْرِكة لإمكانِيَّاتها والذّائِقة لبعض الإنتِصارات لم تُحذَف أو تُقمَع نِضالاتهم في أيِّ بلدٍ بإستثناء ليبِيا ؛ وعلى الرّغمِ من إنخِفاض مُستوى الوَعي والتّـنظِيم ، طوّرت الجماهِير أشكالَها وآلِيّاتها الكِفاحِيّة هادِفَةً التغلُّب على ضعفِها ومُصِرَّةً على مُواجهة هجمات القُوى الرِّجْعِيّة المُـنـظَّـمَة خِصِّيصًا من قِبَل بيادق "الإسلام السِّيَاسِيّ" المُتحوِّلة لخندق [الإعتِدال] ولــمُوالاة الوِلايات المُتّحدة في كُلّ الأقطارِ تقرِيبًا .

تُعلن الأحزاب والمُنظّمات الشّيُوعِيّة المُشاركة في المُؤتمر السّادِس لِحزب العُمّال في تُركِيَا والمُوَقِّعة على الوثيقة عن تفهُّمِها وفَخْرِها وكُلّ تضامُنِها مع النِّضال الجماهِيرِيّ للشُّعُوب مِن أجل الحُقُوق والحُريّات الإجتماعِيّة والشّعبِيّة ليس فقط في الأقطار العربِيّة في شمال إفريقِيا والشّرق الأوسط ، ولكن أيْضًا في أوروبَّا من إسبانِيا إلى اليُونان ، وفي أمريكا اللاَّتِينِيّة من فينيزويلاّ إلى الإكوادُور ؛كما تُعلِن عن الدّعم الكامِل للشّعب الفِلسطِينِيّ في نِضاله ضِدّ الأداة الإمبريالِيّة : إسرائيل الصّهيُونِيّة !

بِما لا يدعُ مجالاً للشكّ ، وفي خِضمّ كُلّ ذلك ، تكمُنُ نُقطة الضّعف الرّئِيسِيّة في المُستوى الغير كافٍ من الوعي والتنظُّم لدى شُعُوب العالم قبل أيّ سيرُورةٍ نِضالِيّة ، وإستغَلّ الإمبرياليُّون ومُتعاوِنِيهِم هذا الضّعف في مساعِيهِم لتجدِيد أو بِناء هيمنتِهِم المُهترِئة وكذلك لإلغاء أو تقزِيم النِّضالات الشّعبِيّة عبر الإختِراق الإيديُولُوجِيّ وإدخال قُوَى مُتعاوِنة في ذلِك الزَّخَم للتحكُّمِ في المسار الكِفاحِيّ وتوجِيهِهِ لخدمتِهِم وتصفِيَة الوظائِف الأكثر شعْبِيّة للنّضالات .
تعْمَل الإمبرياليّة الغربِيّة على المُحافظة على سيْطرتِها مُعزِّزَةً موقفها ضِدّ قُوى إمبريالِيّة أُخرى صاعِدة ، وذلِك ليس فقط عبر قمع النِّضالات الشّعبِيّة في الأقطار الواقِعَة تحت هيمنتها ، ولكِن أيْضًا عَبر مُحاولة بسط نُفُوذِها على شُعُوب تُكافِح عبر تحوِيلِها لأدواتٍ خاصّة في أقطارٍ حُكّامها لم يخضعُوا لها بعد مِثل إيران وسُورِيا .

لا يدعمُ أيّ من المُوقِّعِين ،وبِأيّ شكلٍ من الأشكال، نِظامَيْ الأسد وبقايا الخُميْنِيّ ، ويُؤكِّدُون على أنّ القُوى الإمبرياليّة المُتواطِئة ، وبدعمٍ من القُوى الرِّجعيّة في المِنطقة، بما في ذلك تركيَا والسّعُوديّين وقَطَر ، وتحت يَافِطَة دعم المُعارَضة في دِمشق وطهران بحُجّة النِّضال فِي سبِيل "الدِّيمُقراطِيّة" و"ضِدّ قمع الحُكّام المُستبدِّين" ومُناهضة سِياساتِهِم، لا علاقة لها (القُوى الإمبريالِيّة ومن معها) بالحقِّ في تقرِير المصِير وبالتطلُّعات الدّيمُقراطِيّة الحقِيقِيّة والإجتماعِيّة للشُّعُوب . وتُعلن الأطراف المُوقِّعة مُعارضتها التدخُّل الإمبريالِيّ سواءً كان عسكرِيًّا أو سِياسِيًّا أو إقتِصادِيًّا وأحيانًا بدعوةٍ من الوُكلاء والمُتعاوِنِين ، مهما كانت الأسباب ولن تُؤدِّي مِثل هذه السِّياسات إلاّ للخراب والدّم والحرب والمُعاناة .،

شُعُوب العالم، وخصوصا شعوب سورية وإيران، مدعُوَّةً لليقظة والتفطُّن للتدخُّلات الإمبريالِيّة والحِيَل المُرافِقَة لها كما حَصَل في ليبيا في إشارةٍ للتّضامُن مع نِضالات شُعُوب المِنطقة وإسنادًا للكِفاح ضِدّ الإمبريالِيّة والرِّجعِيّة .

أنقرة،27 ديسمبر 2011

-الحزب الشّيُوعِيّ الألبانِيّ
-حزب العُمّال الشّيُوعِيّ التُّونسِيّ
-الحزب الشّيُوعِيّ الإسبانِيّ (الماركسيّ اللّينينِيّ)
-حزب العُمّال البلجِيكِيّ
-الحِزب الجديد في قُبرِص
-الحزب الشيوعِيّ الماركسيّ اللينينِيّ الإكوادُورِيّ
-مُنظّمة إعادة تأسيس الحزب الشّيثوعِيّ اليُونانِيّ (1918-1955)
-حزب العُمّال التُّركِيّ (Emek Partisi) .

#السموأل_راجي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل