أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - السموأل راجي - حزب العُمّال الشّيُوعِيّ المِصريّ:بين ضرورة التّأْرِيخ وجُحُود المُناضِلِين















المزيد.....

حزب العُمّال الشّيُوعِيّ المِصريّ:بين ضرورة التّأْرِيخ وجُحُود المُناضِلِين


السموأل راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3614 - 2012 / 1 / 21 - 16:19
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


في خِضمّ التّكالُب نحو تنظِيف قذارة التّعامُل مع المخلُوع مُبارك وأذنابُه،وعبر الهرْوَلَة نحو إرتِداء جُبَّة الثّورِيّة وفوضى تشكِيل أحزابٍ لم يكُن لها ولا لمُؤسِّسِيهَا أيّةُ علاقةٍ بالثّورة ولا بالشّعب،وفي مجرى أنهار الحِبْر الأسود المُتَناقَل عبر شبكات النّت وجعجعة الفضائِيَّات وصُحُفٍ لوقتٍ قريبٍ كانت صفراء ولا تزال،نَسِيَ عُمّال وشعب وطلائِع ثورة مصر صفحاتٍ ملحمِيّة إختَطَّتْـها أيادِي الرِّفاق خِلال عقدَيْن في حِزب العُمّال الشّيُوعِيّ المِصْرِيّ وجحدُوا تاريخهُم وأدارُوا أقفِيَتَهُم لتِلْك الملحمَة ونَهَق النّاهِقُون مُنذُ أمدٍ غير طوِيل حول إنتِفاضة يناير/كانون الثّانِي 1977 ولم أرى ذِكْرًا لأعظَم وأنْبَل تجرِبَة تنظِيمِيّة شَرَّفَت قُوى الثّورة والثّورِيِّين في مِصْر وألهَبَت مشاعِل عُمُوم اليَسَار.
كُنتُ قد رجوْتُ أعدادًا من مُناضِلِي الحِزب السّابِقِين للكِتابَة عنه ونفض الغُبَار عن تِلك الحقبَة بِما يُفاحِشُ ذاكِرةً لَبِسَت غِشاء البكارة المثقُوب اللّيبرالِيّ ولوّثتها سوائِل التجمُّع اللاّمِصرِيّ ومُشتقّاتُه وأعضادُه حاشَى شُرفاءهم وذهب رجائِي أدراج الرِّيَاح،في هذه الأيّام،ووفاءًا لأولئِك الذين نسيَتْهُم الأيّام ولفظهُم رِفاق الأمسِ وجحدهُم أبطال الفضائِيَّات الكرتُونِيّة،ورِسالةً لِمن تنكَّر للمبادِئ الثّورِيّة والقِيَم البلشَفِيّة فإرتمَى في أحضان بقايا اليَسَار وأشباه الأحزاب من أغلِفَة الإشتراكِيّة،كان لا بُدّ من إماطَة اللِّثام عن بعض ورقات حِزب العُمّال الشّيُوعِيّ المِصْرِيّ ،ورجائِي أن يُحيِيه شباب التّحرِير وميادِين الإسكندرِيّة والدّلتا والصّعِيد وسيناء وُصُولاً لِحلاَيِب،،من يدرِي؟

بِمَا لايدعُ مجالاً للشكّ،تُمثِّلُ وثائق الحركة الشّيُوعِيّة في مِصر وعديد أقطار الوطن العربِيّ أحد العوائِق المعرِفِيّة القاهِرة في تبيُّنِ الغثِّ من السّمِين وإستخلاَص النّتائِج وتقيِيم المحطّات المركزِيّة،والأمرُ مفهُومٌ مقبُول بإرتِبَاط مع حجم القمع المُسلَّط على مُناضِلِي تِلْكَ الحركة طيلة عُقُودٍ من الخيْبَات مِمّا جعل مِنْها شبه سِرِيّة أو هِي فِعْلاً في غياهِب وسرادِيب السريّة مدفُوعة إليها دفْعًا فرضتها الرِّجعِيّات الحاكِمة بالتّوازِي مع تكوُّن أرشِيفٍ ضخمٍ للشّيُوعِيِّين وفصائِلِهِم في خزائِن أمن الدّولة وفيالِق البُولِيس السِّيَاسِيّ،إلاّ أنّهُ ومع تطوُّر الحِراك الإجتماعِيّ والسِّياسِيّ/الحُقُوقِيّ،وعبر تارِيخٍ حافِلٍ تمكّنَت المُجتمعات المدنِيّة من فرضِ تنازُلاَتٍ فتحَت نوافِذ لإبرازِ تقارِير ودِراساتٍ وأوراق البعضُ منها تنظِيمِيّ شكَّلَت مادَّةً للدّرسِ والنِّقَاش دار حتّى في أروِقَة الجامِعات،وجَلِيٌّ الآنَ أنّ الإتِّفاق/الإجماع الحاصِل في مِصر أنّ الحركة الشّيُوعِيّة المِصرِيّة تخضعُ لِتحْقِيبٍ أمْلَتْهُ وقائِع حوَّلَها إلى أبْعادٍ ثلاثَة تختزِلُ السّيرُورة النِّضالِيّة للماركسِيِّين وأشباهِهِم في بلد "السُّخْرَة" أيّام حفر القنال.

أوّلُ حِزْبٍ شيُوعِيٍّ في مصر تأسَّسَ سنة 1921 وكان يحمِلُ إسم "الحِزب الإشتِراكِيّ" وتحوّل إسمُهُ إنضِباطًا لقرارات الكُومنتيرن سنة 1923 ليتِمّ حَلُّهُ في 1925 بعد مُصادَمَاتٍ مع "الوفد" على خلفِيّة الإضرابات التي نظّمها الحِزب ومعه الإتِّحاد العامّ للنّقَابَات إبتِداءًا من كانون الأوّل/ديسمبر 1923 بالإسكندرِيّة وكفر الزيّات والقاهِرة شارك فِيها وخلال تلك السَّنَتَيْن حوالي 170 ألف عامِل ،، زُجّ بمُناضِلِي الحِزب في السُّجُون لتبدأ مِن ثمَّةَ مرحلة خُفُوتٍ نِسبِيٍّ أسْفَر عن تشكِيلاَتٍ جديدةٍ في الأربعِينات ورد ذِكْرُهَا في وثائِق جمعَتْها "لجنة توثِيق تاريخ الحركة الشّيُوعِيّة المَصْرِيّة 1944-1952" فتعدَّدَت الأسماء وأهمّها :" الطّليعة الشّعبية للتّحرر، والحركة الدّيموقراطية للتحرّر الوطنيّ (حدتو)،وهِي أبْرزها، والمُنظّمة الشّيُوعيّة المصريّة (م.ش.م)، واللّجنة الإنتخابيّة العامّة، وجمعيّة ربّات البُيُوت، واللّجنة التّحضيريّة للّجنة الوطنيّة، واللّجنة التّحضيريّة للمُؤتمر الوطنيّ لعُمّال النّسِيج ومُلحقاته بالقاهِرة وضَواحيها، ونواة الحزب الشّيُوعيّ المصريّ، واللّجنة الوطنيّة لأنصار السّلَام، ونقابة عُمّال المطاعم والفنادق بالقاهِرة، وإتّحاد نقابات عُمّال النّقل المُشترك لمدينَة القَاهرة، وجماعة رجال القانون الدّيمُقراطيِّين بمصر والتي كانت مرتبطة بمنظمة حدتو" كما ورد في المُؤلَّفِ،وأُتُّفِقَ على تسمِيَة ذلك الحِراك التّنظِيمِيّ والسِّياسِيّ بالتّجرِبَة التّنظِيمِيّة الثّانِيَة أبرزُ ملامِحَها الوِحدة التي قامَت بين حدتُو الشّاهِدَة لإنقِسَاماتٍ و"الرّايَة" أو نواة الحِزب الشّيُوعِيّ المِصرِيّ وذلك سنة 1947،وبإرتِبَاط مع مناخ ما بعد إنقِلاب جمال عبد النّاصِر وتناوله مُعطى الإشتراكِيّة التي لم يفهَمْها وإعتمد رأسمالِيّة الدّولة عِوَضًا عنها،توحّدت فصائلٌ للعمل الشّيُوعِيّ المِصرِيّ سنة 1958 خاصّةً بعد قِرَاءة الردّ الوحشِيّ للنّظام الجديد على إضراب كفر الدوَّار في أغسطس/آب 1952 ،لِيَنْبَثِق من جَدِيد :"الحِزب الشّيُوعِيّ المُوحِّد" ويدخُل في تناقُضٍ مع العسْكَر إبّان الوِحدة الوهمِيّة مع سُورِيَا ،التي بمُجرّد وفاتِها الجنِينِيّة إنزاح عبد النّاصِر نحو اليسار وقدَّمَ تنازُلاتٍ للطّبقة العامِلَة والشّعبِ المصرِيّ مُتجمِّلاً في المحافِلِ الرّسمِيّة بحُضُور زكريّا مُحيي الدِّين وشادًّا على أيادِي العُمّال في ظرفِيّةٍ عالمِيّة تميّزَت بالإنحراف الخطِير في صُلب الحِزب الشّيُوعِيّ السُّوفياتِيّ وإنكِسَار راية اللّينينِيّة في مُوسكُو بعد وفاة ستالِين وتولِّي الأرعن خروتشوف السُّلطة بشِبْهِ إنقِلابٍ لم ينجَح الحِزب الشّيُوعِيّ المِصْرِيّ المُوحّد في إدراكِهِ فواصَلَ في تذيُّلِه لعصابات الكرملِين الحدِيثَة وكانت خطُّهُ السِّيَاسِيّ خاصّةً بعد الإجراءات" الإشتراكِيّة" النّاصِرِيّة لسنة 1961 مُهادِنًا مُبارِكًا عاجِزًا إلى حدٍّ ما كما كان على الدّوام عن الرّبط بين التحرُّر الوطنِيّ ومُستلزمات الإنعِتاق الإجتماعِيّ مع شُيُوع النّزعات البُورجوازِيّة الصّغيرة الباثَّة لليبرالِيّة مِمّا أدّى في نؤهايَة المطافِ بهذه التّجرِبَة الثّانِيَة إلى الإنتِحار شنْقًا حتّى الموت النِّهائِيّ عبر المُصادَقَة على قرار حلّ الحِزْب والإنصِهار في التّشكِيل النّاصِرِيّ :"الإتّحاد الإشْتِراكِيّ" سنة 1965 .

من المُجْحِف القوْل أنّ كافّة كوادِر ومُناضِلِي الحركة الشّيُوعِيّة الثّانِية في مِصر قد قَبِلُوا قرار التّصْفِيَة الذّاتِيّة،إذ خرجت مجمُوعات رافِضة سُرعان ما عكفت على دِراسة وتقْيِيم ما حدَثَ وُقُوفًا عِند الأخطاء في السِّياسة والتّنظِيم وحتّى فِي الفِكر فبَرَزت تنظِيمات صغيرة تعزَّزَت ورَتَّبَت بَيْتَها بعد نكسة حزيران/يونِية 1967 وإشْتِداد عُود الحركة العُمّالِيّة التي إهتزّت في نظرها صُورة المُخلِّص عبد النّاصِر فأعلنت إنطِلاقًا من 11 فبرايِر/شباط 1968 موجة الإحتِجاج في حلوان سُرعان ما أسْنَدَتْها تحرُّكاتٍ طُلاّبِيّة في جامِعات القاهِرة والإسكندرِيّة لِتلتحِم مع مسيراتٍ عُمّالِيّة قادِمة من الأحياء الصِّناعِيّة في المدينَتَيْن بِما شكَّلَ زَخَمًا إضافِيًّا لأحد روافِد الحركة الشّعبِيّة وأقصُد بِها الحركة الطُلاّبِيّة والتي لعِبَ فيها حِزب العُمّال الشّيُوعِيّ المَصْرِيّ دوْرًا مركزِيًّا طِيلة فترة وُجُوده.

تبلوَرَ الإتّجاه الرّادِيكالِيّ للحركة الطُلاّبِيّةبالتّالِي، وعُمُوم الحركة الشّيُوعِيّة الثّالِثَة ، من خِلال ثلاث مُنظّماتٍ أساسِيّةٍ هي: حزب العُمّال الشّيُوعي المصريّ والحزب الشّيُوعيّ المصريّ "8 يناير" ومجموعة الثّورة الدّائمة ( التروتسكيين).
نشأة حِزب العُمّال إذن جاءت كنتيجة طبيعِيّة للنّقاشات الوارِدة في سِيَاق خيانة "الرِّفاق" القُدامى وتذيُّلِهِم لعبد النّاصِر فتحوَّل ما عُرِف أوّلاً ب"تنظيم شيُوعِيّ مِصْرِيّ" إلى حِزب وأصدَر وثائِق ذكر البعض مِنها الباحِث الإيطالِيّ جينارو جير فازيُو في بحثِهِ الأكادِيمِيّ حول [الحركة الماركسِيّة المصرِيّة 1967-1981] لِيقُول :"إنّ التّحلِيلات التي أنتجَها الحِزب –المجمُوعة الأكثر رادِيكالِيّة في التّجرِبَة- مُنذُ 1969 تميَّزَت بالسّلامة والدِقَّة" ،وفي الوَاقَع،حسَم مُؤسِّسُو التّنظِيم مسائِل عصَفَت ولا تزال بالحركة الشّيُوعِيّة بإصدارِهِم وثيقةً غاية في الأهميّة تُمَثِّل أُولَى الوثائق في الغرَضِ في عُمُوم الوطن العربِيّ عُنوانُها يدلُّ على مضمُونها:"ضِدّ التّحرِيفِيّة السُّوفياتِيّة والجُمُود العقائِدِيّ الصِّينِيّ" يتبنَّى برنامج الثّورة الدِّيمُقراطِيّة والوطنِيّة ذات الأُفُق الإشتراكِيّ ويُناهِض نِظام عبد النّاصِر ليُقِيم بذلك الفارق الطّبقِيّ بين طرُوحاتِه ورُؤى تعتقِدُ في وُجُود "البورجوازِيّة الوطنِيّة" و "إسناد السُّلطة نقدِيًّا" .

نظّم الحِزبُ صُفُوفه على قاعدة لِينينِيّة وِفق مبادِئ المركزِيّة الدِّيمُقراطِيّة مع الاخذ بعيْن الإعتِبَار ظُرُوف السريّة وتشكَّلَت لِجان مُختصّة بالخُصُوص في القاهِرة وفي الإسكندرِيّة وبدأت تبرُزُ مِنهُ أسماء لمَعَت أثناء الإعتِصامات الطُلاّبِيّة مِنهُم الفقيد تيمُور الملَوانِيّ وغيرُهُ كثيرُون أغلبُهُم على قيد الحياة ،كمَا تشكّلَت لِجان عُمّالِيّة أبرز من قادَهَا فتح الله محرُوس وسعيد ناطُورة كَمَا أثَّرَ الحِزب نشاطًا وكِتابةً في لِجان الدِّفاع عن الثّقافة القومِيّة ومُقاومة التّطبِيع والدّعوة للحرب وتسليح الجماهِير بِما في ذلك الطّلبَة والعُمّال وقادت إطاراتُهُ الشّابّة عديد المُظاهرات إبّان أحداث جامعة القاهرة وعين شمس وأسيُوط في ينايِر/كانون الثّانِي 1972 بمَا كلَّفهُم السِّجن والمُعتقلات ونَسِيَ التّارِيخ و"الرِّفاق" أسماء أُخرى مثل الشّيخ جابِر المجذُوب الذي أُتُّهِمَ بعُضوِيّة الحِزب ولا أحد يُؤكِّدُ أو ينفِي...

إعتبَر الحِزب حرب أكتُوبر/تشرين الأوّل 1973 مسرحِيّة وواصَل تحلِيلاته بنفس النّسق ليُندِّد بسياسة الإنفتاح مُبكّرًا ويدعُو الجماهِير العُمالِيّة والشّعبِيّة للإنتِفَاض مِمَّا كَلَّفَهُ باهِضًا في مُحاكمات أمن الدّولة التي عَقبت إنتِفاضة ينايِر/كانون الثّانِي 1977 المعرُوفة بإنتفاضة الخُبز،عريضة الدّعوى المُوجَّهَة مِنْ قِبَل النّيابة العامّة في القضِيّة رقم 1844 تَضَمَّنَت ما يلِي:" أولا :- المتهمون من الأول وحتى الحادي والثمانين ،أنشأوا منظمة ترمى إلى قلب النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية للدولة والهيئة الاجتماعية باستعمال القوة والإرهاب والوسائل الأخرى غير المشروعة بأن شكلوا منظمة شيوعية سرية اسم حزب العمال الشيوعي المصري تروج لهذا النظام السياسي المقرر والأنظمة الاقتصادية والاجتماعية السائدة في البلاد عن طريق دعوة الجماهير بواسطة النشرات السرية وغيرها من أساليب الدعاية المثيرة إلى القيام بثورة شعبية للإطاحة بالسلطة الشرعية وفرض النظام الشيوعي بالقوة بأن دبرت وشاركت عناصرهم في إطار تنفيذ المخططات الهدامة لحزبهم في التجمهر وقيام المظاهرات والاضطرابات على نطاق شامل خلال يومي 18 و 19 يناير 1977 بإثارتها جماهير الدهماء بالهتافات والنشرات وغيرها من ألوان الدعاية المغرضة ودفعها إلى ارتكاب جرائم التظاهر والتخريب والمقاومة السلطات وسواها من الجرائم الجسيمة التي وقعت خلال هذين اليومين وشملتها تحقيقات النيابة العامة المشار إليها بالأوراق مستهدفين من ذلك إشعال ثورة شعبية تقضى على نظام الحكم القائم وتفرض الشيوعية بالعنف والإرهاب وخاب اثر محاولتهم نتيجة إحباطها بما تم اتخاذه من تدابير الأمن والنظام
ثانيا: المتهمان الثاني والثمانون والثالث والثمانون
اتصلا بمنظمة حزب العمال الشيوعي المصري لإغراض غير مشروعة وبهدف التشجيع والمعاونة واجريا اتصالات منظمة ببعض عناصره لتبادل النشرات ومطبوعاته السرية مع عدد من منظمات الرفض العربية الأخرى كما أمدا هذه العناصر بمبالغ مالية بقصد دعم نشاط الحزب في البلاد
ثالثا: المتهم الرابع والثمانون
اتصل اتصالا غير مشروع بمنظمة حزب العمال الشيوعي بقصد التشجيع والمعونة بأن أوى عدد من عناصره الصادر بشأنهم أوامر الضبط والتفتيش بقصد تمكينهم من الهروب ومواصلة نشاطهم التنظيمي في خدمة أهداف الحزب " .
المُحَصِّلَة 84 مُتّهم من أصل 171 مثل أغلبُهُم أمام رئيس الهيئة القضائِيّة المُستشار حكِيم مُنِير صلِيب لائِحة إتّهامهم تتمحورُ حول العلاقة بحزب العُمّال الذي أرَّقَ فِعْلِيًّا أيّام السّادًات وأقضّ مضاجِع المافِيا النّاشِئة من رَحِمِ "الإنفِتاح"،ويتواردُ ذِكر قيادات التّنظِيم مِثل د.حسنِين كشك وفريد زهران وخلِيل كلفت وسُرعان ما ينقِسم كحَال مُعظم التّنظِيمات السريّة إلى ثلاث حلقات إتّحدَت الأُولَى مع المُؤتمر والثّانِيَة فضّلَت مزيد السريّة والثّالِثَة بقِيَت تعمل تحت إسم "المُنظّمة العُمّالِيّة الثّورِيّة" عادَت إلى رِحاب الحِزب بعد الصِّراع بين الأقليّة والأغلبِيّة داخِل اللّجنة المركزِيّة في بداية الثّمانِينات وحتّى المجمُوعة المُتكتِّلَة التي تمّ رفتُها لجأت إلى النّشاط الثّقافِيّ والفنِّي وكان لها إسهاماتُها المُمَيَّزَة ونَشَر مُناضِلُوه نشرِيّة "صوت العامِل" في 9 أعداد من بين كُتّابها المُناضِل إلهامي الميرغنِيّ وتنهار التّجرِبَة لتبدأ مرحلة جديدة صيته ذائعٌ فيها الأمر الذي دفع البعض إلى إعادة إحيائِها بعد تصفِيَتِها في إطار "حزب العُمّال المُوحّد" آخر تقاريره صدر بتاريخ 2010 وبَقِيَت منهُم بقِيّة حاولت التوحُّد لكن برز خِطابٌ جديد يدعُو لخِطابٍ بدورِهِ جديد.

حزب العُمّال الشّيُوعِيّ المصرِيّ جُزءٌ ومُكوّنٌ من أهمّ وأبرز مُكوِّنات الحركة الشّيُوعِيّة الثّالِثة المصرِيّة بصماتُهُ لاتزال باقِيَة وتقريره الصّادِر في 1969 يحتفِظُ براهِنِيّته لغاية اللّحظة أمّا عن خِطابه فلا أظنّهُ يختلِف عمّا راجَ في ميدان التّحرِير ووسط جماهير مسجد القائِد إبراهِيم في الإسكندرِيّة،أمّا عن عُمّال مِصر وطلبتها وسُكّان عشوائيّاتِها فهُم بأشدّ الحاجة لذلك الخِطاب متى نزع عنه بعض النُّخبوِيّة وتبنَّى الإنغِراس والإلتحام المُباشر وطرق الأبواب والتّوزِيع المُوسَّع للبيانات والحركة الثّورِيّة في مِصْر إن تُمْنَى بِهزائِم أو تُعانِي من الإلتِفاف مع توفُّر مُؤشِّرات المأزق الإجتماعِيّ فمردُّ ذلك لغياب حزب العُمّال بِفِكرِه وخطّهِ السّياسِيّ وكِفاحِيّة مُناضلِيه عن السّاحة وإرتماء بقاياهم في أغلِفةٍ ليبرالِيّة ترفع ستائِر شفّافة للإشتراكِيّة وتتخبّطُ في الصّالُونات وإن كان لا يزال فيهم بقِيّة من الوفاء النِّضالِيّ ليكتُبُوا ويُفرِجُوا عن وثائق التّنظِيم ذلك أوْلَى لهُم إن كانُوا يعقِلُون ؛شباب مِصر مِمّن أشعل فتيل ثورةٍ شعبِيّة وعجِز عن إستكمال مهامِّها لِغِياب التّأطير ، عرّى ورقة التُّوت السّاتِرة لعوْرات "الرِّفاق" وآن لهُم أن ينطِقُوا وهُم الذين إنتقدُوا عدد مارس 1965 من صحيفة الطّلِيعة حيثُ ورد قرار حلّ الحزب الشّيُوعِيّ وحلُّوا حِزبهُم فلم يُعلِنُوا،قرأتُ مرّةً في جريدة "البديل" مقالاً قد يُسِيل أعيُن "الرِّفاق" للشّاب باسل رمسِيس بعنوان:"يا أولاد الحلال...حزب يقبِلنا ويلِمِّنَا" ولا أرى غير حزب العُمّال بدِيلاً وهُو الأقدر عن جدارة على طرح برنامج الإقتصاد الوطنيّ المُستقِلّ والشّعبِيّ مُدافِعًا صلبًا ومُتماسِكًا عن الدِّيمُقراطِيّة الشّعبِيّة كنواة لا محِيد عنها للوُصُول إلى الإشتراكِيّة.



#السموأل_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فِي ذِكرى وفاة لِينِين
- حياة أدريانُو سُوفرِيّ
- الحِزب الشّيُوعِيّ الثّورِيّ في فولتا العُليَا
- الحِزب الشّيُوعِيّ الثّورِيّ التُّركِيّ
- قِمّة الإتّحاد الأورُوبّي:تجمُّع الوُحُوش
- الكادِر الماركسِيّ اللّينينِيّ
- في ذِكرَى عامٍ جديد،لا تزال الإشتِراكِيّةُ تُرْعِبُهُم
- البُوليساريُو : قِصّة كِفاح مرِيرٍ للشّعب الصّحراوِيّ
- تضامُنًا مع مُضرِبِي فرنسا
- وفاءًا لِذكرى أقطاب من النّضال الماركسِيّ اللّينينيّ
- حِراك وول ستريت
- ضِدّ دفع دُيُون الطُّغمة
- بناء الجبهة يسارِيّة قاعِدِيًّا
- عادَ المَعَاد:في ذكرى الإعلان العالميّ لحُقُوق الإنسان
- مُقدِّمات ثورات الشُّعُوب العربِيّة
- حول الإنتخابات الإسبانِيّة الأخيرة
- حول سقُوط برلسكُونِي:بيان الأرضِيّة الشّيُوعِيّة
- الوضع في أورُوربّا
- الأرضِيّة التّكتِيكِيّة للأُمَمِيّة الشُّيُوعِيّة ج.أخير
- الأرضِيّة التّكتِيكِيّة للأُمَمِيّة الشُّيُوعِيّة ج.6


المزيد.....




- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - السموأل راجي - حزب العُمّال الشّيُوعِيّ المِصريّ:بين ضرورة التّأْرِيخ وجُحُود المُناضِلِين