يوم الرّعب والدّم في استاد بورسعيد

سيدة عشتار بن علي

الحوار المتمدن-العدد: 3626 - 2012 / 2 / 2 - 15:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تجمّع آلاف المتظاهرين داخل محطة مصر لاستقبال مصابى وجثامين ضحايا أحداث مباراة الآهلى والمصرى التى وقعت مساء أمس عقب مباراة جمعت الفريقين فى بورسعيد.
وقد ضمّت الحشود جماهير الالتراس الأهلاوى والزملكاوى وأهلى الشهداء والضحايا، رافعين الاعلام المصرية، واعلام الاهلى والزمالك.
مردّدين هتافات "الشعب يريد اعدام المشسر" .. "يا طنطاوى صبرك صبرك فى التحرير هنحفر قبرك" "الداخلية بلطجية" "أهلى وزمالك ايد واحدة" "ثوار احرار هنكمل المشوار" "الشعب يريد اعدام المشير".
و قد لوحظ اختفاء قوات الأمن من الجيش والشرطة داخل محطة مصر، تحاشيا لوقوع اشتباكات بين المتظاهرين ,ونحن نفهم من هذا أنّ أصابع الاتّهام موجّهة للجيش المصري ومسؤوليّته عن أحداث القتل والرّعب في استاد بورسعيد,فقد اقتحمتجماهير المصرى البورسعيدى الاستاد عقب انتهاء مباراة فريقها مع الأهلى، وقامت بالاعتداء على الجماهير الحمراء ولاعبيها مما أدى إلى سقوط عشرات الوفيات
وقدأبدى حسام حسن المدير الفنى لفريق المصرى البورسعيدى حزنه الشديد على ما شهده ملعب بورسعيد بين جماهير المصرى والأهلى، مؤكدا أنه كان يحتفل مع الجماهير عقب فوز فريقه على الأهلى وفوجئ بنزول الجمهور للاعتداء على لاعبى وجماهير الأهلى .
كلّ أصابع الاتهام موجّهة الى المجلس العسكري,لكن أليس من الحكمة التّساؤل عن مدى صحة هذا الاتّهام
فكيف يمكن أن يكون الجيش بمثل هذا الغباء حتى أنه يشعل الفتيل في الجماهير ويقتل الأبرياء اللّذين جاؤوا للتّرويح عن انفسهم بمشاهدة المباراة??هل يعقل ان يرتكب المجلس العسكري هذه الحماقة ويتآمر على الجماهير,ثمّ ينسحب تجنّبا لأيّ تصادم معها بل ويعلن الحداد على الضّحايا??
عقب هذه الأحداث طالب حازم صلاح أبو اسماعيل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، مجلس الشعب بتشكيل حكومة تابعة له ، وأكّد على ضرورة انتقال الحكم فورا خلال يوم واحد إلى حكومة مولودة من رحم الثورة ومن رحم البرلمان الذى يمثل الشعب، وتنتهى بها سلطة المجلس العسكرى.، أن "المجلس العسكرى الآن أصبح متهما فى الوجدان العام بأكمله بأنه وراء الأحداث التى تشهدها البلاد يوما بعد يوم
ألا يمكن أن يكون الاخوان ومرشحهم لرئاسة الحمهورية هم المسؤولين عن المجزرة بغرض التّشكيك في كفاءة ومصداقيّة المجلس العسكري وتجريمه كي يضمنوا الانتقال الفوري للسلطة تحسّبا لأيّ مفاجآت قد تطرأ??
ذكر أحد شهود العيان من سكّان بورسعيد، في تعليق على موقع «فيسبوك»، إن»عناصر الأمن هي من فتح البوابات، وقالت للجماهير الغاضبة: روحوا خدوا حقكم بإيديكم علشان كتبوا البلد دي ما فيهاش رجالة»، فيما كتب آخر: «أنا من بورسعيد وكنت استقل ميكروباص، وقال أحد الركاب إنه نزل الملعب، ورجل الأمن قال له: روحوا طلعوا عين أبوهم (الأهلي) دول لأنهم بيقولوا إنكم مش رجالة».فهل يعقل أن تقوم عناصر الأمن بتحريض الجماهير لتقتتل فيما بينها جهارا نهارا بحيث يمكن كشف مخطّطهم بين قوسين بكل هذه البساطة??
وممّا لا يمكن اغفاله أنّ المذبحة الكرويّة قد سبقتها حملة تحريض واسعة النطاق إذ كتب عدد من مستخدمي صفحة «محبي فريق المصري البورسعيدي»، عبارات ساهمت في توتير الأجواء، ومن بينها «قولوا لمشجعي النادي الأهلي اللي رايحين بور سعيد: ما تنسوش تكتبوا وصيتكم».
والسّؤال الذي يفرض نفسه بعيدا عن التّشنج الجماهيري والرّغبة في الثّأر :ماذا يمكن أن نفهم من ردود فعل الأمن المصري??
المفروض أن يحاولو قمع المحتجّين كي يثبتو أنّ المجلس العسكري والأمن قادر على احكام سيطرته على أمن البلاد وليس العكس,خاصّة وأن الاسلاميّين اتّهمواالمجلس العسكري بحياكة المؤامرة كي يثبتوا أنّ مصر تحتاج اليهم
هل أن المشير غبي الى درجة انه يدفع الجماهير الى المطالبة باعدامه باقترافه مثل هذه الحماقة??
في اتصال هاتفي مع قناة «الأهلي» الفضائية، أكد المشير حسين طنطاوي أن عملية نقل السلطة للمدنيين ستتم برغم هذه الأحداث، مضيفاً «سنجهض أي مخطط لإشاعة الفوضى في مصر».
ووعد طنطاوي بصرف تعويضات للمتوفين، وبمعالجة المصابين في مستشفيات القوات المسلحة. كما تعهد بملاحقة الضالعين في هذه الأحداث
أما وزارة الداخلية فأشارت في بيان إلى أن «أحداث مباراة الأهلي والمصري شهدت تصعيداً شبه متعمد من قبل بعض الجماهير باقتحام الملعب، وإحداث حالة من الفوضى والشغب»، مضيفة أنه «بالرغم من جميع الاستعدادات والتنسيقات الأمنية التي تم اتخاذها قبل المباراة، إلا أنه كان هناك تصعيداً عدائياً شبه متعمد من قبل بعض الجماهير، التي تعاملت معها الأجهزة الأمنية بحكمة بالغة».
المشهد ضبابيّ والتّحليل المنطقي لما حدث في بورسعيد يتعسّر على الجماهير الشعبيّة بحكم تشنّج الأعصاب والرّغبة في الثّأر ممّ ذبّح جماهير الملعب,لكن التّروّي والسّعي لكشف الحقيقة ضروريّ,لأنّ مث هذا العدوان الوحشي الغاشم يحمل بين طيّاته الكثير من الحقائق الّتي تنبئ وتحدّد مصير الشعب المصري

#سيدة_عشتار_بن_علي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات