العقل ألمؤامراتي للسيد محمد سيد رصاص (ينعى) حزبه على أبواب مؤتمره

عادل محفوض

الحوار المتمدن-العدد: 1071 - 2005 / 1 / 7 - 09:08
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

من نتائج القمع السلطوي والعقل ألمؤامراتي للسلطة وكذلك غياب الأعلام الحر، تظهر تشوهات في المجتمع ويصبح تحليل أي حدث وظاهرة وموقف ناتج عن صفقة أو مؤامرة.
ومن خوف المجتمع من السلطة يتبارى الخوف لتبرير الخوف، ويصبح الفرد في المجتمع دلالا ً لأجهزة القمع حتى يتقي شرها ولكي يثبت انه لم يشارك في أي نشاط، وعندما يسمع بأي اتهام ينبري لتشويه ماضيه والتبروء منه ويحاول أثبات التهمة على رفاقه.
لكن أن يصل التشوه في الفرد لدرجة يصبح فيها دلالاً بسبب الخلافات الشخصية والسياسية ويدين نفسه وقيادته وحزبه ! ؟ أنه لأمر يحز بالنفس إلى أبعد الحدود عندما يصدر من قبل مثقف وسياسي دفع ضريبة انتمائه ؟
في مقالة السيد محمد سيد رصاص على جريدة السفير يوم – 22 – 12 – 2004 – نعى حزبه بعد اتهامات لقيادة الحزب ولرفاقه في الحزب آذ اعتبرهم أحجار شطرنج تحركها صفقات بين السيد رياض الترك وقيادة الأمر الواقع للحزب، وهذا أن دل على شيء فهو يدل على الجانب النفسي لشخصية السيد محمد سيد رصاص الدونية والتابعة، محاولاً تضخيم القزم في داخله.
ان قيادة الأمر الواقع يا سيد محمد حافظت على نفسها وعلى ركائز مهمة من الحزب وتتبعت النشاط السياسي مع أحزاب التجمع، متعرضة لأقصى ظرف قمعي يمر على سوريا وعلى الحزب، لقد كنت أنت ورفاقك والكثير من أبناء الشعب السوري في السجن الصغير، مع كل التقدير لمن تعرض لتلك التجربة المريرة، بالمقابل كان رفاقك الباقين وأبناء شعبك في السجن الكبير، أعتقد ان الكثير منهم كان يتمنى أن يعتقل وتنتهي مرحلة العذاب النفسي والقلق والتوتر والتخفي.
لكن الشيء المضحك قولك بأن السيد رياض الترك فرض جواً من الإرهاب ! ؟
فعلا من تمرس وعرف جيداً الأستاذ رياض الترك وأساليبه الديموقراطية واحترامه للعمل المؤسساتي، إضافة إلى بعض الميزات الشخصية مثل الخجل ودماثة الخلق، وطول البال عندما يستمع إلى أحد يتكلم معه ويحاوره، انه أبن الحارة السورية بما تحمل من عادات طيبة وأصيلة وان كنا نختلف مع بعض مزاياها.
بغض النظر عن الخلاف في وجهات النظر مع أي عضو في قيادة حزبك، فان قيادة حزبك لم تعقد صفقات وهذا مشهود لها، ولو أنها من النوع الذي يعقد صفقات لتاجرت بك وبرفاقك، ولم تكن مضطرة لأن تدفع تلك السنين من عمرها في الزنازين.
للعلم ان كل أساليب القمع العاري لم تستطيع انتزاع اعتراف من أي أحد من رفاقك في الحزب بان للحزب ارتباطات سياسية أو مالية مع الخارج، كذلك لم تقم الأطراف الأخرى بأي اعتراف يدل على ذلك، لو أن السلطة حصلت على أي اعتراف من أي جهة في تلك المرحلة لعلقت المشانق فعلاً.
لكن يا سيد محمد خاب ظنك فحزبك دفع ثمنا لمواقف سياسية واضحة وليس بسبب صفقات أو تعامل مع الخارج.
وتجلت تلك المواقف في ذاك الوقت بما يلي:
1 – الاعتراض على مشروع ميثاق الجبهة الوطنية التقدمية
2- الاعتراض على المادة – 8 – من الدستور السوري
3 – الاعتراض على دخول القوات السورية إلى لبنان
4 – تبنيه للد ديموقراطية والمشاركة في التجمع الوطني ألد ديموقراطي
5 – اعتبار ما جرى في سوريا – 1980 – تحرك جماهيري رافضاً للسلطة الديكتاتورية وكذلك لأسلوب الأخوان المسلمين، وهذا ماسميى بالخط الثالث.
أنني أستغرب كلامك يا سيد محمد وكذلك اتهاماتك ؟ ونصيحة لك أن تكتب مقال عن رياض الترك الإرهابي وحزبه وقدمها إلى جورج بوش فربما تفيدك بالتخلص من رياض الترك والحزب، بما أن اتهاماتك بالتعامل مع صدام جاءت متأخرة.
لكن لدي بعض الأسئلة للسيد محمد سيد رصاص ؟
عندما شارك في المؤتمر التداولي، وعندما كان عضواً في هيئة تحرير نشرة الرأي، وعندما وعده رياض الترك بأن يكون هو من يكتب مسودة مشروع الموضوعات والنظام الداخلي والبرنامج السياسي كما يدعي !
هل كانت تلك الأمور صفقة بينه وبين قيادة الأمر الواقع المتنفذة وكذلك بينه وبين رياض الترك.
لا أعتقد أن الحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي يقع في خطأ قاتل مثل هذا، ومن غير المعقول أن يكون الحزب ضحل بكوادره لدرجة أن يكلف عضوا واحد فقط ل هكذا مهمة.
نعم يا سيد محمد لقد أكتشف المؤتمرون في المؤتمر التداولي كم هم متغيرون في الفكر والسياسة وما ينعكس عبر هما في فهم قضايا التنظيم بعد ثلاثة وعشرين عاماً فصلت بينهم السجون والملاحقات والعمل السري وتطورات كبرى على الأصعدة الدولية والعربية والداخلية، ان هذا التغير يدل على التطور وهذا فخر للحزب وقيادته.
مع العلم ان الاختلاف في وجهات النظر أمر طبيعي وصحي داخل الحزب وخارجه ولا يعاب الحزب بذلك، والدليل على ذلك انه طرح مشروع الموضوعات ومشروع النظام الداخلي ومشروع البرنامج السياسي للرأي العام للنقاش والحوار.

#عادل_محفوض (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات