أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعيد مالخ - أنقذوا الاسد واذبحوا الشعب















المزيد.....

أنقذوا الاسد واذبحوا الشعب


سعيد مالخ

الحوار المتمدن-العدد: 3623 - 2012 / 1 / 30 - 07:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


على الجميع أن يفهم أن بشار مثل أبيه ليس رجل عادي أو رئيس دولة، هو رب متجسد على الارض. إله يعبد من قبل مجموعته. وهذا ليس مبالغة. أليس الأقوال المتكررة من قبل حاشيته بأن سوريا لها وضع خاص والاسد له وضع خاص والشعب السوري له وضع خاص. بمعنى آخر أن سوريا ودولتها لاتخضع لقانون تاريخ أو مؤثرات خارجية مثل مصر وتونس وليبيا واليمن. لأن الخصوصية هي الحاكم وهي أن هذا الحاكم لم ينصب نفسه على بلد تضاءلت مساحتها منذ مجيء البعث وازداد عبيدها منذ أن حل عليها الإله المتجسد على الارض حافظ وذريته المقدسة. شعب ازداد عدده رغم أنه أتى زمن على هذا الشعب المتآمر بأن يهرّب تنكات السمنة من لبنان كي يطهي طعامه ويهرب الموز والمحارم. حتى تلك المحارم لم يكن يستخدمها في الثمانينات إلا الطبقات الغنية. رغم هذا الجوع ازداد عدد سكان سوريا، تماماً كما تزداد الماشية رغم ايام المَحل. وخرج الرجل المرعب المدفوس من كل المؤامرات منتصرا على عبيده في الداخل . لأنه اتبع مقولة المثل العربي القائل : جوع كلبك يلحقك ( أي يطيعك). لكن هذا الجوع عندما تضيف له المذلة والاهانة والتحقير والدعس على الرأس يتحول مع الزمن إلى قوة عند العبيد ويصبح كل شيء مستحيل استمراره بمزرعة ليس فيها إلا الكد والكدح للسيد المتأله. هل مررتم في ثنايا التاريخ على عبيد يتمردون على سيدهم أو على دولتهم أو على وضعهم . نعم .. ففي التاريخ العربي هناك ثورة الزنج وفي اوروبا هناك ثورة سبارتكس. فالثورة السورية ليست حالة خاصة كما يقول الأرعن وحاشيته والذي يظن بأنه مقدس، هي مجرد هذاءات يمر فيها قبل الرحيل.
هذه المقدمة هي اجابة على سؤال : لماذا يجب أن يكون كل شيء من تحت امرة الاسد: مثل الهبات التي يحاول أن يخدع الناس بها (الاصلاح) وتغير الدستور وتغير الحكومة . لكن أياك أن تقترب من الرب الذي أتى بمشيئة إلهية. ليس للبشر أي رأي فيها. أتى من خلال قانون الوراثة التي كان يتمتع بها فرعون مصر المقدس. ألا تذكرون في القص الديني عندما لجأ فرعون إلى قتل جميع الاطفال لمجرد معرفته بمنافسة قادمة لعرشه. هذا ماتتطلبه الضرورة. فإذا كان قتل أطفال سوريا سينقذ الرجل النادر على سطح الكرة الارضية، لماذا لا؟ اقتلوا اطفال سوريا جميعا واقتلوا النساء ، والشباب، لأنه لاقيمة من عبيد يتمردون على السيد. والتخلص من الأطفال يجب أن يكون ضمن شحنة هائلة من الحقد، فلا تستطيع أن تطلق رصاصات الرحمة على الطفل ، لأن ذلك رحمة له ولأهله، لكن عليك أن تثير الكراهية في ذاتك لذلك المنافس ، فتقتل بطريقة الذبح كي يكون هذا الكائن قربان تقدمه للرب المتجسد بالاسد. إضافة للذبح قد تلجأ إلى الحرق لأن هذا الرب مثله مثل يهوه يحب حرق القربان، ولذلك أتى المؤمنون إلى أحد أحياء اللاذقية وحرقوا البيت بمن فيه كلياً. لأنهم كانوا غاضبين من الأب المعتقل منذ شهور ، فأتوا إلى البيت كي يقدموا اضحية جديدة للرب القابع في حي المهاجرين في دمشق. اربعة اطفال اكبر واحد فيهم تسعة اعوام واصغرهم اربعة اشهر. ألا يفكر هذا الرجل أنه من الممكن أن يفعل أحد ما في اطفاله من اسماء الاخرس كما هو يفعل بأطفال سوريا.
أنا شخصيا الوم أطفال سوريا وجميع اهلهم ، كيف يتجرؤون ويتمردوا على رب يتمختر حتى السرير لخوفه من وصول الثوار اليه. كيف يفكرون هؤلاء الأطفال (مجرد تفكير) بأن يخرجوا في الشوارع ويقودون المظاهرات في سوريا المؤلفة من الالوف ويهتوفون في حمص : يلعن روحك ياحافظ. أو يهتفون في إدلب : سندوسك يا أسد حتى لو كنت لغماً. نعم الان صدق الكاذب بأن الشعب السوري مختلف. أين تجدون في العالم أجمع أطفالا في عمر الاربع سنوات أو العشر سنوات يقودون مظاهرات ضد رب متجسد على الارض. انتبهوا إلى هذا الهتاف سيدوسون الاسد حتى لو كان لغما. شعار قوي يتطلب ذكاء لإنتاجه، ذكاء يتفوق على ميشل عفلق وزكي الارسوزي. هو فعلا لغما يتفجر في كل ساعة في اجساد الاطفال والنساء والعزل. وهم عازمون على دوسه رغم الانفجار الذي يسببه في اجسادهم البرئية. أطفال بعمر الورود يودعون اهلهم في كل يوم ويودعون رفاقهم ويودعون وطنا قرر بعد سنيين طويلة أن يرجع لنفسه كرامة خطفها نصاب وحرامي اتى تحت الليل بانقلاب وزعم أنه إله. من منكم لم يرى الطفل الذي لم يتجاوز الثلاث سنوات يهتف على قناة الجزيرة بلهجة مكسرة: يابشار ويامندس تضرب انت وحزب البعث .. الشعب السوري مابينذل .. يالله ارحل يابشار. الاسد قتل ابوه وامه. وهذا حال معظم الاطفال الذين يقودون المظاهرات قد قتل المتعطش للدماء امهاتهم او اباءهم . ماعادوا يخسرون شيء بعد اليتم ، بعد الاب والام ماذا سيخسر الطفل.
في اليومين الاخيرين تناقلت وسائل الاعلام تصريح لرجل ملتحي يعيش آمنا في لبنان. قال مخاطبا احدى القنوات الفضائية : نحن سنعمل على مساعدة الشعب السوري، وسنبدأ عمليات نوعية ضد النظام السوري وحزب البعث.. عملية أو اثنتان من التفجير سيفر البعثيين. هذا ماقاله الرجل الذي اسمه (عمر بكري فستق). هذا التصريح يتزامن مع سحب لجنة المراقبة ويهيأ الملف في مجلس الأمن. هذا التصريح يصب في خانة الاهارب الذي يكرره النظام وصعاليكه. خاصة بالتعاون مع بعض المسؤلين اللبنانين. فقد صرح وهيأ لتفجيرات دمشق الاخيرة قبل الوقوع ثم وضع خضراوات وجثث بطريقة مضحكة، ليقنع الناس أن يصدقوا كذبه. والمهزلة في ذلك، أنه لم يصدق أي احد في العالم فبركات عف عليها الزمن. وبالرجوع إلى عمر فستق، فهو يدعي أنه سلفي صاحب (حركة المهاجرين). حصل على الجنسية اللبنانية مع ابيه في الستينات، ثم رحل إلى بريطانيا وكان مهوسا بالشهرة والمال. وعندما حدثت التفجيرات في لندن خرج إلى لبنان وكان كما يقول الكثيرون في حمى حزب الله وبارك قصة ابوعدس وصرح أن اغتيال الحريري كان تنفيذا لحكم الله بانه حاكم لايحكم بأمر الله. ولذلك لاينطلي على الشعب السوري هذه الفبركات التي يجهز لها النظام السوري في تفجيرات جديدة بواسطة مأجورين له . ونحن لانحمّل حلب الشهباء أي ذنب لأن الرجل من حلب ، ولانحمل الشهباء أية مسؤولية على الهدية التي عاش الاسد بجانبها (أحمد حسون) ولا نحمل الشهباء هدية امين الحافظ الذي كان يلقبه الشعب السوري (ابو عبدو الجحش) لتمكين الاسد من سوريا في ظله.
حلب اكبر من ذلك، خاصة بعد عشرة اشهر من الذبح والسلخ للشعب السوري تتحرك وتقول للجلاد بطريقة خجولة: قف عن القتل. لكن ارفع تحية لكل حلبي خرج تحت تهديد الاعتقال والموت ليشجب المجزرة التي تحاك ضد اخوته في حماة وحمص والزبداني وادلب ودوما ودرعا ودير الزور.
والتاريخ صارم دائما في تدوين الهزائم والجبن والخنوع والجرائم والتضحيات. فالتاريخ لايسنثني احداً.





#سعيد_مالخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يحيا الأسد ويسقط الوطن


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعيد مالخ - أنقذوا الاسد واذبحوا الشعب