أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد فاضل الزبون - ( آزنيف ) .. المتقاعدون هب بياض .














المزيد.....

( آزنيف ) .. المتقاعدون هب بياض .


ماجد فاضل الزبون

الحوار المتمدن-العدد: 3616 - 2012 / 1 / 23 - 23:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التسريبات الخجولة التى أدلى بها البعض من أعضاء مجلس النواب مشكورين بالطبع ومفادها عدم وجود أية نية في زيادة رواتب المتقاعدين هذا العام ، تعني إن على المتقاعدين إنتظار سنة أخرى من الجوع ريثما ينظر السادة النواب بموضوع الزيادة في العام 2013 وربما يؤجلونه الى الدورة الإنتخابية المقبلة بسبب إنشغالهم بمعاركهم السياسية والقضائية والفضائية ، أو لإنسحابهم من الجلسات أو بسفرهم المستمر خارج العراق وإقامتهم الدائمة هناك وربما البعض في إستثمار أموالهم ، المهم بالنسبة لهم هو ما يكسبونه من الأموال فلا يعيرون أي إهتمام للمتقاعدين لأن إذا أحيل أحدهم على التقاعد فراتبه بالملايين حتى وإن لم يكمل الدورة الإنتخابية التي أمدها أربع سنوات كحد أعلى .
طبعا لا يحق لأحد منا نحن ( الفقراء الى الله ) أن نعترض عليهم أبدا طالما نحن الذين إنتخبناهم بإرادتنا بعد أن سال لعابنا لوعودهم وعهودهم في حال فوزهم بالإنتخابات ، حتى أن البعض من المتقاعدين ومن كثرة دهشتهم وفرحتهم وطيبتهم وثقتهم صدقوا بما سيتحقق لهم ، فسارعوا الى إقتراض الأموال من معارفهم ، فيما أخذ البعض منهم يحلم بالزواج من امرأة ثانية ( نصف عمر) وحبذا لو كانت متقاعدة أيضا ، أما زوجاتهم فقد هرعن الى تنظيم ( سلف ) مالية مع نساء الجيران اللائي حسدنها كونها زوجة متقاعد ستنعم قريبا بسلفة المائة راتب وسلفة البناء وسلفة الخمسة ملايين دينار وقطعة الأرض السكنية وغيرها الكثير .
أم علي جارتنا أصبح بيتها مزارا لزوجات المتقاعدين ، فهي وبعيد أن يذهب زوجها صباح ومساء كل يوم وكعادته الى المقهى لممارسة لعبته المفضلة ( الدومنيو ) تبدأ النسوة بزيارتها فتتعالى أصوات المساومات والخلافات السياسية ، عفوا ( السلفوية ) حول من يأخذ السلفة أولا ، وبعد أن تحسمها أم علي لصالحها كونها أم البيت والمبادرة والمنظمة لها ، يبدأ الخلاف على دور السلفة الثانية ومن تتسلمها ثم الثالثة وهكذا ، وفي كثير من الأحيان ينفرط عقد الإتفاق لتبدأ تحالفات جديدة .
والمشكلة لا تنتهي عند هذا الحد فالكثير من النسوة شكونّ الأمر لأزواجهن فإنتقل الخلاف والنقاش الى المقهى وعلى طاولة ( الدومنيو ) ليبدأ الأزواج لعبة جديدة ليست على أقداح الشاي هذه المرة ، بل على أسبقية سلفة الزوجات الموعودة ، إذ أن السلفة الثانية ستكون لزوجة الفائز باللعبة ومن ثم يلعب الأزواج على السلفة الثالثة والرابعة الى الأخيرة ، وبالتأكيد فان أبا علي زوج جارتنا هو الفائز الأول بالسلفة لإقترانه بأم علي ، ودوره لا يتعدى إلاّ أن يمسك قلمه وقطعة ورقية ، كثيرا ما يحصل عليها من علبة سجائر فارغة ، ليسجل النقاط التي يحصل عليها اللاعبون مستمتعا برشفات من الشاي الساخن .
لكن للأسف لم تسجل كل لعبات ( الدومنيو ) هذه والتي إستمرت لشهور أي إتفاق يذكر ، فسرعان ما ينفرط عقد اللعبة دون أن يدفع أحد منهم حتى ثمن أقداح الشاي التي شربوها بسبب ( عدم التوافق ) أو إتهام الخاسرين للفائزين بأنهم أبعدوا ( الدوشيش أو الدوبارة ) أو ( زغلطوا ) أو بينهم ( إشارة ) ..... فقد ذهبت كل الرهانات والإتفاقات ( هب بياض ) ... على حد قول أحد اللاعبين .!
وهكذا تقاطع المتقاعدون فيما بينهم بسبب خلافات زوجاتهم حول السلطة عفوا ( السلفة ) وكادت أن تصل الى حد التحارب والإقتتال لولا تدخل صاحب المقهى الحاج عباس الذي تنازل عن كل ديونه السابقة من أجل بقاء زبائنه وإن كانوا مختلفين في وجهات النظر وتوجهاتهم ( السلفوية ) أمام طاولة الدومنيو المربعة وليست ( المستديرة ) التي يرغب السياسيون بالجلوس عليها ، فطالبهم الحاج عباس قائلا : من الآن أرجوكم أن لا تننقلوا خلافات زوجاتكم الى المقهى لكي لا تنتقل الى الشارع .
ويبدو إن بعض السادة المسؤولين سمعوا بكل هذا وانتبهوا إليه ، ولغرض وأد الفتنة والخلافات التي قد تأخذ منحى خطيرا لا تحمد عقباه ، والتقليل من حالات الطلاق المحتملة فأجلوا مناقشة زيادة رواتب المتقاعدين القدامى الى العام المقبل لا سيما وإن أغلبهم خدموا وتقاعدوا في زمن النظام السابق ، ولهذا فليس من الحق والعدل والإنصاف مساواتهم بذات الرواتب التي يتقاضاها المتقاعدون الجدد الذين أحيلوا بعد التغيير الذي أطاح بنظام الطاغية في العام 2003 ( هذا ما قاله أحد المتقاعدين الجدد والذي أصيب بجروح خطيرة بعد أن ضربه المتقاعدون القدامى بقطع الدومنيو فولى هاربا وشتم اللعبة والسلفة وأعلن عدم قبوله بالمصالحة والعودة الى الطاولة ) .
ولغرض الإيقاع بعامة الفقراء وفي مقدمتهم المتقاعدون فقد أسقط سياسيونا المختصون بالشأن الاقتصادي معظم مفردات البطاقة التموينية والتي أنذرنا القائمون عليها بأن التخصيصات المقررة لها هذا العام لا تكفي إلاّ لشهور ، ما يعني إن قرار الغائها بالكامل لا يزال قائما وعلى مراحل ، الأمر الذي سيزيد الفقراء فقرا ، إذا ما أخذنا بنظر الإعتبار إن معظم الفقراء والمتقاعدين يسكنون دورا مؤجرة لا تكفي رواتبهم التي يتقاضونها كل شهرين لتسديد نصف مبلغ الإيجار لشهر واحد ، فما بالك بمن لا راتب له .؟!
صعد أحد المتقاعدين وبعد أن سمع الخبر على طاولة الدومنيو وقال :
لا نريد منكم أيها المتقاعدين القدامى إلاّ أن تدركوا جيدا بأن لا أحد معكم وإن بقيتم على حالكم هذا فستزدادون فقرا ، وأن تتأكدوا إن زيادة رواتبكم لن تأتي هذا العام ولا في الأعوام القادمة طالما إنكم غير متوافقين ولا تبتعدون كثيرا عن مقهى المحلة وكلام زوجاتكم ، فلا شاي بالدين ولا بعدين ، وستعودون الى ( المربع الأول ) ارفعوا أصواتكم ومطالبكم أعلى من أصوات صراخكم وضرباتكم بقطع الدومنيو على الطاولة خشية أن يموت ( الدوشيش ) في أيديكم فلا مفردة ( آزنيف ) تسمعونها بعد .
...........................................................................



#ماجد_فاضل_الزبون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب الى أين .؟
- مقاطع من قصائد لم تكتمل
- نص .. لم يعد ثمة فرح .!
- مجلس التعاون وسياسة اقصاء القريب
- هل تتخذ السيدة ( لا ) الفيتو رقم 43 ؟؟
- الغرب ولعبة الحاكم والمحكوم
- وصايا .... شعر
- النقاش المجتمعي حول الديمقراطية والإصلاح
- الثورات العربية


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد فاضل الزبون - ( آزنيف ) .. المتقاعدون هب بياض .