المؤامرة و المؤامرة ....ثم المؤامرة

ملهم جديد

الحوار المتمدن-العدد: 3614 - 2012 / 1 / 21 - 18:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

من أين ياترى تتأتى القوة السحرية لنظرية المؤامرة؟!و هل هناك نظام قمعي لا يعتمد نظرية المؤامرة كحجر أساس في إعلامه و شبكته الدعائية؟.في المجال السياسي ,يجب النظر إلى المؤامرة كنشاط تلجأ إليه الدول,كما الأحزاب والجماعات وحتى الأفراد لتحقيق مكاسب سياسية في مواجهة الأعداء و المنافسين. و هي هنا بالمعنى الحرفي لا تكتسب قيميها الأخلاقية من عدمها من مجرد وجودها, بل من الأهداف التي تسعى إليها,و الموضوع الأخلاقي هنا جد نسبي,ولكن و لأن معنى المؤامرة ارتبط ,في العقل الجمعي للبشر بالشر وبشكل أكثر تحديدا بالشيطان الذي يقف خلف كل شر,وهنا يجب أن لا نغفل الجذور الدينية المترسخة في أعماق اللاشعور الجمعي,حيث أن الخير المطلق في معركة أبدية مع الشر الطلق الذي يقوده الشيطان,و هذا الأخير يعتمد فيما يعتمد لتحقيق غاياته المؤامرة كسلاح فعال لتحقيق أهدافه, وهنا يقدم النظام القمعي نفسه كممثل لقوى الخير(أي هو و كل من والاه)واضعا جميع من لا يوافقه آراءه أو طريقته في إدارة الحكم ,كلها أو جزء منها ,في سلة واحدة كمتآمرين ينفذون خطة شيطانية للقضاء على الخير الذي يدعي النظام القمعي تمثيله. وهنا تكمن الكارثة , فمن خلال نظرية المؤامرة هذه يجرد النظام القمعي المجتمع من كل ما يجعله مجتمعا بالمعنى المعاصر للكلمة و يحوله إلى كتلة صماء لا يعلو فوقها سوى صوت المعركة(و غالبا ما تكون كلامية فقط ,تقوم أجهزة الإعلام على إدامتها)بينما يقف الجميع في الطرف الآخر من المعركة , و الجمبع هنا قد تعني العالم كله.أي باختصار شديد,و في سبيل إدامة وجوده, يعمد النظام القمعي إلى نزع الشرط الإنساني فيما يتعلق بنزاعات البشر, و يتجاهل عن عمد, الشروط الإقتصادية,الإجتماعية,الثقافية​,والطبقية التي تتحكم بهذه النزاعات,مصعدا الأمر ليخرجه عن النطاق الأرضي ,و يدخله في المجال الميتافيزيقي الغامض ,وهنا تحديدا,وفي هكذا صراع بين الحق المطلق و الشر المطلق ,لا يسمح حتى بالوقوف على الحياد,معنا أو ضدنا.

#ملهم_جديد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل