أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبدالحسن حسين يوسف - ذكريات لا يمحوها الزمن (ايام في معتقل قصر النهايه) الحلقة الرابعه














المزيد.....

ذكريات لا يمحوها الزمن (ايام في معتقل قصر النهايه) الحلقة الرابعه


عبدالحسن حسين يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3610 - 2012 / 1 / 17 - 23:26
المحور: سيرة ذاتية
    


عرفت ان دخولي الباب الرئيسي لقصر النهايه كان فجر يوم 23 شباط 1972 فعند دخول (موكبي ) سمعت آذان الفجرمن الجامع القريب للقصر تصورت ان (المستقبلين لي )سيكونوا نيام لاجذب انفاسي ولكني لم اعرف ان شهامتهم العربيه الاصيله ابت عليهم ان ادخل بدون حفلة الاستقبال المعهودة التي سمعت عنها فوجدتهم جاهزين على مدخل القصر فاستقبلوني بالهراوات والايادي والارجل ولم اشعر بعد ذلك الا وانا ممدد في مكان فسيح ملىء بالملابس الممزقه والقاذورات حدست بان هذا المكان هو الذي كان يتكلم عنه الرفاق انه المسرح الذي حوله الجلادون الى مكان للتعذيب فقد رئيت الكرين والكرسي المنكنه والخشبه الطويله وفي وسطها حبل عرفت بانها الفلقه.. ففي هذه اللحضات انتهى بالنسبة لي الزمن فلا اعرف كم الساعه ولا اليوم كنت اتصور اني من اصحاب الكهف الذين تكلمت عنهم الاسطوره الدينيه ولكن ليس لدي النقود لاشتري الخبز كما تقول القصة, صرير فتح الباب اعادني الى رشدي حاولت التمثيل وادعاء الاغماء ولكن جنود (ناظم كزار) لم تنطلي عليهم الحيله فكانت هراواتهم المطاطيه كافية لكشف تصنعي كانو يسحبون معهم شخصا لا اعرفه, ومن نضراته خمنت ايضا انه لا يعرفني, هل تعرف هذا؟ قلت لا ليس بطولة ولكن هي الحقيقه هو ايضا اجاب انه لا يعرفني وكان صادقا قال احد الجلادين عرفت بعد ذلك انه سالم الشكره (هل اقتنعتم يا اولاد ال... اننا نعرفكم اكثر من انفسكم ...هذا الذي جئت لاخذه الى جحر ناو جلكان رجالنا اقرب منك اليه ماذا تريد ان تصير وزير انت جندي نحن نعرف كل ماتقومون به من اعمال وضربنا لكم فقط لتأديبكم يا اولاد ال...) وامر احد الواقفين جنبه آمرا خذوهم خل يولون سحبو رفيقي الى جهة لا اعرفها وسحبنى احدهم كنت لااستطيع المشي فكان يسندني بين لحضة واخرى انعطفنا خلف القصر ودخلنا ممر فيه صف من الابواب المغلقه ففتح احدها, دفعني أحدهم واغلق الباب نضرت حولي في الجزء المتبقي من احد عيوني فوجدت (جودليه) قذرة وصحن المنيوم وملعقه و(مطارية ماء) استطعت الوصول اليها فوجدت فيها ماء استطعت بصعوبه ايصالها الى فمي وشربت دون ان اسئل نفسي كم هي المده التي وجد فيها الماء في هذه المطاريه...شهر ..شهرين ...اكثر ...كان البرد قارسا جدا وليس هناك مكان في جسمي ليس فيه ضربة هراوه او لكمة.. شعرت ان البعث لا يعمل الا بشكل جماعي والدليل انهم والحق يقال قامو بتعذيبي (عمل شعبي) كنت مقتنعا اني سأموت في اية لحظه من الامي الفضيعه والبرد وبعد تجاوزي الازمه شعرت ان الانسان اقوى كائن على الارض فلو تعرض اي كائن اخر لمثل ما تعرضت له لما بقي على قيد الحياة ولكن ربما حب الانسان للحياة يجعل له طاقة مخزونه يستعملها عند الحاجه..شعرت ان الليل قد بدء لان الظلام يزداد في الغرفه سمعت الباب يفتح اعتقدت ان الحفله المسائيه معي قد بدئت ولكن هذه المر ة لم تكن (غراب) بل (سمسم) فألقى احدهم علي بطانيه واخذ الصحن القريب مني ليضع فيه مغرفة مرق عرفت انه حار من خلال البخار المنبعث منه مع صمونه واغلق الباب دون ان يتفوه بكلمه عرفت بعد ذلك انه معتقل ايضا ويعمل مراقب ويخدم الجلادين ويوزع الاكل على المعتقلين اسمه (حجاب) وهو عريف شرطه من اهالي القائم وتهمته قومي من الحزب الاشتراكي العربي الذى كان يقوده رشيد محسن مدير الامن العام في زمن عبد الرحمن عارف
والذي استطاع الهروب ومعه إعترافات صدام حسين اثناء اعتقاله فكان الضحيه المسكين حجاب الذي كان سائق عند رشيد محسن. لا اعتقد ان الليل طويل الى هذا الحد رغم ان البطانيه اضافت لي شىء من الدفء في الصباح فتح الباب نفس الشخص السابق (حجاب) والقى مرق البارحه الذي بقي في مكانه ليضع بدله شوربه. هذه المره وجه لي تعليمات مختصرة قائلا عليك من الان ان تنسى اسمك واسمك من الان هورقم (42) لانه رقم غرفتك فعند ذهابك الى المرافق الصحيه فعندما يطلب من رقم 42 الخروج فعليك ان تخرج حالا سوا اكملت حاجتك ام لا والا سيخرجوك بالف صونده وصوندة وعندما يسئلك اي شخص من مسؤولي القواطع عن اسمك قل اسمي 42 فقط قاطع أليف. بقيت في هذه الغرفه خمس وثلاثين يوما لاني اضع خطا عن كل يوما ينتهى في حائط الغرفه وقلمي هو طرف ملعقتي بدأت اقرء اسماء من سبقني في هذه الغرفه احدهم صاحب فضل علي فلم انسى اسمه هو صاحب الجودليه الذي عرفت ان الجلادين اعدموه هو الاستاذ (عبد العزيز بركات) رئيس تحرير صحيفة المنارالتي كانت تصدر في زمن عبد الرحمن عارف وقد عاودت الصدور بعد سقوط النظام الصدامي وهي تحمل اسم مؤسسها عبد العزيز بركات لان اسمه كان مكتوب عليها..بدأت جروحي تندمل وعند خروجي الى المرافق الصحيه اختلس النضر فاشاهد بعض من اعرفهم ومنهم استادي ورفيقي واقاربي علوان جبر حبيب الذي اعترفت عليه منظمة الناصريه للحزب لانه كان هو الذي استطاع ربط المنضمه بالحزب بعد انقطاع طويل منذ زمن عزيز الحاج (هذه القضيه يطول شرحها اتمنى من احد اعضاء المنضمه الاحياء ان يشرح الملابسات لكل تنظيم الناصريه للحزب وهو بالتاكيد افضل مني)... في احد الليالي فتح علي احد الجلادين الباب وطلب مني لملمة اغراضي وتم نقلي الى غرفة اخرى وكان رقمها هذه المرة هي 17 قاطع أليف وكان فيها شخص آخر هو الدكتور خلف صوفي الدليمي وهو دكتوراه في كيمياء الاغذيه واستاذ في كلية زراعة بغداد وتهمته المشاركه في انقلاب قومي مع ضباط قوميين منهم هادي خماس الظابط الذي اذاع بيان الانقلابيين الاول في 8شباط 1963 تحياتي لكم والى حلقة اخرى من ذكرياتي المؤلمه في هذا المكان اللعين.



#عبدالحسن_حسين_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات لا يمحوها الزمن (ايام في معتقل قصر النهاية)(الحلقة ال ...
- فعلا عصر الانترنيت ياقحطان المعموري
- الصراع الحضاري بين الدكتورة وفاء سلطان وضرتها زينب بنت جحش
- قراءة ارجو ان تكون معاصرة للبيان الشيوعي
- الأحلام الوردية في مقالة عبدالخالق ألعبثيه
- مرة اخرى حول وحدة اليسار العراقي
- إلى مانحي شهادة كتابة التاريخ مع التحية*
- من تأريخ الحركة الشيوعية في العراق: الماضي وآفاق المستقبل
- من تاريخ الحركة الشيوعية في العراق(الماضي وآفاق المستقبل) ال ...


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبدالحسن حسين يوسف - ذكريات لا يمحوها الزمن (ايام في معتقل قصر النهايه) الحلقة الرابعه