ضريبة الوطن العربي اغلى من حياة الانسان

سامي كاب
(Ss)

الحوار المتمدن-العدد: 3609 - 2012 / 1 / 16 - 13:05
المحور: المجتمع المدني
    

ضريبة الوطن

قتلو احلامي وابادو آمالي ولكن حبي كبر وزادت مساحته وغطى كل النواقص
جرحو كياني وتركو في كل زاوية به جرحا داميا مؤلما ولكن صبري وتجلدي وعصاميتي وعزتي بنفسي وثقتي ومكابرتي دملت جروحي وابرأت كياني واعادت الدم في عروقي وانتشيت بحيوية وارادة اقوى واصرار اشد
حطمو كل درجات السلم امامي واغلقو كل المنافذ ولكنني صنعت اجنحة اطير بها فوق السدود واعتلي فوق الغمام وفوق مرامي البصر
قالو عني كافر ومجنون ومنحرف ومجرم وتفننو باوصافي كي يحطو من كرامتي ويحطمو ثقتي بنفسي ولكن هم وكلامهم لايدخلون ضمن اعتباري ولا يستحقون حركة افكاري
شخصيتي اعلى من اعتبارهم وكياني ارقى من تصوراتهم
ما رسو كل انواع الحقد والكراهية والعدوانية ضدي دونما سبب فقط من منطلق غريزة العدوانية المتجذرة في نفوسهم وعقولهم كصفة وراثية لحيوانات باشكال بشر
ولكنني وقفت امامهم واثبتت لهم بانهم كلهم لا يرتقون الى ادنى جزء من انسانيتي ورجولتي وعزتي وكرامتي واخلاقي وقيمي ومبادئي وشخصيتي
وذلك بالفكر والجهد والعمل والمنطق والاسلوب الحضاري والانساني الراقي وبكل قوة واقتدار وتصميم وعزم واصرار وجرأة وشجاعة وتحدي
هي معركة وجود في مجتمع تسلطي استبدادي عدواني يحمل في عقليته ثقافة الاستغلال والتعدي والتطفل والاستهلاك والعيش على حساب الاخر ويحمل ثقافة شريعة العصابات والقبيلة والجماعات البدائية ( الثقافة العربية الاسلامية )
هي معركة وجود الانسان المتحضر الراقي المعاصر في مجتمع عربي مسلم متخلف بكل شيء وكانه في تركيبته وتكوينه يمثل حلقة الوصل ما بين الانسان والقرد
ادمغة لا تستقبل برمجة الحياة الحديثة للانسان المتطور الراقي ولا تقدر ان تتعامل مع معلومات الحياة المعاصرة او تتفهم معادلتها وتتفاعل مع عناصرها كما يجب
اجساد بليدة سيئة الحركة والتفاعل مع الوسط ونفسيات مريضة معقدة دونية التركيب وحيوانية الهيكل وغريزية الجوهر
كم هو صعب ان تثبت ذاتك وتحقق وجودك وتشغل حيزك الوجودي بحرية وكفاءة كانسان تريد ان تحيى حياتك بطولها وعرضها في بيئة منغلقة وارضية وعرة وهواء خانق واجواء عدائية ووحوش متربصة في كل مكان للانقضاض عليك وكسر رقبتك وتحطيم كيانك وشفط نخاع عظمك بجريمة اسمها الكفر كونك لا تصلي ولا تصوم ولا تؤمن بالقرآن واله الاسلام وخرافات محمد وشريعة همج الصحراء وكونك لا تفكر بطريقتهم ولا تتصرف كتصرفاتهم ولا تنسجم معهم بعاداتهم وتقاليدهم ومفهومهم للحياة ولا تسير بركبهم ولا تتعامل معهم بالسلبية والطريقة الاسلامية اللتي تروق لهم وتنسجم مع امزجتهم
والغريب اللذي لا يلتقي مع المنطق يقال لك هذه ضريبة الوطن
------------

من حقي ان اعيش حياتي

واعود الى صدر امي ( الطبيعة ) كي احصل منه على طاقة الحياة اللتي استنفذت مني في صراعي المرير من اجل الوجود في وطن لا يرحم مواطنيه وبين اناس وحوش باجساد بشر
اعود الى ذاتي اتحسس كياني واسترحم نفسي واتفقد مدركاتي واطمئن على اشيائي هم ما تبقى لي من احبائي
اعود الى عالم الانا واعيش في حدود الذات واغلق الابواب مع الخارج كلها كاحتياط امني واطمئنان نفسي وهدوء ذهني وتركيز وتامل
في وطني لا حياة للانسان
في وطني رعب وارهاب وقهر وظلم وقتل للحياة والانسان
في وطني لافكر ولا منطق ولا اخلاق ولا قيم ولا حب ولا عطف ولا شفقة ولا رحمة ولا تعاون
في وطني قانون الغاب كله وحوش واغبياء ياكلون بعضهم بعضا ويعضون السنتهم ان جاعو
لقد هجرت الوطن وابتعدت عن سكانه وآويت الى منزلي وحديقتي واشيائي واعتكفت داخل حدود ذاتي امتلك كامل حريتي بتفكيري وتصرفي وحبي وكرهي وحنيني واشتياقي بعيدا عن الصخب والفوضى والصراخ والعبثية والسب واللعن والتدمير والارهاب والحرق والخراب والقتل والعذاب
من حقي ان اعيش حياتي كانسان

#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل