أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمد محمود السيد - تحليل حول القصف التركي لمواقع حزب العمال الكردستاني بشمال العراق واستمرار الصراع التركي - الكردي















المزيد.....

تحليل حول القصف التركي لمواقع حزب العمال الكردستاني بشمال العراق واستمرار الصراع التركي - الكردي


محمد محمود السيد

الحوار المتمدن-العدد: 3604 - 2012 / 1 / 11 - 23:10
المحور: القضية الكردية
    


مقدمة

ظلت حدود الكيانات مصدر نزاعات في شط العرب، وفي علاقة العراق بالكويت وبين سوريا والاردن ولبنان. فالحدود الرخوة استخدمتها الدول في الضغوط المتبادلة،فم تحسم تلك الامور بالحوار والتفاوض والتفاهمات. ولكل دولة في العالم مصالح مع جيرانها ومعظم حدود الدول نزاعية لكنها خضعت لاتفاقات ارتكزت على معطيات الامر الواقع. فاعترف النظام الدولي بالمدى الحيوي أو المصالح القومية أو الاستراتيجية أكثر من ايجاد حلول لمسائل الاقليات، فحق تقرير المصير لم يكن المبدأ السائد في ظل الحرب الباردة، وقد عمدت دول الشرق الاوسط على استخدام ذلك المناخ وتلك البيئة للتدخل في شئون جيرانها الى الحد الذي جعل من الدول الاضعف "حدائق خلفية".
واشكالية الاقليات والحدود الرخوة في الشرق الاوسط هي السبب في استمرار الصراع التركي – الكردي منذ العقد الثالث من القرن الماضي والى الان، وقد انتقل ذلك الصراع من صراع داخلي الى صراع عبر الحدود الدولية، ليدخل الصراع في أبعاد اخرى تنتقص من سيادة الدول الحدودية، وذلك ما حدث مؤخراً في العراق، حيث تجددت الاشتباكات بين تركيا وحزب العمال الكردستاني في شمال العراق الامر الذي أدى الى مقتل مدنيين عراقيين وهو ما خلق أزمة سياسية جديدة.
وعلى الرغم أن القضية موضوع تلك الورقة البحثية، هي قضية سياسية أمنية ومن ثم فإن المنظور الواقعي قد استحوذ على النصيب الاكبر في القدرة على التحليل والتنظير لتلك القضية، إلا أن منظور ما بعد السلوكية جاء ليكمل الصورة ويفسر بعض ما عجز المنظور الواقعي عن تفسيره في تلك القضية.

مضمون القضية

بعد توقف دام عاما تقريبا عاود الجيش التركي القصفين المدفعي والجوي على امتداد الحدود المشتركة مع اقليم كردستان العراق.
وترجع الارهاصات الاولى لذلك القصف الى شهر يوليو 2011 عندما قُتل عشرين شخصا من بينهم 13 جنديا تركيا في كمين كردي، وعلى اثر ذلك انتقلت قافلة عسكرية تركية تابعة لقيادة اللواء الحدودي 23 المرابط في "يوكسك أوفا" جنوب شرق الاناضول الى المناطق القريبة من الشريط الحدودي مع العراق وسط تدابير أمنية مشددة، اضافة الى انتشار وحدات خاصة على المرتفعات الاستراتيجية لمحاولة اغلاق منافذ الهروب الى شمال العراق، وفي ضوء ذلك الحادث طالب حزب الحركة القومية اليميني التركي في 16 يوليو 2011 الحكومة باتخاذ قرار بشن عمملية عسكرية واسعة خارج الحدود للقضاء على من اسماهم بالارهابيين النتشرين في اراضي شمال العراق، أو أن تقدم استقالتها لفشلها في حماية البلاد.
وقد جاء الرد لتركي سريعا وقويا حيث قام الجيش التركي في ذات الاشهر بقصف مدفعي على امتداد الحدود المشتركة مع اقليم كردستان، وهو ما أسفر عن مقتل 12 مواطنا مدنيا عراقيا وتهجير أكثر من 1000 عائلة من بيوتها، بالاضافة الى تدمير البنية التحتية في اقليم كردستان العراق.

دلالات القضية

إن تلك القضية بمضمونها السابق ذكره تثير عدة دلالات ومؤشرات قد تساعد على عملية تنظير وفهم تك القضية فهم أعمق. وأولى تلك التساؤلات وأهمها على الاطلاق هو: ما هي مبررات القصف التركي لشمال العراق؟
ويمكن القول أن العلميات الاخيرة التي مارسها حزب العمال الكردستاني ضد الجيش التركي في شهري يوليو وأغسطس من العام الحالي 2011 كانت هي المبرر الرئيسي والظاهر وراء القصف الرتكي العنيف لشمال العراق، ولكن سرعة الرد التركي على عمليات حزب العمال الكردستاني – حيث أن القصف التركي جاء في مساء نفس اليوم الذي قام فيه حزب العمال الكردستاني بعمليته ضد الجيش التركي – وقوة القصف الرتكي وعشوائيته من حيث عدم التمييز بين المدنيين والعسكريين، يثير لدى الأذهان مجموعة اخرى من المبررات التي تكمن وراء ذلك القصف الذي جاء على تلك الشاكلة، ويمكن تناول تلك المبررات على النحو التالي:

1. الثورة السورية: أحدثت الثورة السورية قلق لدى القيادة التركية من حدوث اضطرابات على الحدود التركية، وشغل الهاجس الامني مساحة كبيرة لدى القيادة التركية، وتركزت مخاوف تركيا من حدوث تصعيد على الصعيد السوري أو بدء مواجهات مسلحة بين قوات الامن السوري والمتظاهرين وهو الامر الذي قد يثير القلاقل على حدود تركيا، كما أن الثورة السورية أثارت المخاوف من تكرار تجربة أكراد العراق في سوريا وهو الامر الذي لابد وأن يعطي دفعة قوية لأكراد تركيا فيما يتعلق بطموحاتهم السياسية لتكوين دولتهم، لذا جاء الرد العنيف السريع من جانب تركيا لتبديد تلك المخاوف، والقضاء على مصادر التهديد الامني التركي.
2. توتر العلاقات الايرانية التركية: أثارت الثورة السورية توتر في العلاقات الايرانية التركية، كان مصدره تباين مواقف الطرفين تجاه الثورة، الامر الذي دفع ايران الى استخدام عدة ارواق ضغط ضد تركيافي سبيل تراجعها عن موقفها تجاه الثورة السورية، وكان حزب العمال الكردستاني أحد تلك الاوراق، حيث أعلنت مصادر رسمية ايرانية عن اعتقال الرجل الثاني في حزب العمال الكردستاني ولكن سرعان ما تم نفي الخبر من جانب مصادر رسمية أخرى، ويبدو أن ذلك التضليل متعمد من الجانب الايراني لاظهار امكانية ايران في استخدام العامل الامني ضد تركيا، ومن ثم كان القصف التركي العنيف لمواقع حزب العمال الكردستاني بمنزلة تبديد لتلك الورقة التي تحاول ايران استخدامها ضد تركيا.
3. مواقف احزاب المعارضة التركية من الحكومة: يبدو ان الرد السريع التركى على عمليات حزب العمال الكردستانى جاء بسبب تخفيف الضغط على الحكومة التركية وعدم احراجها خاصة فى ظل انتقادات واسعة تعرضت لها الحكومة من قبل احزاب المعارضة التركية حيث على ضوء مقتل 13 جندى تركى فى كمين كردى فى شهر يوليو من العام الحالى 2011 طالب حزب الحركة القومية اليمنى التركى الحكومة باتخاذ قرار بشن عملية عسكرية واسعة خارج الحدود للقضاء على حزب العمال الكردستانى الموجود في شمال العراق أو أن تقدم الحكومة استقالتها اذا اخفقت فى حماية البلاد.
4. عقاب اقليم كردستان العراق: فسر بعض المحللين عشوائية اداء القصف التركى لمواقع الحزب فى شمال العراق, وهو الأمر الذى أدى الى مقتل مدنيين عراقيين, على انه نوع من العقاب لاقليم كردستان العراق وذلك نتيجة ايوائه لحزب العمال الكردستانى ومساعدته او على اقل تقدير عدم وجود سعى جاد من جانبهم لمكافحة وجود الحزب فى اقليمهم.
5. تقويض التجربة الكردية فى العراق: تحدث بعض اكراد العراق ابان القصف التركى, ان القصف التركى لشمال العراق غير مبرر حيث ان نشاط حزب العمال الكردستانى فى تلك المناطق ضعيف جداً ان لم يكن معدوماْ وتناول بعض المحللين فكرة اصرار الحكومة التركية على عدم احترام هدنة وقف اطلاق النار التى اعلنها الحزب اكثر من مرة من جانب واحد, وتصب كل تلك المؤشرات فى اتجاه مفاده رغبة تركيا الخفية فى تقويض التجربة الفيدرالية فى العراق التى منحت اقليم كردستان العراق استقلال ذاتى, وهو الامر الذى اعطى دفعة قوية لأكراد تركيا وأعلى من سقف مطالبهم وقلل من فرص سيطرة الحكومة التركية على مطالبهم.

تعامل منظورات العلاقات الدولية مع معطيات القضية

يحتل المنظور الواقعي بافتراضاته ومقولاته الرئيسية المساحة الأكبر في تنظير وتفسير تلك القضية التي نحن بصددها ألان. حيث أبرزت تلك القضية أن الصراعات العسكرية المسلحة التقليدية مازالت تحتل الجزء الاكبر من مفهوم الصراع في العالم، فالقوة الصلبة (العسكرية) مازلت هي الاداة الابرز في يد الحكومات خاصة فيما يتعلق بسياساتها الخارجية، ومازالت القضايا السياسية الامنية هي التي تتصدر اهتمامات الحكومات حول العالم، ولازال اهتمام الدول منصب على سياسات القوة.
ولكن هناك بعض النقاط الجوهرية في تلك القضية عجز المنظور الواقعي عن تفسيرها، وقد تمكن منظور ما بعد السلوكية استيعاب تلك النقاط، وهي كالاتي:

1. أن الدولة القومية لم تعد الفاعل الوحيد والابرز في العلاقات الدولية، فأصبح الفاعلون من غير الدول أكثر نشاطا وتأثيرا حول العالم في العلاقات الدولية، وهو الامر الذي وصل الى حد تورط هؤلاء الفواعل في صراعات عسكرية دولية، ففي تلك القضية فإن الصراع العسكري الدائر ليس بين دولتين قوميتين، إنما بين دولة قومية (تركيا) وتنظيم سياسي مسلح (حزب العمال الكردستاني).
2. ظهور ما يسمي بـ "الحدود الرخوة" بين الدول، والانتقاص من سيادة الدول القومية على أراضيها، فالعراق في تلك القضية لم يستطع منع حزب العمال الكردستاني من اتخاذه شمال اراضيها كملجأ له وكنقطة انطلاق في عملياته ضد تركيا، كما لم يستطع العراق منع تركيا من قصف حدوده الشمالية وانتهاك سيادته.
3. ارتباط ما هو داخلي بما هو خارجي، ووجود تأثير متبادل بينهما – وهو ما قد نفاه المنظور الواقعي التقليدي – فقد أثرت الثورة السورية وتوترات العلاقات الايرانية التركية – بدرجة ما – على قرار تركيا بقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بشمال العراق.



#محمد_محمود_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبعاد الصعود الروسي
- مفهوم الاصلاح السياسي
- المفهوم في التنظير السياسي
- دور الإعلام في التنمية
- حول تفسير ظاهرة الفقر
- العوامل الجغرافية والموقع الاستراتيجي كمحدد للسياسة الخارجية ...
- الهجرة غير الشرعية


المزيد.....




- اعتقال اثنين من ضباط حرس الدولة الأوكراني.. كييف تعلن إحباط ...
- العضوية الكاملة.. آمال فلسطين معقودة على جمعية الأمم المتحدة ...
- الأقليات والسياسة في بريطانيا.. تقدم محفوف بمخاوف
- الأونروا تحذر من استمرار توقف دخول المساعدات إلى غزة
- الأمم المتحدة: المساعدات محجوبة عن غزة والمخزون لا يكفي لأكث ...
- ذوي الأسرى الاسرائيليين يضغطون على نتنياهو للوصول الى إتفاق ...
- أزمة مياه الشرب تفاقم معاناة النازحين بالقضارف شرقي السودان ...
- مطبخ تضامني في العاصمة السودانية الخرطوم لمساعدة السكان المه ...
- أمين الأمم المتحدة: غلق معبري رفح وكرم أبو سالم أمر مدمر للو ...
- يونيسف: الهجوم الإسرائيلي على رفح يعقد إيصال المساعدات لقطاع ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمد محمود السيد - تحليل حول القصف التركي لمواقع حزب العمال الكردستاني بشمال العراق واستمرار الصراع التركي - الكردي