أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الصادق الجهاني - الاسلام السياسي في السلطة بعد الاتتخابات















المزيد.....

الاسلام السياسي في السلطة بعد الاتتخابات


صلاح الصادق الجهاني

الحوار المتمدن-العدد: 3604 - 2012 / 1 / 11 - 17:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حركات الإسلام السياسي في هذه المرحلة هي علي المحك أوفي مفترق الطريق ، فالحركات السياسية الإسلامية التي تعتبر المشروع البديل الواعد والتي لم تتمكن طيلة القرن الماضي من الوصول إلي السلطة أو ممارسة السلطة بشكل فعلي يسمح لها من تنفيذ برامجها عليها ان تستغل هذه الفرصة التاريخية، وتستغل هذا الفراغ السياسي والتعاطف الجماهيري الي مقدره في الوصول للسلطة عن طريق صناديق الانتخابات.
وان من اكبر التحديات التي تقابل اغلب هذه الحركات عليها هو تغييرالخطاب السياسي لهذه الحركات بما يتناسب مع العصر ومطالبه، ويتمثل ذلك في فكرها وبرامجها و خطابها السياسي ، وان تقوم بمرجعه فكرية عميقة ، وعليها كذلك ان تخرج من اهتمامها بالمنظومة الأخلاقية ألي الاهتمام بقضايا مجتمعها الحقيقية من عدالة اجتماعية وتوزيع للثروة والهوية وغيرها من قضايا راهنة وملحه، تمثل قضايا حقيقية تعاني منه المجتمعات العربية ويضفي مصداقية وحداثة لهذه الحركات ، وعليها ان تتقدم بمشروع حضاري يتناسب وحجم الآمال المعلقة عليها في اجتياز هذا النفق المظلم من سيطرت النخب والاحتكار السياسي للسلطة وليس شعارات مطاطية انتخابية، بدون أي مشروع.
وان تعي جيدا انها ليست وحدها من يملك الحقيقة ، وممارسة الوصاية علي المجتمع، وان يكون إيمانها بالنظام الديمقراطية إيمان حقيقي نابع من قناعة ، وتعمل من خلاله ، إيمان يحتم عليها العمل حتى من داخل هياكلها التنظيمي في انتخاب خياراتها الحزبية ولا تقوم علي الطاعة والأمر وأهل العقد مثل أي مؤسسة عسكرية بل تقوم بذلك من خلال كوادر حزبية تتعطي السياسة وتتعامل معها معامله تتطلب التكيف مع المتغيرات السياسية وكذلك التغيرات التي تنتج عنها.وفقا مدخلات ومخرجات متناسبة ومرضية
هذه الحركات عليها ان تحول هذه القاعدة الشعبية التي تملكها من قوة الي قدرة لتحقيق برنامج سياسي ينال لها القبول واستمرار التصويت لها بما يضمن لها تدفق الناخبين علي صناديق الاقتراع وألا تركن ألي صراعات سياسية داخلية او خارجية والابتعاد عن الانشقاقات متتالية والتشرذم، والتي كانت من اهم سمات هذه الحركات، وكذلك ان تعي المفهوم الحقيقي للديمقراطية بان لا تمارس الوصاية علي المجتمع، وان تتبني المشاركة السياسية غير حقيقية و الحقيقية للمواطن كما وجدت في الإسلام ، وان تطور أدواتها فتتعامل مثلا مع المشاركة السياسية غير حقيقية، مثل( مؤسسات المجتمع المدني)، بقيم الإسلام والذي فرضها علي المسلمين كفرض كفاية تحتم علي كل مسلم القيام بواجبة بالأمر بالمعروف والقيام به ومشاركة حقيقية تتمثل في مشاركة سياسية حقيقية تضمن للمواطن المشاركة في صنع القرار وتشريع قوانين دائمة تضمن له و لأسراته الحياة الكريمة وليس كما جاء في الإرث الفقهي الذي ظهر منذ منذ عصر الأموي والذي جرد الأمة من سلطاتها لصالح حكم الفرد والذي حول بيت مال المسلمين إلي خزينة للسلطان ، وحول الجيش المسلم من مهام نشر الإسلام ونصرت المظلومين إلي جيش يأتمر بأمر السلطان ويبطش بكل من تخول له نفسه منازعته الحكم ، والاهم إن علي هذه الحركات إن تقوم بمراجعه حقيقية تخرجها من زقاق التاريخ واستجلاب نماذج تاريخية قديمة وان تعي جيدا إن الإسلام لم يضع نموذج أو إي إطار للحكم بل شروط فقط وذلك لحكمة ربانية تعي جيدا وتضع في الاعتبار تطور المجتمعات واحتياجاتها بما يتناسب مع كل زمن من الأزمنة ولمعرفتها إن أي نظام مهما كان ، ليس هو الغاية في حد ذاته إنما يبقي مجرد وسيلة لتنظيم العلاقات بين إفراد المجتمع وضمان لحقوق جميع إفراده، من خلال المواطنة والقانون وليس من خلال الجنس او اللون او المعتقد وفي اعتقادي إن اغلب الحركات لأتملك هذا المنظور بشكل جيد يؤهلها القيام بذلك علي مستوي الساحة العربية علي الأقل .
وان حركة سياسية واحده ذات توجه ديني ، هي المرشحة للقيام بذلك، وهي حركة النهضة التونسية ، لكون هذه الحركة تملك برنامج سياسي، ولكون قيادات هذه الحركة تملك خبرة تراكمية كبيره ومرت بمراحل متعددة ونشأت في الغرب في بيئة ديمقراطية، وعلي رأس هذه القيادات "راشد الغنوشي " منظر الحركة والذي لا يملك فوبيا العلمانية والاشتراكية لكونه مرا بتجارب عديدة في اعتناقه لكثير من التيارات والتي خلقت له وللحركة وعي شامل وخبرة لا يملكها الكثير من منظري حركات الإسلام السياسي ،والتي تتسم بإنها ذات الخطاب الأحادي المتكرر، وكذلك ان هذه الحركة قامت بالمراجعة المطلوبة وخرجت من نفق أفكار قطب التكفيرية ومنظومته الأخلاقية إلي الواقع المعاش وقضايا المجتمع والعصر وبدون استجلاب نماذج تاريخيا من التاريخ لنماذج سياسة ، لم يسمح التحقق منه وتنقيحه من خلال طرق البحث العلمي، وإعطائه قدسية لكونها من ضمن الموروث الديني .
هذا ما يخص الشأن التونسي إما في الشأن مصر فربما سيكون هناك خيبت أمل كبيرة وتراجع للتيار الإسلامي في مصر وفقدانه شعبيته لعدم وجود الأسس التي يملكها حزب النهضة التونسي والتي تم ذكرها ،وذلك لظهور صراعات قيادات لأجيالها الثلاثة وفي دخل الحركة نفسها وكذلك لانغلاقها وإيمانها المشكوك فيه بالمنظومة الديمقراطية والذي لم تعطي أي مؤشرات حقيقية بها ولم يحكم عليها لعدم ممارستها السلطة، وتمسكها بهيكلتها علي رأسها المرشد الذي يصدر التعليمات الواجبة الطاعة ، وان كان هناك جانب ايجابي في تخليهم علي النظرية الاقتحامية ونبذ العنف ، وكذلك لوجود قوي دينية مختلفة وتيار علمانية وقومي مضادة ومتخوفة من وقيام وسيطرة نظام يأخذ منحي " تيوقراطي" في ممارسة السلطة في مصر تبقي هذه القوي متربصة لأي أخطاء تؤكد هذه المخاوف وتغذيها، ان هذه الحركات إمامها نموذج توافقي حديث ذات تجربة ناجحة يتمثل في حركة العدالة والتنمية التركية والتي اكتسحت كافة المفاهيم المغلوطة والمخاوف من الإسلام السياسي وقدمت نموذج رائع يحتذ به وذات حس سياسي واقعي رفيع ، في ظل مجتمع يعتبر العلمانية قدس الأقداس له ، وذلك بما حققته من مكاسب وتحقيق طموحات الشعب التركي، في اهتمامها بالقضايا الحقيقية والنتائج التي حققتها علي كافة المستويات، وتتعيش مع زمنها ووقعها وليس خارج سياقها التاريخي وذلك باهتمامها بقضايا لا تمس الوطن والمواطن ،
إن هذا الفراغ السياسي العظيم الذي تركه المشروع القومي مرشح التيار الإسلامي وحده بالقيام به ألان، وان التخوف من فشل التيار الإسلامي للقيام بذلك يمثل انتكاسة حقيقية لمشروع علقت علية أمال الشعوب العربية هذا المشروع الذي توجد هناك مؤشرة كثيرة تؤكد عدم ألقدره لهذه الحركات للقيام بذلك لعدم وجود برنامج وعدم ملكية هذه الحركات الأدوات واللياقة اللازمة للقيام بهذه المهمة ومن بعض هذه المؤشرات تحايل الإسلاميين في مصر علي ثورة يناير وتحالفهم مع العسكر بما يؤكد إن ممارسة هذه الحركات للعملية السياسية تبقي ضمن أللعيب السياسية التي تمارسها هذه الحركة منذ ظهورها مع عهد الإقطاع إلي ثورة يوليو إلي نظام الانفتاح في عصر السادات يؤكد حقيقة واحده هي حرصها علي تولي السلطة وتحقيق برنامج معين لا يضع في الاعتبار ما ذكر إلا أن الحكم علي أي حركة إسلامية يبقي ناقص لحين تولي هذه الحركة للسلطة الحقيقة وبما يسمح تقييم حقيقي لهذه التجربة وإصدار إحكام عليها ويبقي أي تحليل أو تنبي بنجاح حركة من فشلها مجرد تحليل مرهون بالنتائج الحقيقية علي ما تقوم به هذه الحركات في الواقع الملموس .



#صلاح_الصادق_الجهاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العولمة والهوية .... علاقة متبادلة
- نبعاث القومية الاندلسية
- أول ثمار الربيع العربي
- اشكالية اعتراف الصين بالمجلس الانتقالي
- البعد الاقتصادي للأزمة المالية العالمية وانعكاساتها علي النظ ...
- ملخص دراسة للحصول علي درجة مجستير بعنوان ظاهرة الاسلام السيا ...
- االامازيغ الأرث العظيم
- الموقف التركي من الثورة في ليبيا
- سر الثورات العربية
- الجماعات المتميزة والاقليات في ليبيا ( من مظور الامن القومي ...


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الصادق الجهاني - الاسلام السياسي في السلطة بعد الاتتخابات