أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - اسماعيل محمود الفقعاوي - هل الفلسفة الماركسية لزمن ما قبل عقدين كافية الآن لفهم الواقع الراهن؟














المزيد.....

هل الفلسفة الماركسية لزمن ما قبل عقدين كافية الآن لفهم الواقع الراهن؟


اسماعيل محمود الفقعاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3598 - 2012 / 1 / 5 - 16:47
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تعريفات الفلسفة كثيرة ومختلفة. بعض هذه التعريفات مثالي وآخر مادي. ويعتمد مضمون هذه التعريفات على طبيعة المكونات الفكرية لم يصوغ التعريف وموقفه العقائدي وموقع طبقته الاجتماعية (وهذا الأخير في معظم الحالات وليس كلها). فسنجد من يُعرف الفلسفة على أنها العلم الخاص بالميتافيزيقي (ما وراء المادة)، أو خاصة بعالم الغيب والإلوهيات أو مقتصرة على تعميم خلاصة ما يتوصل إليه العلم البحت أو التطبيقي أو اجتماعي تاريخي طبقي ثوري. وما يهمني الحديث عنه الآن التعريف الأخير والذي أفهم معنى الفلسفة من خلاله على أنها هي نشاط الذهن لمحاولة اكتشاف القوانين العامة التي تضبط تطور وصيرورة المجتمع والذات الإنسانية والطبيعية الفيزيائية من أجل فهمها والسيطرة عليها والتأقلم معهاوتسخيرها لصالح الإنسان. إن هذه القوانين سواء العامة أو الخاصة ليس لها وجود مسبق خارج المادة تفرض نفسها اعتباطاً عليها، بل إن الالتقاءات بين مكونات المادة الطبيعية أو لقاء الاجتماع الإنساني أو ما يتفاعل في الذهن من خبرات هو الأساس الذي يولد القانون الذي هو صورة العلاقة بين المذكورات الثلاثة السابقة. إذن ليس هناك ثبات للقانون غير الثبات النسبي استناداً إلى الثبات النسبي للجوانب الثلاثة والتي هي في حالة حركة دائبة ودائمة ومستمرة. قد يطول زمن صدق قانون ما، لكن لن تظل صحته أو فاعليته إلى الأبد إلا بمقدار ما بقي في الوجود من ولده من المجالات الثلاثة المذكورة. وفي هذا السياق من الجدير بالذكر أن الحالة التي عليها أعضاء الحس الإنساني التي تستقبل المجالات الثلاثة لها دور في نسبة دقة الصحة النسبية في القوانين التي نكتشفها وبتطوير قدرة أعضاء الحس الإنساني بإضافة اجهزة أو أدوات لتكبير قدرتها على الاحساس والاستشعار يكون كشف القانون اكثر نصيباً من الدقة والصحة. ولن نتحدث هنا عن خطأ القانون وأسبابه فليس هذا هو المكان المناسب لذلك. وسأحصر حديثي هنا عن القوانين الناتجة عن الحراك الاجتماعي الذي يشكل مسيرة وتطور تاريخ مجتمع ما.
في القرن التاسع عشر، ومع ظهور الثورة الصناعية ومواصلات الآلة البخارية وتكون طبقة الرأسمال في الدول القومية الغربية، ظهرت المدن الصناعية لتتكون فيها الطبقة العاملة غالباً من فلاحي الإقطاعيات سابقاً. ومن هنا قام ماركس وإنجلز بدراسة مكونات هذه الطبقة وما تعانيه من ظلم واستغلال على يد طبقة الحكم الثرية في تلك البلدان مستنيراً إلى مدى بعيد بالجدل الهيجلي المثالي الذي يقول بالروح في المادة والتاريخ، بعدما استبدل الروح بالمادة كمحرك لذاتها وللتاريخ. وقد استند كلاهما أيضاً إلى دراسات وبحوث من سبقهم من الفلاسفة وعلماء الاجتماع الماديين أمثال فيروباخ. لذا ظهرت الطبقة العاملة في تحليلات ماركس وإنجلز على أنها هي من يجب أن يناضل حتى يسترد سلطته ويسترد فائض قيمة انتاجه ويقيم محتويات بناء دولته الفوقي من قانون، وأدب، وشرطة، وقضاء، وتعليم، وفلسفة، وفن... إلخ. لقد نظرا بأن الطبقة العاملة كانت هي حصان التقدم الذي يأتي التاريخ الزاهر على ظهره. ولكن ما أن قاد لينين حزب الشيوعيين الروس قبل الثورة البلشفية وبعدها، وكونه كان في بلد شكل الانتاج المسيطر فيه هو الأقطاع والأقنان مقارنة بالصناعة فقد أضاف بأن الطبقة المعقود على كاهلها جلب التاريخ السعيد الشيوعي هما طبقتا العمال والفلاحين. وفي ظني كان لينين على صواب في تلك الإضافة فهو تشخيص سليم لمكونات المجتمع المسحوق والمضطهد والمظلوم والمستَغَل والذي كان هو صاحب المصلحة الأولى في الثورة على طبقة مستغليه.
والسؤال الآن هل في زمن ما بعد تطور الرأسمالية إلى الإمبريالية إلى الرأسمال الإمبريالي المعولم العابر للقارات لازالت طبقتا العمال والفلاحين هما المستغَلتَين أم أن هناك مستغَلين جدد مضافين إلى تلكم الطبقتين؟ هل لازال تقسيم القرن التاسع عشر لطبقات المجتمع هو ذاته ثابت أم اصبح هناك تقسيم جديد لطبقات المجتمع عامة والمستغَلة خاصة؟ إذا كنا نؤمن أن الفلسفة هي اكتشاف القوانين التي تنتجها العلاقات المتطورة والمتغيرة والمتحركة والتي في حالة صيرورة دائمة وإن كانت نسبية من حيث إدراكها، إذن فقد تطور الواقع الاجتماعي وأفرز أوضاعاً جديدة لم تكن موجودة سابقاً ونحن في زمن ثورة المواصلات والتكنولوجيا وسفن الفضاء والانترنت ورأس المال الإمبريالي المعولم العابر للقارات وله حلفاؤه القطريين. وعلى ذلك لابد من نشوء وولادة وصدور علاقات (قوانين) جديدة عن ذلك الواقع باكتشافنا لها نفهم تلك التطورات المادية الحقيقية في الواقع، ونفسرها، ونعمل للسيطرة عليها وتوجيه الطبقات المستغَلة لكيفية استثمارها لتحقيق ثورتها وسلطتها وعدالتها. إن كان لفكرتي من وجاهة ما، فإني أدعوا الأخوة والرفاق للبحث في الواقع العربي والعالمي الراهن للكشف عما أدعي أنه مواليد جديدة في الواقع الاجتماعي وفي القوانين المتولدة عنه.



#اسماعيل_محمود_الفقعاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخوان مصر وصدمة المتوقع
- دلالات فعل وإقرار الرسول صلى الله عليه وسلم، المسكوت عنهما، ...
- دلالات فعل وإقرار الرسول صلى الله عليه وسلم، المسكوت عنهما، ...
- وتريات النواب: مراجعة جديدة - الجزء الثالث
- وتريات النواب: مراجعة جديدة - الجزء الثاني
- القضية الفلسطينية بحاجة ملحة لمنهج بحيث ودراسة جديد فوري
- وتريات النواب: مراجعة جديدة


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - اسماعيل محمود الفقعاوي - هل الفلسفة الماركسية لزمن ما قبل عقدين كافية الآن لفهم الواقع الراهن؟