صفوت حجازي وتأليه الآسد

عمر سعد الشيباني

الحوار المتمدن-العدد: 3597 - 2012 / 1 / 4 - 07:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بداية، أقول للداعية صفوت حجازي : صح النوم . فقد انتقد الداعية صفوت حجازي (بعض) الاشخاص الذين يألهون الأسد، قائلا أن ذلك يكفرهم ويخرجهم من الملة وعليهم الاستتابة. وهو ربما يشير إلى لقطة أتت من التلفاز السوري لمقدم البرنامج (الشبيح بامتياز) علاء الدين الأيوبي. وعلاء هذا له اسلوب في التشبيح الكلامي ويأخذ في الغالب دور ضابط أمن أو شرطي في برنامجه (الارشادي) الشرطة في خدمة الشعب. وقبل الغوص في ردود حماسيات صفوت حجازي ، سنختصر قصة التأليه هذه . أظن أنه في ابريل من سنة 2011 أتصل أحد المواطنين من مدينة مصياف وأسمه (حسن حسن). قال للمذيع : أسألوا آبائي .. أسألوا جدي (لانعرف أي جد فيهم) ..أسألوا نسبي .. أسألوا الشموخ (وهذه لانعرف عن أي شموخ يتكلم) اسألوا الواحد الأحد .. أسألوا ماشئتم .. فأنا البعث ديني وربي بشار الأسد. أنتهى . هنا نظر الأيوبي غير مستغرب لكن متدارك ليس حفاظاً على مشاعر السوريين، بل تحفظاً من مشاعر بعض العرب الذين يشاركون رامي مخلوف بالتجارة في دول الخليج. بمعنى لايريد إغضابهم، فقال وكأنه دخل إلى قلب المتصل (من مدينة مصياف) وعرف ماذا يريد من تلك القصيدة الابتهالية، وأخذ دور المحلل والمفتي تماماً كما يفعل (حسوّن والبوطي) وقال : نريد أن نوضح للمشاهدين أن المتصل لايعني التأليه أو العبادة بل التبجيل. هذه القصة وهي ليست فريدة بل تحدث بشكل يومي بأن رجال الأمن وعسكر الأسد عندما يلقون القبض على أحد المتظاهرين يأمرونه بأن يردد (لا إله إلا بشار) أو الركوع على صورة بشار. أي يعاملونه على أنه كان رجل كافر وآبق ومرتد وخارج عن الملة ويطلبون منه الرجوع إلى الايمان بشهادة واحدة قولا بألوهية بشار وممارسة فعليه بالركوع على صورة الاله المتجسد على الأرض. نعم هذا يحدث بشكل يومي في حمص وأدلب وحماة ودرعا ودير الزور وفيه مشاهد حية على اليوتوب لمن اراد الاستفاضة .
المفاجأة هي من الدكتور حجازي. رجل مدمن فضائيات وفي كل (عرس له قرص) كما يقول المثل الشامي. هذا الرجل الذي يسمى نفسه داعية نسي أو تناسى أو تغاضى عن حكم عائلة لأربعة عقود وممارسة كل أنواع القتل والتصفية والاغتصاب ضد النساء والأطفال والشيوخ ونهب البلاد وتعبيد البشر ويركز على هوامش عرفها العالم كله وراءها عادية. لم نسمع منه ادانة لبشار الاسد أو اخراجه من الملة كما يقول. بل يركز على أمور مضى عليها الزمن . هي أمور جسام لكنها أتت منه بعد أن خربت مالطة. دون ادانة للنظام الذي علم اتباعه بأن يرددوا هكذا اقوال.
قد يرجع موقف حجازي من الحرص على علاقات طبيعية مع نظام الاسد مثل حزبه (الاخوان المسلمين) بسبب التذبذب الهزلي الذي كان يتخذه حزب الاخوان المسلمين في مصر قبل الثورة المصرية والسورية. كان قادة الحزب يدخلون في (صلحة) بين الاسد وبين الاخوان المسلمين السوريين ومن ثم يفشون بالاسرار للأسد عن اخوانهم المسلمين السوريين ليعطوا الاسد مبرر عدم المصالحة مع اعدائه التاريخين. مسرحية استمرت عقود بين الاسد الاب والابن. ويقال أن اخوان الاردن فعلوا ذات الشيء.
أقول أن التأليه هذا مسألة تخصهم هم ، يستطيعون أن يألهوا مايشاؤون طالما نحن نؤمن بالحساب والعقاب.. وبالطبع هذا حقهم في العبادة. وطالما أن حجازي يؤمن في دولة مدنية فلماذا غاضب وآخذ على خاطره. هم احرار يعبدون مايشاؤون.
لكن الذي من الواجب قوله هو أن القاتل المؤله يجب أن يرحل هو وأزلامه الذين يؤلهونه. لأنه عاث فاسدا في الارض وطغى على العباد، ونكل بالشيوخ والاطفال وشجع على اغتصاب النساء من ملة بعينها. نعم من ملة بعينها. هذه تحدث لمن لايعرف بشكل يومي في مدينة حمص. إذا تذهب إحدى الشبيحات في تكسي وتجلس في المقعد الخلفي مع السائق الشبيح ثم يدورون بأحياء حمص (احياء من الغالبية السنية) وماإن يرون فتيات محجبات يدفعوهم في التاكسي ويأخذهم إلى حي من ملة مختلفة ويفعلون بهم الافاعيل. ثم يرموهم جثة هامدة في الحي نفسه. هذا كله مبرمج، كي يشعلوا نار الطائفية ويقولون هم من يخمدون الحرب الطائفية، تماماً كما فعلوا في لبنان من نهب واغتصاب وقتل. وبعد هذا كله يأتي الوريث الابن ليقول بأنه الضامن للاستقرار في سوريا. استقرار المذلة والهوان. استقرار العبودية والاستمرار في تأليه الذات.
انا لااستغرب أن يأتي يوم ويصرح فيه صفوت حجازي أن أقوال التأليه هذه فيها شيء من التأويل كما أفتى بها شيخ الاسد ومحلل تأليهه (البوطي) . والبوطي هذا هو أحد مخاريق الآسد الاب والوريث إد أنه جاهز دائما ليفتى لصالح الاسد بغض النظر عن الممارسات. وهذه قضية أخرى كان الاسد يلعب عليها وهي أستغلال شخصيات من أجل قضية ما.
لقد استغل حركة حماس وخالد مشعل من أجل أن يكون لديه ورقة رابحة مع امريكا واسرائيل. والتلاقي بين حماس ومنظمة التحرير الان هي انشغاله بالثورة في الداخل وانعدام التأثير السلبي عليهم.
وفي النهاية أقول للداعية الدكتور صفوت حجازي صح النوم اصبحتم واصبح الملك لله ياشيخ.

#عمر_سعد_الشيباني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات