أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن طبرة - الدم .. قراطية














المزيد.....

الدم .. قراطية


حسن طبرة

الحوار المتمدن-العدد: 3593 - 2011 / 12 / 31 - 22:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المعلوم أن الديمقراطية تمثل نظام وطريقة في الحكم وضعت للتخلص من الأنظمة السلطوية التي تحتكر الحكم بيد شخص واحد أو مجموعة محددة من الأشخاص يتولون الحكم أما بالوراثة أو بالإنقلابات العسكرية، فوضع النظام الديمقراطي حلا لتلك الأشكال من الحكم التي غالباً ما تكون جائرة ومتفردة ومستبدة وفاسدة، إذ أن مفهوم الديمقراطية يعني حكم الشعب، إذ يعود مفهوم الديمقراطية إلى الأصل اللاتيني demos أي الشعب، و kratos أي حكم، وبالتالي فإن سطوع نجم الديمقراطية في البلدان الغربية وإنتشر بإعتباره نظاماً عالمياً للحكم، وتطور إلى أن أصبح مبدءاً ينادي به كل من يعتلي منصة السياسية، ولكن مع شديد الأسف البعض منهم والخاصة الذي يلهج بإسم الديمقراطية بإسفاف في خطبه الرنانة لا يدرك المعنى الحقيقي لها، ففي العراق مثلا نادى الطاغية صدام مراراً وتكراراً بالديمقراطية وبأنه سائر على مبدأ الديمقراطية والدليل على ذلك أن الشعب إنتخبه مئة في المئة وبشكل أدق 99,99%، ولكن هل طبق الديمقراطية .. !!! ، لم يطبق شعرة من الديمقراطية، لذا أصبحت مجرد عبارة فارغة يتداولها الساسة خاصة في البلدان العربية، وبعد سقوط النظام الصدامي عام 2003 تفاءلنا خيراً بالنظام الديمقراطي الجديد الذي سيسود البلاد، وأنه أصبح من الممكن أن يذهب المواطن إلى صناديق الإقتراع ويختار من يريد بدون أدنى خوف أو قلق، ومع إعترافي بأن الطريقة التي تسري بها الإنتخابات في البلد هي طريقة ديمقراطية حقيقية، بالرغم من وجود بعض عمليات التزوير التي لا تخلو منها دولة من الدول، إلا أنها – أي العملية السياسية في العراق – أفرزت نوعاً جديداً من أنواع الديمقراطية، حري بالباحثين والمنظرين في هذا المجال أن يفردوا لها باباً وحقلاً في مجال العلوم السياسية، وقد أطلقت عليه إسم (الدم .. قراطية) وذلك لأن التيارات والكتل السياسية في العراق عندما تحاول الحصول على مكاسب وتحقيق مطالب معينة غالباً ما تكون شخصية تلجأ إلى إستخدام وسيلة الدم، وفي أغلب الأحيان يقع على الشعب الأعزل الإختيار ليكون هو الضحية الذي يراق دمه لا ذنب إرتكبه، ولكن من أجل تحقيق ونيل تلك المكاسب الشخصية، وعندما تريد تيارات سياسية معينة إزالة شخص من سدة الحكم، لا تلجأ إلى صناديق الإقتراح .. وإنما تلجأ إلى القيام بعدد من المجارز الدموية، من خلال السيارات المفخخة والإغتيالات (حسب الحاجة) سائرين على المبدأ الميكافيلي – الغاية تبرر الوسيلة – وعندما يريد شخص البقاء في السلطة ويشعر بخطر الإنزلاق من الكرسي والسقوط من أعلى الهرم إلى القاع، يلجأ أيضاً إلى التهديد والوعيد بسفك الدماء البريئة حسب ما تقتضيه الضرورة في حال تم التحرش به وبمنصبه، لذا فإن الديمقراطية المعمول بها الأن هي ديمقاطية الدم، أو للإختصار الدمـ .. قراطية.



#حسن_طبرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإصلاح ومحاربة الفساد في الثورة الحسينية
- أشهد أن الرشوة حق
- طوبوغرافيا المجتمع وملامح السلوك الإنحرافي
- الفقر .. مفهومه وأنواعه
- وثيقة العهد الدولي .. وأزمة الديون العربية
- الأخلاق في نظر الأديان المختلفة
- حريق البنك المركزي .. من التالي؟
- الفساد .. سرطان يهدد مؤسساتنا التعليمية
- الفقر في العراق .. بين الأمس واليوم
- لتكن اهدافنا وطنية فعلاُ
- بلاد مابين النارين
- مجلس النواب العراق .. وأزمة الفساد


المزيد.....




- خبراء لـCNN: قرار محكمة العدل الدولية يسلط الضوء على عزلة إس ...
- الجيش الإسرائيلي يفجر مدرسة تابعة للأونروا في مدينة رفح
- زاخاروفا: قمة السلام حول أوكرانيا عملية خداع أخرى
- ستولتنبرغ يدعو إلى رفع القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا ...
- سيناتور أمريكي تعليقا على قرار -العدل الدولية- بخصوص رفح: ف ...
- وزير الدفاع الأمريكي يسلم مهامه لنائبته مؤقتا بسبب خضوعه لإج ...
- -هجومات بمسّيرات وصواريخ ثقيلة وغيرها-.. -حزب الله ينفذ 11 ع ...
- السعودية.. مدير مدرسة يقدم لطلابه هدية غير متوقعة بعد إحالته ...
- روسيا ومالي تشرعان في بناء أكبر محطة للطاقة الشمسية في غرب إ ...
- مجهول يلقي قنبلة يدوية على السفارة الإسرائيلية في بروكسل


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن طبرة - الدم .. قراطية