عودة الوعي ...وانتصارارادة الفعل الفلسطيني

محمد خضر الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3587 - 2011 / 12 / 25 - 22:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لا نريد أن نكرر ما سبق و أن أكدناه أن قرار التوجه إلى طاولة المفاوضات مع العدو الصهيوني كان قرارا بائساً و حزيناً مهما كانت الظروف التي دفعت القيادة إلى هذا الخيار و مهما كانت النوايا طيبة وحسنة..... نحن نقول ذلك لا لشيء إلا لسبب جوهري واحد ذلك أن عدواً كالعدو الصهيوني بكل ما يختزن هذا العدو من عنجهيّة و عدوان و منهج إحلالي بغيض يفيض بما لديه من عنصرية و إدعاءات عقائدية من حق إلهي مزعوم في أرض فلسطين موظِّفاَ بذلك الإندفاعة الإستعمارية الغربية منذ مطلع القرن التاسع عشر.
مما لا شكّ فيه أن فقدان الساحة الأردنية عام 1970_1971م وإغلاق الجبهة السورية أمام الثورة فرض على القيادة الفلسطينة الانتقال بكل ثقلها إلى الساحة اللبنانية حتى أصبح الجنوب اللبناني عامل قلق لا يطاق من قبل الكيان الصهيوني وعليه فقد شهدت الساحة اللبنانية الكثير من معارك الكرّ والفرّ طيلة عقد من الزمن 72 _82 مكنت الثورة أن تعوّض الكثير مما فقدته على الساحة الدولية وساعدتها كذلك على توجيه الضربات الموجعة لهذا الكيان الأمر الذي دفع الشريكين الأمريكي الإسرائيلي إلى التفكير الجاد بترحيل الثورة من الساحة اللبنانية كما رحّلها سابقاًمن الساحة الأردنية
كم كان خاطئاً قرار القيادة الرحيل عن الساحة اللبنانية وانتشار قوى الثورة إلى أكثر من قطر عربي ،ومهما كانت الظروف التي عملت على ذلك والأسوأ من ذلك كله أن الخروج من حالة الشتات كان الدخول إلى المعتقل الكبير في الضفة والقطاع وتحت إرادة العدو الصهيوني
لقد مضى على ذلك ربع قرن من الزمن والثورة تقف أمام أبواب موصدة أصلاّ أمام أيّ حق فلسطيني ،ولذا فقدخسر شعبنا ربع قرن من عمره النضالي
مع تقديرنا لكل الجهود التي بذلت لاستمرارية ارادة المقاومة والرفض المطلق لهذا الاحتلال ، وان صحب ذلك انقساماً في ارادة الفعل الفلسطيني كان حصادها شديد المرارة على مسيرة النضال الفلسطيني
وبهذا تكون فرحتنا كبيرة اليوم ونحن نرى عودة الوعي للعقل الفلسطيني يوم أعلن عن تجاوز الخلافات والعمل الجاد لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني والذي نأمل أن تكون هذه العودة عودة نضالية
مؤكدين حق شعبنا بممارسة كل أشكال النضال ضد هذا الكيان الصهيوني المحتل .
نحن نرحب بكل الظروف التي ساعدت القيادة الفلسطينية وأوصلتها لهذا القرار ويأتي على رأس ذلك التعنت الصهيوني ورفضه المطلق لحقنا في وطننا ثم إرادة النضال لدى شعبنا وهذا الزلزال الواسع الذي أحاط بالوطن العربي وصولاً الى هدم كل البنى الرسمية المهترئة ليشرق وجه امتنا الجميل
إننا نناشد كل الأخوة ممن هم في موقع القرار أن يعملوا جادين وصادقين للخروج النضالي الثوري لشعبنا من حالة الرتدي التي أوصلوا شعبنا إليها
نحن على ثقة بقدرات شعبنا وأمتنا حتى يتم تجاوز كل هذه الظروف المرفوضة واننا جميعا واصلون لذلك اليوم الذي يتحرر به وطننا الفلسطيني من سلطان الاحتلال وتندفع به امتنا وقد اسقطت كل أسباب التخلف
لتأخذ مكانتها الائقة بها تحت الشمس

محمد خضر الزبيدي
أوسلو

#محمد_خضر_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات