أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخنبوبي - الأطروحة الأمازيغية لسنة 2012














المزيد.....

الأطروحة الأمازيغية لسنة 2012


أحمد الخنبوبي

الحوار المتمدن-العدد: 3587 - 2011 / 12 / 25 - 22:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهدت سنة 2011 مجموعة من التحولات السياسية الكبرى بالمغرب، وبمنطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط،هذه التحولات كان لها الوقع الكبير على القضية الأمازيغية بالمغرب،لاسيما ترسيم اللغة الأمازيغية في الدستور المغربي، واعتبار الثقافة الأمازيغية من المكونات الأساسية للهوية المغربية،وهو المطلب الكبير الذي حملته الحركة الأمازيغية منذ عقود وناضلت من أجله.

إن الهم الكبير اليوم أمام الحركة الأمازيغية وفاعليها الأساسيين، هو الطريقة الكفيلة بإدراج الأمازيغية في مختلف مناحي الحياة العامة،وهو التحدي الذي ليس بالهين، في ظل وجود جيوب تناهض الأمازيغية بكافة الوسائل،كما أن التحدي الأخر، والذي لا يقل أهمية عن الأول،هو كيفية وصول الفاعل الأمازيغي إلى مراكز القرار المختلفة داخل الدولة،ليتولى بنفسه السهر على إدراج الأمازيغية، وتقوية مكانتها الاعتبارية داخل مؤسسات الدولة،عوض الاكتفاء بالتوسل والتسكع أمام أبواب صانعي القرار،وهو الخطأ الذي لا يجب تكراره في المرحلة المقبلة.

***

إن الخطاب الأمازيغي فيما سلف من الأيام، سجل نقط قوة جعلته يتميز وينفذ إلى أوساط مهمة من فئات الشعب،واستطاع أن يفرض نفسه على صانعي القرار،الذين غيروا مواقفهم من الأمازيغية واعترفوا بها،بفضل قوة الخطاب الأمازيغي المبني على أسس المشروعية الحضارية والتاريخية الأمازيغية الضاربة جذورها في التاريخ ألاف السنين، وكذا على أسس مشروعية حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها دوليا.

بيد أن هذا الخطاب في مجمله، تجاهل أو تجاوز بعض العناصر الأساسية داخل المجتمع المغربي ،مما جعله خطابا يبتعد عن فئات أخرى من المجتمع،تقتضي هذه المرحلة التقرب منها لتقوية الخطاب الأمازيغي وجعله ينسجم مع المبادئ ويستجيب للمتغيرات.وفي هذا الصدد يمكن للخطاب الأمازيغي استثمار مجموعة من العناصر تتجلى أساسا فيما يلي:

1-النظر إلى النظام السياسي الملكي المغربي،كامتداد للتجربة السياسية التاريخية الأمازيغية "تكلديت"،المحترمة للنظم السياسية القبلية العريقة في إطار التنظيم الفيدرالي،والضامنة لتنوع ووحدة المجتمع.

2-وجوب انتقال الخطاب الأمازيغي من خطاب ثقافي محض، إلى خطاب يطرح بدائل وحلول ناجعة للمشكلات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، انطلاقا من التجارب التاريخية الأمازيغية، وكذا من التجارب الإنسانية المختلفة.

3-ضرورة انفتاح الخطاب الأمازيغي على كل فئات الشعب المغربي،ومنها الناطقة بالدارجة المغربية،وغيرها من التعبيرات الثقافية الأخرى،وذلك من خلال استثمار العناصر الثقافية التي تمثل نماذج حية للتمازج الثقافي بالمغرب.

4-التعاطي الايجابي مع الإسلام الشعبي المغربي،وهو الإسلام المتسم بالقيم العلمانية،والذي يشكل معطى حضاريا مهما بالمغرب،ويقطع الطريق عن التيارات الايديلوجية الدينية الخارجية والغريبة عن التربة الثقافية المحلية.

5-التعامل البرغماتي مع كل المكتسبات التي حققتها الأمازيغية على مختلف المستويات، خصوصا المؤسساتية والقانونية والسياسية،والمطالبة بعقلنة وترشيد هذه المكتسبات ،ومنها ضرورة تحويل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية إلى مؤسسة وطنية وفق المعايير الدولية للمؤسسة الوطنية.

***
إن تحقيق هذه الأفكار والمبتغيات يستوجب توفير آليات وصيغ اشتغال من طرف الفاعلين الأمازيغيين ،هذه الآليات يجب أن تكون فعالة كي لا تكرر أخطاء الماضي ،حيث يتحول الفاعل الأمازيغي إلى الحطب الذي يحترق، لتصل مطالبه إلى أيدي بعض صانعي القرار الذين يقزمونها أو يعطوها أنصاف حلول.

إن المسألة تقتضي اليوم، التكتل من خلال كتلة ضغط سياسية، لها خطة إستراتيجية تكون نواتها الأحزاب السياسية المتبنية للخطاب الأمازيغي،وتعمل معها مختلف التنظيمات الجمعوية الأمازيغية الدولية والوطنية والجهوية والمحلية،بالإضافة إلى ضرورة التنسيق مع بعض التنظيمات النقابية، ومع حركات المطالبة بالحكم الذاتي بمختلف المناطق المغربية، وكذا الحركات الجهوية ذات التوجهات السياسية،بالإضافة إلى الحركات المعبرة عن مطالب الشعب.

بهذه الآلية يمكن التقدم بمسار الحركة الأمازيغية إلى الأمام، لأن الزمن السياسي المغربي في الوقت الراهن، لا مكان فيه إلا للكتل والمجموعات والتحالفات السياسية القوية.



#أحمد_الخنبوبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاربة سوسيولوجية لظاهرة المجموعات الغنائية الأمازيغية بالمغ ...
- كتاب جماعي حول التراث اللامادي المغربي بمشاركة 22 أكاديميا
- الثرات الثقافي بسوس..حفريات في البنى والتجليات
- ملاحظات نقدية حول التقرير المرفوع اٍلى الملك بخصوص الجهوية ا ...
- الدلالات السياسية والرمزية لرأس السنة الأمازيغية بالمغرب
- هل هناك ارتباط في بنية الدولة بين تونس والجزائر والمغرب؟
- على هامش أحداث العيون الأليمة...تسعة أخطاء للدولة المغربية ف ...
- ملاحظات أساسية حول الجهوية الموسعة بالمغرب
- الهيئة الوطنية للخبراء المحاسبين بالمغرب تريد احتكار المهنة ...
- طالب الفليلسوف الكبير زكرياء اٍبراهيم يكتب عن رباط وكاك منطل ...
- اٍغلاق مكتب قناة الجزيرة بالرباط...ضربة موجعة لحرية التعبير ...
- ملف العدد الأول من دورية أدليس:الحركة الأمازيغية بين الثقافة ...
- السياسة والفن:ملف في الدورية العلمية أدليس
- شهادة في حق الفنان مولاي براهيم الطالبي عضو مجموعة اٍزنزارن
- ملاحظات أولية حول القناة التلفزية تمازيغت بالمغرب
- حوار حول الجهوية الموسعة و الأمازيغ و التنوع الثقافي بالصحرا ...
- 10 سنوات من الاٍبداع الموسيقي بتيزنيت
- حوار حول مشروع الجهوية الموسعة بالمغرب مع الباحث السياسي أحم ...
- السياسة و الميتولوجيا
- الإسلام الأمازيغي...أو عندما يتمغرب الإسلام


المزيد.....




- -واحدة من أقوى- حزم العقوبات ضد روسيا يعلنها الاتحاد الأوروب ...
- تلقب بـ-بيغ كارل-.. شاهد كيف تعمل أكبر رافعة في العالم على ا ...
- مغامر يخوض تجربة تخطف الأنفاس فوق الفالق الصخري العظيم بعُما ...
- سوريا.. إسرائيل ترسل مساعدات للدروز في السويداء.. إليكم ما ت ...
- بعد وصوله إلى إسبانيا.. المترجم الصحفي كايد حماد يروي مأساته ...
- بعد شهر من الحرب بين إيران وإسرائيل.. الخارجية الأمريكية تسم ...
- اليد الخفية: كيف أوقفت تركيا القتال في جنوب سوريا؟
- دراسة بريطانية: تعديل الجينات يحمي الأجنة من الأمراض الوراثي ...
- قبلة خفية خلال حفلة لكولد بلاي تثير الجدل.. الشاشة تكشف عن ع ...
- ترامب يعاني من -قصور وريدي مزمن- ويتناول أسبرين لكن لسبب آخر ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخنبوبي - الأطروحة الأمازيغية لسنة 2012