أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الهادي - ملخص حول خاصيات الحرب الليبية و أهدافها (2)














المزيد.....

ملخص حول خاصيات الحرب الليبية و أهدافها (2)


زياد الهادي

الحوار المتمدن-العدد: 3579 - 2011 / 12 / 17 - 10:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الخاصيات"

"الدولة في آخر التحليل، مجموعة من المسلحين" (فريدريك أنجلس)


ليس من قبيل المصادفة أن تكون ليبيا الحلقة الثالثة في سلسلة تساقط الأنظمة. إذ يمكن الحديث إلى حد ما عن انتفاضة بين انتفاضتين. نقدم هنا الاستنتاجات الرئيسية انطلاقا من متابعة الأحداث الليبية يوما بيوم. فسقوط القذافي (و مقتله في الأخير) لم يكن ليكون ممكنا بدون سقوط بن علي و مبارك. وانتفاضتي تونس ومصر كانتا تمهيدا لانتفاضة ليبيا التي لن تبقى مجرد انتفاضة.

1ـ من حركة احتجاجية إلى "انتفاضة مسلحة"؟

تمثل ليبيا منطقة فاصلة بين المشرق و المغرب. الجزء الشرقي من ليبيا، "برقة" (cyrénaïque)، متصل بالمشرق و حضاراته: فرعونية ـ مصرية (كان من بين الأسر الحاكمة لمصر ليبيون)، ثم هيلينية ـ إغريقية (ضم الاسكندر الأكبر برقة إلى الإسكندرية)، ثم بيزنطية (وقع إلحاق الجزء الشرقي من ليبيا ببيزنطة و الجزء الغربي بروما). أما الجزء الغربي، طرابلس (tripolitaine)، فهو متصل بالمغرب و الحضارات المتعاقبة عليه : فينيقية ـ قرطاجية (طرابلس إحدى مسارح الحروب البونية) ثم رومانية ـ لاتينية. ظلت ليبيا حتى حكم القذافي "دولة دون أمة" يغلب عليها الطابع القبلي (والجهوي) تطابقا مع مجتمع بدائي إلى حد تشبيهها "بالدولة الاصطناعية".
إلى جانب الاستبداد السياسي، مثل "الانفتاح الاقتصادي" على الطريقة النيوليبرالية (منذ 2003 لإرضاء بوش الابن؟؟) وما نتج عنه من تفاوت اجتماعي متصل أساسا بسوء توزيع الريع النفطي أحد الأسباب التي سرعت من "نضج الظروف الملائمة" للحركة الاحتجاجية.
يعتبر هذين العاملين (السوسيوـ تاريخي و الاقتصاد ـ سياسي) أساسيين لفهم انطلاقة الانتفاضة من الشرق: فقد مثلت المنطقة الشرقية من ليبيا تاريخيا مصدرا لحركات التمرد و المعارضة. وهي أيضا نقطة انطلاق الحركة الاحتجاجية ضد نظام القذافي والتي واجهها بقمع شديد. لكن على خلاف تونس و مصر اللتين عرفتا انتفاضتين شعبيتين انخرطت فيهما شرائح مختلفة و واسعة من كلا المجتمعين كانت الحالة الليبية مختلفة تماما: فنحن بصدد حركة احتجاجية انطلقت من الشرق أساسا (كانت طرابلس أكثر تباينا) سرعان ما تحولت إلى مواجهة مسلحة.وقد مثلت مهاجمة الكتائب العسكرية، من قبل مجموعات سمتها الدعاية الإعلامية "الثوار"، نقطة تحول في الانتفاضة الليبية: تحولها إلى حرب أهلية (وهو التوصيف الأدق).

2ـ حرب أهلية تثير الأطماع الامبريالية:

تمثل الحروب الأهلية عادة فرصة للتدخل الخارجي لتغليب فريق على الآخر حسب ما تقتضيه المصلحة. وفي هذه الحالة تعتبر ليبيا "أكبر من أن تترك بين أيدي الليبيين"! فمن جهة أدى تسلح الحركة إلى تراجع الجماهير عن الانخراط في هذه الحرب. و من جهة أخرى، سرعان ما وقع استيعاب الانتفاضة الليبية قبل أن تتوسع بفضل التدخل الخارجي. وهو ما أبقى الجماهير خارج المشهد لكن، طبعا، ليس خارج قائمة الضحايا!

كان التدخل الخارجي خاطفا، لكن هذا التدخل لم يكن ليكون على شاكلة تدخل عسكري مباشر كما الحروب التقليدية. فذلك لم يكن ليخدم الأهداف الجيوسياسية و الجيواستراتيجية بالنسبة للقوى الأوروبية و فرنسا بالتحديد، و لا هو في مصلحة الولايات المتحدة في غياب المشروعية التي ستمكنها من التدخل المعلن و المباشر، ونظرا لما سيحدثه إعلان حرب جديدة من وقع على الرأي العام خاصة في ظروف الأزمة الاقتصادية الراهنة و في انتظار الاستعدادات لانطلاق الحملة الانتخابية (لأوباما). لكن طبعا هذا لم يمنع الولايات المتحدة، كما عودتنا (فهناك، كمعدل، حرب جديدة كل أربع سنوات و منذ قرنين تقودها الولايات المتحدة بصفة مباشرة أو غير مباشرة)، من استعادة دور قيادة التدخل في إطار حلف الناتو من أجل "حماية المدنيين" (كما تدخل النازيون سابقا لحماية الأقليات في تشيكوسلوفاكيا؟!) و دعم "الثوار" (كانت المجموعات المسلحة مدعومة من حلف الناتو وهو سبب انتصارها). ففي حال استحالت الحرب المباشرة و في صورة عدم تحقيقها للأهداف الجيوسياسية التقليدية فان وسائل و خيارات أخرى أقل "خزيا" ممكنة وهي الحالة الليبية.

في الحقيقة يخضع تدخل حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة لعوامل متعددة. طبعا التدخل ليس لحماية المدنيين فضحايا قصف الناتو وحده يؤكد هذا، كما أننا بصدد اعتداء لم يكن ضحيته "النظام الليبي" وحسب، بل هناك آلاف الضحايا المدنيين لم يقع إحصائهم إلى اليوم. و لا هو من أجل إرساء الديمقراطية (فصوملة ليبيا هو الأكثر احتمالا). و لكن إرادة الحرب والقدرة على الحرب تمثلان العامل الحاسم (سياسة المكيالين؟؟). ففيما الأهداف تتجاوز مجرد الأبعاد السياسية إلى أبعاد جيوسياسية و جيواستراتيجية، واقتصادية، يفترض التدخل مزيجا من المشروعية و الهيمنة. مشروعية نتحول بمقتضاها من نطاق الجيوسياسة الكلاسيكية إلى نطاق السياسة (على السلم العالمي) في خدمة "الجيوسياسة الجديدة" (جيوسياسة الامبريالية الجماعية)، و حرب تختلف عن الحروب الكلاسيكية تنخرط فيها مجموعة من الدول (الناتو) بمباركة الطبقات الحاكمة الحليفة أو التابعة و تحت صمت أخرى (روسيا و الصين). و هيمنة نتيجة للتفوق العسكري و احتكاره من قبل الولايات المتحدة خدمة لمشروعها الرقابي العسكري على العالم.

يتبع (...)

التوقيع: زياد الهادي.



#زياد_الهادي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملخص حول خاصيات الحرب الليبية و أهدافها (1).
- مختصر حول أسباب الأزمة الاقتصادية
- -القديس ماركس-: دعوة إلى التفكير و إلى التحرر الذاتي!


المزيد.....




- تواصل معه سرّا دون معرفة ترامب.. هل تسبب نتنياهو بإقالة مايك ...
- السفير الصيني لدى الولايات المتحدة: واشنطن لن تتمكن من ترهيب ...
- الأمن اللبناني يمهل -حماس- يومين لتسليمه 4 أشخاص استهدفوا إس ...
- -اللواء- اللبنانية: السلطات السورية تفرج عن أمين عام الجبهة ...
- مصر.. شاب يقتل شقيقته بوحشية ويمثل بجثمانها 
- محافظ السويداء السورية: الاتفاق الموقع لا يزال ساريا وتعديلا ...
- حماس: ندين العدوان الإسرائيلي الغاشم على سوريا ولبنان
- قديروف: إحباط محاولة تسلل أفراد القوات الأوكرانية إلى أراضي ...
- السودان يتهم كينيا بالتدخل في شؤونه والتصرف كدولة مارقة
- إسفنجة المطبخ قد تحتوي على بكتيريا أكثر من مقعد المرحاض


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الهادي - ملخص حول خاصيات الحرب الليبية و أهدافها (2)