أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الهادي - ملخص حول خاصيات الحرب الليبية و أهدافها (1).














المزيد.....

ملخص حول خاصيات الحرب الليبية و أهدافها (1).


زياد الهادي

الحوار المتمدن-العدد: 3563 - 2011 / 12 / 1 - 20:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ملخص حول خاصيات الحرب الليبية و أهدافها (1).

" السياسة حرب بدون إراقة الدماء، الحرب سياسة بإراقة الدماء" (ماو تسي تونغ، 1938).

مقدمة لا بد منها

"ستة يهود قلبوا نظرتنا للعالم: قال موسى " كل شيء في الألواح العشر"، قال يسوع "كل شيء محبة"، قال ماركس " كل شيء هو المال"، قال روكفلر "كل شيء للبيع"، قال فرويد "كل شيء هو الجنس"، قال اينشتاين "كل شيء نسبي". (طرفة يهودية)


ما أسمي خطأ "الربيع العربي"، يراه البعض كذلك أي ربيعا عربيا (وهو التصور السائد)، و يراه آخرون مؤامرة صهيوـ أمريكية على "الشعوب العربية". ففي حين تزوّر الرؤية الأولى الواقع، تبسّطه الثانية إلى درجة اختزاله في مجرد مؤامرة. أقترح هنا (و لست الوحيد و لا السباق في ذلك) رؤية ثالثة من خلال تناول الحالة الليبية.
من بين أسباب سطحية ما تقدمّه التحليلات الرائجة بالنسبة للحالة الليبية بالخصوص، هو تناولها لهذا الموضوع من زاوية نظر واحدة. فما يقدمه مثلا الاقتصادي من تحليل يقتصر على الاقتصاد وحسب، و ما يقدمه السياسي يقتصر على التحليل السياسي الصرف، الخ. و هذا يؤدي إلى إهمال مرحلة لا بد منها في تحليل الواقع هي مرحلة تمفصل مختلف زوايا النظر. فالواقع متعدد و الحقيقة كذلك هي متعددة. كما تحمل كل ظاهرة حقائق متعددة و مختلفة و ربما متناقضة فيما بينها. فالحرب الليبية، التي هي موضوع هذه الورقة، أسبابها ليست اقتصادية، و لكن هناك أسباب اقتصادية لهذه الحرب. كما أن هذه الحرب أسبابها ليست سياسية و لكن هناك أسباب سياسية للحرب. فالعوامل هي إذا متعددة و متداخلة : اقتصادية، وسياسية، وجيوسياسية، الخ. مع اعتبار الجانب الجيوسياسي كمثال، وهو العامل الذي أعتبره جديدا بالنسبة لبقية التحليلات الرائجة، سوف يصبح من الأيسر تفسير تدخل حلف الناتو في ليبيا بدل أن نقع مثلا في التحليل السياسي السطحي الذي يرى في التدخل حماية للمدنيين أو نية لدقرطة (démocratisation) ليبيا، أو الرأي الاقتصادي القائل بأن البحث عن الانفتاح الاقتصادي الليبي هو سبب التدخل الخارجي (أليس من المنطقي أن يسقط هذا الرأي حين ندرك أن الانفتاح الاقتصادي قد أرسي منذ سنوات؟).

الجيوسياسة؟
تعتبر الجيوسياسة الكلاسيكية الدولة كائنا حيا يولد، وينمو، ويموت. و تحاول دراسة هذا الكائن و سلوكه في فضائه الجغرافي. نشأت مدارس متعددة في الجيوسياسة أهمها المدرسة الألمانية (die Geopolitik) والمدرسة الفرنسية التي نشأت كمعارض للمدرسة الألمانية والمدرسة الأنجليزية (sea power). و قد تبنى النازيون مقولات المدرسة الألمانية، مثل مقولة "المجال الحيوي" التي طورها "فريديرك راتسل"، لخدمة مشروعهم التوسعي. بعد هزيمة النازيين في الحرب العالمية الثانية ونشأة منظمة الأمم المتحدة، تراجعت الجيوسياسة كمجال معرفي على الأقل لفائدة القانون الدولي، و علم اجتماع السياسة، ولفائدة الجيواستراتيجيا (باعتبارها، حسب "ايف لاكوست"، وضع يد الاستراتجيين على الجغرافيا) و الجغرافيا السياسية.
لكن هذا لم يعني أبدا نهاية الجيوسياسة. فهي تحاول الظهور كجغرافيا سياسية بما هي فرع من فروع الجغرافيا البشرية (اختلافا مع الجغرافيا الطبيعية) أي، مقارنة بجيوسياسة ألمانية، كجيوسياسة "بوجه إنساني". لكنها قطعا محاولة بائسة. فمسائل كالعولمة الرأسمالية، و هيمنة الولايات المتحدة، و الإرهاب، وتصاعد الحروب الأهلية، و نشأة الإسلام السياسي، و بروز إفريقيا كمجال جديد للجيوسياسة، و الغاز والبترول و المسألة النووية، و نشأة أقطاب جديدة متصارعة وأشكال جديدة من النزاعات و المصالح، وامتزاج المسائل الجيوسياسية بالجيواستراتيجية تبعا لذلك...كلها مسائل تستدعي ما يسمى بالجيوسياسة الجديدة.
ما يميز نهاية "الجيوسياسة الكلاسيكية" هو تراجع الحروب "الواستفالية" (westphaliennes)، أي الحروب بين الدول، في مقابل تصاعد الحروب الأهلية والعنف الذي تمارسه مجموعة ضد أخرى[1]. وهو ما يجعل سمير أمين مثلا يطرح مفهوم الامبريالية الجماعية. فتتحول الجيوسياسة الكلاسيكية من جيوسياسة الامبرياليات المتصارعة (دول متنافسة) إلى "جيوسياسة الامبريالية الجماعية" بقيادة الولايات المتحدة [2]. إذ لم تعد تتعلق الجيوسياسة بمشروع توسعي جغرافي لحدود الدولة ولكن بمشروع رقابي عسكري على العالم، هو مشروع الولايات المتحدة. فتستأثر الولايات المتحدة بحق الاعتداء على بقية الدول. وهو ما يضع القانون الدولي و العلاقات الدولية موضع تساؤل. فيعوض مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول بمبدأ مونرو[3].
من جهة أخرى يشير "جاك ليفي" إلى ضرورة التعامل بحذر مع مفهوم الحرب الأهلية[4]. و يعوض "تقرير الأمن البشري" مصطلح "الحرب الأهلية بالحرب الداخلية بما هي صراع بين فريقين أو أكثر يريد السلطة السياسية ليتمايز مع الصراع بين مجموعات أو طوائف من أجل الاستئثار بموارد عمومية أو خاصة"[5].
و في هذا الإطار يمكن مناقشة موضوع الحرب الليبية (الخاصيات و الأهداف). فالحرب الليبية أوجهها متعددة: هي حرب أهلية ومواجهة مسلحة بين القذافي و معارضيه. و لكنها أيضا حرب امبريالية يشنها حلف الناتو و تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ضد دولة من المفترض أنها ذات سيادة.
(يتبع...)

هوامش:

[1] ـLévy. J (sous la direction de,) Géopolitique et/ou politique, dans « L invention du monde: Une géographie de la mondialisation », Presses de Sciences Po, Paris, 2008, pp 225-249.
[2] ـ سمير أمين، جيوسياسة الامبريالية المعاصرة، مركز دراسات الوحدة العربية، العدد 303، أيار/مايو 2003، ص 31 ـ 56.
[3] ـ يرى هذا المبدأ، مبدأ مونرو، (نسبة إلى الرئيس الأمريكي جيمس مونرو، 1758 ـ 1831)، أن كل تدخل أوروبي في أمريكا اللاتينية يمثل تهديدا للأمن القومي للولايات المتحدة. و تعميم هذا المبدأ يفترض أن كل ما يجري في أي نقطة من هذا العالم هو شأن يمس من الأمن القومي للولايات المتحدة.
[4] ـ Lévy. J (2008), p 227.
[5] ـ نفس المصدر، ص 227.



#زياد_الهادي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مختصر حول أسباب الأزمة الاقتصادية
- -القديس ماركس-: دعوة إلى التفكير و إلى التحرر الذاتي!


المزيد.....




- أمريكا: هبوط اضطراري لطائرة بملعب غولف.. ومصادرة كوكايين بقي ...
- سوريا.. عشائر الجنوب تعلق على بيان الرئيس أحمد الشرع
- سوريا.. أحمد الشرع يعلق على أفعال بعض الدروز في السويداء وال ...
- سوريا: الرئاسة تعلن وقف إطلاق نار -فوري- في السويداء وتدعو ك ...
- الشرع: سوريا ليست ميدانا لمشاريع الانفصال
- فريدريش ميرتس ..لماذا يشكر إسرائيل على قيامها بـ-أعمال قذرة- ...
- الاحتلال يوسع اقتحاماته بالضفة ويجبر فلسطينيين على هدم منازل ...
- لماذا لا تُصنّع هواتف -آيفون- في أميركا؟
- قوات العشائر السورية تدخل عددا من البلدات في محافظة السويداء ...
- القنبلة التي قد تعيد تفجير الصراع بإقليم تيغراي الإثيوبي


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الهادي - ملخص حول خاصيات الحرب الليبية و أهدافها (1).