أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد الرازقي - قراءة في الخطاب السياسي ل-بنكيران-















المزيد.....

قراءة في الخطاب السياسي ل-بنكيران-


محمد الرازقي

الحوار المتمدن-العدد: 3577 - 2011 / 12 / 15 - 09:08
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


عرف عبد الاله بنكيران بخطبه ، ومحاضراته، ولقاءاته التي غالبا مت تلفت الأنظار، وتشد الانتباه إليه، وقد ازداد هذا الأمر بعد حصول حزبه –العدالة والتنمية- الى السلطة بعد انتخابات 25 نونبر ، في ظل حراك سياسي بالشارع المغربي، وفي ظل سياق إقليمي ودولي جد حساس، هذا الحدث الذي سيسلط الأضواء أكثر على شخصية بنكيران، بين منتقد ومأخوذ بنتفه وكلماته.
إن صعود حزب بنكيران ، وترأس هذا الاخير للحكومة، يقتضي منا الوقوف ولو لحظة أمام الخطاب السياسي الذي يقدمه للمغاربة، والوقوف على مضامينه وخلفياته، باعتباره يصدر اليوم عن شخص سيتقلد امور وشؤون المغاربة، وسيكون مسؤولا عن مستقبلهم،وعلى اعتبار ان هناك رؤى مختلفة حول العامل الذي كان السبب في صعود هذا الحزب، فالبعض يرد هذا الامر الى استعماله للدين في السياسة، في حين يردها البعض الى السياق الاقليمي او الى شعبيوته الزائدة، ومن هذا المنطلق،اي من منطلق محاولة الفهم، حاولت من خلال الحوار الذي أجراه مع القناة الأولى ان اقف على مضامين هذا الخكاب وبنيته اللغوية والحقول التي ينهل منها،وهو اول حوار يجريه مع القنوات الاعلامية بعد تعيينه من طرف الملك وتكليفه بتشكيل الحكومة، حوار يأتي في وقت حساس قد يستحق منا اعتماده على الأقل في عملنا هذا كموضوع للدراسة والتحليل.
وعند الحديث عن خطاب بنكيران كما هو الشأن في أي خطاب، فانه يقتضي جمهورا يتوجه إليه، ورسائل يرسلها بشكل مباشر أو غير مباشر عبره، ووظيفة يؤديها وتكون الغاية الجامعة لكل هذا، إن هذه المستويات الثلاث ستتبدى لنا من خلال رصدنا وتحليلنا لنص خطاب بنكيران:
فمن حيث اللغة نجد بنكيران في حواره مع الصحفية "فاطمة برودي" التي ابتدأت معه الحوار مسائلة اياه باللغة العربية الفصيحة، يمزج بين الفصحى والدارجة المغربية، وبعض العبارات الفرنسية، لكنه يعتمد في اغلب حديثه عن اللغة العامية، في بساطتها، وكما هي متداولة عند الفئات المختلفة للشعب المغربي.
فنجده يستعمل الفصحى في مواضع حمد الله، او ذكر بعض العبارات الدينية،وفي احيان اخرى قليلة بالقياس الى الاستعمال الكبير للدرجة المغربية، ومن حين لاخر يطل علينا بعبارة فرنسية، الشئ الذي يثير الانتباه، خصوصا انه لما كان بالمعارضة كان من اشد معارضي تواجد هذه اللغة في الإدارة المغربية وسيطرتها عليها.
كما يبين انه ربما يريد ان يخاطب العامة اكثر من مخاطبة النخبة، لان الدارجة المغربية اقرب الى افهامهم وتداولهم اليومي، واراد ان يكسر الصورة النمطية لشخصية الوزير الاول الرزين الذي يتكلم بلغة عربية فصحى، او على الاقل لا يغلب عليها الدارجة، هذا مع العلم ان بنكيران كان في الشبيبة الاسلامية، وهم اتقن للفصحى واميل اليها.
ان بنكيران في حديثه يستعمل تقنية التعريف، فهو قبل الخوض في الاجابة عن اسئلة الصحفية التي تحاوره، فانه يشرع في شرح مفهوم ما ، او طريقة ما ، كما يفعل في مسالة النسبة التي يجب ان يتوفر عليها لكي يحكم، وهو اسلوب يفترض ان الجمهور الذي يتوجه اليه ليس على علم بهذه الامور، ما يعني مرة اخرى انه خطابه موجه للطبقات ذات الثقافة السياسية المتواضعة، وبالاضافة الى اسلوب التعريف، يحرص بنكيران على التبسيط والشرح ما امكن ليجعل كلامه في متناول الجميع، ومختلف فئات المجتمع.
من الملاحظ ايضا انه يستعمل الزمن الماضي كثيرا في حديثه،فنجد افعال من قبيل {درنا، مشينا، قلنا، تمنينا،...} وهو زمن الحكي، لكن ممكن ان يكون علامة على هوسه بالماضي، خصوصا وانه ذا مرجعية سلفية، تستمد روحها من الماضي لا من المستقبل.
وهو في حديثه غالبا ما لا يتمم الجملة وينتقل من فكرة الى اخرى،ولا يحافض على التسلسل المنطقي للافكار، وهو يعترف بهذا الامر للصحفية قائلا : "سمحي لي الا دخلت ليك شي فشي " ، ان هذا الاعتذار يحيلنا على تقنية اخرى يستعملها بنكيران في خطابه، وهي تقنية الحكي، فهو حكواتي ماهر ومحترف، يأخذ السامع معه، وفي لحظة يخرق التسلسل العادي للاحداث، وهذا عامل اثارة، ونجده يقول معلقا: " دابا مغاديش نقول شي كلمات كنت كنقولها " ، اي يعمل هنا على عامل التشويق، تشويق المستمع الى سماع ما لا يريد بنكيران ان يفصح عنه في اسلوبه.
ذاك الأسلوب الحواري الذي يعتمد في سرد الاحداث وهو يحكي عن مشاوراته لتشكيل الحكومة مع الاحزاب {ٍ قلت له، فقال لي، تكلم وانصت اليه،....}، احداث يكون فيها السي بنكيران بطل الحكاية دائما، والمتحكم في فصولها، وخيوط احداثها.
ومن المسائل الاخرى التي تلاحظ في خطابه، هو جوابه على السؤال بالسؤال المضاد، انه يريد ان يحرج السائل، ويتحايل بالتالي على سؤاله، او ربما لانه يريد السيطرة على الحوار، ويصبح هو الموجّه لا موجَّها، حيث تجده يستعمل التكرار، إما للتاكيد على ما يقول، او تمهيدا لبناء ما يود قوله لاحقا، وحينما يفشل في ذلك، يستعمل لازمة، لا تفارقه في حديثه {فهمتني ولا لا ..}، ان هذه اللازمة كمحطة راحة، منها ينطلق لمواصلة حكاياته الطريفة والمثيرة.
ان خطاب بنكيران يستعير كثيرا من المعجم الديني، حيث نجد ان كلمة الله وحدها مذكرة اكثر من أربعين مرة في نفس الحوار، بالإضافة الى العبارات الأخرى التي تنتمي الى نفس الحقل { البسملة، الحمد، القدر،الله خلق الإنسان حرا،المتقبل بيد الله،الا يسر الله....} ، وهو يستعمل هذا المعجم في محطات معينة:
اولا عندما يتعلق الامر بمسؤوليته المستقبلية كرئيس للحكومة، فيربط مسالة تحقيق وعوده بمشيئة الله{الضامن هو الله....}، او ما يتعلق بذكر مكانه الملك {انا كنطلب الله ميخيبناش مع الله.....ومع جلالة الملك} و{الا قلت ليك سيدي محمد......هادي احسن سمية هي سمية النبي صلعم}، اذ غالبا ما يذكرهما في نفس الجملة،
ثانيا لتبرير مواقفه التي قد يؤاخذها عليه من معه توجهه، كما هو الشان عندما تحدث عن الحريات، فقال { الله حمى الشان العام...} ،و { اذا ابتليتم فاستتروا....}.
اذن هو معجم يمسح فيه نواقصه، ويتهرب فيه من مسؤولياته، بدعوى القدر ومشيئة الرب، ومعجم يدغدغ به عواطف الجمهور الذي اغلبيته، مأخوذ بالعاطفة الدينية ومسكون بها، وللتأكيد على مرجعيته التي كانت سببا إيصاله الى سدة الحكم، ممزوجة بشعبويته اللامحدودة.
لكن نجد معجما اخر يستعير منه بنكيران وهو المعجم الرياضي، فنجد مصطلحات { اللعبة،الا وصلتي انت الاول...،لاربيت، البيت بيت..،الماتش...} حاضرة في خطابه، والملاحظ ان هذا المعجم يستعمله حينما يتحدث عن قواعد الممارسة السياسية، اي انه لا يلتجأ فيها الى مرجعيته الدينية، بل يتصورها وفق هذا التصور كملعب لكرة القدم، وعلى كل واحد ان يؤدي دوره على احسن وجه، لكنه في نفس الوقت، هذه الادوار عندما تتعلق بشخصه، يتم تغليفها بمسحة قدرية وجبرية، في ان مصير الامة والمستقبل بيد الله ، ولا نعلم ماذا يمكن تحقيقه، او عندما تتعلق الامور بدغدفة عواطف الشعب والفئات الدنيا فحدث ولا حرج.
ان رصيد بنكيران غني كما راينا بالمصطلح الديني، لكن هناك ايضا رصيد من بعض المصطلحات التي تنمتمي الى مجالات اخرى، والتي ربما نحتاج الى الوقوف عندها لنرى ماذا يقصد به بنكيران، فمثلا ترد في كلامه كلمة "التشبيب" نجد انه لا يعني بها حق الفئات العمرية الشابة ان تشارك تحمل مسؤوليات داخل الدولة بالموازات مع الفئات العمرية الاخرى، بل يريد منها فقط ان تكون ليصبح بمقدوره إصدار الأوامر إليهم بسهولة، والانه كما يقول يكون حضور الدين لديه اكبر.
كما نجد كلمة"الحريات" تحضر في كلامه على مستويات، فمثلا حرية المعتقد او الحريات المدنية الاخرى، نجد لها إشارات، فمثلا عندما يقول يجب ان لا يخرج المرئ بما لا يتوافق وعقيدة المغاربة الى الفضاء العام، وهنا تصبح الحرية غير ذات معنى، لان ذلك الفرد بمستطاعه أصلا سواءا برخصة بنكيران او عدمها ان يفعل ما يشاء في خلوته او وهو مستور، ان الحريات عندما تثار للنقاش تثار وهي يقصد بها حضورها وتمثلها في المجال العام، الشئ الذي يتهرب منه بنكيران بالتدليل من الشرع {اذا ابتليتم فاستتروا...}، اذا مجال الحريات في خطاب بنكيران بالرغم من المستملحات التي يقدمها بشعاراته الا ان الرسالة الضمنية التي يرسلها تدل على ان ثقافة الحجر والاضطهاد ما تزال مسيطرة على فكر الرجل وخطابه، وتحضر فيه بشكل ضمني.
إن بنكيران يريد أن يخلق عالما جديدا من نفس الشخصيات، فهو يحاول ان يفرض قاموسا خاصا به، وهذا الامر اول ما نجده، هو تسميته للملك، وتعويضه باسم {سيدي محمد...}، ويسمي الحوار بـ{ادكرنا..}، ومجموعة من الاسماء الاخرى، لان الأسماء احيانا من كثرة تكرارها تفقد حمولتها، ولعل بنكيران يريد ان يمنحها قوة جديدة ودفعة اخرى في ولايته.
كل هذه الامور فيما يتعلق بالبينة اللغوية والتركيبة التي يتكون منها خطاب بنكيران، لكن بالاضافة الى هذا فان هذا الحوار يتضمن ايضا النشاط العلاماتي مثل المسرح الذي يجري فيه الحوار، حيث نجده فضاءا بسيطا، يحضر فيه العلم الوطني، وصورة الملك ، وغير ذلك ديكور متواضع، هذا بالإضافة إلى لباس بنكيران، حيث لا يحضر فيه هندام رؤساء الحكومة السابقين، الذين نجدهم دائمين حرصين على أناقتهم، والكرافاتا، لكن بنكيران نجده بلباس بسيط ، غير منسجم، لا تحضر فيه الكرافاتا، فوضى كبيرة في هيأتها، خصوصا مع حذائه البسيط، وطريقة جلوسه التي توحي لك بأنه شيخ من" شيوخ الحومة" .
كما انه يحضر في هذا الخطاب اتصال غير الشفوي – مثل حركات الرأس أو الأيدي...- ،حيث نجده يستعمل اليد اليمنى كثيرا في حين يتكئ على اليسرى ، هل لانه ذي مرجعة اسلامية تحث على استعمال اليد اليمنى فاعتاد في حياته ذلك، او ان طبيعة حواره تقتضي ذلك؟ ، يبدو ان وضعه هذا يوحي بانه في حالة قلق ومواجهة، حيث يهاجم باليمنى ويحافض على توازنه باليسرى، انه يحرك يده اليمنى كثيرا، ويذهب بها بعيد، تكاد تبدو قريبة من وجه محاورته، وكانه يحاول ان يسيطر على الحوار.
انه يحضر بملامح تتفاعل مع سياق الخطاب، ويبدو عليها الجد، خصوصا مع لحيته الخفيفة البيضاء، التي لطالما اقترنت في مجتمعاتنا بالوقار والرزانة.
كل هذا ربما يساعد بنكيران على تكسير تلك الحواجز بينه وبين المستمع من الطبقات الدنيا والتي تشكل فئة عريضة من الكتلة الناخبة، والتي ترى صورتها في هذا الشخص بهيأته وعناده، بل وشعبويته وبساطته.
نستنتج مما سبق ان وصف البعض لخطاب بنكيران بالشعبوية هو فيه كثر من الصواب، باعتباره لا يعير اي اهتمام لتناسق افكاره او لتقديم تصور معين لما جاء من اجله، بقدر ما يعطي اهتماما اكثر للتاثير على المتلقي البسيط، وتخديره باعتباره هو اعرف بهمومه {خاص لمغاربة اترشحو كاملين...باش انزلو لبرارك اويعرفو كيفاش عايشين فيها الناس....} ، وانه يمثلهم، اي تلك الفئة التي لا تستطيع ان تعبر عن وضعها، والتي يقول انها احق بالاهتمام، اي تلك الكتلة من الناس التي لا تحتج.
ان بنكيران في أول لقاء له مع قناة تلفزية، كان حريصا على توجيه رسائل عدة الى مختلف الفاعلين السياسيين والاجتماعيين في هذا البلد وخارجه، رسائل طمأنة بالدرجة الاولى، لانه جاء بعد نقاش طويل وقلق من صعود تيار الإسلاميين ،وبالتالي كان طبيعيا ان يحاول كسب ثقة الجميع، حتى يجد الجو المناسب للعمل خلاه ولايته في أفضل الاجواء.
واول من يوجه اليه رسائل الطمأنة هو الملك،ونجد هذا في عبارات{ الذي يحكم هو جلالة الملك} وكانه يقدم تاويله للدستور، ويطمئن الملك انه لن يتجاوز حدوده، ويغازل المؤسسة الملكية مرة اخرى بقوله {الملك هو الضامن لنزاهة الانتخابات وليس هذا الحراك في الشارع} وكأنه يريد حجب دور حركة 20 فبراير، وفضلها في جعل البيجيدي يصل الى السلطة، ويصور لنا العلاقة معه {لما التقيته، كنت استمع وهو يتكلم..} اين بلغة اخرى انا تلميذ وهو الاستاذ،هو الآمر وانا الطيع المنفذ، ويخيّره بنكيران باي لفظ يخاطبه ، ولعل الصورة التي قدمها بنكيران عندما سئل عن الأقطاب الكبرى التي يمكن ان تفرز وتوضح الخارطة السياسية بين الفرقاء ذوي الخلفيات المختلفة ايديولجيا، اجاب {المغاربة كعائلة ..والملك اب ديالها} ، ايضا في موضع اخر وكانه يقول بالرغم من كل مكانة الملك هذه الا انها لا تفرض علي شيئا، وهذا يتبين في قوله {لم اتفق معه على اي سقف زمني حول وقت تشكيل الحكومة بل هو مفتوح}.
وبما ان الحزب كان موضع شك وحذر من طرف الحقوقيين والغرب نظرا لمواقفه من قضايا حقوق الانسان وحقوق المرأة والحريات الاخرى، فانه سارع الى طمأنتهم، وهذا نجده مثلا في ما يتعلق بفرنسا استعماله لعبارات فرنسية، بالرغم من كونه كان ضد الفرونكفونية لما كان معارضا، وفي نفس الوقت يلمح الى اللغات الاخرى كالانجليزية والصينية والاسبانية، تحت ما سماه بالتوازن.
وفي نفس السياق نجده يقول بان {الغرب شريك فلسفي للمغرب، وهو حليفنا ، ولن يتغير هذا الوضع، لانه حتى المصلحة لا تقتضي ذلك...} ، وهذا تطور في خطابه، على اعتبار انه كان بالامس القريب من دعاة التحالف مع الشرق على حساب الغرب، وهذا كان بشكل اوضح عندما طرحت مسالة الانضمام الى مجلس التعاون الخليجي، حيث كان موقفهم يبنى على حساب الغرب لصالح الانضمام الى الشرق.
كما نجد عبارات اخرى تنحو هذا المنحى سواءا في طمأنة الغرب، او الحقوقيين وعلمانيي الداخل، مثل{انا اؤمن بالحرية، لان الله خلق الانسان حرا}و{ لن اتدخل في شؤون الناس الخاصة}،{ مشاكلتنا هي الديموقراطية وليس الاسلام }، وهنا يطرح سؤال لماذا هو في حاجة الى تكرار امور تعتبر من قبيل المسلمات؟ ربما لانه احس بحذر وتخوف الجميع من صعود حزبه الذي لطالما لم يخفي مواقفه اللاديموقراطية من مجموعة من القضايا ،ومن بينها قضية المرأة الذي نجده يغازلها بقوله { المرأة عنصر اساسي في المشاركة المباشرة منذ زمان، ويجب ان تكون المراة في الحكومة، لا لكونها امرأة ، بل لكونها ذات كفاءة تتعدى الرجل او مساوية له}او{ لا يمكن ان نتراجع عن الاستحقاقات الى الوراء، المغرب خطا خطوات في الحريات والحقوق ويجب ان نعمل على تطويرها وليس التراجع عنها} ، مع العلم انه كان من المشاركين في المسيرة التي نضمت بالدار البيضاء مع المعارضين لمدونة الاسرة.
هذا من جهة، ومن حهة اخرى نجد ان خطابه يحتوي على رسائل للشارع المغربي المتحرك، الساخن، وهذا يتبين لما يقول{ لابد وان تستجيب لمن يناضل في الشارع والا سيوقف لك سير العادي للامور ولكن ليس له وحدهم، بل يجب الاهتمام ايضا باولائك الذين يعانون ولا يعرفون كيف يدافعون عن حقوقهم، او الذين لا يخرجون الى الشارع للاحتجاج} وربما هنا يريد ان يعطي لنفسه صورة بانه يرى وياخذ على عاتقه انصاف حتى اولائك الذين لا يخرجون الى الشارع، او لربما لثنيهم عن فعل ذلك مستقبلا على اعتبار ان بنكيران يعرف همومهم، وسيعمل على الاستمتاع لشكواهم على قدم المساواة مع من نزلو للاحتجاج.
كما انه يحاول ان يطمان الاحزاب التي يريدها ان تشكل معه الحكومة قائلا { اي طرف كان معي في الحكومة او تحالف معي يجب ان يكون مطمئن، ولن اقصر من جهتي لكي اوفر لهم شروط الراحة في حود الامكان للحصول على اعلى درجة من الانسجام } اشارات قد لا تشابه تلك التي يبعثها الى حزب الهمة، { لا نمنع على انفسنا التحالف الا مع حزب واحد –في اشارة الى حزب الاصالة والمعاصرة- خصوصا بعد هذا الحراك الذي عرفه المغرب} وفي نفس الوقت يقول، وكانه يريد ان يقلل من شان الدور الذي يمكنه في المعارضة، قئلا{ المعارضة ضرورية، وعندما تكون قوية في حدود انها لا تصل لان تفسد العلاقة الانسانية فانها تجعلنا نعمل على اصلاح هفواتنا والالتفات اليها}.
انه خطاب مليئ بالرسائل والشفرات التي تحتاج الى دراسة وتحليل، والى بعد نظر خصوصا واننا مقبلين على مرحلة سوف "يجرب" فيها المغاربة هذا الحزب كما يحلو للبعض ان يصف صعود هذا الحزب، وكان المغاربة فأران تجارب، وكان السياسة هي "تسنطح علي نتسنطح عليك" ، في حين تذهب الامشاريع الكبرى التي يطرحها الشارع وفي مقدمته حركة 20 فبراير تذهب سدى مع اللغط الكبير الذي يحدثه بنكيران بوجه "قاسح" .

.



#محمد_الرازقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى متى سيكف الفيزازي عن استفزاز عقول المغاربة ؟
- الگرمومة : السخرية كنقد للسلطة.
- ربيع الشعوب... وعولمة الثورة.
- وهم الصحوة الدينية بالمغرب ...والجبرية السياسية.
- الفساد والاستبداد يخوضان معركة وجود في المغرب
- في نهاية المطاف...نلتقي في المشترك.


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد الرازقي - قراءة في الخطاب السياسي ل-بنكيران-