أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خضر شعت - وقفة مع الذات، في مراجعة عقود من ضياع الحق الفلسطيني














المزيد.....

وقفة مع الذات، في مراجعة عقود من ضياع الحق الفلسطيني


خضر شعت

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 22:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


وقفة مع الذات، في مراجعة عقود من ضياع الحق الفلسطيني
بقلم خضر شعت
المنتظم الدولي لا زال يراوح فشله أمام اختبار مدى عدالته الإنسانية، فقبل تسعة عقود كان إعلان بلفور وكان صك الانتداب، وقبل ستة عقود ونصف كان قرار 181 لتقسيم فلسطين، والذي مكن عصابات مارقة من إنشاء دولتهم اسرائيل، ودعمها بكل ما تشتهي النفس الصهيونية الإجرامية من نفوذٍ وسلاحٍ ومالٍ، واستكثرت ولا زالت على فلسطين حكماً ذاتياً أو دولةً صغيرةً، على خمس أرض فلسطين التاريخية، وهناك الكثير من الشواهد على فشل المنتظم الدولي في دوره الأخلاقي في إنصاف حقوق الشعوب، وخاصةً عندما يتعلق الأمر بحقوق الفلسطينيين شعباً وأرضاً وكياناً .
هذه حكاية فلسطين التي ظلت دائماً تحت الشمس، واضحة الحق، ظلت تنتظر موقفاً منصفاً من هذا العالم، أو من العربية والإسلامية، ولما استيقظ العالم في سهوهٍ من الزمن عام 1977، حين قررت الأمم المتحدة اعتبار يوم 29/11 من كل عام يوماً للتضامن مع الشعب الفلسطيني، حتى هذا الاعتذار الشكلاني عن القصور الدولي المتعمد، لم يأخذ مكانه بالشكل الاحتفالي، ولم يُتبع بخطوات عملية انصافاً للحق الفلسطيني، وكذلك نال الحق الفلسطيني بكل قراراته ومواثيقه الدولية، المزيد من الصمت والتعامي الدولي طوال العقود اللاحقة.
ولكن في مشهد استحضارنا لتلك العقود العجفاء تجاه الحق الفلسطيني، كيف نلوم العالم والنظام العربي لم يقدم لفلسطين النصرة الكافية، حتى أنه لم يقدم للمواطن العربي أي اعتبار لحقوقه وحرياته؟، فلم نجد إلا وهج ثورةٍ متأججةٍ في فلسطين، وهبات تضامنيةٍ معها من الأمة العربي، لا تُذكر أمام حجم التضامن اليهودي والغربي مع اسرائيل، فالأنظمة العربية طعنت المقاومة الوطنية في أوج نجاحها، خوفاً على أراضيهم وحدودهم ومصالحهم الضائعة أصلاً، ولم تقف بجدية لإنجاح السلطة الفلسطينية كنواة للدولة المأمولة، وخذلوا أبو عمار في كامب ديفيد وفي حصاره، وخذلوا أبو مازن في دعمهم للانقسام الفلسطيني.
واليوم، وفي وقفة مع الذات نسأل أنفسنا نحن الفلسطينيين: سلطةً، وأحزاباً، ومنظمات أهلية، ومواطنين، كيف نلوم العرب والعالم، ونحن منقسمين، ونناضل لأجل مصالح حزبيةٍ أو خاصةٍ، على حساب حقوق الشعب والإنسان الفلسطيني؟، حتى لو اهتدينا إلى الوفاق؛ فيكون بعد أن انقضى دهر من الضياع والدمار. ألم يكن من العيب أن نترك قيادتنا الوطنية تواجه اسرائيل وحلفائها الدوليين وحدها في معركة إقرار الدولة، أو نكيل لها اتهامات وطعنات تقوي الموقف الصهيوـ أمريكي؟ أليس من الغريب أيها العرب وبعض الفلسطينيين، أن نلوم الغرب وحدهم، ونحن نغرق في وحل الجهل والتخلف والانقسامات؟، ألم تعتبروا من نموذج دولة الصين التي كانت قبل عقود غارقة في الفقر والضعف والانقسامات والانحلال؟، لكنها خاضت ثوراتٍ داخليةٍ عديدةٍ: حقوقيةٍ وثقافيةٍ واقتصاديةٍ، فأضحت الصين اليوم المارد الدولي الأكثر ثقةً، والنموذج الناجح لغيرها من الأمم النامية منها، والصناعية أيضاً.
إن واقعنا الحالي، يطرح أمامنا تساؤلاً مهماً وصريحاً، والذي يجب أن نجيب عنه الآن قبل لحظة الحرج، هل نحن مؤهلون لترسيخ نظام اجتماعي وسياسي مستقر يصون انجاز الدولة التي ضحى لأجلها مئات آلاف الشهداء وأضعافهم من الجرحى والأسرى، وألا ننقلب عليه حين يحلو ذلك لمصالحنا الحزبية أو الأيدلوجية؟.
لقد آن الأوان للنهضة الثقافية العربية، والتكامل الاقتصادي، والتنمية الاجتماعية، المعتمدة على حقوق الانسان العربي، وكذلك آن الأوان لمصالحة فلسطينيةٍ صادقةٍ، وتقديم مصلحة الوطن على الحزب، وتعزيز شرعية القيادة الفلسطينية أمام العالم وفاءً لحقنا في تقرير المصير وإقامة الدولة المنتظرة، ودعم الإستراتيجية النضالية الحكيمة لقيادة م.ت.ف، والسعي لاستعادة قيم التضامن الوطني والاجتماعي وثقافة الديمقراطية والمشاركة الإيجابية، واحترام الرأي الآخر، واحترام حقوق المواطنة، التي غيبها الانقلاب والانقسام، لكنه لم ولن يلغيها، فالخير سيبقى فينا وفي أمتنا إلى يوم الدين.
باحث في دراسات الشرق الأوسط



#خضر_شعت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة لنضال حقوقي واسع في مواجهة التغيرات الإقليمية والدولية


المزيد.....




- تشييع جثمان شاب فلسطيني قتله الجيش الإسرائيلي في الضفة الغرب ...
- أطعمة مزودة بنكّهات مدخنة متهمة بالتسبب بـ-السمية الجينية-
- صافرات الإنذار تدوي في سيدروت بعد هجوم صاروخي لـ-القسام- على ...
- -حزب الله-: استهدفنا انتشارا لجنود الجيش الإسرائيلي ‏بصواريخ ...
- مقتل فلسطيني في مخيم بلاطة بنابلس
- بالفيديو.. طائرة مسيّرة تابعة لكتائب -القسام- تسقط قذيفة على ...
- رويترز: مقتدى الصدر يستعد للعودة للحياة السياسية
- -حماس- تدين تصريحات لبايدن زعم فيها أن إنهاء حرب غزة مرهون ب ...
- المنامة.. تواصل التحضيرات للقمة العربية
- -القسام- تفجر منزلا مفخخا بجنود إسرائيليين هربوا إليه في عمل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خضر شعت - وقفة مع الذات، في مراجعة عقود من ضياع الحق الفلسطيني