أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناظم زغير التورنجي - ابو حازم التورنجي - الأنسحاب الامريكي من العراق ،حقيقة طافية وحقيقة غاطسة















المزيد.....

الأنسحاب الامريكي من العراق ،حقيقة طافية وحقيقة غاطسة


ناظم زغير التورنجي - ابو حازم التورنجي

الحوار المتمدن-العدد: 3566 - 2011 / 12 / 4 - 14:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يترقب العراقييون بفارغ الصبر نهاية العام الحالي ليقفوا على حقائق الامر بشأ ن الانسحاب الامريكي من العراق ونهاية الاحتلال الذي أمتد لما يقارب الثمانية أعوام عجاف , ذاق خلالها العراقييون الامرين علاوة على ما تحملوه أيام الدكتاتورية للطاغية المقبور صدام ......
ولست من المغالين في القول أن الكثير من أقطاب السلطة وأغلب مريدي العملية السياسية البائسة في العراق يوهمون أنفسهم ويشيعوا الوهم في نفس الوقت ،بأمكانية نهاية وزوال الاحتلال الامريكي للعراق بمجرد سحب القوات ( سحب قسمها الاكبر طالما قد أدت مهامه وقد أستتبت الامور وفق أجندتها ) حسبما تنص علية الاتفاقية الامنية ببنودها المعلنة وحسب التصريحات الامريكية التي كثرت هذه الايام حول هذا الشأن .
والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه بألحاح في هذا السياق هو هل حقا سينال العراق حريته الكاملة و أستقلاله الحقيقي بمجرد سحب القوات الامريكية منه ؟ وهل حقا أن الولايات المتحدة كدولة متحضرة جدا وملتزمة بالقوانين والشرعية الدولية ستحترم أرادة الشعب العراقي وستنسحب من العراق بملأ ارادتها بما يفسح في المجال لأن يأخذ العراق حرية الخيارات وفق ما تمليه عليه مصالحه الوطنية وهمومه الديمقراطية وقضايا ه الشائكة الكثيرة؟ وتأريخها المعاصر (أي الولايات المتحدة) يكتض بسجل حافل بسحق كرامة الشعوب وتجاهل القوانين والشرعية الدولية ، و أبسط مثال هو غزو وأحتلال العراق بحد ذاته قد كان على الضد تماما من الشرعية الدولية وبما يتنافى كليا مع القوانين الدولية ، وكذلك هي قد كانت فترة الاحتلال الامريكي للعراق ،تنصل دولة الاحتلال من كل ألتزماتها وواجباتها كدولة أحتلال وما يفرضه عليها القانون الدولي ونصوص معاهدة جنيف من التزامات كدولة الاحتلال أزاء شعوب الدول التي يجري أجتياحها وأحتلالها كما جرى في العراق، والحاقا بهذا السؤال يبرز السؤال التالي وبشكل ملح أيضا هو أذا كانت الولايات المتحدة كدولة متحضرة جدا ونبيلة جدا في مشاعرها الانسانية ازاء العراق فلماذا لم تساعده ( او تساعد على الاقل الحكومات التي برزت الى حيز الوجود وفق المشيئة الامريكية و حكمت العراق بقرارها برعايتها ) للخروج من البند السابع طيلة فترة الاحتلال ولحد هذا التاريخ ؛ البند السابع وما ادراك ما البندالسابع تلك المصيبة و الطامة الكبرى والنفق المظلم الطويل الذي حشر العراق فية من قبل الولايات المتحدة ، قبل الغزو ولكي تمهد للغزو الاحتلال بالتحديد ،كهدف لاحق ،فلا معنى للحديث عن أنهاء الاحتلال الامريكي للعراق بدون خروج العراق من طائلة البند السابع ، ولست مغاليا في القول مرة أخرى أن قلت بأن دولة الاحتلال هي من أراد وعمل على بقاء العراق تحت البند السابع ، ليبقى ك(دولة ) ضعيفة هزيلة ، محكومة الحركة بمسارات محددة من قبل الولايات المتحدة، تحتاج الى من يرعاها ويوفر لها الغطاء ، وليس هنالك من هو أفضل من الولايات المتحدة ، بهذا الخصوص ، وسيبقى العراق محتلا ، ناقص السيادة ومسلوب الارادة ، طالما بقي العراق يرزح تحت أحكام البند السابع فالاحتلال وأحكام البند السابع امران متلازمان( وكلاهما خاضعان لقررات الولايات التحدة ومشيئتها ومصالحها في العراق والمنطقة ) كصفحتين داكنتي السواد ، دفع العراق ولازال يدفع خلالهما ثمنا باهضا جدا وعلى كافة المستويات لدرجة انه لم يبقى شيء في العراق لم يطاله الاستنزاف و التخريب، بعد كل ذاك الخراب والدمار الذي انزلته بالعراق سياسات النظام الدكتاتوري للطاغية المقيور
فعن أي أنسحاب يتحدث الامريكان ؟ وأي أنسحاب ينتظره العراقيون من الامريكان ؟
الامران مختلفان ،والارادتان لا يجمعهما جامع غير منطق صراع وأختلاف المصالح
صحيح وصحيح جدا ، أنه قد يسحب الامريكان معظم أو أغلب قواتهم وقواعدهم الزائدة عن الحاجة والتي قد يكلف أستمرارها أكثر مما ينبغي وبما ليس له من ضرورة ، ولكن سيبقى التواجد الامريكي في العراق بأفضل مما لو كان الامر عليه كأحتلال مباشر ، ولنا في تجارب جنوب شرف أسيا من كوريا الى الفلبين خير دليل على صحة هذا القول ، فلقد أنسحبت الولايات المتحدة من تلك الدول ولكن بقي الدور الامريكي فعالا ومؤثر في حياة تلك الدول بأكثر مما كان عليه خلال فترة التواجد الامريكي أي ان الولايات المتحدة لم تنسحب من تلك البلدان قبل أن تمسك بيدها كامل خيوط اللعبة السياسية في تلك البلدان ، والسؤال الذي نطرحه الان بخصوص الحالة العراقية ، هل ثمة خيط من خيوط اللعبة السياسية العراقية لم تمسك به الاصابع الامريكية ، وواهم من يظن خلاف ذلك , فتلك هي الحقيقة الغاطسة في بحر الاكاذيب الحكومية والامريكية على السواء ، وواهم أيضا من يذهب به حس الظن الى الاعتقاد بأن الحكومات العراقية المتعاقبة منذ بداية الاحتلال والى يومنا هذا ، مصمة و جادة كل الجد قولا وفعلا لوضع نهاية للاحتلال ، حتى كثرت تصريحاتها وبياناتها التي لاتعدو عن كونها مجرد بالونات لتفريغ الشحنات وتجاوز بعض الازمات، بهذا الخصوص ،لان تلك الحكومات بحد ذاتها كانت من النتائج التي افرزتها سياسات دولة الاحتلال في العراق فهل من المعقول أن تخرج تلك الحكومات عن طوع المحتل ؟
ومن الملفت للانتياه هذا الارتباظ الوثيق للوضع الامني بقرب موعد الانسحاب الامريكي من العراق ، او حتى مع تصاعد حمى الحديث والمطالبة بالانسحاب الكامل غير المشروط او غير المنقوص، أي كلما قرب موعد الانسحاب يزداد الوضع الامني تدهورا مقلقا للغاية من أجل تبرير أستمرار الاحتلال ، بانة الضمانة الاكيدة لهدوء واستقرار الوضع الامني في العراق ؛
وأن القوات الامنية العراقية غير جاهزة وغير مؤهلة لحد الان ، لأدارة هذا الملف الشائك،
وهو شائك حقا لانه من صنع الاحتلال نفسه , فما من دورة عنف أو سلسلة تفجيرات شهدتها مدن العراق أو بغداد بالتحديد الا وهي تحمل بصمات قوى سياسية لها دورها المرسوم في العملية السياسية الجاريه في العراق منذ بداية الاحتلال ، وخير دليل على ذلك التفجيرات الاخيرة في (المنطقة الخضراء )المحصنة المحمية ، واستطيع القول بانه ما كان بالامكان ادخال تلك العبوات المتفجرة الى حدود ( البرلمان ) بدون معرفة وتسهيل وحتى يتوجيه أوتنفيذ من قبل أحد أقطاب العملية السياسية المقربة للبرلمان ومن صانعي القرار أن لم يكن عضو (برلمان ) , والا كيف ان نقتنع بكيفية دخول تلك التفجرات الى تلك المنطقة وتلك السهولة ،
والامريكان يعرفون وعلى علم بكامل مجريات اللعبة ، وليس مهما لها ما يجري في العراق بقدر ما يهما ضمان مصالحا الحيوية في العراق ولو كان الامر على حساب الجميع ، وعلى أكداس الجماجم والجثث البشرية .
والان ومع قرب موعد سحب القوات الامريكية من العراق وفق ما هومعلن ، فأن الولايات المتحدة الامريكية تهيأ نفسها( بعد أن أتمت مراحل عديد في أزمنة الاحتلال )، لأن تلعب دورها كاملا وبأكبر مما كانت عليه وقت الاحتلال , ولكن من خلف الكواليس مثلما لعبته سابقا في بعض الدول التي سيق وان غادرتها بعد تواجد او احتلال ، وابسط دليل على ذلك حجم السفارة الامريكية في بغداد من حيث الطواقم والهيئات والافراد الملحقين بها ، فهي أكبر وأضخم السفارات الامريكية في العالم قاطبة ،وهكذا كانت سفارة الولايات المتحدة في سايغون عاصمة فيتنام الجنوبية ، قبل أن يحررها الثوار الفيتناميين وليجعلوا من سايغون مدينة أخرى ، تحمل اسم القائد الفذ لحرب التحرير هوشي منه ، ولتزول السفارة الامريكية الضخمة من الوجود والى الابد أثر من عين ، وليس المطلوب هنا ، لا هذا ولا ذاك ، بل المطلوب هو أخراج العراق من دائرة الهيمنة الامريكية وأخراجه أيضا من وطأة البند السابع ،كهدف يحمل في طياتة أسمى المفاهيم الوطنية ويرسي الاسس السليمة لبناء بديل ديمقراطي في العراق على أنقاض مسخ الديمقراطية المشوه الذي أرسته دولة الاحتلال ولا أعتقد بأن الحكومة الحالية ولا عشرات الحكومات التي على شاكلتها مؤهلة للقيام بهذه المهة الوطنية الكبرى , طالما بقيت هذه الحكومات اسيرة توزيعات حاكم الاحتلال بريمر لوزارات المحاصصة الطائفية أو الوزرات العرجاء بلا وزير للداخلية ولا للدفاع بما يثير السخرية .
فقط حكومة الوحدة الوطنية المنبثقة من القوى الوطنية الحية الرافضة لكل أشكال الهيمنة والتبعية والاحتلال ومخلفاته هي وحدها القادرة على انجاز هذه المهمة الوطنية النبيلة وخلاص العراق ،من التبعية وانحطاط نظام الدولة ؛ فهذه الحكومات قد أثبتت فشلها بل وعجزها التام في أستعادة بناء نظام الدولة كدولة، بعد أن أزال الاحتلال تلك الدولة وعلى هزالتها من الوجود ، والمخاض عسير وعسير جدا ، ولكن أرادة الشعوب تبقى هي الاقوى .



غوتنبرغ - السويد
أوائل كانون الأول 11



#ناظم_زغير_التورنجي_-_ابو_حازم_التورنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات عند أبواب الغربة


المزيد.....




- نتنياهو لعائلات رهائن: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم.. وسندخل ...
- مصر.. الحكومة تعتمد أضخم مشروع موازنة للسنة المالية المقبلة. ...
- تأكيد جزائري.. قرار مجلس الأمن بوقف إسرائيل للنار بغزة ملزم ...
- شاهد: ميقاتي يخلط بين نظيرته الإيطالية ومساعدة لها.. نزلت من ...
- روسيا تعثر على أدلة تورّط -قوميين أوكرانيين- في هجوم موسكو و ...
- روسيا: منفذو هجوم موسكو كانت لهم -صلات مع القوميين الأوكراني ...
- ترحيب روسي بعرض مستشار ألمانيا الأسبق لحل تفاوضي في أوكرانيا ...
- نيبينزيا ينتقد عسكرة شبه الجزيرة الكورية بمشاركة مباشرة من و ...
- لليوم السادس .. الناس يتوافدون إلى كروكوس للصلاة على أرواح ض ...
- الجيش الاسرائيلي يتخذ من شابين فلسطينيين -دروعا بشرية- قرب إ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناظم زغير التورنجي - ابو حازم التورنجي - الأنسحاب الامريكي من العراق ،حقيقة طافية وحقيقة غاطسة