أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد فوزي راشد - طاق طاق طاقية














المزيد.....

طاق طاق طاقية


محمد فوزي راشد

الحوار المتمدن-العدد: 3563 - 2011 / 12 / 1 - 20:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هي لعبة كنا نلعبها ونحن صغار .. كانت المجموعة تجلس على الارض بشكل حلقة دائرية مغلقة ربما ترمز للكرة الأرضية ,
بينما يقوم أحدنا بالدوران حول المجموعة و هو يحمل طاقيته بيده , والكل يغني , تلك الأغنية الطفولية , التي لا تنتهي ,
و يقوم اللاعب خلال الدوران بإفلات الطاقية خلسة خلف أحد الجالسين , و الذي يطلب منه أن ينتبه لوجود هذه الطاقية خلفه ,
و عندها يحمل هذه الطاقية و ينهض ليجري خلف الذي رماها , و في معظم الأحيان لا يلحقه , فيجلس اللاعب القديم مكان الجديد , وتبدأ اللعبة من جديد .

ثمانية أشهر و نيف , مئتان و خمسون يوماً و الشعب السوري يدور حول هذه الدائرة .
مئتان وخمسون يوماً و كل الجالسون يغنون تلك الأغنية التي لا تنتهي , و في كل مرة كان الشعب السوري يرمي الطاقية خلف الجالسين .
ولكن في كل مرة كان الجميع يستمر بالغناء.
لم ينهض أحد,كان الشعب يخشى أن أحداً لم يرَ طاقيته الملطخة بالدم .
فبدأ يرميها أمام الجالسين بدلاً من رميها خلفهم,وظل الجميع يردد نفس الأغنية.
و كأن اللعبة هي مجرد أغنية يرددها الجالسون .

فبعد جامعة الدول العربية , و دول الجوار, أطلت علينا منظمة التعاون الإسلامي بدولها السبع و الخمسين لتقوم بالغناء.
وقد استهل الأغنية بأمنية . يا ليتهم سمعوا ماذا قال الأب باولو ديللوليو المسيحي الإيطالي عن حرمة المساجد.
كم كان صوتهم بشعاً يوم أمس, ربما لأنهم لم يعتادوا الغناء بنبرة عالية.

لقد أسقط الشعب طاقيته أمام الجميع ولكن دون جدوى, ففي كل مرة يردد الجميع تلك الأغنية الرتيبة المملة .
أغنية ضرورة أن يقوم النظام بإطلاق حوار وطني, و البدء بإصلاح جدّي , والإستماع لصوت الشعب.
ألا يعرفون أن الثعالب لا تحاور, إنها تناور و تخادع و تدور, وفي ذيل ثعلبنا ألف لفة و تحت لسانه ألف خدعة.
ألا يعلم أن الثعالب لا تحاور أشجار العنب.

وصار الشعب يرمي جثثاً و أوصالاً و أطفالاً وبيوتاً و مساجد محروقة.

لم ينهض أحد منهم حتى الآن, وتعب الشعب من الدوران, و حان وقت ركوب الفرس .
فالثعالب صارت تسرح داخل البيوت, وبين أسرّة الأطفال و في خدور النساء.

لم يبق أمام الشعب إلا فرسه وسلاحه ليدفع بهما عن نفسه فما يحدث ليس لعبة .
و ما يطلبه الشعب السوري اليوم هو أن يتوقف الجالسون عن ترديد هذه الأغنية و ينهضوا جميعا .

فعلى ما يبدو بأن الشعب السوري قد قرر احراق أشجار العنب لطرد الثعالب , حريق سيطال شرره كروم الجميع .
فالشعب السوري اليوم قد وضع طاقيته على رأسه ,و لن يتوقف عن الدوران .









#محمد_فوزي_راشد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سقط الجدار ؟
- أمة عربية واحدة
- لقد تهددنا الصفيقُ آنفاً
- حجارة سوداء
- كيك صعب الهضم
- الطبيب
- كيف سنجبر العالم على الاعتراف بالمجلس الوطني السوري
- نقابة الفنانين تحكم سوريا
- لماذا قال : أيها الشعب السوري العظيم ؟؟
- عندما رفع بشار الأسد المصحف
- لماذا استجداء الحظر الجوي


المزيد.....




- اجتماع افتراضي رفيع لبحث مفاوضات السلام في أوكرانيا يضم ترام ...
- مبديًا انزعاجه من موقف زيلينسكي.. ترامب يتوقع اجتماعًا -بنّا ...
- اشتداد حرائق الغابات في إسبانيا بسبب الحرارة والرياح
- لاريجاني يوقع اتفاقية أمنية مشتركة مع العراق قبل التوجه إلى ...
- السودان: مقتل 40 مدنياً في هجوم على مخيم أبو شوك.. واتهامات ...
- هل يصمد تفويض -اليونيفيل- في لبنان أمام الجدل ويُجدَّد هذا ا ...
- العراق: موجة حرّ قياسية تشل شبكات الكهرباء في عدة محافظات
- ترامب ينشر الحرس الوطني في واشنطن لمواجهة -عصابات ومجرمين خط ...
- محاكمة خمسة نيجيريين متورطين في مجزرة بكنيسة عام 2022
- -كفى تجويعا-.. صور الأطفال والمسنين في غزة تصدم نشطاء المنصا ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد فوزي راشد - طاق طاق طاقية