أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يعرب العيسى - عنّا: أولئك الذين نحب ممدوح عدوان














المزيد.....

عنّا: أولئك الذين نحب ممدوح عدوان


يعرب العيسى

الحوار المتمدن-العدد: 1056 - 2004 / 12 / 23 - 11:39
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تحتاج الثورات لقدر من العناد وقدر من الرعونة وكثير من النزق.
بمطابقة دقيقة لهذه المقادير كان يمكن لممدوح عدوان في زمن آخر أن يشعل ثورة، وإذا أخذنا النزق منفصلاً كان يمكن له أن يشعل ألف ثورة، كل واحدة منها تطيح بالتي قبلها.
بصورة أو بأخرى، أبناء صحراء أم جبال، شئنا أم أبينا، كلنا كنا نكرر سيرة ممدوح عدوان، أو على الأقل نغذُّ السير على خطاه دون أن تسعفنا مواهبنا.
كلنا نأتي دمشق محمولين على أحلام ومحملين بنزق شمس صحارينا، أو قسوة حواف جبالنا، تعاملنا دمشق بتجاهل وترفسنا بقدمها ولا تقيم لنا أي اعتبار، نعجب بممدوح عدوان ونحاول تكرار سيرته، نشاغب في الصحافة ونشاكس في الثقافة، نحاول أن نسخر من كل شئ، ونجعل من أي فكرة وأي شخص أمراً قابلاً للنقاش.
حلمنا، مسارنا المأمول، الذي لا نجد تجسيداً له أبلغ من ممدوح عدوان، يقطع كل منا المسافة التي يستطيع من هذا الدرب: قرية فجامعة دمشق فصحيفة حكومية فصحافة لبنانية فأدب، وفي هذه المنطقة بالذات نبدأ بالتلكؤ، نتفرق يساراً ويميناً، شمالاً وجنوباً، شعراء مقاهٍ وقوالين وروائيين وقصاصين، موهوبين أو مجتهدين، كاتبي نصوص مسرحية يقرأها أصدقاؤنا، ونصوص تلفزيونية يرفضها الليث حجو، مهزومين سلفاً أو مهزومين فيما بعد.
نحاول أن نقلد حضوره الواثق على طاولات المقاهي وصفحات الجرائد، ونجد أنفسنا نردد تعليقاته ولمعان بديهته الحاضرة، نحاول أن نحافظ على لهجة قريتنا بينما ننتمي للإنسانية، نحاول أن نلبس كنزات الصوف التي حاكتها عماتنا ريثما نلقن دروساً في الجمال للمتأنقين المرسومين، نحاول ألا نخفي فرحنا البعلي بالمطر فممدوح عدوان منحنا الحق بذلك، فهو الفلاح الذي علم أهل دمشق كيف يخاطبون بردى.
نأتي من الحسكة وسلمية وجبلة وطول كرم، وأول ما نفعله في دمشق: نتعرف على دير ماما وحصين البحر عن قرب، ونحلم في مساءاتنا الموحشة أن نغب من الحياة كل هذا الكم الذي غبه ممدوح عدوان، ونتأخر لنعرف أن الحياة لم تكن سخية مع ممدوح عدوان، بل كانت مذعنة مرتعدة الفرائص أمامه، لأنه قادر على انتزاع ما يريد منها بالقوة، ولأنه قدم لها أكثر بكثير مما قدمت له.
مساء الأحد وحين تمكن الموت من ألدِّ أعدائه، فكرت لو أن أحدنا أراد أن يلتزم بذكر "محاسن موتانا"، لكان عليه إذاً أن يسرد دون انقطاع كل ما فعله ممدوح عدوان وكل ما كتب وقال.
الآن فقط يمكن لنكتة بارعة أو لتعليق ألمعي أن ينسب لصاحبه الحقيقي، وأن يتناقل دون أن يعتقد الجميع في سرهم، أن الراوي مجرد منتحل آخر وأن النكتة لممدوح عدوان.
كان يضحك كحزين، ويكتب كخيميائي اكتشف سر المعادلة الأزلي، وشرع يحول أطنان التراب على ذهب، كان يحب النكتة الذكية والحكاية المروية جيداً، والمسرحية التي تنبض بالحياة، والدراما التي تعي ما تفعل، والقصيدة التي تتناوب الشياطين والملائكة على حراستها، وبسبب حبه هذا اضطر ليفعل كل ذلك بنفسه.
الطائفة ملاذ الأوغاد، والأحزاب ملعب ممتع للعقول المتوسطة، رابطة الدم تنفع للعب النرد دون أحقاد لا أكثر، لكن ممدوح عدوان انتماء.
أيها الرجل الجميل، ويحك...ما الذي فعلت؟ أي خاطر مجنون عبر في راسك هذه المرة ودفعك لتخذلنا؟ كنت تبدو وكأنك تصلح لتعيش أبداً.



#يعرب_العيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل رفعت قصة نبيل فياض سقف الصحافة السورية؟
- تحديثيو التلفزيون السوري يسلبونني موفق الخاني
- جمال سليمان ..نجم محبوب بموجب المادة 8 من الدستور السوري
- ولا نتقن دور الضحية أيضاً؟
- الاسلام متخرجاً من مدرسة أحمد عدوية


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يعرب العيسى - عنّا: أولئك الذين نحب ممدوح عدوان