ثنائية الحكومة والمعارضة

رياض الزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3563 - 2011 / 12 / 1 - 07:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

ثنائية الحكومة والمعارضة ,هذة الثنائية التي تتميز بها الانظمة الديمقراطية ,حيث توفر مناخا صحيا لنشوء بيئة ديمقراطية مزدهرة وامنة ,في العراق اليوم ورغم وجود انتخابات برلمانية تجري كل اربع سنوات يتم على اساسها انتخاب برلمان جديد للبلاد ,تكون مهمتة الاولى تشكيل حكومة جديدة يفترض ان تكون على اساس الاغلبية البرلمانية ؟ لكن الذي يجري هو تشكيل حكومة من كل الكتل السياسية التي تشكل البرلمان تحت عنوان (حكومة الشراكة الوطنية ) مما افقدنا اهم ميزة في النظام الديمقراطي وهو وجود معارضة برلمانية تراقب اداء الحكومة وتصوب عملها او تعمل على سحب الثقة عنها ومحاسبة المقصرين والفاسدين وربما احالتهم الى القضاء لينالوا جزائهم العادل ..فبالرغم من اقرار دستور للبلاد في عام 2005 وتعريف النظام السياسي في العراق بانة نظام برلماني ,اي ان البرلمان هو صاحب اليد الطولى في تشكيل الحكومة ومحاسبتها واقالتها ,لكننا نفتقد الى هذة المعارضة البرلمانية التي تستطيع ان تحاسب المقصرين وتحافظ على المال العام الذي يتعرض الى اكبر سرقة في التأريخ كما تشير بذلك تقارير المنظمات الدولية وكم يشعرنا بالخجل ان يحتل العراق الصدارة في الفساد المالي والاداري حسب تصنيف منظمة الشفافية الدولية ؟ المليارات تسرق او تبذر ولاتوجد معارضة في داخل البرلمان تحاسب وتدافع عن حقوق العراقيين الذين اوصلوا بأصواتهم هذة الطبقة السياسية الى قبة البرلمان العراقي ؟ فمنذ عام 2003 ولحد الان لم تقدم الحكومات المتعاقبة الحسابات الختامية الى البرلمان ,علما ان المادة (62) من الدستور تلزم الحكومة بتقديم الحسابات الختامية مع الموازنة العامة في كل سنة ؟! لكن البرلمان وفي كل سنة يخالف الدستور ويصوت على الموازنة دون تقديم الحكومة للحسابات الختامية .. هذا ان دل على شيء فهو وثيقة ادانة لكل الكتل واعضاء مجلس النواب العراقي الذين يشتركون في التستر على سرقة المليارات من اموال الشعب العراقي في وقت يعاني فية المواطن من تدني مستوى المعيشة وغياب التنمية ونقص في الخدمات والرعاية الصحية والتعليم .. لقد فقد هذا البرلمان شرعيتة في نظر معظم ابناء الشعب العراقي ,ولكن بقاء نظاما انتخابيا متخلفا يعمل على تكريس الطائفية في العراق ربما سيعود بنفس الوجوة او بنفس التيارات الى قبة الربلمان من جديد ؟ وسيبقى العراق يعاني من الفساد وعدم الاستقرار السياسي ,وسيبقى بدون معارضة برلمانية لان نفس الكتل ستعود من جديد لتشكل (حكومة الشراكة الوطنية ) ,وسيبقى العراق الخاصرة الاضعف في المنطقة .. نحتاج الى جهود كبيرة لتوفير مقدمات للتغيير في العراق واهمها ,تشريع قانون جديد للانتخابات ,ومفوضية جديدة ومستقلة للانتخابات بعيدا عن المحاصصة الطائفية والحزبية ونحتاج ايضا الى قانون للاحزاب يكشف لنا مصادر تمويل هذة الاحزاب التي اصبح من الواضح ان تمويلها من المال العام ومن دول الجوار التي لها مصلحة في بقاء العراق ضعيفا وممزقا وغير مستقرا ..

#رياض_الزيدي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل