همسات في آذان الإخوان

أوسم وصفي

الحوار المتمدن-العدد: 3562 - 2011 / 11 / 30 - 22:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

أما وقد بدا يلوح في الأفق ما توقعه الجميع من أنكم سوف تحوزون الأغلبية في البرلمان القادم وسواء كانت مهمتكم تشكيل حكومة جديدة أو مراقبة أداء الحكومة الحالية فهذه ربما تكون معركتكم القادمة مع العسكر، أتمنى منكم التالي:
• أن تتفرغوا لتنظيف العشوائيات من البِرَك والمستنقعات قبل تنظيف الإعلانات من المشاهد المثيرة للغرائز.
• أن تتفرغوا لحل مشكلة رغيف العيش قبل مشكلة حجاب المذيعات ومضيفات الطيران.
• أن تتفرغوا لتوصيل الغاز ودعم أنبوبة البوتاجاز لمستحقيه قبل توصيل السلاح لحماس في غزة
• أن تتفرغوا للضرب بيد من حديد على إيدي البلطجية الذين قبل الضرب بنفس اليد على تاركي الصلاة.
• أن تتفرغوا لتربية النشء وإعفاء أولياء الأمور من الدروس الخصوصية قبل تربية اللحى وإعفاء الشوارب.
• أن تتفرغوا لبناء شرطة مدنية تحترم الشعب قبل إنشاء شرطة دينية تطارد المفطرين في رمضان.
• أن تتفرغوا لدعم الجنيه أمام الدولار قبل دعم مجاهدي المحاكم الشرعية في الصومال ضد إثيوبيا.
• أن تتفرغوا للتنقيب عن البترول والمعادن في صحاري مصر قبل التنقيب في كتب التراث عن الفتاوى.
• أن تتفرغوا لبناء المساكن لمحدودي الدخل قبل هدم الكنائس المخالفة.
• أن تتفرغوا لفتح أسواق جديدة للسياحة المصرية قبل فتح ملفات في أمن الدولة "الجديد" للعاملين بالسياحة
• أن تتفرغوا للمصالحة مع دول حوض النيل مثل إثيوبيا وأوغندا قبل المصالحة مع إيران.
• أن تتفرغوا للاهتمام بأطفال شوارع مصر قبل أن يهتموا بأطفال غزة
• أن تتفرغوا لمطاردة تجار السوق السوداء قبل مطاردة "الحَبِّيبَة" على الكورنيش.
• أن تتفرغوا لتعبئة الشعب خلف مشروع قومي تنموي قبل تعبئة الشرائط بالدروس والخطَب الدينية.
• أن تتفرغوا لمراقبة أداء الحكومة قبل مراقبة أداء الناس للصلوات

عندئذ ستكسبون ثقة من انتخبوكم معتبرين إياكم الناس "بتوع ربنا اللي حايتِّقوا الله فينا" وليس الناس "المتشددة" اللي حاتقفل الدنيا علينا.
في واقع الأمر إذا اهتممتم بالأمور المذكورة أولاً فسوف أكون أول من ينتخبكم المرة القادمة (إذا كانت هناك مرة قادمة) وذلك برغم اهتمامكم، بل وتشددكم، في الأمور المذكورة ثانياً. لا بأس عندي مطلقاً أن تمنعوا الخمور ، فأنا لا أشرب الخمر أساساً، و لا بأس حتى أن تحجبوا كل النساء بما في ذلك زوجتي، كل هذا بشرط أن تطعموا كل الفقراء فلا نرى متسولين في الشوارع ولا أطفال يبيتون تحت الكباري.
خذوا نصف دخلي "جزية" واجعلوا القانون يطبق والمرور سهل والخبز بلا طوابير وكذا أنابيب البوتاجاز. خذوا بيتي "غنيمة" ولا أرى العشوائيات إلا في صور أرشيفية عن عصر مبارك.
وأخيراً أقول لكم: تعلموا الدرس و لا تعوِّلوا مطلقاً على صبر هذا الشعب فصبره قد نفذ بالفعل. ولا تعوِّلوا على أن الشعب لا يثور ولا يستشهد من أجل الكرامة. فإن كنت تتصورون أنكم وحدكم القادرون على الاستشهاد من أجل الجنّة، فاعلموا أن لدى هذا الشعب شباب مستعدين أن يستشهدوا من أجل الخبز لفقراءهم ولو كانوا أغنياء، ومن أجل الحرية لسجناء الرأي، وإن كانوا لم يروا سجناً في حياتهم، ومن أجل الكرامة الإنسانية، وإن كانوا من طبقات لم تمتهن مطلقاً في أقسام الشرطة. وتأكدوا أن في هذا الشعب أناس يحبون الكرامة أكثر مما تحبون أنتم الحكم.
أعتذر لكون الذي يقول لكم هذا الكلام شخص مسيحي فأنا أتكلم كمصري قبل أن أكون مسيحياً سواء صدَّقتم هذا أم لم تصدقوا ، فلن تمنعني "مسيحيتي" بعد اليوم من قول ما أريده، تماماً كما لم يمنعني الخوف من بطش مبارك أن أقول يوم 6 فبراير على كل قنوات البي بي سي أنني لا أساند الثورة بالرغم من أني مسيحي، بل "لأني مسيحي" وأن مبادئي المسيحية تمنعني من تأييد نظام فاسد فقط لأنه يحميني من الحكم الإٍسلامي.
لن يمتنع أي إنسان صادق مع نفسه في هذا الشعب من الكلام بصوت عالي عن كل شيء يحبه أو يكرهه، وذلك اعتباراً من الخامس والعشرين من يناير في السنة الحادية عشر بعد الالف الثانية للميلاد وحتى يرث الله الأرض وما عليها. وفقكم الله. وهو المستعان.

#أوسم_وصفي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل