أسباب فشل العملية الديمقراطية في العراق

رياض الزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3560 - 2011 / 11 / 28 - 18:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

تنفس العراقيين الصعداء وهم يشهدون في نيسان من عام 2003 سقوط اقسى نظام دكتاتوري عرفة العراق والمنطقة على يد قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية التي سمحت للنظام في اذار من عام 91 بقمع الانتفاضة العراقية في خمسة عشر محافظة ,وكان النظام في ساعاتة الاخيرة ,لكنهم رموا لهو طوق النجاة وتغاضوا عن أكبر جريمة ارتكبت في التاريخ عندما سحق النظام الشعب العراقي المنتفض بوحشية ودفن الالاف وهم أحياء ودمرت مدن بكاملها في مشهد يندى لة جبين الانسانية .. ولكن مالذي حصل بعد سقوط النظام ومن يتحمل مسؤولية فشل العملية السياسية ؟ أطراف كثيرة تتحمل مسؤولية هذا الفشل أبتداءا من الأمم المتحدة وتخليها عن دورها في العراق اذ يفترض ان تجري عملية سياسية برعاية الأمم المتحدة باعتبار ان العراق بلدا محتلا حسب القانون الدولي ؟ لكن الأمم المتحدة تخلت عن دورها في العراق ولم ترعى العملية السياسية وكان دورها مقتصرا على بعض المهام الانسانية وكأنها اصبحت منظمة مجتمع مدني ؟ الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية كبيرة فيما جرى في العراق من خلال تكريسها للطائفية في العراق وعدم وجود رؤية لما بعد الاحتلال فاتصالتها كانت مع بعض الجهات في الخارج التي أسست فيما بعد المحاصصة الطائفية في العراق والتي افشلت بدورها العملية السياسية في هذا البلد , المؤسسة الدينية تتحمل جزء كبير من هذا الفشل من خلال اصرارها على انتخاب جمعية وطنية تقوم بكتابة دستور مستعجل ,اتضح فيما بعد انة سبب رئيسي في عدم استقرار العراق من خلال الالغام الكثيرة التي يحتويها والقابلة للتفجير في أي لحظة ,ابتداءا من تشكيل الاقاليم الى تقاسم وادارة الثروات الطبيعية والكثير من المواد محل الخلاف والاختلاف بين العراقيين ,وتتحمل المؤسسة الدينية ايضا المسؤولية في توجية الناس لانتخاب القوائم الطائفية من خلال الفتاوى مما عزز من حالة الانقسام الطائفي والقومي بين ابناء الشعب العراقي ,ومن الاسباب الاخرى هو عدم ظهور تيار ديمقراطي في العراق واضح المعالم يكون بديلا عن الخطاب الطائفي الذي اوصل البلاد الى هذا المنزلق الخطير ,لقد عجزت القوى الديمقراطية عن توحيد خطابها واستقطاب شرائح المجتمع العراقي على الاقل من تؤمن بالتوجة الديمقراطي وهو جمهور عريض غير منظم موجود في كل انحاء العراق ..كل هذة الاسباب وغيرها كانت سببا في فشل العملية الديمقراطية في العراق التي يبدوا ان عملية تصحيحها صعبا أن لم يكن مستحيلا ,فعملية تعديل الدستور تبدوا في غاية الصعوبة وتدخل المؤسسة الدينية في الشأن السياسي لازال كبيرا وان حاولوا ان يوهموا الناس بعدم تدخلهم بل وسخطهم على البرلمان والحكومة , وكذلك فان غياب التشريعات الضرورية لعملية التغيير ابتداءا من قانون جديد للأنتخابات ,وقانون للاحزاب ,وتشكيل مفوضية جديدة للأنتخابات تكون مستقلة وبعيدا عن المحاصصة الطائفية والحزبية ,كل هذة المقدمات لازالت بعيدة تماما بل وتطالعنا الأخبار عن اجتماعات في غرفا مظلمة لتشكيل مفوضية جديدة على اساس المحاصصة الطائفية والحزبية ..كل هذة الاسباب وغياب المقدمات لعملية تغيير حقيقية تجعلنا متشائمين وغير متفائلين بولادة حقيقية لعراق ديمقراطي مدني ..

#رياض_الزيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل