أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - طارق علي الصالح - ازمة التيار الديمقراطي اليساري















المزيد.....

ازمة التيار الديمقراطي اليساري


طارق علي الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 19:10
المحور: ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011
    


ازمة التيار الديمقراطي اليساري

(1) هل كانت مشاركة القوى اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية مؤثرة في هذه الثورات ؟ و الى اي مدى ؟

لم تكن الانتفاضات والثورات التي شهدتها بعض البلدان العربية منظمة، بل بدأت كانتفاضات احتجاجية عفوية. وقد ظهرت في ظروف احتدام شديد للصراعيين الدولي والاقليمي في منطقة الشرق الاوسط بشكل عام والعراق بشكل خاص . ويرجع هذا الاحتدام بشكل اساسي الى رغبة الولايات المتحدة الامريكية في تطهير هذه المنطقة من القوى المنافسة لها او المعارضة لها كمرحلة اولى للهيمنة العالمية .
ومن هنا منبع القلق، ان تقوم قوى سياسية قديمة سواء كانت في الحكم او في المعارضة او قوى اجنبية اقليمية او دولية، بسرقة هذه الثورات وتنفيذ برامج لا تخدم الجماهير العربية، وتمس السيادة الوطنية والقومية.

(2) هل كان للاستبداد والقمع في الدول العربية الموجه بشكل خاص ضد القوى الديمقراطية واليسارية دوره السلبي المؤثر في اضعاف حركة القوى الديمقراطية واليسارية؟

دون ادنى شك كان للنظام العربي القمعي دور مؤثر في اضعاف كل القوى السياسية في البلدان العربية وعزلتها عن الحياة العامة وعن التفكير والابداع ، ومن ضمنها القوى اليسارية والعلمانية . وقد انهت الاحزاب السياسية الدينية هذه العزلة من خلال تنظيم الشباب في الجوامع على ثقافة التقليد والغيب والانعزال عن الثقافة المدنية مما دفع الشباب الى الانعزال وكراهية الاخر وخصوصا كراهية النظم الحاكمة لاسقاطها واقامة بدلها سلطة دينية ، باعتبار ان الاسلام دين ودولة كما يقول مؤسس حركة الاخوان المسلمين حسن البنا ، مع العلم ان كلمة دولة لم ترد في اي نص قراني ولا في اي مسند من مساند الحديث , فالاسلام كما يقول الشيخ علي عبد الرزاق "رسالة لا حكم ودين لا دولة " . و سبب ذلك ان الدولة عندما تتدين لا تستطيع ان تحقق المساواة لجميع افرادها في ممارسة شعائرهم او طقوسهم الدينية في امان وحرية ، حيث ستفرض على الناس تفسيرها للدين بالقوة والبطش وتتهم من يختلف معها بالكفر والالحاد.


(3) هل اعطت هذه الانتفاضات والثورات دروسا جديدة وثمينة للقوى اليسارية والديمقراطية لتجديد نفسها وتعزيز نشاطها وابتكار سبل انجع لنضالها على مختلف الاصعدة ؟

من وجهي نظري ان اهم درس من دروس الانتفاضات والثورات العربية انها ليست على نمط واحد لانها ليست ذات قوام اجتماعي واحد ومقسمة طائفيا واثنيا ودينيا . ولو قارنا على صعيد المثال بين الانتفاضة التونسية والمصرية وبين الانتفاضة في العراق لوجدنا هذه الاختلافات بشكل واضح ، لذلك من غير المنطقي مطابقة الاوضاع بين البلدان العربية. فالضجيج الاعلامي عن الديمقراطية في العراق قسم الجماهير العراقية الي تيارين احدهما موالي للسلطة ، ويغطي على عملية المحاصصة الطائفية والاثنية ويقدم لها الاديلوجية الديمقراطية التي رات في عملية المحاصصة علامة من علامات التحول نحو الديمقراطية . والتيار الاخر الذي رفض "عملية المحاصصة" وهي العملية الموجهة اصلا ضد قوى اليسار والديمقراطية، فقد تم تصفيته بشراسة بعد اتهامه بالارهاب . لذلك على قوى اليسار والديمقراطية ان تعي هذه الظاهرة السلبية وان تعمل على تنظيف شرائح المجتمع العربي من شوائب الطائفية والاثنية التي افشلت الثورة في العراق وفي بعض الدول العربية الاخرى .

(4) كيف يمكن للاحزاب اليسارية المشاركة بشكل فاعل في العملية السياسية التي تلي سقوط الانظمة الاستبدادية ؟ وما هو شكل هذه المشاركة؟
من خلال الانتخابات التي جرت في تونس يمكن تحديد الهوية الاجتماعية والسياسية للجماهير العربية . ان الاحزاب الوحيدة التي تمتلك قاعدة جماهيرية واسعة هي الاحزاب الدينية . وفي هذا الواقع المختلف اختلافا بنيويا وجذريا عن اوضاع اوربا، من الصعب على الاحزاب اليسارية والقوى العلمانية ان تشارك بشكل فاعل في العملية السياسية التي تلي سقوط الانظمة الاستبدادية، وسيكون دور هذه الاحزاب حتى لو دخلت في العملية السياسية ، دور هامشي وغير مؤثر في الجماهير لانها ستكون تابعة للاحزاب الدينية وملحقة لحقلها السياسي والاجتماعي والاقتصادي .

ومن الثابت بان المهمة الاساسية لهذه الاحزاب الدينية رغم خطابها الديمقراطي هي ضبط الجماهير والتحكم بحركتها لافراغها من طاقاتها الحية ، وتوسيع خصخصة الدولة لصالح الراسمالية الامريكية ، ويعتبر العراق المثال النموذجي لهذا التحول . ومن المفارقة ان العديد من الاوساط اليسارية والعلمانية وعلى راسها الحزب الشيوعي العراقي يهلل لهذا التطور ويعتره تطورا تقدميا وبان العملية السياسية في العراق تتحول نحو الديمقراطية !!!

(5) القوى اليسارية في معظم الدول العربية تعاني بشكل عام من التشتت . هل تعتقدون ان تشكيل جبهة يسارية ديمقراطية واسعة تضم كل القوى اليسارية والديمقراطية العلمانية ببرنامج مشترك في كل بلد عربي مع الابقاء على تعددية المنابر ، يمكن ان يعزز من قوتها التنظيمية والسياسية وحركتها وتاثيرها الجماهيري؟

دون ادنى شك ان تشكيل جبهة يسارية علمانية ديمقراطية تضم القوى التقدمية لكافة البلدان العربية هي الخطوة الاولى للنضال نحو بناء مجتمع مدني ديمقراطي تعددي يقوم على المواطنة . ومن المفيد جدا ان يكون برنامج عمل الجبهة قائم على الاصلاح والتجديد على غرار رواد النهضة العربية في مطلع القرن الماضي ، ويتجنب الخطابات الايديولوجية الاقصائية التي تخون هذا الطرف او ذاك كما تفعل النظم القائمة او الاحزاب الدينية والاثنية التي حلت محلها .

وان تشكيل مثل هذه الجبهة ضروري جدا لان ضعف القوى اليسارية والعلمانية التقدمية في العالم العربي سيعطي المجال للاحزاب والقوى الطائفية والاثنية ان تعيد انتاج نفسها داخليا وخارجيا ،( اولا ) لان اليات اعادة انتاجها على الصعيد الداخلي موجودة في بنية المجتمع الذي ينظمه رجال الدين والطوائف والعشائر ، و(ثانيا ) لان المجتمع الدولي الذي تنظمه الراسمالية الامريكية الدولية بحاجة اليها ، و(ثالثا) لان الثقافة العلمانية والديمقراطية في المجتمعات العربية ثقافة ضعيفة وهامشية.


(6) هل تستطيع الاحزاب اليسارية قبول قيادات شابة ونسائية تقود حملاتها الانتخابية وتتصدر واجهة هذه الاحزاب بما يتيح اوسع لاتخاذ المواقف المطلوبة بسرعة كافية؟

ان الاحزاب اليسارية والقوى العلمانية لا تستطيع احداث التغيير المطلوب دون قيادات شابة ونسائية. ولكن بسبب ضيق مساحة الديمقراطية السياسية والديمقراطية الاجتماعية بالنسبة للنظرة الى المراة في البلدان العربية ، وصعوبة الاقرار بدور قيادي للمراة وتحديدا في المجال السياسي جعل قيادة الاحزاب السياسية غالبيتها من الرجال بما فيها الاحزاب اليسارية والقوى العلمانية .
وهذه من اهم التحديات التي تواجه وصول قيادات نسوية للاحزاب اليسارية والقوى العلمانية. لذا فان هذه العملية تحتاج الى خطاب متقدم خاص للمراة خصوصا في المؤسسات النسوية غير الديمقراطية التي تسيطر عليها الاحزاب الدينية او اليمينية الاثنية.

(7) قوى اليسار معروفة بكونها مدافعة عن حقوق المراة ومساواتها ودورها الفعال ، كيف يمكن تنشيط وتعزيز ذلك داخل احزابها وعلى صعيد المجتمع ؟

يمكن تنشيط وتعزيز هذه الفكرة من خلال تعريف الاوساط النسوية بان برامج الاحزاب اليسارية والعلمانية ذو طابع وطني ديمقراطي متقدم ونظامه الداخلي يعطي فرصة للنساء والرجال للتطور دون تميز وفقا للكفاءة وهو ما تفتقر اليه برامج الاحزاب الدينية واليمنية التي تنظر الى المراة نظرة دونية.

(8) هل تتمكن الاحزاب اليسارية والقوى العلمانية في المجتمعات العربية من الحد من تاثير الاسلام السياسي السلبي على الحريات وحقوق الانسان وقضايا المراة والتحرر ؟

نحن الان في زمن الاصوليات الدينية والطائفية والاثنية بامتياز، واعتقد ان محاولة مجابهتها بالقوة سيؤدي الى تنامي نفوذها وزيادة سيطرتها على المجتمع . وان السبيل المامون العواقب لتفادي تاثيرها السلبي على المجتمع يمكن ان يكون
من خلال احتوائها عن طريق تعليم الناس ادبيات الحوار والنقد الذاتي والتطوير الداخلي وتقديم ثقافة شعبية تساعد على تطوير الحياة السياسية والاجتماعية في البلدان العربية ، مع تحاشي الدخول في امور الايمان والعقيدة ، لانها من الامور التي يتوراثها الناس جيل عن جيل ولها من الثبات والرسوخ بما يبلغ حد الجمود الذي لا يناله تغير ولا يمسه تفكير حسب تعبير امين الخولي في كتابه المجددون في الاسلام . و ان التطرق الى موضوع العقيدة خصوصا من قبل القوى العلمانية يولد التباس تكون نتائجه لا تحمد عقباها ومنشا الالتباس هو اعتقاد الناس بان القوى العلمانية تطالب بتغيير اصل العقيدة وليس طريق فهمها وتاويلها من قبل رجال الدين كل حسب مصالحه .
ثم ان الاحزاب اليسارية والقوى العلمانية العربية هي نفسها غير خالية من العيوب ، لكونها تربت في كنف النظم العربية القمعية .

(9) ثورات العالم اثبتت دور واهمية تقنية المعلومات والانترنيت وبشكل خاص الفيس بوك والتويتر..الخ ، الا يتطلب ذلك نوعا جديدا واليات جديدة لقيادة الاحزاب اليسارية وفق التطور العملي والمعرفي الكبير ؟

ان الاعتماد على شبكات التواصل الاجتماعية وبشكل خاص الفيسبوك والتويتر واليوتيوب له دور فعال في تفعيل دور القوى اليسارية والعلمانية ، للوصول من خلالهما الى اوساط الشباب والنساء . وكشف الحقائق خاصة حول قضية المراة واهمية دورها وضرورة الدفاع عن الظلم المحيط بها سواء من قبل السلطة او من قبل تقاليد المجتمع الذكوري.

(10) بمناسبة الذكرى العاشرة لتاسيس الحوار المتمدن ، كيف تقيمون مكانته الاعلامية والسياسية وتوجهه اليساري المتفتح ومتعدد المنابر؟

بهذه المناسبة نقدم لكم التهنئة على عظيم جهودكم نحو تطوير الفكر الحر بلا تفرقة او تمييز .
فالحوار المتمدن منبر لتعزيز الفكر المنفتح على مختلف الاراء . ومثل هذا الدور الذي يقوم به موقع الحوار يمنع الانغلاق وينمي القدرة على الاختيار والتميز بين الحق والباطل ، ودون تعزيز هذا الفكر لا يمكن الوصول الى مجتمع مدني تعددي ديمقراطي .
وكما قال الفيلسوف البريطاني برتراند راسل : أنت تدعوا الى الخير و السلام بين الناس ، ولكن دعوتك كثيراً ما تضيع وسط صليل السيوف و دوي المدافع ، فما تفسيرك لهذه الظاهرة ؟ ولماذا ينتصر الشر على الخير في كثير من الأحيان ؟ فقال راسل: هناك حقيقة يجب أن نعترف بها و هي أن الأشرار دائماً يتّحِدون و يقفون صفاً واحداً رغم ما في نفوسهم من كراهية لبعضهم البعض ، أما دعاة الخير فهم متفرقون .. وهذا سِرّ ضعفهم .

نتمنى ان يجتمع دعاة الفكر الحر المتفتح جميعا تحت منبر الحوار المتمدن لخدمة الثقافة المدنية التعددية في العراق وعموم البلدان العربية . لان فرض ثقافة واحدة وفكرواحد هو الذي قاد الى تقسيم ابناء الوطن الواحد والامة الواحدة الى معسكرات متنابذة متفاضلة يبدد الخلاف قواها ويمنع اتحادها . وجوهر هذه المشكلة هو الانقسام الحاد بين الثقافة الدينية والمدنية ، وهي المشكلة التي اخرت المنطقة العربية عن التقدم والتنمية اسوة بباقي البلدان ، ودون انهاء هذا الانقسام وتطوير ثقافة مدنية تعددية ستبقى هذه المشكلة مستعصية عن العلاج
د. طارق علي الصالح – رئيس جمعية الحقوقيين العراقيين في بريطانيا



#طارق_علي_الصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القانون و العدالة
- النظام القانوني في العراق بين الماضي والحاضر
- السلطة السياسية بين الماضي والحاضر
- السلام الدولي في ظل التفرد الامريكي
- الديمقراطية الامريكية في العراق
- حكم الطائفية السياسية في العراق
- العلاقة بين الاخلاق والجريمة
- ساسة العراق
- نزعة الانتقام في اعدام صدام
- متطلبات دولة القانون
- قانون ارهاب الشعب العراقي..!؟ رقم 13 لسنة 2005
- نزعة الأنتقام في عقوبة الأعدام
- حول عقوبة الاعدام


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - طارق علي الصالح - ازمة التيار الديمقراطي اليساري