أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عمر بن صمادح - عقلنة الكراهية















المزيد.....

عقلنة الكراهية


عمر بن صمادح

الحوار المتمدن-العدد: 3552 - 2011 / 11 / 20 - 09:48
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


قرأت بضعة "دراسات" تفضل بها بعض الأفاضل المتنورون عن أسباب تنامي الإسلاموفوبيا في أوروبا و الولايات المتحدة (إذ لا وجود لهذه الظاهرة في دول شرق آسيا و أميركا اللاتينية رغم وجود أقليات مسلمة). أعداد المسلمين في أوروبا مجتمعة لا يتجاوز 5ــــ7 % من تعداد السكان رغم سياسة "الهجرة المفتوحة" لتلك الدول. في الولايات المتحدة فالرقم لا يتجاوز 2%. رغم تضارب الإحصاء ات. فحسب وكالة الإستخبارات المركزية (CIA world Fact Book), عدد المسلمين لا يتجاوز 0.6% من إجمالي السكان. و 0.8% حسب مركز بيو للدراسات(Pew Research Center) . بينما الرقم يتجاوز 2.2 % حسب مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) (Council on American Islamic Relations aka CAIR).

إستعملت غوغل لترجمة كلمة Rationalize و كانت النتيجة "ترشيد" فاستخدمت كلمة "عقلنة" و لا دراية لي بصحة هذا المصطلح عند اللغويين الضليعين باللغة العربية و لكنها تعني إضفاء صبغة من العقلانية لموقف لا يحتمل ذلك.
من الغريب تبني هذا الموقف من الناطقين باللغة العربية فالإسلاموفوبيا ليست وليدة اللحظة عند المجتمعات الأوروبية التي ماإنكفت تريد إخراجنا من بربريتنا و همجيتنا عن طريق إستعمارنا و إستغلال خيرات بلادنا و إستعمال أجسامنا التي رفضت وجودهم لإشعال الحطب في سفنهم كما فعل الفرنسيون في الجزائر. فالأوروبيون يحتاجون لتبرير شراهتهم عن طريق الحديث عن حقوق الإنسان و المرأة. فعلاقتهم كانت جيدة مع إيران إلا أن قام "الأحمق" مصدقي (يساري) بتأميم شركات النفط و لن يكترثوا بحقوق الإنسان في عهد ولاية الفقيه لو سمح لشركاتهم النفطية بالعمل في حقول بلاد فارس و الشواهد على نفاقهم فيما يتعلق بذلك كثيرة و لا تحتاج إلى تفصيل من علاقتهم المشبوهة بالدول النفطية على ضفاف الخليج العربي / الفارسي كما يعرفه العالم أجمع. و هذه معضلة الأوروبيين (و الأميركيين كذلك) حيث أنهم يريدون محبة هذه الشعوب و تقديرها مقابل إستعمارهم و نهب خيراتهم و دعم أنظمة متعفنة لا تتورع عن دعم قوى ظلامية تكره المسلمين أنفسهم قبل غيرهم. يذكرني هذا الموقف المتبنى من بعض الناطقين بالعربية و القادمين من خلفية إسلامية بموقف الشابة الجزائرية زبيدة بيطاري التي هربت من عائلتها في الجزائر لتعمل خادمة منزلية في فرنسا. ألفت كتابا عن تجربتها "O mes soeurs musulmanes, pleurez" "يا أخواتي المسلمات, إنتحبن"! فكما أشعرت بيطاري المستعمر الفرنسي بالرضا عن ممارساته لإخراج الجزائريين من همجيتهم, يقوم هولاء بنفس الشي وهو تبرئة الأوروبي و الأميركي من عنصريته المتأصلة في جذوره ضد كل ماهو مختلف عنه و ممارساته اللا أخلاقية بحق شعوبنا و إستنادا على حجج و مبررات مثل إحتلال المسلمين للأندلس قبل مايزيد عن 1000 عام. حتى مايطمئن المواطن العادي أن سياسات بلده الخارجية أخلاقية تماما, فهم يريدون نشر الديمقراطية في العراق و أفغانستان, يبنون المدارس و المستشفيات و ينقذون الأفغانيات من جحيم طالبان. بينما لا يكترث لتغاضي بلده عن الجهة الأصلية الممولة و المغذية لفكر طالبان فتلك "الدول النفطية الوديعة تتميز بظروف خاصة مع شعوبها تقوم على التفاهم و الإحترام المتبادل فمن نحن الأوروبيين حتى نعلمهم الديمقراطية"؟! لايفهم كلامي تأييدا لأنظمة "الممانعة" العربية و سياستها الأبوية الرشيدة و لكن كما قال أبوالطيب :
ولم أرَ في عُيوبِ الناس شَيئاً ... كنَقصِ القادِرِينَ على التَّمامِ.

الأحداث المرتبطة بالإسلاموفوبيا و التي نتجت عن تهويل و تضخيم خطبة إمام أحمق عن وجوب النقاب و تحريم مصافحة النساء أو جريمة جنائية إرتكبها مسلم ضد مخرج مستفز. يتحدثون عما إرتكبه البعض ضد مبنى صحيفة فرنسية رأت في نشر صور مستفزة لنبي الإسلام و لا يتحدث أحد عن الجرائم المرتكبة بحق المسلمين الآمنين بسبب تنامي هذه الظاهرة التي يراد تبريرها.
1-في أول هذا الشهر, تم إحراق مسجد في ولاية كانساس. قبل إحراق المسجد, تلقى المسجد رسائل تهديد و مسيئة للإسلام و نبيه متضمنا صورا لمحمد على هيئة خنزير.
http://www.kansas.com/2011/10/31/2084507/fire-heavily-damages-west-wichita.html
2-في الخامس و العشرين من أكتوبر, قام رجل في مقاطعة آرلنجتون في تكساس بإحراق الحديقة الخلفية لمسجد و التي ساحة ألعاب للأطفال. صرح المعتدي بأنه لا يكره المسلمين بل العرب و أولئك المتحدرين من أصول شرق أوسطية تحديدا.
http://crimeblog.dallasnews.com/archives/2011/10/arlington-man-will-serve-14-mo.html
3-مراهق يهمش رأس باكستاني عجوز سبعيني لمدة عشر دقائق و يرسل رسالة نصية لأصدقائه متباهيا بفعلته.
http://www.kilmarnockstandard.co.uk/ayrshire-news/news-east-ayrshire/kilmarnock-news/2011/09/16/teenager-admits-sickening-mosque-attack-81430-29420925/
و بإمكاني ملئ هذه الصفح بجرائم كهذه لا يتطرق لها "المحللون" هنا. مشاكل المسلمين مع غيرهم في دول الشرق الأوسط ليست تبريرا لهذه الجرائم. فجريمة إحراق الكنائس في إمبابة و الشد الطائفي بين المصريين لا علاقة لها بالمسلمين في أوروبا و أميركا. فهولاء مواطنون في ظل أنظمة ديمقراطية التي تنص على منع التمييز إستنادا لخلفية الشخص الدينية و أصله العرقي. فلا يحاول أن يبرر الكراهية و العنصرية بالإشارة لأوضاع الأقليات في الدول العربية المدعومة من الغرب أصلا.
مؤسف أن ترى "اليسار" العربي ليس إلا يمينيا. فإن فات على أصدقائنا المتنورين, نذكرهم بأن حاملي شعلة الإسلاموفوبيا ليسوا ليبراليين إنما جماعات مرتبطة باليمين
المتطرف كرابطة الدفاع الإنجليزي العنصرية ( التي خففت من خطابها مؤخرا إتجاه اليهود لإقناع المواطن العادي أنهم ليسوا عنصريين و عدائهم للمسلمين حفاظا على "الثقافة الغربية"). نعم حفاظا على "الثقافة الغربية" من هولاء الدخلاء الذين يريدون فرض الجزية و إغتصاب النساء الغير محجبات. تماما كما حدث في ثلاثينيات القرن الماضي ضد اليهود الذين لا ينتمون لهذه "الثقافة الغربية" و ليسوا بإخلاص و جد المواطن الألماني و الفرنسي الذين يعملون في الحقول و المصانع لنهضة أوروبا بينما اليهودي كما الجرذان لا يعمل إلا بالتجارة و يمارس الربا على غير اليهود إستنادا لتعاليم دينه! عندما يدلي غيرت ويلدرز بتصريح عن فرض ضرائب ضد كل من ترتدي الحجاب لإن "المسلمين يفرضون جزية على غير المسلمين القاطنين في بلدانهم" لا يمكن بأي حال من الأحوال أخذ هذا الشخص و ترهاته على محمل الجد و هذا تماما ما يفعله اليساريون في الغرب. على صعيد آخر يحاول يساريونا تبرير مواقف هولاء إستنادا لنفس التبريرات.

لم يدلنا إخوتنا اليساريين عن أعداد المسلمين التي ترفض التصويت و تغتصب النساء غير المحجبات ونسبة المسلمين بين مرتكبي الجرائم في أوروبا. حسب التقرير الصادر عن شرطة أوسلو, نسبة مرتكبي جرائم الإغتصاب من أصول شرق أوسطية لا تتعدى 14% بينما 54% من خلفيات أوروبية و باقي النسبة موزعة على إثنيات مختلفة.
https://www.politi.no/vedlegg/lokale_vedlegg/oslo/Vedlegg_1309.pdf
لأنني أسمع هذه التهمة من الإسلاموفوبيين دائما وهي أن معظم جرائم الإغتصاب ترتكب من قبل مسلمين. و هكذا روايات لا أساس لها تلقى رواجا عند المهتمين بنشر قيم الحداثة و الديمقراطية الناطقين بالعربية. للحفاظ على مصداقيتكم و إحترامكم لدى شعوبنا, لا تستندوا لروايات العنصريين في الغرب. فقط حفاظا على مصداقيتكم حتى لا تشتكوا من سبب شعبية الإسلاميين. فالكاتب الذي لا يتعاطف مع شعبه و ما مر به من أزمات و إضطهاد سياسي و إجتماعي و فكري لا يتوقع أن يلقى إحتراما من شعبه و هو يحقرهم بهذه الطريقة. فمثل هذه "التحليلات" تلعب لصالح الإسلاميين و تزيدهم قوة على الشارع ( إن قرأها الناخب العربي أصلا). يقول أحدهم :" كم عدد الكنائس و المنظمات المسيحية في السعودية و المغرب؟". هذا ليس منطقا لتبرير كراهية الأوروبيين خاصة السعودية ذات العلاقة الحيوية مع دول الغرب. فالأنظمة الديمقراطية في الغرب تنص صراحة على عدم التمييز بين المواطنين إستنادا لتوجهاتهم الدينية و أصولهم الوطنية و العرقية. فمهاجر من الجزائر لا يتحمل ذنب الجماعة الإسلامية المسلحة و إن إفترضنا جدلا تبنيه لفكرها. فالقانون يسمح له بالتعبير عن رأيه طالما لم لا يتضمن خطابه دعوة مباشرة لإستعمال العنف و ماأكثر الجماعات الغربية التي تتبنى خطابا عنصريا مقيتا يسمح لها بالحديث و التجمع طالما لا تدعو للعنف. أم لإن المتحدث من أصول غير أوروبية فلا يسمح له بممارسة هذا الحق؟ هذا ما إفترضنا أن جميع المهاجرين المسلمين يحملون هذا الفكر و يدعون إليه فلم يوفر لنا أحد عن عدد المسلمين الذين يستمعون للمعتوه أنجم شودري في المملكة المتحدة. و الأسباب التي تدفع أولئك الفقراء و المساكين للإستماع إليه و تبني خطابا ظلاميا كارها للآخر و للـبلد الذي تكرم عليه و أستضافه.

هذا من ناحية, أما من ناحية موقف المسلمين من المثلية الجنسية فمن أبسط حقوقهم أن يقولوا أن ديننا يحرم هذا التوجه. فلم الإعتقاد أن على الأقليات تبني وجهات نظر ليبرالية؟ فالمسيحيون الإنجيلون (غالبية) يكرهون المثليين و خطاباتهم و مبشريهم أثرت على سلوكيات الكثير من الأوغنديين في هذا الجانب. بل إن الكنائس السوداء و اللاتينية ترفض المثلية رفضا قاطعا إستنادا لإيمانهم بالكتاب المقدس. فلا يطالبن أحد المسلمين بتحليل المثلية الجنسية أو حتى تبرير نصوص القرآن الحاثة على القتال. فكتب اليهود ممتلئة بها كذلك و لايجوز التمييز بين المواطنين إستنادا علل ماتحتويه كتب يعتبرونها مقدسة طالما لا يتم فرض مافي هذه الكتب على الآخرين و لم أسمع عن مسلم قام بتفجيت نفسه في ملهى ليلي للمثليين و إن حدث, فهو عمل فردي من معتوه لا يبرر سياسات التمييز ضد كل أتباع الطائفة.فكتب و فقه اليهود يكاد يتطابق مع ذلك عند المسلمين (يكاد), أيبرر هذا مايسمى بـ"عداء السامية"؟ أم ينبغي لدعاة الحداثة العرب مراجعة ميثاق حقوق الإنسان الدولي و الدساتير الغربية قبل أن يعلموا العرب و المسلمين بها؟

"كل مانحتاجه للإتجاه نحو مجتمع فاشي هو الحرب, بالطبع ستكون فاشية معدلة في البداية.."
جون فلين












#عمر_بن_صمادح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إياك جرح مشاعر المسيحيين
- عن سلام المسيح
- عندما يصبح الإسلام سلعة مربحة
- آيات القتال في شقي الكتاب المقدس
- المسيحيون أقل عنفا من المسلمين لإنهم تخلوا عن كتبهم
- المسلمون أشرار لإن كتابهم المقدس يحرض على العبودية
- الملحدين الجدد من الناطقين بالعربية


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عمر بن صمادح - عقلنة الكراهية