أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شوخان عزيز - عَظمه لِسيد النائِب














المزيد.....

عَظمه لِسيد النائِب


شوخان عزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3548 - 2011 / 11 / 16 - 08:40
المحور: الادب والفن
    


1

جاؤوا ...
وسَط ظلمة حالكة
يتخَبطون كالثيران .

الكارثة رجّة الأسوار
قشروا الرؤوس
سقطتْ الأبواب
وهل مِن بيت هناك ..؟ !

فيالق أبواق جوفاء
لا أحد يَسمع
ومَنْ يَسمعْ ..؟ !

وأنحنينا برؤوسنا المَقشرة
كيف نَرفعها بعد الطوفان
وهل بَقيَ رأس ليُرفع؟ !

وداعاً
أيتُها المدن التي تَعشق فتات البَشر
وآهات اليَتامى .

جَلجلي أيتُها المَفاتيح
وأبصقي في الأقفال .

وداعاً
أيتُها الشمس ، يا كاتبة المَصائر
على الجباه
سَنرحل
بأقدام تائهة
ووجوه ممحوة
ريح فولاذية تتبعُنا
تنقر الرؤوس ، تخترق الجوزة
جمرة تقودنا لِبر الاماني .

2

في إستفتاء عام
أتضَح بأننا نقرأُ ( ستة دقائق ) في السَنة .
يَبدو إننا نرهق ذاكرتنا بالقراءة والتَفحص والبَحث والإستقصاء ،
نرهق عيوننا أيضا ً ، إستفتاء غير دقيق ،
فنحنُ نقرأ كثيراً .

نقرأ ونتفحَص ( بطاقاتنا التعريفية ) هوياتنا !!!.
لنتاكد من الصورة
شواربنا المَعقوفة ،
تجاعيد وجوهنا ،
والغبار المتراكم على الأهداب
غبار الزمن الذي يلوي أعناقنا .

نقرأ مفردات ( بطاقاتنا التموينية ) ..
نَتخيل باطن الأرض والنعمة المُتدفقة والكنز الهائِل .
بُحيرات من الذهب الاسود
أكسير العصر
الويلات والدمار والحروب الطاحنة المتتالية .

بلد الأكثر أنتاجاً للنفط والغاز
والأكثر عوزاً للنفط والغاز .

نتخَيل الطوابير التَوزيع ، محطات الضخ ،
هراوات الشرطة والأصابع المُلوحة التي تلعن الهواء
وضَرب الكف بالكَف تَحسراً .

مِن خلفنا الأبراج العالية اللاهبة تَضخ دون هوادة
الأنابيب تتمدد عبر الصّحاري
نَتخيل الحُفر ، والشقوق ، في الطُرقات
الارصفة المُتهرئة الحواف والأطراف
لزوجة الطُرقات والقمامة.

نقرأ شعارات الحزبية والطائفية والدينية .
أعلانات تجلد واجهات الجدران ،
تُهللّ مع دشاديشنا وسراويلِنا .

لانقرأ فقط ،
بَل نَعشق قِراءتنا بالصّور أيضاً
لِتتوضح المعرفة في ذاكرتنا .
مثلا ً ..
صور المُرشحين من الوزراء وأعضاء البرلمان

( الزط والبرط ) .

صور قادتنا الأشاوش .
كروش مُتهدلة كبراميل النَفط
رؤوس بغال دون رقبة .

قبل عام تراشق نوابنا الأشاوس في ( بهو البرلمان )
بالأطباق والمَعالق ،
لأن البَعض منهم لم يَحصل على ( عَظمة ) في المَرق السحت
والآخرين كانوا
( يتمزمزون ) بشراهة غارقين في التلذذ والانبهار
لأن صاحبنا الطباخ مِن طائفتهم وشيعتهم
للأرضاء والتملق ملأ صحون أسياده بالعِظام .

ما علاقة العظام بالديمقراطية .. ؟

من يدري ...
لربما هناك علاقة وثيقة بين ( الثريد ) والديمقراطيه ..!

لَم نقرأ فقط بَل نَحفظ أيضا ً.
لَنا ذاكرة مختومة بِذاكرة الأنبياء وعُظماء التاريخ .

نَحفظ أغانٍ للمُهرجين والذين يَضجون ويَعجون زعقاً ،
خارقين طبلات آذاننا
تسمعُها كل الشرائح الاجتماعية دون تميز
بَين طفل ومراهق ، و شيخ طاعن في السن.
نَستخدمه لِرنات ( هواتِفنا الخلوية )
نشاز لصفاء الفكر وخرق ٌ لآداب التَواجد والحضور
في الأندية العامة والاجتماعية .

نَحفظ أغاني ( ست هيفاء ) مقابل قصائد ( الجواهري ) .
( والبرتقالة ) ( ترررم ) ونهمل الشاعر ( السياب ) .

والسيد ( بقبوق ) مثلا ً
أكثر شهرة من ( الرصافي ) و ( الزهاوي ) .

حقا ً نحن أمة مُبدعة ، بِذاكرة وهاجَه
نقرأ الكثّير .

شوخان عزيز



#شوخان_عزيز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يالِهذا النَص
- مستر ( بوص موننيس )
- لولو بطاطا
- لا تَقلب جواز سفري سَينقلب الجنين
- شَبَندق
- الزبلوق


المزيد.....




- تايلور سويفت تواصل تحطيم الأرقام القياسية.. بيع 4 ملايين نسخ ...
- وفاة المخرج الإيراني الشهير ناصر تقوائي عن 84 عاما
- أَسْئِلَةٌ عَلَى مِشْجَبٍ مَنْسِيٍّ
- إعلان أوائل -توجيهي 2025- في غزة: سلمى النعامي الأولى على -ا ...
- رافض القيود الصارمة.. وفاة المخرج الإيراني ناصر تقوائي
- جنوب السودان وطقوس الاستسقاء.. عندما يكون الجفاف موازيا للإع ...
- توفيق عبد المجيد سيرة مناضل لم يساوم!
- السينما في مواجهة الخوارزميات.. المخرجون يتمردون على قوانين ...
- موسكو تستعد لاستضافة أول حفل لتوزيع جوائز -الفراشة الماسية- ...
- مهرجان الجونة السينمائي 2025.. إبداع عربي ورسالة إنسانية من ...


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شوخان عزيز - عَظمه لِسيد النائِب