فارس الشدياق
الحوار المتمدن-العدد: 3542 - 2011 / 11 / 10 - 17:32
المحور:
الادب والفن
نافح نافح على الأبواب
اقرع الأجراس
أطلق الخيل على الأشباح
لا تتوانى في العراك
ولا تتوانى في الرقص أيضا
٠٠٠
فتية يتعاركون
أراهم من داخل المقهى
احمر وجه أحدهم فجأة!!
غرق في طوفان الغضب
انتفخ وجه الآخر
تتوالى الكدمات
شدق مهروس
لن يصمد طويلا
لن يصْصْ...
مُ..
دْ!!
٠٠٠
عيون تراقب..
أفواجُ كوكبات
شاحنات..إشارة مرور
قُبل هنا..عناق حار هناك
ما أصدق القبل تحت ضوء الشمس
وموسيقى الجاز تعبق بهدوء في المقهى
٠٠٠
يدخل رجل مهيب يحمل حقيبة
يتخذ مقعدا..
يهاتف أحدهم..أو إحداهن
بدأت تتماجن ملامح وجهه
إنها خليلته
حقير خائن
٠٠٠
إني أدور
أطوف وأسعى
أصلي
أعابث الانغام
أجلسها على قيثارتي
أعبدها الأنغام
أهي جزء من مائة جزء
من الله
أم أن الله لا يسمع الغناء
فالله لا يسمع إلا نفسه!!
٠٠٠
ماكينة القهوة تطحن البن
جعجعة
جُع جُع..
تغيب الموسيقى
والجاز
وتغيب الأنغام والصلوات
لن أطوف لن أسعى
إني أدور..إني أدور
٠٠٠
سأحفر عميقا...سأجدف
سأحفر أعمقَ تحت الرمال
أريد رؤية قاع الحياة
ما سره..ما..من..كيف..هذا؟
أين هذا؟
في الألحان
في الموسيقى
في ريشة فنان
في نفثة ثعبان
فيّ..فيك..في كل مكان
٠٠٠
تنبعث الموسيقى من جديد
وصوتٌ يشدو بالحلاج في خشوع:
الرب عبد..
والعبد رب..
يا ليت شعري
من المكلف..!
انتبهت فجأة من سكرتي
نسيت موقعي في اليوم
ماذا فعلت قبل دخول القهوة؟
اناظر وجوها كالكراسي
وكراسي مقلوبة
ودخان يرقص بين الستائر
ماذا فعلت قبل دخول المقهى؟
لا أدري
تريثت قليلا استعدت صفوي
اختلست نظرة إلى الساعة
٠٠٠
يدخل شخص أرى طيفه
يتخذ مقعدا قريبا
أريد النظر..حب استطلاع قاتل
٠٠٠
تقتحم المقهى موجة قراصنة
اسبان..حالمون
يمتلأ الجو عنفوانا وشبابا
كم أحب الاسبان
إذا تكلموا
تكلموا كلهم في آن
وإذا مات منهم أحد
فتحوا شبابيك الدار
وابتهجوا بالفناء..
اسبان..اسبان..
أحب أنا الاسبان..
٠٠٠
مرة أخرى ماكينة القهوة
تطحن البن
تغيب الموسيقى وتفنى الأنغام
تفنى معبودتي
وبقيت أدور..
وفي كل مرة ضجيج
..وقبل..وعناق
ووجوه كالكراسي
وسؤالي القديم
ماذا فعلت قبل دخول المقهى؟
#فارس_الشدياق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟