أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهى سيلين الزبرقان - ملخص كتاب -في الشعر الجاهلي- لعميد الادب العربي طه حسين















المزيد.....

ملخص كتاب -في الشعر الجاهلي- لعميد الادب العربي طه حسين


نهى سيلين الزبرقان

الحوار المتمدن-العدد: 3532 - 2011 / 10 / 31 - 07:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بدأ طه حسين كتابه بهذه العبارة " وأكاد أثق بأن فريقا منهم سيلقونه ساخطين عليه" وفعلا هذا مالقاه الكتاب المثير للجدل "في الشعر الجاهلي"عندما نشره في عام 1926، وكأنه كان يتوقع أن تثور ثائرة الازهر على الكتاب، قاضى عدد من علماء الأزهر طه حسين إلا أن المحكمة برأته لعدم ثبوت أن رأيه قصد به الإساءة المتعمدة للدين أو للقرآن.
في هذا الكتاب طبق طه حسين على الشعر الجاهلى المنهج الفلسفي-منهج الشك- الذي استحدثه ديكارت للبحث عن حقائق الأشياء، وخلص في استنتاجاته وتحليلاته أن الشعر الجاهلي منحول-أي لاينتمي لقائله-، وأنه كُتب بعد الإسلام ونُسب لشعراء ماقبل الاسلام. وبفضل هذا المنهج وصل الى نتيجة منطقية زعزعت اليقين الذي كان يحوم حول الشعر الجاهلي. لقد كانت فكرة الكتاب جديدة لم يعهدها من قبل أدباء وكتاب ذلك العصر لذا أثار هذا الكتاب زوبعة ولقى معارضة شديدة من الأزهر و بعض الادباء، فكُتبت المقالات ضده، وألف الاديب محمد لطفي جُمعة كتاب للرد على الكتاب "في الشعر الجاهلي".
ولقد مُنع الكتاب من البيع في الاول وتقدم طه حسين للمحاكمة بتهمة أهانة الاسلام، لكن القاضي المستنير محمد نور حكم ببرائته و قال " انه رأي اكاديمي لأستاذ في الجامعه و لايٌمكن اتخاذ ضده اي اجراء قانوني (لعدم توافر القصد الجنائي)."
تتطرق طه حسين الى عدة نقاط في هذا الكتاب الا وهي : لغة هذا الشعر، والزمن الذي كُتب فيه، ولماذا كُتب ؟ وهل شعراء ماقبل الاسلام حقيقة أم خيال :كأمرئ القيس ، طرفة بن العبد ،..الخ
وكل هذه النقاط مرتبطة ببعضها البعض، وكأن كل نقطة هي نتيجة لسابقتها، يبدأ التحري على لغة هذا الشعر وبعدها الزمن الذي كُتب فيه وبعدها لماذ كٌتب ؟ وبعدها هؤولاء الشعراء أحقيقة هم أم من أختراع الرواة ؟؟
الملاحظات التي استخلصها طه حسين بعد دراسة هذا الشعر:
-- عجز هذا الشعر عن تصوير الحياة الدينية للجاهليين، فهو يُظهر حياة غامضة جافة بريئة من الشعور الديني القوي والعاطفة الدينية المتسلطة على الحياة العامة. فيطرح السؤال : كيف لقبائل عربية ضحت وحاربت من أجل دينها لاتظهر هذه الحياة الدينية في شعرها ؟
-- اذ كان هذا الشعر ينتمي الى قبائل متفرقة (القحطانيين-اليمن-، العدنانيين-الحجاز)، والنقوش والنصوص أثبتت أن هناك هناك فرقا جوهريا بين لغة القحطانيين والحجازيين، اذا من المفروض أن يظهر أختلاف في لغة شعر هذه القبائل لكن لانرى شيئا في الشعر الجاهلي. فهاهو القرآن الذي أتى بلغة واحدة وهي لغة قريش ولهجتها، مالم يتناوله القراء من القبائل المختلفة حتى كثرت قراءاته وتعددت اللهجات فيه وتباينت تباينا. فيطرح طه السؤال :اذا كيف استقامة أوزان الشعر الجاهلي وبحوره وقوافيه ولغته لقبائل العرب كلها على الرغم من تباين لغاتها ولهجاتها ؟ مثلا أمرؤ القيس قحطاني -يمني حسب الرواة- وشعره قُرشي اللغة، لافرق بينه وبين القرآن في لفظه واعرابه ومايتصل ذلك من قواعد اللغة. فكيف نظم الشاعر اليمني شعره في لغة أهل الحجاز ؟ بل في لغة قريش ؟
-- أن أخبار الشعراء الجاهليين و اشعارهم لم تصل الينا من طريق تاريخية صحيحة، وانما وصلت الينا من هذه الطرق التى تصل منها القصص والاساطير: الراوية والاحاديث، الفكاهة واللعب، التكلف والانتحال. اذا لايمكن أن نطمئن أن أخبارهم و أشعارهم صحيحة.
من هذه الملاحظات أستنتج أن:
-- لايٌمكن التسليم بصحة هذا الشعر لانه لايُمثل الحياة الدينية والعقلية للعرب الجاهليين
-- أن هذا الشعر الذي يُسمونه الجاهلي لايُمثل اللغة الجاهلية، وبعيد كل البعد عن أن يُمثل اللغة العربية في العصر الذي يزعم الرواة أنه قيل فيه. ومابقى من الشعر الجاهلي الصحيح قليل جدا ، لايُمثل شيئا ، ولايدل على شيئ ولاينبغي الأعتماد عليه في استخراج الصور الادبية الصحيحة لهذا العصر.
-- أن العصبية ومايتصل بها من المنافع السياسية قد كانت أهم الأسباب التى حملت العرب على وضع الشعر و اضافته الى الجاهليين . فلما استقر الحكم لبني أمية عادت العرب الى مما كانوا فيه قبل الاسلام من التفاخر والعصبية، فتعصبت قريش على الانصار، والعدنانية على القحاطنية...الخ. لقد كان مٌلك بني أمية بحاجة الى الشعر يُقدمه وقودا لهذه العصبية المظطرمة، فأستكثرت من الشعر ونحلتها شعراءها القدماء.
-- الشعر الجاهلي ماهو الا من صُنع النحاة أو تكلف القصاص او اختراع المفسرين والمحدثين.
-- لقد ضاع الشعر الجاهلي لأن العرب لم تكن تكتب شعرها وانما كانت ترويه حفظا، واتت الحروب وقضت على الكثير من الرواة والحفاظ.
-- فهناك من شعراء الجاهلية ليس لهم وجود تماما وأُخترعوا من قبل الرواة..

لقد كتب طه حسين كتابه عن الشعر الجاهلي، لكن بين طياته تداخلت واشتبكت المواضيع، فلم يستطيع أن يتكلم عن الشعر بدون ربطه بالموروث الديني ككل، لذا قامت الدنيا عليه ولم تقعد الى حد الان- الى يومنا هذا مازال طه حسين يٌكفر- مثلا لقوله "
"للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل، وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضاً، ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي، فضلاً عن إثبات هذه القضية التي تحدثنا هجرة إسماعيل بن إبراهيم إلى مكة ونشأة العرب المستعربة، ونحن مضطرون أن نرى في هذه القصة نوعاً من الحيلة في إثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة، وبين الإسلام واليهود، والقرآن والتوراة من جهة أخرى"
ايضا الكثير من علماء الدين واللغة في عهده أعتبروا انكار المعلقات وقول أنها ألفت في عصر الاسلام ونسبت الى الجاهليين هو نفى قوة العرب في الشعر آنذاك و نفى أن القرآن معجزة لأن القرآن نزل ليتحدى الشعر الجاهلي...
أنه كتاب رائع وذو قيمة علمية كبيرة و يستحق القراءة من هذه الاجيال الجديدة. فلو طُبق منهج الشك على كل الموروث الديني الأسلامي، لكنا اليوم ننعم براحة البال، ولاطلع علينا اليوم أناس في التلفاز بلحى مقززة أمثال الحويني وغيره بحديث رضاعة الكبير، او رجم القردة الزانية.....

في الاخير أود أن انوه رغم أن الكتاب كُتب منذ ثمانين عاما والمجهود الذي بذله طه حسين والنتيجة المنطقية الذي وصل اليها مازال يُدرس هذا الشعر في المناهج المدرسية العربية والى يومنا هذا على أنه شعر من العصر ماقبل الاسلام "الجاهلي". - مثلا أنا في الثانوية درسته على انه شعر جاهلي صحيح مئة بالمئة ولم يتطرق أحد من الأساتذة الى كتاب طه حسين- من المفرض أن يُدرس النقد ايضا في المناهج الدراسية لكي يكتسب الفرد العربي الرؤية المخالفة ايضا ويتقبلها بصدر رحب.
حاولت أن أكتب ملخص بسيط لهذا الكتاب لست ادري اذ كنت وفقت، ربما لم ألم بكل جوانب الكتاب لكن هي محاولة متواضعة مني فقط ، ومرحبا بكل الأضافات والتوضيحات ..



#نهى_سيلين_الزبرقان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا اكتسبت المرأة في ظل الاسلام وماهي المرأة في المنظور الا ...
- وهل بعد 1400سنة مازلنا نُصدق صحيح البخاري ؟
- أسطورة خلق الكون- الأرض والسموات- في ستة أيام
- مسألة -خلق القرآن-
- الجبال و وهم الاوتاد
- من هم الاعجازيون و ماهي قدراتهم العلمية لكي يشرحوا العلم على ...
- من هم الاعجازيون و ماهي قدراتهم العلمية لكي يشرحوا العلم على ...
- ماهي نظرية التطور أو النموذج التطوري الدارويني ؟


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهى سيلين الزبرقان - ملخص كتاب -في الشعر الجاهلي- لعميد الادب العربي طه حسين