أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - كامل القيّم - التعليم العالي في العراق وأبعاد التغيير - الجزء الثاني-















المزيد.....

التعليم العالي في العراق وأبعاد التغيير - الجزء الثاني-


كامل القيّم

الحوار المتمدن-العدد: 3513 - 2011 / 10 / 11 - 08:45
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


التعليم العالي في العراق وأبعاد التغيير
(الجزء الثاني )
ثانياً : الدور المجتمعي والتنموي للجامعات :
تشير الأدبيات الخاصة بالدور الجامعي على المستوى الاجتماعي من ان الجامعة تشكل بالضرورة أداة تحرر من الجمود والتطرف والكسل الفكري وإنها أداة اتصال عالية التأثير في من يدخل أبوابها ، وهذا القول يستند على افتراضات او مسلمات متعددة منها:
1- ان الجامعة هي مكان حضاري منظم يجمع طبقات مختلفة بغرض الإدماج والتفاعل ورفع المهارات بما يحقق للشخص والمجتمع منفعة عليا.ولو تم تحليل وتصنيف هذا القول على وفق مخرجات جامعاتنا اليوم لاكتفينا بمتغير نسبي واحد ، وذلك للأسباب آلاتية :
• في ظل تأصيل الجامعات المناطقية ( لكل محافظة جامعة ) تعمل على ضعف التفاعل والإدماج وتقلل من خبرة الطالب في اكتساب مهارات الحوار المتنوعة ، باعتبار إن الجامعة مكوّن فيسفائي يمثل كل الاتجاهات والأديان والطوائف، مما يزيد الجامعي خبرة اجتماعية ورمزية بتقاليد وثقافات تلك المكونات ،عندها يخرج الى المجتمع ولديه كفاءة معرفية ملموسة بالنسيج والتآلف الاجتماعي .
• ما يتعلق برفع المهارات، فان التصور النمطي المأخوذ عن الجامعات لدينا هو الدراسة او التعليم او الحصول على شهادة، في حين ان التعليم الجامعي في الأصل هو رفع مهارات الفرد كي يحسن تعليم نفسه وينمي تفكيره باتجاه مهني محدد، أي يتعلم كيف يتعلم ويبدع من خلال السعي وممارسة طرق البحث والاستنتاج والاستقراء والحوار وبالتالي تتكون لديه مهارات ميدانية تؤهله ان يواجه المجتمع بالنفع والقيادة ،فضلاً عن آخر المستجدات والمعارف والمكتشفات في مجال تخصصه .فلا زالت جامعاتنا تنمّط التعليم وتُؤسلبه بالشكل الذي انتقل من الملامح الجامعية الى المدرسية ، فلدينا تقاليد مدرسية لكنها تطبق في الجامعة.
• النقطة الأساسية للمراوحة التفاعلية في الجامعات وتاكيداً على مخلفات الأسلوب المدرسي ...نؤكد ضمور وتردد شخصية اغلب الطلبة الجامعيين من حيث فنون التأثير ( إبداء الرأي، روح المبادرة ، القدرة على الاستنتاج ، خاصية الاستدلال بالرأي ، الحوار التفاعلي ، الاعتزاز بالاختصاص ....) وكل واحدة تحمل في طياتها العديد من المسببات والتفرعات .وهذه تعد من أبجديات التأصيل الجامعي في شخصية الطالب .
• ان عدد الساعات الدراسية التي يقضيها الطالب الجامعي في العراق اغلبها تتوزع على محورين الأول : حجرة الدرس والثاني باحة او نادي الطلبة ، على الرغم من ان الجامعات تضم بين طياتها العديد من الأنشطة وأدوات صقل المهارات ، وإذا كانت متوفرة كالمرسم والمسرح وغرفة الموسيقى والرياضة ، فهي للغرض الإداري فلو أجرينا مسحا للجامعات العراقية وأحصينا درجات الإقبال على تلك الأنشطة لأصابنا الذهول ، وربما اقتصرت الأنشطة على بعض الفعاليات الثقافية والتي لا ترتقي الى مستوى التعبير عن حاجات الطلبة في الأصل .
• ضمور الدور القيادي للقاعدة الطلابية ، والتي يمكن لها ان تؤسس ملتقيات او نوادي او تجمعات تشترك في الهم الثقافي او هم الاختصاص .
• الطرد المركزي السلبي للمؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني للخريجين ، بالشكل الذي أصبحت لدينا شريحة ( ضغط سياسي ) وأحد البرامج الانتخابية ، تحت يافطة تعيين الخريجين، بالشكل الذي جعل من الجامعة ليس كما خطط لها كأداة اكتمال مستقبلي او مهني، بل في أحيان كثيرة أصبحت عامل تأخير ان لم تكن عامل ضعف على رؤوس الخريجين الجدد.
• توجد تقاليد اتصال في الجامعات العريقة تسمى ( برامج إعادة تأهيل الخريجين ) او رابطة الخريجين ،او يوم الخريجين ..الخ يسمح لهم بالمشاركة والتفاعل الثقافي والعلمي مع القسم العلمي والاشتراك في الأنشطة لزيادة المهارات والخبرات في جانب معين وبالأخص في الأقسام التطبيقية والميدانية، في حين ان الجامعات العراقية في الأغلب تمنع دخول خريجيها بعد انتهاء سنتهم الرابعة، بالشكل الذي يحصل قطعاً فورياَ وتاماً بين الفضاء الجامعي وتقاليده وعلاقاته ،مع المتخرج الذي لا يُحتضن ، إلا من سلك الجيش والشرطة والحراسات .
• إذا كانت الجامعة لها الريادة والمفتاح الأوحد لتعليم مهارات البحث العلمي تفكيراً وكتابتةً وسلوكاً فان المؤشرات تشير الى ثانوية ذلك المنحى، من خلال التركيز بشكل أساسي على مشروعات الدراسات العليا، في ان دول العالم المتحضر ترى في مادة البحث والاستكشاف اللبنة الأولى لمهارة التفكير المنتج ، فضعف الاهتمام بمادة البحث ومشروعات الطلبة الميدانية تجعل من الطالب الجامعي يسير كما أسلفنا على وفق النمط المدرسي التلقيني، إذا ان إجراء البحوث والتقارير والواجبات الاستطلاعية والاستكشافية باعتقادي العمود الرئيس للتعليم العالي، فمن خلاله يُمارس طرق التفكير والإبداع والكشف في المكتبات والمواقع الالكترونية والمخطوطات ،ويلم بكل أدوات القياس الاجتماعي والعلمي التجريبي، مما يؤهله ذلك السلوك الى مواصلة خطه البحثي المعبّد والمختزل بالخبرة والجهد، وما نشهده من مستوى طلبة الدراسات العليا يثبت ما نقول، فالفقر في الأدوات، واللغة العلمية، والاستنتاج وعدم الفهم العلمي لآليات وأدبيات كتابة البحث العلمي امتد الى مستوى الدكتوراه ...وهذا بالطبع بسبب تهميش ملكة البحث والاهتمام بتقنياته في الدراسات الأولية.
• ضعف الاهتمام بالاتصال العلمي والعلاقات العامة(*) ، في الوقت غدا فيه الإعلام العلمي احد التخصصات الأساسية لعلم الاتصال والإعلام ، والمتعلق بفنون الاستمالة والثقافة العلمية للمجتمع ، بالإضافة الى بث وإشاعة ونشر المشروعات والبحوث ونتاجات أساتذة الجامعات والطلبة من خلال القنوات المتخصصة فيها او المجاورة ، فلم تستطع وزارة التعليم العالي ان تنشئ فضائية أو إذاعة او مطبوع مركزي يمكن ان يغطي تلك الأنشطة، فعشرات الجامعات في العراق لا يمكن ان يكون دورها وصوتها وتأثيرها مخنوق بحجة الإنشاء المستقبلي... أو سيجري دراسة... أو التعويل على لقطة او خبر أو تحقيق (كمادة إعلانية ) لجامعة ما .فعلى مستوى الإعلام الجامعي لم يرتقي إلى ألان بمستوى مؤسسة تقود المجتمع لا من حيث طرق التأثير أو المضمون او الصدى ( الانتشار ) فالجميع يعاني فرقة أكاديمية وظلام إخباري بكل متعلقات الوزارة أو الجامعات .وهذا الأمر بالطبع يرجع الى سببين أساسيين :
• تجاهل قيادات التعليم الجامعي لدور الإعلام الجامعي، والتوهم بان نشاطه يقتصر على نشر الأخبار وأنشطة الجامعات والرد على الشكاوى، في الوقت الذي أسس لنفسه علم ونظريات وأدوات جديدة تواكب التطور في تقنيات التعليم والمتغيرات النفسية والثقافية للقطاع الجامعي، وهذا يسبر على وحدات العلاقات العامة من خلال فقرها في رفد الجامعات بأساليب الانفتاح والتفاعل مع قطاعات المجتمع المختلفة ، وغالباً ما نلاحظ بؤس وافتقار أدواتها سواء أكانت مقوماتها الشخصية ام عناصر الاتصال الأخرى كالمطبوع والملصق والمواقع الالكترونية .
• تشهد الجامعات العراقية ضعف العمل بأسلوب التعليم الالكتروني ( باستخدام الحاسوب وتقنياته ) في عمليات رفع المهارة، أنما يُعتمد بشكل أساسي على جهود الأستاذ المحاضر بأسلوب ( محاضر _ متلقي )أو باستخدام نظام تعليم وندوز او بعض البرامج التي أصبحت الآن من بديهيات مهارات الأطفال ، وهذا بالطبع لا يكفي في ظل اتساع الاستخدام والشيوع الذي يشهده المجتمع العراقي بالعمل بالحاسب ، وهذا من شانه ان يؤصل الأمية التقنية التي نشهدها في مؤسساتنا وقطاعاتنا الخدمية .
• الفرقة الاتصالية والعلمية أهدرت ( تلاقح الاختصاصات ) وضعف العلاقات بين تدريسي الجامعات ،نتيجة شحة اللقاءات والمؤتمرات وبرامج الإدماج الشهرية والسنوية وعدم وجود إرادات وزارية لتفعيل الخطاب العلمي وإثراءه في بناء المشروعات المشتركة، سواء أكانت على مستوى الجامعات العراقية ام على مستوى الجامعة الواحدة.
• ان الجامعات جعلت من نفسها أدوات تعليمة بحتة وانغلقت على الهموم اليومية للمجتمع واكتفت بالأداء اليومي على حساب الأثر الحقيقي، في حين ان مكونها وسطوتها العلمية يمكن أن تضع لها بصمات التغيير والتأثير في مجمل المتغيرات، اقتصادية كانت ام تنموية ام دستورية ام تربوية...الخ باعتبار إنها الرافد الأساس لتلك القطاعات ، فكيف لها ان تبتعد ، فالجميل أن تأخذ المبادرة لقيادة الأولويات بالاستشارات العلمية على الأقل في محافظاتها.
• لا تزال طلائع الجامعات العراقية منها ( بغداد، البصرة ، الموصل ) مستوردة للمناهج وللمادة العلمية الدراسية في اغلب الأحيان ،في الوقت الذي نمتلك كبلد شخصيات ومفكرين وقادة علميين في مجال الكتابة والتأليف وفي معظم التخصصات ، كان بالإمكان توجيههم بإنتاج مراجع ومصادر مساعدة وعلى مستوى العراق والوطن العربي، تعين الطالب في تطوير مهارته ومما يرفع من هيبة الوزارة أو الجامعة في المجتمع.





أ.م.د.كامل القيّم
أستاذ الإعلام والاتصال /جامعة بابل
مركز حمورابي للأبحاث والدراسات الإستراتيجية



#كامل_القيّم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعليم العالي في العراق وأبعاد التغيير
- حضر الجميع إلا انتم.... الحكومة المحلية في بابل ...فشل اتصال ...
- فضائية الاتجاه...تغطية تلاحق العسكرة
- إعلام المال العام فشل بإمتياز .... و إعلام المواطنة يصنعُ ذا ...
- الإعلامي بالهراوات ...والسياسي يترنّح ...مَن يُعاقب مَن؟
- فضائيات هَربت ...وأخرى هيمنت
- الإعلام ...يُريد كشف الفساد
- راتب المالكي ...وموافقة النجيفي ... إصلاح بطعم الصمت!!!
- الإعلام ينظّف السياسة....أزار وفضاء وإطاحة
- الاتصال الرقمي... معول يهدم عناصر الخبر الصحفي
- الإعلام وكسرة الخبز التونسية ...هل تكفي لصفع السياسيين
- كيف يتلقى الجمهور وسائل الاعلام
- سيارات بابلية ...بجهود الحكومة المحلية تدخل خدمة العلاقات ال ...
- عيني على الاعلام
- هل نشهد ...فضائيات تعاقب السياسيين ؟
- البديل الاتصالي الناعم لقوى الاحتلال الأمريكي في العراق
- المسؤول الفضائي...مجلس محافظة بابل انموذجاً
- قياسات الرأي العام ... بين المنظور الإعلامي و التوظيف السياس ...
- مجلس محافظة بابل ...من الاتصال الالكتروني الى الاتصال الحجري
- التصريح الإعلامي .....متى يصبح احترافاً ؟ جريمة الصالحية انم ...


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - كامل القيّم - التعليم العالي في العراق وأبعاد التغيير - الجزء الثاني-