أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن عاصي عواد - توماس ترانسترومر يفوز بجائزة نوبل للاداب














المزيد.....

توماس ترانسترومر يفوز بجائزة نوبل للاداب


محسن عاصي عواد
مترجم وكاتب

(Muhsen Awad)


الحوار المتمدن-العدد: 3509 - 2011 / 10 / 7 - 09:07
المحور: الادب والفن
    


جائزة نوبل للادب لشاعر السويد الكبير توماس ترانسترومر

كتابة: محسن عاصي عواد

اخيرا اعلنت الاكاديمية السويدية بعد انتظار طويل عن منحها جائزة نوبل للادب للشاعر السويدي توماس ترانسترومر الذي يعد من اكبر واشهر شعراء السويد في هذا القرن. وقد بررت الاكاديمية السويدية استحقاقه للجائزة بأنه ( انه قدم من خلال اشعاره صورا مكثفة تعكس رؤية حقيقية ونقية للواقع).ن وقد كان ترانسترومر مرشحا دائما لنيل الجائزة، ولكن الاكاديمية السويدية كانت تشعر دائما بالحرج والخوف من الانتقاد والتحيز في كل مرة تفكير بمنحها الجائزة لأديب سويدي، حيث انها ابتعدت عن الادباء السويديين لما يقارب الاربعون عاما، منذ ان مُنحت أخر مرة مناصفة بين السويديين ايفند جونسون وهاري مارتنسون عام 1974.
ويعتبر توماس ترنسترومر شاعرا عالميا حيث ان شهرته وصلت الى اقصى بقاع الارض وترجمت اشعاره الى اكثر من 60 لغة وصدرت اعماله الشعرية الكاملة في اكثر من 17 بلدا ومنها اللغة العربية، حيث قام الصحفي قاسم حمادي بترجمة الاعمال الكاملة وكتب ادونيس مقدمة لها ونشرتها دار بدايات في سوريا عام 2005.
كتب ادونيس عن ترانسترومر:
(يحاول ترانسترومر ان يقول في شعره وضعه الانساني، وان يقدم هذا الشعر بوصفه فنا يفصح عن هذا الوضع. ولئن كانت جذورة الشعرية منغرسة في ارض الشعر في اصوله الكلاسيكية والغنائية والرمزية، فأنه في الوقت نفسه ينخرط فيحركية الحداثة، واقفا على عتبة المستقبل. وهو في ذلك لايُصنف ولا يُؤسر في مدرسة، انه في آن واحد ومتعدد .....)

وقد بدا ترانسترومر بكتابة الشعر منذ سن الثالثة عشر وحتى قبل سنة حيث اصدر ديوانه الاخير في عام 2010 بعنوان (صوت يقول ان الحرية موجودة) .
ورغم إصابته بجلطة دماغية جعلته عاجزا عن الحركة والنطق بسهولة، وذلك قبل ستة عشر عاما، من مواصلة الإبداع، فأصدر ثلاث مجموعات شعرية هي: "الذاكرة تنظر إلىَ" عام 1993، "المركب الحزين" عام 1996، و"اللغز الكبير" عام 2004.
وكان ترانسترومر قد حصل على العديد من الجوائز الأدبية، منها جائزة الأكاديمية السويدية لدول الشمال 1991، وجائزة التاج الذهبى 2003، وجائزة نونينو الإيطالية 2004، وجائزة نجم الدب الأكبر2004، كما منح في شهر نيسان من هذا العام لقب استاذ الحكومة وذلك (لفرادته في الكتابة التي اغنت اللغة السويدية والادب العالمي)

ان كتابة ترانسترومر للشعر كانت تنزع الى وصف حياة الناس الذين يلتقيهم في العمل والشارع والحياة اليومية وبذلك نقل الشعر السويدي الى اتجاه جديد حيث اتسم بالذاتية والتعمق في النفس البشرية من خلال استفادته وتوظيفه لدراسته علم النف ، بعد ان كانت الجمالية هي السائدة في الشعر السويدي. ان التأمل واستبطان العالم الداخلي كان يطبع الكثير من اعمال توماس ترانسترومر. كما كتب عن الموت والحياة والتأملات الفكرية والتقرب من بناء عالم كان يطلق عليه السلام الكوني.
وقد قمت شخصيا بترجمة بعض من قصائد توماس ترانسترومر.
ومن اجواء ديوانه اللغز الكبير:



حافة النسر

خلف جدران القفص الزجاجي
تقف السلاحف مستغربة بلا حراك
بصمت تنشر امرأة غسيلها
الموت كسكون الهواء
وفي عمق الأرض تنزلق روحي
صامتة كشهاب

واجهات

I
عند نهاية الشارع أرى السُلطة
كرأس بصل
وبوجه مرقع
يسًّاقط رقعةَ تلو أُخرى

II

ينتصف الليل، فيخلو المسرح
الحروف تشع في الواجهات
لغز الرسائل غير المُجابة
يغرق في البريق البارد



عندما ينزعج الجلاد يصبح خطراً
سماء محترقة تتدحرج فيه
طَرق يُسمع من زنزانة لأخرى
غرفة تتدفق من الأرض المتجمدة
فتضيء بعض الأحجار كبدور

سقوط الثلج

تشتد الجنائز
أكثر
فأكثر
كما اللوحات المرورية
عند الاقتراب من المدينة
نظرات آلاف البشر
في بلد الظلال العميقة
يُبنى جسر ببطء
متجهاً نحو الفضاء

التواقيع

فوق تلك العتبة المظلمة
عليّ أن اعبرَ
نحو قاعةٍ
الوثيقة البيضاء تشعُ
وسط حشدٍ من الظلال المتحركة
الجميع يرغب بالتوقيع
حتى لحق الضوء بي
فطوى الزمن

ومن دواوينه الاخرى:

كتابة أولية بالنار

في تلك الأشهر الموحشة
تلألأت حياتي فقط عندما توحدنا حباً
كالفراشة الضوئية¡ تُضيءُ وتنطفئ
ثم تُضئ وتنطفئ
عندما نُتابع تحليقها وهي تومض
في العتمة بين أشجار الزيتون

في تلك الأشهر الموحشة
كانت روحي منكمشة وبلا نَفَس
لكن جسدي طار نحوك
فصرخ الليل السماوي¡
عندها حَلَبنا الكون خلسةَ
وعشنا.

عندليب في باديلوندا


في منتصف هذه الليلة الخضراء¡ عند حد العندليب الشمالي
تتدلى أوراق الشجر الثقيلة بنشوة غامرة
السيارات الصماء تندفع نحو خط النيون
صوت العندليب لا ينأى بعيداً
فهو حادّ كصياح الديك¡ لكنه بديع ودون اختيال

زارني سجينا وعادني مريضا
يومها لم الحظ ذلك! لكني الآن أدركت!

ينهمر الوقتُ من الشمس والقمر
ليستوطن بامتنانٍ في كل دقة... ودقة... ودقة من دقات الساعات
ولكن هنا بالذات ليس ثمة وقت
فقط صوت العندليب بنغماته الرنانة
وهي تشحذ منجل سماء الليل المضيء


محسن عاصي عواد

muhsenawad@hotmail



#محسن_عاصي_عواد (هاشتاغ)       Muhsen_Awad#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -خلف السدة - لعبد الله صخي رواية احتفالية منصفة
- حميد كشكولي عن السويدية.. ترجمات امينة بنصوص جديدة
- العرض المسرحي- كذا انقلاب-


المزيد.....




- إضاءة على أدب -اليوتوبيا-.. مسرحية الإنسان الآلي نموذجا
- كأنها خرجت من فيلم خيالي..مصري يوثق بوابة جليدية قبل زوالها ...
- من القبعات إلى المناظير.. كيف تُجسِّد الأزياء جوهر الشخصيات ...
- الواحات المغربية تحت ضغط التغير المناخي.. جفاف وتدهور بيئي ي ...
- يحقق أرباح غير متوقعة إطلاقًا .. ايرادات فيلم احمد واحمد بطو ...
- الإسهامات العربية في علم الآثار
- -واليتم رزق بعضه وذكاء-.. كيف تفنن الشعراء في تناول مفهوم ال ...
- “العلمية والأدبية”.. خطوات الاستعلام عن نتيجة الثانوية العام ...
- تنسيق كلية الهندسة 2025 لخريجي الدبلومات الفنية “توقعات”
- المجتمع المدني بغزة يفنّد تصريح الممثل الأوروبي عن المعابر و ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن عاصي عواد - توماس ترانسترومر يفوز بجائزة نوبل للاداب