أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مهند صلاحات - الجريمة ... حين تحاول أن تكون ثقافة لشعب مقاوم ...














المزيد.....

الجريمة ... حين تحاول أن تكون ثقافة لشعب مقاوم ...


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 1043 - 2004 / 12 / 10 - 05:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


ما تناقلته مؤخرا وسائل الأنباء والصحف من أخبار حول ما يحدث في الأراضي الفلسطينية من سلسلة جرائم منظمة لم يعهدها أحد في المجتمع الفلسطيني الذي استطاع أن يحافظ على نفسه نقيا من مثل هذا النوع من الجرائم القذرة عبر سنوات من الاحتلال, رغم قرب المجتمع الفلسطيني من مجتمع اكثر وحشية ويعتبر من المجتمعات الأكثر احتواء للجريمة وهو المجتمع الإسرائيلي.

لكن ما رأيناه وسمعناه في وسائل الأنباء يدعونا حقيقة للتساؤل من أين دخلت ثقافة الجريمة هذه التي تبدو مستحدثة في مجتمعنا الفلسطيني, ويوماً عن يوم تزداد هذه الجرائم, فمن هو المسؤول عن هذا النوع من الجرائم والتي لم تقف فقط عند حد القتل والاغتصاب والقتل العلني بالشوارع, بل تعدتها أيضا إلى عمليات الخطف وطلب الفدية على غرار ما يفعله بعض المرتزقة بالعراق من خطف الناس وطلب فدية مقابل إطلاق سراحهم في محاولة سافرة لتشويه صورة المقاومة العراقية, وهذا يشبه ما حدث مؤخرا في غزة من خطف الطفل الفلسطيني لمدة تزيد عن العشرين يوماً.

كذلك يمكن أن نضيف نوع أخر من أنواع هذه الجرائم وهو قيام التجار باستغلال الفوضى وحاجة الناس للمواد التموينية فيقومون بعرض البضائع الفاسدة للبيع مرتكبين بذلك جريمة بشعة بحق الشعب المحاصر المنهك من الحرب, ففي خبر نشرته صحيفة دنيا الوطن الصادرة من غزة مفاد الخبر :
(أتلفت دائرة خدمات المستهلك في وزارة الاقتصاد الوطني مؤخراً، نحو 24 طناً من المواد والسلع الغذائية غير الصالحة للاستهلاك الآدمي.
وأوضحت الدائرة خلال بيان أصدرته اليوم، حول نشاطها خلال شهر نوفمبر- تشرين ثاني الماضي، أنها أتلفت 24047 كيلو غراماً من المواد الفاسدة،).

وعودة للجريمة الأكثر بشاعة عبر الأيام الماضية, وعبر خبر أيضا نقلته ذات الصحيفة مفاده أيضا :
(استيقظت محافظة شمال غزة صباح أمس على جريمة تقشعر لها الأبدان وذلك عندما عثر رجال المباحث العامة على الطفلة سماح سفيان حامد الشمالي 8 سنوات ..... من ناحيتها قالت مصادر الطب الشرعي في مستشفى الشفاء إن الطفلة سماح وصلت إلى المستشفى جثة هامدة جراء طعنها بآلة حادة ثلاث طعنات في القلب، مؤكدة أنها لاحظت على الجثة آثار كدمات وخدوش وعنف في الجزء السفلي من جسدها ما يؤكد أن الطفلة قاومت القتلة الذين حاولوا اغتصابها غير أنهم لم يتمكنوا من النيل منها حيث وجد غشاء البكارة سليما.)

هذه الجريمة تجعلنا نقف طويلا متأملين بالواقع الذي وصل إليه المجتمع الفلسطيني اليوم, وما هي دوافع المجرم ليقوم بفعل مثل هذا ؟
الحقيقة إن الهدف من مثل هذه الجرائم ليس إلا محاولة لنشر الرعب بين صفوف الشعب الفلسطيني, ويستحيل أن يكون خلف هذه الجرائم أيدي نظيفة من تعاون خارجي هدفه زعزعة الأمن و إلقاء المسؤولية على الانتفاضة الفلسطينية ليسعى لاجتثاثها.

في وقت استغل به القتلة المجرمون ظروف الفوضى التي تعم غزة, بدءوا ببث سمهم الإجرامي بأسلوب واضح لأسلوب الجريمة المنظمة التي تجري في داخل المجتمع الإسرائيلي من اغتصاب ومن ثم قتل المجني عليه لإخفاء أي اثر للجريمة, فمثل هذا النوع من الجرائم لم يعهده مجتمعنا الفلسطيني أبدا, وهو دخيل وله أهداف أخرى غير الجريمة بحد ذاتها, نشر ثقافة الرعب في صفوف الشعب الفلسطيني وتحويل خط سير الانتفاضة الفلسطينية إلى حرب أهلية وثارات شخصية, والمستفيد واضح ووحيد هو الاحتلال.
لكن من المسؤول الحقيقي عن هذا هل الاحتلال وحده المسؤول عما يجري ؟؟
وإذا كان الموساد الإسرائيلي هو الذي يقف خلف هذه الأحداث فهل نفذها بأيدي إسرائيلية أم و للأسف بأيدي فلسطينية ؟؟
الحقيقة الكل مسؤول فمثل هذه الجريمة لن يبررها الفقر أو حالة حصار لان نفساً دنيئة تحمل كل هذا الحقد الإنساني ضد أطفال و تقوم بمثل هذا الفعل لم يردعها ظروف شعبها لا يمكن أن يردعها أي شيء أخر.
إن الاحتلال يحمل جزء من المسؤولية
والأجهزة الأمنية الفلسطينية تحمل جزء من المسؤولية
والشارع الفلسطيني يحمل أيضا جزء من المسؤولية
لكن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق السلطة الوطنية الفلسطينية وأجهزتها الأمنية التي سبق وتهاونت في التصدي لجرائم كثيرة مشابهة حدثت تحت ظروف الحصار والاجتياحات, ولم تقم بالدور المطلوب منها في فتح ملفات التحقيق أو حتى محاولة تحديد هوية الجاني وأهدافه,
الأجهزة الأمنية وقفت وحتى هذه اللحظة صامتة عن الوقوف بحزم أمام جرائم ارتبكت في جنح الظلام وكان ضحاياها شباب في ريعان شبابهم واذكر هنا بحادثة اغتيال الشاب محمود الهريمي في مدينة بيت لحم الذي اغتيل في ظروف غامضة واكتفى بدفن الشاب في المقبرة الإسلامية ليدفع عنه شبهات في العمالة والتعاون مع الاحتلال.

لو أن السلطة والتي تتحمل جزء اكبر من المسؤولية قد اتخذت إجراءات بحق المجرمين وبادرت بفتح ملفات في هذه الجرائم لما وصل الحد إلى ما نراه اليوم من اغتصاب الزهور كما حدث مع الطفلة الشهيدة في غزة, حتى أن كتباً واسترحامات رفعت لمكتب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بفتح ملفات واتخاذ إجراء ضد المجرمين وحتى الآن ومنذ سنوات ينتظر أهالي الضحايا الرد, فلولا هذا التهاون لما تجرا المجرون على الوصول لهذه المرحلة المتقدمة من الجرائم.



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبوءات الشهداء
- أنفلونزا
- الإيدز ... والحاكم العربي
- صدام حسين .. رجل المهمات الصعبة في صياغة المشروع الأمريكي ال ...
- انقلاب الموازيين ... جامعة النجاح في نابلس مثالا
- الأنثى والبليد
- عمل المرأة بين الرأي والواقع المفروض
- منظمة التحرير والغوص في وحل أوسلو
- الأرملة الشقراء ... وأرامل الشهداء
- القدس ... بين التدويل والادعاءات الإسرائيلية ومعضة الإنتخابا ...
- حول مشروع الشرق الأوسط والإستراتيجية الأمريكية
- أحمق ... وأحلام صغيرة
- ردا على مقالة المنظر الأمريكي شاكر النابلسي (3000 توقيع على ...
- الأحزاب العربية بين الواقعية والخيالية الغريبة
- قراءة في المشروع الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط (وسياستها في ...
- ختان الإناث ... بين العلم والدين القانون
- عندما يكتب الدولار قصيدة
- خصخصة حكومية
- الحمار يعلن الإضراب
- موظف إستقبال في المقبرة


المزيد.....




- مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي.. وبرلمانية: طالبنا الحكومة ب ...
- نتنياهو يهدد.. لن تملك إيران سلاحا نوويا
- سقوط مسيرة -مجهولة- في الأردن.. ومصدر عسكري يعلق
- الهند تضيء ملايين المصابيح الطينية في احتفالات -ديوالي- المق ...
- المغرب يعتقل الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني
- استطلاع: أغلبية الألمان يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة
- المنفي: الاستفتاء الشعبي على قوانين الانتخابات يكسر الجمود و ...
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- الحرس الثوري الإيراني: رد طهران على العدوان الإسرائيلي حتمي ...
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الألماني بسبب إغلا ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مهند صلاحات - الجريمة ... حين تحاول أن تكون ثقافة لشعب مقاوم ...