أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - احسان طالب - القضية الكوردية السورية في ظل الثورة















المزيد.....

القضية الكوردية السورية في ظل الثورة


احسان طالب

الحوار المتمدن-العدد: 3508 - 2011 / 10 / 6 - 23:48
المحور: القضية الكردية
    


اختلفت سورية وتغير الفضاء السياسي والاجتماعي في كل أرجائها في ظل ثورتها الشعبية المجيدة وبات من الطبيعي مشاهدة تلك الآثار الايجابية التي تركتها على الأفراد والجماعات وطرائق تفكيرها وأساليب عملها
يرى كثير من الكتاب والباحثين في الشأن السوري أن غالبية الأزمات السياسية و الاقتصادية و الإشكالات القومية و الثقافية التي تعصف بحاضر سورية ومستقبلها يمكن حلها بالعودة إلى أسس الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة و ذلك يعني أن قيام نظام ديمقراطي تعددي يحترم حقوق الجميع ويحافظ على الخصوصيات الإثنية والعرقية كفيل بإيجاد الحلول و الأرضية الملائمة لتفتيت الإشكالات المستعصية و التي تعدالقضية الكردية واحدة من أعقدها.
و بالرغم من بساطة هذا الطرح و وضوحه و حتى موضوعيته فقد بدا جليا ً وجود اختلافات في وجهات النظر بين مجمل الطيف السوري بعربه وكورده وغيرهم حتى بين الأكراد أنفسهم، تلك الخلافات تتجاوز سطح التنوعات الاجتماعية واللجان الشعبية و التنظيمية أو الحزبية ذلك أن الأكراد السوريون في مجملهم يؤمنون بسورية وطنا ً حرا ً مستقلا ً ديمقراطيا ً دستوريا ً موحدا ً هو الملاذ الآمن و هو الكفيل بوصول الشعب الكردي في سورية إلى حقوقه القومية المسلوبة و المغيبة، ولقد جاءت الثورة السورية التي بدأت ـ شرارتها في 15 -3 -2011 لتوحد أبناء سورية وتجمعهم في صف واحد في مواجه الاستبداد والطغيان رافعين معا شعر إسقاط النظام وإقامة دولة سورية تسودها العدالة والمساواة تصان فيها الحريات والحقوق على أساس المواطنة والعدالة ، و نستطيع تلخيص رؤية موجزة نساهم بها في حل ما تناولناه من إشكاليات.
و تتشعب وجهة نظرنا في محورين اثنين
الأول: سياسي
تعيش الشعوب تحت سلطة الأنظمة الاستبدادية في حالة عامة من ضياع الحقوق السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية،والقومية ، لما تمارسه تلك الأنظمة من سياسة فرق تسود ولما تقوم به من اشعال نار الفتنة والفرقة بين مكونات الطيف السوري وخاصة بين عرب الجزيرة وكوردها بهدف الابقاء على السيطرة والتحكم واخماد الثورة وتخليد سلطها كما تزعم للأبد، حتى الحقوق الإنسانية البسيطة وجدنا كيف تسحقها دبابات النظام وهي تدمر المدن وتسحق الممتلكات وتقصف المآذن ودور العبادة بما يعكس صورة حرب حقيقية تخوضها السلطة على الوطن وأبنائه. ونتيجة لتغلغل الفساد في كافة مفاصل الدولة الأمنية التي يتخذ من الاستبداد غطاءً وحامياً كانت تقبع كل مكونات الشعب بما تمثله من قوميات وأعراق وديانات وطوائف بحالة من العبودية و التذلل دون الحدود الدنيا لمنظومة حقوق الإنسان المتعارف عليها عالمياً.
ومن هذا المنطلق فانني أرى في ظل نضوج الوعي السياسي الوطني وتكامل جهود السورين في إذكاء الثورة واستمرارها أن المسألة الكوردية أو قضية الشعب الكوردي في سورية على ما تتمتع به من خصوصية واضحة وظروف استثنائية قابلة للحل والبحث وفق المبادئ التالية:
سوريا لجميع ابنائها مهما اختلفت انتماءاتهم القومية أو الدينية أو المذهبية
الأكراد السوريون جزء أساسي ومكون رئيسي من مجمل الكيان السوري تاريخيا وحاضرا ومستقبلا، لهم حقوق مسلوبة كما لهم الحق في بناء ثقافتهم ولغتهم دون قيود مثلهم مثل بقية القوميات العربية والآشورية والكلدانية
الحوار السياسي والفكري الكوردي الكوردي، أي الحوار الداخلي بين الشباب و الفصائل الثورية والأحزاب والتجمعات المكونة والشاملة لكل أطياف الشعب الكوردي في سورية، بما يكفل إعلان وثقية سياسية توافقية تحظى بموفقة الأغلبية الشعبية الجزبية وتضمن على توجهات وتطلعات الأكراد أفراداً وتجمعات.
زيادة التلاحم والتقارب الفكري والسياسي والحوار بين شباب الكورد من جهة وبين بيقية الشباب السوريين الفاعلين والمنخرطين في الثورة العاملين من اجل التغيير وفقا للمبادئ التي توافق عليها الحراك الثوري الذي حدد مطالبه من خلال الشعارات التي يرفعها في التظاهرات وهذا يعني العمل المشترك بين الجهتين بدافع الحرص على اللقاء وتبادل وجهات النظر وتحقيق التعاون والتفاهم بما يعزز من معرفة وإطلاع واعتراف وتأييد كل منهما للآخر. وتشكيل كيانات سياسية او ثورية مشتركة و هذا يتطلب بداية الاتفاق على مبادئ مشتركة أساسها الاعتراف بالآخر والابتعاد عن الاقصاء والتمييز والاقرار بسورية وطنا حرا مستقلا موحدا يحق لكل من عاش فوق ترابه أن ينال حريته ويتمتع بكرامته ويمارس حياته الثقافية والدينية بما يضمن التعايش والسلم الأهليويساهم في إشاعة الروح الوطنية الإنسانية ويسمح بتحقيق الذات ونشر اللغات القومية كما يتضمن طرح وجهات النظر بصراحة بوضوح ، فكثير من الأفكار الشوفينية تمكنت من عقول البعض بفعل الاستبداد وبفعل التباعد والتجافي وخلق الصراعات المفتعلة التي كان النظام على الدوام يثيرها بواسطة أعوانه ومريده والمنتفعين من فساده
ويجدر بنا العمل بصبر وثبات من أجل إحلال ثقافة الحرية والديمقراطية والتعددية والوطنية والموطنة التي تساهم في إزالة اللبس والغلط المتغلغل في ثنايا ثقافة البعض من قوميين متطرفين وممتشددين من الطرفين عربا وكوردا
القطع مع سلطة الاستبداد والفساد ـ النظام الأسدي ـ بما يعني أن الحل خارج قبة النظام الذي يسعى بجد في الآونة الأخيرة لشقّ الصف الكوردي عبر بعض أعوانه السابقين وإثارة النعرات الشوفينية بين العرب والأكراد. و الإيحاء بأن إعطاء بعض الحقوق السياسية للأكراد كفيل بإنهاء المسألة متناسيا أن الأكراد كجزء من الشعب السوري لهم حقوق سياسية و اقتصادية مشتركة مع كافة أطياف الشعب السوري سواء بسواء، حقوق مسلوبة لابد من ردها.أساسها التشاركية الوطنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية بعيدا عن احتكار الوطن وقراره وخيراته بيد فئة محدودة من آل الأسد وأعوانهم واقربائهم
مشاركة التنسيقيات والتجمعات الثورية الكردية و وكذلك التنظيمات السياسية في صياغة وتكون مسار المرحلة الانتقالية وتحديد منطلقاتها ومبادئها وعدم القوف مكان المراقب السلبي، فسورية الجديدة ينبغي أن يشارك في بنائها وإقامة كيانها الحميع دون استثناء
ومن هنا نؤكد أن تفهم القضية الكوردية في سورية إنما ينطلق من الإدراك بخصوصيتها والتعرف على عناصرها المتعددة بما يضمن حلها باعتبار المشروع الشامل للتغيير الديمقراطي الثوري في سوريا أساساً وقاعدة ومنطلقاً لتحقيق أهداف اعموم الشعب السوري وثورته الشعبية العارمة التي شارك فيها الشباب الكوردي بفاعلية ونشاط منقطع النظير حيث شهدت المناطق ذات الأغلبية الكوردية مظاهرات مستمرة رفعت مطالب الحرية واسقاط النظام وأقامة نظام ديمقراطي تعددي مدني باعتبار أن الديمقراطية الحديثة قيمة إنسانية وحضارية قادرة على إيجاد الحلول للأزمات والمشاكل والمظالم التي تقبع تحتها الشعوب المقهورة ومنها الشعب السوري بكافة تنوعاته بما فيه الكورد بطبيعة الحال.
المحور الثاني حقوقي إجرائي بحثي سيكون عملا مستمرا يبدأ الأن ويتابع لاحقا بعد نجاح الثورة ووصولها إلى أهدافها :
1- و يشمل هذا المحور كافة أبناء الشعب السوري و الأكراد جزء أساسي منه و يتضمن الدعوة و العمل على إزاحة و تغيير كافة المراسيم والقوانين الظالمة والمجحفة وكذلك المعيقة لتشكيل الأحزاب والحرية الإعلامية واستقلالية القضاء عن السلطة التنفيذية ، بما يتيح فرصة لتحقيق العدالة و اقامة برلمان حقيقي يعكس التمثيل الحقيقي للسوريين ويشكل أداة مراقبة وضبط حقيقية لمسار السياسة وأداء الدولة دون فرض أو وصاية من السلطة التنفيذية كما يترك الفرصة متاحة لتشكيل أحزاب ديمقراطية ٍ حتى و لو اتخذت إسما قوميا ً أو دينيا ً كما هي الحال لدى بعض الأحزاب في الدول الأوروبية. طالما أن تلك الأحزاب لا تخل بالسلم الأهلي و تعمل على وحدة الوطن و حمايته و لا تدعو إلى العنصرية أو الطائفية أو تتخذ موقفا ً عدائيا ً من أطراف خارجها لدوافع دينية أو قومية، وتؤمن بالمواطنة والمساواة والعدالة في الحقوق والوجبات، ووحدة تراب الوطن وقراره السياسي داخليا وخارجيا
2- الدعوة إلى تشكيل لجنة من السياسيين و الحقوقيين و المفكرين و المثقفين تقوم بدراسة الدستور السوري الحالي و تقدم المقترحات و المسودات و الصياغات و الأسس و المبادئ الكفيلة بإزالة كل المواد التي تشكل معوقات للحريات الشخصية و الاجتماعية و تقف سدا ً في وجه بناء النظام الديمقراطي كما يتم من خلالها تقديم مقترحات محددة تتعلق بالمسألة الكوردية و تتبنى آراء ً محددة في مسألة النص على اللغة و القومية الكوردية و حقوق بقية الأقليات القومية و الدينية. و في هذا المجال بالذات يدور جدل بين السوريين حول ما إذا كانت بنود عامة في الدستور المنشود تدعو إلى الديمقراطية كنظام و المواطنة كمبدأ و العدالة الاجتماعية كنهج كافية لتحقيق المساواة و إعطاء حقوق الأقليات و حمايتهم، أم لابد من وجود بنود محددة و نصوص واضحة ذات دلالة قانونية تكفل تلك الحقوق و تحميها.
3- إشاعة روح العملالجماعي ثقافيا وفكريا و المشاركة الفعلية لدى أبناء شعب سورية في الحراك الثوري والسياسي الدائر و السعي الجاد من قبل الجميع شباب ومعارضة لإيجاد حوامل اجتماعية شعبية تتبني الفكرالمدني الديمقراطي و تلتحق بثقافة شرعة حقوق الإنسان.



#احسان_طالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشتهي الثوب الأبيض
- الحب مرتان
- حضور
- كان في زمن الأوغاد
- مملكة الحزن
- صور ملائكة
- بكاء وضوء
- الإشكالية بين الإسلامية والعلمانية
- غياث ومطر
- فينومينولوجيا الثورة السورية 1 من 3
- الشاكيات الباكيات
- تربة مقديشو
- عيون العيد
- حماية المدنيين في سورية والسيادة الوطنية
- الرابطة الوطنية
- رؤية للتغيير : مقدمة في مفاهيم الديمقراطية والوطنية والمواطن ...
- عيون الشهداء
- نهاية جلاد
- من أين نبدأ, ملاحظات دستورية
- أكلة لحوم البشر


المزيد.....




- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الإسرائيليين الأسرى: تعرض ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بالترحيل غير القانوني إلى شمال س ...
- بسبب المجاعة.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان يرفع حصيلة ضحايا ...
- الأمم المتحدة تحذر: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا
- ارتفاع الحصيلة إلى 30.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان بسبب الم ...
- الخارجية الأمريكية تتهم مقرّرة الأمم المتحدة المعنية بفلسطين ...
- تقرير أممي: نحو 60% من وفيات المهاجرين كانت غرقا
- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الأسرى: تعرضنا للتخويف من ...
- واشنطن ناشدت كندا خلف الكواليس لمواصلة دعم الأونروا
- الهلال الأحمر: إسرائيل تفرج عن 7 معتقلين من طواقمنا


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - احسان طالب - القضية الكوردية السورية في ظل الثورة