أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سوسن أنور الجمل - أطباء ولكن















المزيد.....

أطباء ولكن


سوسن أنور الجمل

الحوار المتمدن-العدد: 3508 - 2011 / 10 / 6 - 02:07
المحور: الادب والفن
    


تخرجت فى كلية الطب وأصبحت طبيبة أطفال, تزوجت من طبيب جراح يكبرنى فى السن حوالى ثمانية عشر سنوات لم أشعر بضيق من هذا الفارق خاصة وأن ظروفنا تكاد تكون متشابهه، فنحن الاثنين من أسر بسيطة عانى أهالينا كثيرا لكى نتم تعليمنا، كما أننا ننعم بالكثير من التدين والتقوى فى قلوبنا.
سافرنا معا بعد تخرجنا إلى السعوديه لنعمل هناك لمدة سبعة عشر سنوات رزقنا خلالها بوليدن ربيناهما على حب الله ودينهم وأصبحا نور حياتنا.
رجعنا إلى مصر لنعمل فى أحد المستوصفات الملحقه بجامع بجوار منزلنا وافتتحنا عيادة مشتركه فى نفس الشارع، نسكن فى منطقه شعبيه يتواجد بها العديد من الجماعات الاسلاميه، شارع رئيسى من شوارع منطقه امبابه وأصبحنا أعضاء بارزين فى الجماعه التوحيد الاسلاميه.
كان زوجى لا يكشف إلا على الرجال المسلمين وكنت أنا أمنع دخول الرجال إلى عيادتى ولم نكن نحن أن نختلط بمن هم غير المسلمين وأعنى بالطبع المسيحيين وهؤلاء الذين يحسبون أنفسهم مسلمين وهم ابعد ما يكونون عن الاسلام أمثال شقيقى وزوجته الذان يعملان ببنوك الربا والعياذ بالله.

هم ايضا كانوا لا يحبوننا وكانت هناك قطيعه بينى وبين شقيقى الوحيد منذ زواجى الذى كان يرفضه ولكن الله وفقنى لللاختيار الصحيح، لك الحمد والشكر يارب. أشعر بضيق كلما تذكرت أخى الوحيد والضلال المبين الذى يعيش فيه، لا أعلم كيف يقبل على نفسه أن يعيش ويربى أبنائه من مال حرام، ويعيش حياة الزنادقه، زوجته سافره والعياذ بالله، وأبنائه يذهبون إلى النوادى ويخالطون الشبان.

غريب أمر أخى، رفض فرصة عمل فى أحد بنوك السعوديه وفرصة أخرى فى أحد البنوك الاسلاميه فى مصر ويصر على عمله فى هذا البنك الكافر، كيف ستقابل ربك يا أخى يوم لا ينفع إلا العمل الصالح، ماذا ستقول له يوم الحساب عن أفكارك المتحرره واتهامك لنا بالتخلف.

عندما تزوجت كنت ارتدى الحجاب وبعد زواجى هدانى الله إلى ارتداء النقاب وأنعم الله علينا بالحج لبيته أربع مرات وننتوى الحج هذا العام بإذن الله تعالى.

رجعنا اليوم إلى البيت بعد يوم مرهق فى السمتوصف ثم العياده ثم درس الدين الذى يعقده فضيلة الشيخ احمد الفضالى، شيخ جليل لا يمكن أن نفوت درس له، كان يتكلم اليوم عن أحكام الدين فى الفن عامة واشتغال المرأة بالفن بشكل خاص.

بعد ما تناولنا العشاء وصلينا وقرأنا القرآن خلدنا إلى النوم كما نام أولادنا بعد اتمام دروسهم. نسمع طرقا على الباب، ذهب زوجى ليفتح الباب، لم استطع الخروج من حجرة النوم حيث أننى لم أكن ارتدى حجابى، فتح زوجى الباب فإذا به جار لنا، مسيحى أرمل، يطلب أن أذهب معه لأكشف على طفله حيث أن حرارته مرتفعه ويشعر برعشه فى جسده وألم فى رأسه.

جارنا يسكن فى الشارع الموازى لشارعنا، لديه ولد فى سن الخمس سنوات، توفيت زوجته منذ سنتين ويعيش هو وولده وحدهما. اعتذر له زوجى عن ذهابى للكشف على ولده حيث أنه من غير اللائق أن أذهب إلى بيت رجل أعزب فى مثل هذا الوقت فقد تجاوزت الساعه الثانية صباحا، قال زوجى أن كنائسهم مليئة بالأطباء ويستطيع أن يلجأ إليهم.

ذهبنا لاستكمال نومنا فلدينا غدا يوم طويل ومرهق سوف نسافر غدا فى اجتماع للجماعه بأسيوط، اجتماع اللجنه العليا للجماعه، فزوجى عضو اللجنه العليا أما انا وبعض الأخوات فلدينا مهمة توعيه مع نساء القريه، يحتجن إلى الكثير من التوعية الدينيه وكذلك التوعية الثقافية.

كان زوجى يتقاضى مبلغا شهريا زهيدا لايتجاوز الخمسة آلاف جنيها مقابل عضويته باللجنه العليا للجماعه وكان يتبرع به بالكامل للمحتاجين من أعضاء الجماعه، أما أنا فمثلى مثل باقى الاخوات عملنا تطوعى وهذا جديد على الجماعة الاسلاميه أن تقوم النساء بأى عمل يخص الدعوه، وهو ما يتنافى تماما مع اتهام الآخرين لنا بالتمييز ضد المرأة.

تمر علينا أيامنا بصورة طبيعيه، لا مفاجآت ولا صدمات فنحن أسرة مسالمه تعمل بالخير لصالح كل المسلمين من حولنا، كانت تلاوة القرآن لا تنقطع من بيتنا وبركة القرآن تحل على منزلنا، أولادنا والحمد لله ينعمون بنعمة التدين وحب الناس وكذلك التفوق الدراسى فقد تم تأسيسهم من الصغر فى مدارس السعوديه، بارك الله على القائمين على التعليم فى السعوديه.
بعد حادثة ابن جارنا بحوالى شهرين، كان زوجى فى عيادته وفوجىء بصراخ وأصوات عاليه، خرج من حجرته ليجد حشد من الناس يحملون إمرأة صدمتها سيارة ويحتاجون طبيب لاسعافها، زوجى رجل يتقى الله فى كل أفعاله وعندما رأى المرأة وجد أنه سوف يضطر ليعرى جسدها أثناء الكشف عليها فرفض ذلك تماما خوفا من الشبهات وحمل الذنوب ونصحهم بالبحث عن طبيبه لتسعفها فورا.

لم يكن لدينا اجتماعات أو ندوات فى هذا اليوم، ذهبنا إلى البيت مباشرة بعد انتهاء عملنا فى عياداتنا، كان ابنى الصغير بالبيت يستذكر دروسه أم الابن الأكبر لم يكن بالبيت، أغلب الظن أنه إما فى اجتماع شباب خاص بالجماعه أو أنه ذهب ليشترى شىء ما وسوف يرجع إلى البيت فى غضون النصف ساعه فليس من عادات أولادنا التأخير عن البيت.

تناولنا عشائنا بحمد الله ولم يعد ابنى بعد، جلسنا كعادتنا انا وزوجى نتلو فى كتاب الله العزيز وكان زوجى يقوم بتفسير ما يصعب على فهمه، ابنى الأصغر مازال فى حجرته يذاكر، أما الأكبر ففوجئنا به يدخل علينا غاضب وثائر ونظر لى فى حده قائلا " على فكره ياماما الولد ابن الاستاذ ميلاد اللى رفضتى تكشفى عليه مات فى نفس اليوم" قلت له "قدر الله وماشاء فعل".

تحول إلى والده وقال له "والست بتاعة الحادثه اللى قلت لهم شوفوا لها طبيبه ماتت قبل ما تلاقى الطبيبه" ورد زوجى "هذا أمر الله يحيى من يشاء ويميت من يشاء هو الحى المميت والموت قدرنا جميعا".

وفوجئنا بثورة عارمه وصراخ من ولدنا " هو ده الدين؟ انتم مسلمين انتم؟ انتم ماتعرفوش ربنا، انتم مش ممكن تكونوا دكاتره، هى دى كلية الطب اللى عايزنى ادخلها؟ ده الكناس فى الشارع ارحم منكم، انتم ماعندكوش رحمه ولاانسانيه، ذنبه ايه الطفل اللى مات وهو عنده خمس سنين والست اللى سيبتها تنزف لحد ما ماماتت، انا مش ممكن اكون ازيكم " وفتح الباب وخرج وسط ذهولنا نحن الاثنين ولم يعد حتى الآن.

مر على خروج ابنى من البيت عامين، تدهورت حالتى الصحيه والنفسيه، لم أعد استطع العمل ولا حضور ندوات ولا أى شىء فى حياتى، كل حياتى توقفت، بحثت عنه فى كل مكان عند كل أصدقائه ولم أجده، لا أعرف عنه شيئا. تركت البيت بعد أن ساءت علاقتى بزوجى وذهبت لأعيش فى بيت ابى وأمى رحمهما الله، اخى وزوجته هما الذان يرعيانى ماديا وصحيا ونفسيا حيث أن كل ما أملك كان باسم زوجى، طلقنى ولم يعطنى أى من حقوقى باعتبارى ناشذ وكل أملى الآن أن أجد ابنى أو حتى أسمع عنه خيرا وخوفى على ابنى الأصغر يقتلنى خاصة بعد أن اتهمنى بالعصيان ورفض أمر الله.

"معك كل الحق يا أخى فالانسانيه أهم بكثير من التدين ومظاهره".



#سوسن_أنور_الجمل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتحولون وأنا
- ليلة العوده إلى الغربه


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سوسن أنور الجمل - أطباء ولكن