مناقشات وتوصيات مهمة لمؤتمر الفلاحين

حسن الشامي

الحوار المتمدن-العدد: 3501 - 2011 / 9 / 29 - 07:14
المحور: المجتمع المدني
    

فى اطار الحراك الذى تشهده ساحة العمل النقابى فى مصر نظم الاتحاد العام لنقابات صغار المزارعين المصريين مؤتمره الثانى بالتعاون مع نقابة الفلاحين بمحافظة بنى سويف بعنوان: النقابات الفلاحية.. طريقنا لمستقبل أفضل.

بدأت فعاليات المؤتمر بكلمة افتتاحية للدكتور أسامة بدير منسق عام المؤتمر ومستشار مركز الأرض لحقوق الإنسان أشار فيها إلى أنه بعد قيام ثورة 25 يناير والإطاحة بنظام مبارك الفاسد في 11 فبراير وإطلاق إعلان الحريات النقابية العمالية الذي أعلنه وزير القوى العاملة والهجرة الدكتور أحمد حسن البرعي في 12 مارس الذى تضمن "حق العمال في إنشاء وتكوين نقاباتهم والانضمام إلى النقابات التي يختارونها، وكذلك الاستقلال التام لنقابات العمال عن الدولة في كافة أمورها، إلى جانب حق النقابات العمالية في تكوين اتحادات فيما بينها والانضمام إلى الاتحادات الدولية دون إذن الدولة".

وعلى أثر هذا الاعلان أقدمت تيارات سياسية وفلول الحزب الوطنى المنحل ومراكز حقوقية على تأسيس نقابات فلاحية على مستوى القري والمحافظات بدعوى توحيد مصالح الفلاحين والدفاع عن حقوقهم المشتركة أمام الغير، حيث تم تأسيس أكثر من 35 نقابة بين فرعية وعامة على مستوى القرى والمحافظات، إضافة إلى إتحادين لصغار الفلاحين حتى الآن.

وشدد بدير على أن النقابات الفلاحية المستقلة غير المسيسة هى النموذج الصحيح لتنظيمات جماعية اختيارية لمجموعات من أصحاب المصالح الاقتصادية المشتركة، وتطبيقا لهذا المفهوم الصحيح للعمل النقابى قام مركز الأرض لحقوق الإنسان بتأسيس 15 نقابة فرعية بقرى محافظات الوجه القبلى والبحرى تجمعت فى اتحاد نقابات صغار المزارعين المصريين بهدف رعاية مصالح الأعضاء، وتحسين ظروف عملهم بطرق متعددة منها التفاوض الجماعى، وممارسة الضغوط على أصحاب الأعمال والحكومات والهيئات التشريعية، وصولاً إلى الاحتجاج السياسى بمختلف درجاته بداية من الوقفات الاحتجاجية حتى الإضراب الشامل، وتتشكل إدارة تلك النقابات على أسس وقواعد الديمقراطية والحرية النقابية.

وفى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تحدث دخير حسن على نقيب الفلاحين بمحافظة بنى سويف معتبرا مشكلات الفلاحين هى أجندة عمل النقابة خلال الفترة الحالية وعلى رأسها نقص مياه الرى، ومشكلات الصرف الزراعى، وأزمة الأسمدة الكيماوية التى اعتبرها تحديا كبيرا أمام النقابة مطالبا بضرورة تسليم الحصة السمادية كاملة للنقابة.

وشدد حسن على تبنى المؤتمر لهذا الطلب على اعتبار أنه طلبا مشروعا وحقا أصيلا لا يمكن التفريط فيه أو التنازل عنه أو المساومة عليه "السماد حقنا" وأكد حسن أنه سيتم ممارسة كل أشكال الضغط المشروعة وفق القانون من أجل استجابة متخذى القرار الموافقة على أن تتولى النقابة استلام حصة اعضائها من السماد كاملة وتوزيعها عليهم فى اطار من الشفافية والعدالة واحترام حقوق الإنسان.

ثم تحدث صبحى محمود عبد الجواد أمين عام اتحاد نقابات صغار المزارعين المصريين موضحا دور الاتحاد فى خدمة مصالح صغار المزارعين لاستعادة حقوقهم المسلوبة، ودعم المزارعين في مجال تسويق المحاصيل الزراعية، والتصدى لمحاولات استغلال صغار المزارعين من بنك التنمية والائتمان الزراعى والعمل على ايجاد بدائل اخرى تناسب ظروفهم الاقتصادية.

وأكد عبد الجواد على أن الاتحاد بصدد اعداد خطة عمل يمارس من خلالها الضغط على الجهات المسئولة لتحرير عقود نهائية للمنتفعين بأراضى أملاك الدولة أو الاصلاح أو الأوقاف طالما كانوا يزرعونها بأنفسهم، وتمكين العمال الزراعيين من تملك مساحات مناسبة من الأراضى المستصلحة بدلا من تمليكها للأثرياء ورجال الأعمال. كما نوه عبد الجواد إلى أن الاتحاد يسعى إلى توفير الخدمات الاجتماعية والثقافية والتعليمية لصغار المزارعين.

وفى الجلسة الأولى للمؤتمر كانت مداخلة د. محمد حلمى نوار استاذ علم الاجتماع الريفى بكلية الزراعة جامعة القاهرة ورئيس مركز بحوث ودراسات التنمية الريفية أشار فيها إلى أهمية الدور المحورى للنقابات الفلاحية فى تبنى قضايا صغار المزارعين والدفاع عنهم أما الغير لأنهم باتو يعانون من عدم العدالة فى أشياء كثيرة، الأمر الذى أضر بهم وبمصالحهم على الصعدين الاقتصادى والاجتماعى.

وأوضح نوار إلى الادوار الأصيلة والهامة التى يمكن أن تساهم النقابات الفلاحية فيها ومنها وضع أنظمة التأمين ضد مخاطر الزراعة، والتأمين الصحى والتضامن الاجتماعى.

وشدد نوار على أنه لا ينبغى أن يكون هناك ثمة صراعا بين مثل هذه النقابات الوليدة وبين كيانات اخرى قائمة بالفعل مثل التعاونيات الزراعية، فكل منهما له دور يزيد من فرص الزراعة الآمنة والحياة الكريمة لصغار المزارعين.

وأكد نوار على ضرورة استقلالية النقابات الفلاحية، والمصالح المشتركة لأعضائها فقط هى الرابط الحقيقى والأصيل الذى يوحد صفوفها ويقوى عزيمتها ويجعلها قادرة على التأثير فى صناعة السياسيات الزراعية التى تدعم حقوق صغار المزارعين وتجعلهم على رأس أولوية كل استراتيجية زراعية مقبلة.

وفى الجلسة الثانية تحدث د. كمال النجار باحث أول بمعهد بحوث الإرشاد الزراعى والتنمية الريفية عن كيفية اكتساب مهارات الاتصال الفعال ودوره فى المناصرة وكسب التأييد لنقابة الفلاحين، مؤكدا على أن دور النقابة وتحقيق مصالح اعضائها لن يأتى الا من خلال الزيادة المستمرة فى عدد اعضاء الجمعية العمومية لها، مما يمكنها من التواصل الفعال والتأثير على متخذى القرار وصناع السياسيات الزراعية بشأن اعتبار صغار المزارعين فى بؤرة الاهتمام والمراعاة.

وهذا وقد تركزت مداخلات الحضور من الفلاحين على ضرورة سرعة حل المشكلات العاجلة، ووضع جدول زمنى فى اطار خطة تضعها النقابة للتواصل مع المسؤولين، وممارسة كل أشكال الضغط بشكل تدريجى لكى يستجيب المسؤولين فى التعامل مع تلك المشكلات سواء كانت اقتصادية زراعية أو صحية أو تعليمية أو قانونية بالقدر الكافى من الاهتمام والحل السريع الذى يعود على صغار المزارعين بحياة كريمة.

يذكر أن اللواء أحمد عيطة رئيس مركز ومدينة الفشن حضر نائبا عن محافظ بنى سويف ومعة لفيف من قيادات الزراعة بالمحافظة الذين أكدوا جميعا خلال مداخلاتهم عبر جلسلت المؤتمر على التبنى الكامل لكل هموم ومشكلات صغار الفلاحين أعضاء النقابة، وسرعة الاستجابة لمطالبهم والعمل على حل كل مشاكلهم بناءا على تعليمات مشددة من المحافظ بضروة التعاون والنسيق الكامل مع نقابة الفلاحين وحل مشاكل اعضائها بشكل عاجل وبما يحقق المصلحة العليا للوطن.

حسن الشامي
رئيس الجمعية المصرية للتنمية العلمية والتكنولوجية
[email protected]

#حسن_الشامي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل