أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هدى حاجي - رسالة الى أبناء قراد الخيل :العبيد الذين استكانوا لعبوديتهم














المزيد.....

رسالة الى أبناء قراد الخيل :العبيد الذين استكانوا لعبوديتهم


هدى حاجي

الحوار المتمدن-العدد: 3497 - 2011 / 9 / 25 - 22:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




أكاد أشك أن ذلك الشّعب العظيم الذّي خرج من قمقم القهر كمارد المستحيل و قال لا للطاغية و هو يغريه بآلاف مواطن الشغل ..أكاد لا أصدق أنه هو ذاته من يمدّ يده السفلى اليوم لعصابات الأحزاب المافيويّة النجسة التّي تلوّث أجمل لوحة حريّة رسمتها بندى الطّهر و بالدّماء الزّكية أرواح الشّهداء

هل هؤلاء ذاتهم هم من أسمعوا العالم بأسره ملحمتهم الخالدة : "خبز و ماء و بن علي لا

يومها فتحوا شرفات ليل وطننا العربي الأعمى على شمس الحرية و انطلقت من زنازينها ملايين العصافير

كان أجمل درس كتبته أنامل ثورة سلمية راقية .. قرأه العالم بعيون الدّهشة و حفظته ألاف الحناجر العربيّة المقهورة فغنّت نشيد الكرامة بصوت واحد لتهدّ باصرار لا ينكسر عروش المستبدّين

هل هؤلاء هم ذاتهم من نراهم اليوم يبيعون ذممهم بالمال السياسي القذر ؟ يسيرون قطعانا الى حتف كرامتهم تسوقهم أطماعهم الماكرة الى الانخراط في صفقات مشبوهة تذبح فيها الضمائر الحرّة النزيهة في مآدب بيع الأصوات الانتخابية و شرائها

أكيد أن من يجرمون هذا الجرم المرير في حّق تونس هم ذاتهم من سخروا من اعتصامات القصبة و من تشدّقوا بحكمة الإفك عن أصوات الأغلبية الصامتة التي لم تقهرها سنوات الجمر و قهرت باعتصامات الأقلية "الثرثارة " التي تهدد أمن و اقتصاد البلد..

هذه الأغلبية "الوطنية " جدّا التي احترقت أفئدتها حسرة على ركود الاقتصاد و اكتوت ضمائرها لخساراتنا اليوميّة من استيطان شباب "ضال " للقصبة هي التّي لم تنبس عقدين و نيّف ببنت شفة لنهب عائلات سرطانية تمتص دم الشعب لكنها خرجت مستاءة في اعتصام القبّة الشهير للإحتجاج على هؤلاء "المستهترين "الذّين يدفعون بالبلاد إلى التّهلكة و هم الحاهلون بمصلحتها و لا يقدرون العواقب الكارثية لتعطيلهم للمصالح الحيويّة و هم يتصدّون لبقايا النظام ..بقايا النظام المافيوزي التي طلعت علينا بمشاعل الثوريّة و تنكرت في عباءة الوطنيّة كي تخفي جلد الذئب فيها و تخاتل حملان الّشعب الغرّة التي انطلت عليها المؤامرة حتّى عرّت عن أنيابها في التصدي للاحتجاجات و المظاهرات و كشفت وحشيّتها الضّارية في الفتك بالاعتصامات التّي أصاب فشلها الثورة في مقتل

تلك الأغلبية الصامتة اللّعينة نوعان: زمرة من حاشية النظام البائد و المتمعّشين من فساده و هي براغيث تعشّش في جسد البلد تمتصّ دمه و تتغوّل على حساب الشّعب

و سواد أعظم من العبيد الذين استكانوا لعبوديتهم لا يعنيهم أن تعلّمهم كيف يصطادوا السّمك ليقتاتوا من عرق جبينهم و يعيشوا بعزّة و كرامة بقدر ما يعنيهم ان يغنموا سمكا يطعم سغب ليلتهم فاليوم خمر و غدا أمر و هؤلاء يبيعون ذممهم بمائتي دينار و خلاص حساب عطار الحي و فاتورة الكهرباء و الماء .. هو وعد بالبيع و عقد سري بتوفير أربعة أصوات ..بغاء سرّي بالحرية و اشتغال مهنة القوّاد الذي يوفر هذه المرة اصوات الناس بدل توفير أجساد المومسات كي تفوز هذه المواخير الحزبية في انتخابات المجلس التأسيسي هي و القائمات المستقلّة التّي تناسلت منها كما الديدان

هل نسمي هؤلاء الرّعايا مواطنين .. هل هم مشدودون من أمعائهم حقّا و ضحايا الفقر و التهميش ؟ أم هم الانتهازية التّي تسير في طريق معبّدة بدماء الشّهداء و بصرخات ليل المعذّبين في زنازين الطاغية

اعتقد أن الفقر ليس هو الكافر الذّي علّمهم ان يخونوا ثورة شعبهم فالحرّة تجوع و لا تأكل بثدييها لكنّها الخساسة و الضعة المتأصّلة في ذممهم ..خساسة جعلتهم يخرّون عبيدا لبن على عقودا و يسيرون في ركبه هاتفين زورا و بهتانا بأفضاله و معجزاته .

هؤلاء العبيد المناكيد هم ذاتهم أولئك المناشدين و المهلّلين و المطبّلين و المزمّرين الذّين لفّوا أكتافهم بالشّالات الحمر و الرّايات البنفسجيّة و ظلّوا كالجراد ينهبون خيرات البلاد تحت يافطات الولاء لصانع التغيّر و شعارات اللّصوص الذّين سرقوا أحلامنا و ثروات بلادنا

نفس أولئك العبيد أحبّوا عبوديّتهم و ما استكنفوا عن الفتات فمتى كان العبيد يطعمون من الموائد الفاخرة ؟؟

هؤلاء الذين احترفوا نخاسة الضّمائر مازالوا يبيعون الوطن و يولون وجوههم الصّفيقة شطر مستبدّين جدد هم من يصنعونهم و هم من يمنحونهم رقابهم الذّليلة مقابل غنائم لا تغني من فقر.

أيها العبيد القدامي المتجدّدون انّكم أنتم من تعيدوننا إلى أغلال الدكتاتورية ..أليس في وجوهكم ماء الحياء..؟؟ ألا تخجلون من دماء الّشهداء التي روّت طين كل شبر من ثرى تونس.. ؟؟ كيف تبيعون أحلام أبنائكم و غدهم المشرق بعاهة غبائكم المعتاد ..

أيّها المنافقون و الآفاقون و اللّصوص الصّغار: ستظلّون دائما لاعقي أحذية و تظلّون دائما تتمسّحون على أبواب السّلاطين و أنوفكم معفرة في طين أقدام الطّغاة التّي تدوس كرامتكم ..

أيتها الدّاصة و الدّهماء و الرّعاع : أنتم من رسمتم بخنوعكم سلاسل قيدكم الأبدية .. لكنّنا لن نسمح لتواطئكم الخسيس أن يجرفنا الى نفق الإستبداد المظلم مرّة أخرى ..

سنفضح صَغاركم و حقاراتكم و سنـتصدى لانتهازيتكم المقيتة و نكنس درب الحريّة الأخضر من نفايات تجارتكم الخاسرة كي ننحت بأقلامنا الحرّة و أصواتنا الواثقة و ضمائرنا الحيّة دولة مواطنة حقيقيّة..

سننحت أسوارها العالية على رفات ذممكم القميئة و لو بدمنا يا أبناء قراد الخيل




#هدى_حاجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة المعتصمين بحبل الثورة الي النّخب السياسيّة المتكالبة ع ...
- رسالة لجرحنا المغدور بخنجر أخويّ : لو أحبّ إخوة يوسف يوسف


المزيد.....




- بجانب تكساس.. فيضانات مفاجئة تضرب ولاية كارولينا الشمالية
- مصر.. حريق في سنترال رمسيس وسط القاهرة وتأثر خدمات الاتصالات ...
- بلغاريا: البحث عن الفهد الأسود يتسبّب بخسائر مالية وقطاع الس ...
- تأسيس -حزب أمريكا- يعمّق الأزمة بين ماسك وترامب والرئيس يقول ...
- حرائق سوريا.. صور وفيديوهات من حرائق اللاذقية، ما هي مناطق ا ...
- ضربات إسرائيلية على اليمن تستهدف موانئ حيوية وسفينة -جالاكسي ...
- -المهاجر البطل-.. إنقاذ يخطف الأنفاس لعائلة من شقة محترقة في ...
- ترامب وماسك.. -إنه سخيف- دونالد ترامب ينتقد إطلاق إيلون ماسك ...
- واشنطن تلغي تصنيف جبهة النصرة كـ-منظمة إرهابية-، فماذا نعرف ...
- واشنطن تشطب جبهة النصرة من قائمة الإرهاب، لماذا الآن؟


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هدى حاجي - رسالة الى أبناء قراد الخيل :العبيد الذين استكانوا لعبوديتهم