أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى حاجي - رسالة لجرحنا المغدور بخنجر أخويّ : لو أحبّ إخوة يوسف يوسف














المزيد.....

رسالة لجرحنا المغدور بخنجر أخويّ : لو أحبّ إخوة يوسف يوسف


هدى حاجي

الحوار المتمدن-العدد: 3400 - 2011 / 6 / 18 - 21:53
المحور: الادب والفن
    


رسالة لجرحنا المغدور بخنجر أخويّ

سلام على هذا البلد الممتدّ على خاصرة البحر الابيض المتوسّط كسيف يمانيّ

هل ستضئ لؤلؤة الحريّة جبين الوطن العربيّ ؟.. الحريّة هذه الأيقونة النديّة التي توقّدت في وشاح الصّبح من صدفة دكتاتوريّة . لكم أخشى أن تظلّ منسيّة كياطر مقيم في غياهب ظلمة أعماق لا تعرف الشّمس

سلام للّذين دكّت خيول هتافاتهم الأبيّة حصون العرش الآسن و هزت أركانه الواهنة . سلام الورد لأكفهم الملوّحة ترسم ملحمة الرّحيل الكبير رحيل سلالة الطّغاة الذّين سرقوا عناقيد الحياة أحقابا و أحقابا

في ذلك النهار كان العالم يرصد بذهول تفتّح أجمل زهرة كونيّة و كان التّاريخ يكتب بأنامل الدّهشة أسطورة القرن .

كاميرا المفاجأة نقلت لكل شاشات العالم كرنفالا بشريا يتماوج بسمفونية :"ارحل ".تعالى هدير الهتافات كنوافير تراتيل خرافيّة تهمي من قباب الغيب تتلألأ بتوق مزلزل تخشع له الضمائر الحرة و تغتسل فيه القلوب الصّادقة التّي يهفو بها دفق الاصرار حتّى لتكاد تضئ بارادة الحياة من المتوّسط شمالا الى النيل وانهار عدن و البحرين و الشّام جنوبا . هدير غليانها يكسر القيد عن كل المعاصم التي أدمتها زنازين القهر في هذا الوطن العربيّ النّازف من وريد الاقتتال الى شريان الجوع الكافر . جوع يطوي الأمعاء و العقول في فكّه المظلم .يفترس كلّ فراشات الضّوء و يحنّطها في كفّه التّي تغزل الكسل ملاءة لسباته الدّهريّ.

أعراس الحريّة كانت دمويّة و رائحة اللّحم البشريّ كانت شهيّة في مطاعم الساسة القدامى و الجدد و ملامح السغب بدت مفضوحة .ضوء شموع موائدهم مسروق من قبس أحلام الفقراء و نبيذ عشائهم الفاخر من عرق سواعد الكادحين ..اللّحم البشريّ المفتّت في شوارع طرابلس و درعة و صنعاء كان هو ذاته اللّحم الذي مزّقته القنابل العنقوديّة في غزّة و في جنين و هو نفس اللّحم الذي فرقعته عبوّات ناسفة في بغداد ..

الشهداء أغمضوا أجفانهم مبتسمين بعد أن أهدوا أرجوان دمهم لربيع وطن محتمل . ما فكروا ساعة سحبوا خُطوهم من موتنا المُعلن الاّ في غاردينيا ميلادنا المنبثق من طينة أكفانهم . و ما دروا لحظة انصرافهم لنومهم النبيل أنهم حملوا الينا في فراش ترقّبنا المدلّل قهوة ممهورة بعطر الكرامة و فطيرة مضمّخة بعسل الحبّ

يا لوجوهنا الصّفيقة التّي جّف فيها ماء الحياء.. أليس من المخجل أن نتخيّل الشّهداء يعودون ليشاهدوا ضمور ضمائرنا و يروا عجائب دسائسنا السرية و مؤامراتنا الماكرة و أحقادنا الدفينة التي تربت في كنف القبيلة و رضعت حليب العصبيّة و تعلّمت في كتاتيب الوثوقيّة ؟ كلّ يركب قاطرة مآربه يلاحق طرائد أمله المعلّقة في مركبات الغيم و يحاول أن يلفّها بعباءته الأيديولوجيّة و ليس مهما إن كانت مهترئة أو ضيّقة و لا ضير أن ينفخ فيها من ريح رؤاه التي لا تبصر غير ما تريد ان تراه . فيشتدّ تلبّد سمائنا و لكنّها لا تمطر غير غبار الكره و صدأ الضّغينة و أضغاث الأوهام و لا تهبّ على وادينا الذّابل غير رياح الفتنة و التّناحر تحرق الأخضر و اليابس .الكلّ يتعملق في أناه و يكره كل ما عداه .و الكلّ يعلّق أخطائه على مشجب الآخرين و لا يرى جحيم خطاياه تماما كالنّاقة العشواء لا ترى سنامها . الكلّ يفصّل الوطن على مقاسه و ينتعل الوطنيّة حافيا من كل أبعادها و كأنّ لولاه ما أشرقت شمس و لا أضاء قمر و لا استدارت في سنبلتها حبّة قمح .لا شئ غير عباءة رؤاه بمقدورها أن ترتدي جسد الوطن الذي ضاق بجراحه ..بلد كالحمل السّمين تتنازعه الذّئاب المتوثّبة من الشّرق و الغرب . و من الدّاخل يتربص إخوة يوسف ما همّهم غير ذواتهم .ليس يعنيهم إن كان الجلّاد سينقدهم ثمن الخيانة بالدّولار أم باليورو . و ليس مهما أن تباع أرض أم عرض أو هويّة . و ليس عجيبا أن يلبس جسد البلد النّازف عباءة نسجتها غربان الجهل و خفافيش الظّلام في دهاليز تقوقعها لتقطع الطريق على عقبان غربية أدمنت منذ معاهدة سايكس بيكو مّص الدّماء العربيّة و لعق الجرح المغدور بخنجر أخويّ

لو أن إخوة يوسف أحبّوا يوسف في الجهر و في السّرّ و ما تكاذبوا بشعارات شرقيّة و لا غربيّة من أجل الكراسي الذّهبيّة .كان الوطن يتّسع لكلّ رؤاهم .و كانت الشّمس تغزل كل ألوانهم و أطيافهم في عباءة بلد أمين يحميهم من القرّ و من الهاجرة . لو أنّهم تسامحوا و ما تعصّبوا لو أنّهم تحاببوا و ما تنابزوا لكان أبرهة الأشرم انكفأ خاسئا ترميه قلوبهم النّاصعة بحجارة من توحّدهم و بجمر من تآزرهم..آه يا يوسف لو أنّ لإخوتك قلوبا أكثر اتّساعا من ثقب ابرة فالوطن أرحب و يتّسع للجميع



#هدى_حاجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى حاجي - رسالة لجرحنا المغدور بخنجر أخويّ : لو أحبّ إخوة يوسف يوسف